أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد كعيد الجبوري - إضاءة للمتسولين!! فرصة للإستثمار














المزيد.....

إضاءة للمتسولين!! فرصة للإستثمار


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 01:03
المحور: حقوق الانسان
    


إ

يرسم الشاعر الحلي ( موفق محمد ) صورا جميلة ساخرة ومتبرمة وهو يرى نفسه ميتا ، ويشيعه أصدقائه لمثواه الأخير ، وفي الليلة الأولى لموته يزور الشاعر ( موفق محمد ) الشهداء القديسين كما يسميهم ويراهم يفركون راحتهم ندما لتربع ( شعيط ومعيط ) على صدورنا ، ويقول لهم ،
( طبتم موتا ...
فما زال أطفالكم يشحذون في الإشارات الضوئية ..
والحكومات تسميهم شموخا ...
أطفال الإشارة ) .
الحلة الفيحاء رابطة العقد لمحافظات الوسط والجنوب ، ومن يتسنى له زيارة محافظة بابل وهو يمر عبر طرقها المؤدية لمبتغاه سيلحظ الكثير من النسوة والصبية والشيوخ وهم يستعطفون أصحاب السيارات المارة بعبارات ذليلة ليعطونهم ما تيسر من المال على طريقة ( الكديه ) ، ونحن أبناء المدينة تطرق أبواب بيوتنا في اليوم الواحد أكثر من مرة للغرض نفسه ، وأعتقد أن مسألة التسول ليست في الحلة أو العراق وحده ، بل هي آفة تطال أغلب بلدان العالم ، ونذكر كيف عالج الفنان ( عادل إمام ) هذه الآفة المجتمعية من خلال فلم ( المتسول ) ، والغريب في محافظة بابل أنها تستقطب المتسولين من خارج المحافظة وهذه ظاهرة غريبة على المجتمع الحلي ، ونحن نقرأ أو نشاهد عبر الفضائيات العراقية وغيرها أن محافظات العراق قد وقعت عقودا استثمارية مع شركات أجنبية وعربية كثيرة لتعزيز وبناء البنى التحتية لتلك المحافظات العراقية ، ولا أنكر أن محافظة بابل قد وقعت مثل هذه العقود الاستثمارية بنسبة تقل كثيرا جدا عن زميلاتها محافظات العراق ، وأغرب هذه العقود عقدا أراه وهميا وقعته محافظة بابل مع هؤلاء المتسولين ، وإلا فمن أتى بهذه الأعداد الكبيرة من المتسولين ليشحذوا في مدينة الحلة ، وأن كان ما أدعيه خطأً فمن سمح لهؤلاء الشحاذين أن يجوبوا شوارع وأزقة محافظة بابل ويطرقون أبواب بيوتها ومساجدها وجوامعها طلباً للرزق غير المشروع ، ولم لا يتخذ إجراءا رادعا لمنع المتسولين طالما أن القانون يمنع التسول ويحاسب ويعاقب عليه ، سألت أحد المتسولين قائلا له لم لا تجد لك عملا يناسب قدراتك وشهادتك أن وجدت ؟ ، أجابني أنا أعمل وهذا هو عملي ، وأراه عملا مشروعا ، وأنا أفضل بكثير من السياسي الذي سرقني وسرق أموال الناس وتركنا نتسول في شوارع البلد ، وحقيقة لم أستطع أن أحاوره أكثر من ذلك ، وتذكرت حادثة وقعت لأحدهم أيام خلافة ( المأمون العباسي ) وقد سرق مالا فحكم عليه بقطع اليد ، وكان السارق ملتحيا دلالة على التعبد ، فسخر منه المأمون وقال له أما تستحي على هذه الشيبة وأنت تسرق أموال الناس ؟ ، فأجاب السارق خليفته قائلا أنت علمتني السرقة ، قال له المأمون كيف علمتك السرقة ؟ ، أجاب السارق أنت سرقت بيت مال المسلمين قبلي فتعلمت ذلك منك ، قال الخليفة أقطعوا يد السارق ، قال السارق أنت لا تستطيع قطع يدي لأنك عبد لي ، قال المأمون أنا عبد لك ؟ ، قال نعم أبوك ( الرشيد ) وقع على أمك ( مراجل ) وهي أمة أشتراها أبوك من بيت مال المسلمين ، وأنا أحد هؤلاء المسلمون ، فأن أعتقك المسلمون فأنا لا أعتقك – راجع الطبري والمسعودي بترجمة حياة المأمون العباسي - .
ما أوردته من معلومات عن التسول ليس من عندياتي وإنما استقيته من إحصائية جميلة أستطلعتها قائم مقامية قضاء الحلة التي أفادت بوجود (2910 ) متسول موزع على ثلاثون منطقة من قضاء الحلة كما نشرت ذلك جريدة الفيحاء الحلية بعددها 355 في 42 / 8 / 2011 م ، والعدد أكثر بكثير مما أوردته قائم مقامية الحلة ، وأكثر أيضا لو أجرينا مسحا للمتسولين في عموم محافظة بابل ، ولو افترضنا قيام شبكة الرعاية الاجتماعية بواجبها الإنساني وحجب معونة الرعاية عن الكثير من موظفي الدولة الذين تجرئوا على أخذ مال سحت كرعاية اجتماعية لقل عدد المتسولون كثيرا ، ويحلو لي الآن أن أدعوا كافة متسولي العراق لشد الرحال لمحافظة بابل فأنها مرتع خصب للتسول ، للإضاءة ... فقط .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( ومن طلب العلى سهر الليالي )
- إضاءة ( بطاقة عيد )
- ( وظلم ذوي القربى )
- (طوبه أتقاذفوها )
- ( دنيه وعسرت )
- إضاءة ( أشوكت تنهز الشوارب )
- إضاءة ( والنواطير النشامه )
- إضاءة لست محاميا عن ( توفيق الياسري )
- إضاءة الخلاص من المأزق
- إضاءة ( رمضان كريم )
- الترشيق الوزاري والكهرباء الحضاري
- الختان وأيام زمان
- وداعاً رحيم ........... صبراً يا عراق / مهداة الى الشاعر الو ...
- تقصى الحقائق
- ( رحمك الله يا قاسم )
- موال أبن الشعب
- تصحيح بقصيدة ( روحي هامت )
- شكرا
- السيد النجيفي و ( عذره أنكس من فعله )
- شئ عن ثورة العشرين وأهازيجها الشعبية ( 3 -3 ) القسم الأخير


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد كعيد الجبوري - إضاءة للمتسولين!! فرصة للإستثمار