أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - العرب وأسئلة ما بعد الثورات














المزيد.....

العرب وأسئلة ما بعد الثورات


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نرى جميعاً اليوم مظاهر احتقان تسود الشارعين المصري والتونسي، وهذه المظاهر انتقلت بسرعة كبيرة وأحدثت شرخاً في العلاقات الاجتماعية بين شرائح المجتمع المصري والتونسي تمثلت ببروز احتقان طائفي ومناطقي بشكل يؤشر عن حالة كان البعض يتخوف من حدوثها بهذا الشكل السريع وما سيتركه من آثار وتشوهات على مسارات البناء الديمقراطي للبلدين.
وهذه الحالة تذكرنا بما تعايشنا معه في السنوات الماضية في العراق حين تغلبت الهويات الفرعية على الهوية الجامعة من جهة ومن جهة ثانية تداخلت الأجندات الخارجية مع الإرادة الوطنية،مما جعلنا نهرول بإرادتنا صوب الخيارات الفاشلة والصعبة والتي أوصلتنا لشفى الحرب الأهلية دون أن نسمح لأنفسنا أن نسأل ما نفعل هو الصحيح أم الخطأ ؟ وإلى ماذا سيقودنا؟
وأحد أبرز الأسئلة التي كان يجب أن نطرحها على أنفسنا منذ عام 2003 هل من الضروري أن نمتلك جميعاً ثقافة واحدة رغم تنوعنا؟ لا أدري كم منا وجه هذا السؤال لنفسه في السنوات الماضية ؟ ربما بعضنا أدرك هذا وتعامل على إننا في مجتمع تتعدد فيها الثقافات والقوميات والديانات، وبالتالي فالاختلاف لا يعني بالضرورة الانقسام والاقتتال والتناحر على أعمدة الصحف في أدنى درجات التناحر،رغم إن تناحرنا واقتتالنا ملأ الشوارع والمدن وتحولنا إلى كانتونات ضاقت بنا،فلم تتسع لنزوات البعض في رفض الآخر وتكفيره وفق العناوين التي دخلت ذاكرتنا عنوة لتؤكد وجودها لفترة من الزمن كانت كفيلة بأن تصنع بعض التصدعات في البناء الاجتماعي.
لهذا كانت الخيارات أمامنا محدودة بحكم ذهنيتنا التي لم تستوعب ما جرى وابتعدت عن منطق العقل، فكان محدودية الخيارات تكمن أما وحدة الثقافة وشموليتها وكأننا نستنسخ تجارب الماضي أو الاقتتال دون أن نمنح أنفسنا البحث عن خيار ثالث هو التنوع البعيد عن الانقسام والاحتراب، لهذا لم نسأل أنفسنا هل من الضروري أن تتوحد ثقافتنا ؟ والسبب بأننا انتقلنا من مرحلة إلى مرحلة دون أن نسعى لأن نعترف بالآخر المختلف عنا،وهذا الانطباع لم يكن مقتصراً على الجانب الثقافي بقدر ما إنه ابتدأ سياسياً،وبالتالي علينا أن نعترف بأن السياسية هي من تنتج الثقافة وتُسيرها بالاتجاهات التي تريدها، والسبب في ذلك يكمن بأن ما حصل في العراق لم يكن بفعل عوامل مجتمعية هيأت الظروف الملائمة للتغيير في العراق،بقدر ما كان التغيير بحد ذاته محل اختلاف الجميع وحسب الزاوية والرؤية التي ينظرون من خلالها للحدث في أبعاده الثقافية والسياسية والاقتصادية.
ومن هنا لم يكن أمامنا إلا أن نجعل من التنوع عبء علينا جميعاً دون أن نفكر بأن نجعل هذا التنوع الثقافي والفكري مصدر قوة لنا، وهذه ليست خطيئة المثقف بقدر ما هي خطيئة السياسي عبر العقود الماضية وحتى السنوات الحالية منها والتي تجعل من مصالحه أحياناً كثيرة يوحدنا وتارة يفرقنا لعناوين ثانوية يخترعها هو، وننفذ نحن بشعور منا أو بدون شعور، لأن المثقف في العراق كما في باق الدول العربية لم يصل بعد لمرحلة تسويق الأفكار وإنتاج المجتمع ، بل لازال الكثير من مثقفينا يمارسون دور الظل للسياسي ، فلا هم ينتجون ثقافة ، ولا يًكونون رأي سياسي من شأنه أن يمنحهم دوراً مهماً، ومن شذ عن هذه القاعدة ومارس دوره الحقيقي في ترسيخ قيم التنوع واحترام الرأي والرأي الآخر تُكال له شتى التهم .
تلك هي خطيئة النظام السياسي الشمولي الذي سعى لعقود طويلة لأن يتجاهل التنوع ، حتى وجدنا أنفسنا في لحظة تهاوي هذا النظام السياسي نعود لجذورنا ولكننا للأسف الشديد لم نستطع التعايش معها إلا بعد أن قدمنا ما قدمناه من ضحايا وصنعنا بأيدينا بعض التشوهات التي لا زالت آثارها موجودة في ذاكرتنا.
السؤال الذي رفضنا أن نسأله لأنفسنا منذ سنوات هل من الضروري أن نمتلك ثقافة واحدة؟، نجده اليوم مرفوضاً هو الآخر من قبل أبناء مصر وتونس وسيكون مرفوضاً في اليمن وسوريا وليبيا بعد التغيير ، السبب يكمن في ذات الأسباب التي جعلتنا نتجاهل السؤال ونصم آذاننا عن سماع الإجابة.
لقد تناسى أبناء مصر وتونس بأنهم عاشوا شمولية رسخت في دواخلهم مفاهيم خاطئة نحو الآخر، وباتوا الآن محكومين بهذه المفاهيم ولا يستطيعون مغادرتها بل يجنحون لحرب ضروس قد تلتهم الجميع، رغم إن التغيير الذي حصل في تونس ومصر هو نتيجة حراك مجتمعي كان هدفه الأول الحرية والديمقراطية وتأسيس دولة المواطنة ونفض غبار التهميش والإقصاء والظلم ، لكننا نجد اليوم بأن البعض يمارس ذات الفعل الذي ثار لأجله وأنتفض، والسبب لأنه لم يسأل ذات السؤال الذي حرمنا أنفسنا منه في لحظة من أشد اللحظات التي ينبغي أن نسأل أنفسنا أسئلة كثيرة لكي نتفادى الخنادق الضيقة جداً ، هذه الخنادق التي يدخلها أبناء مصر بإرادتهم وتحت عناوين ثانوية أيضاً.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لقانون وزارة التربية
- أية مبادرة ننتظر ؟
- المشهد العربي والمشهد العراقي
- هل ينتقل العرب من الثورية للعلمانية
- الجهل نور والعلم ظلام
- ويسألونك عن الفيسبوك
- سيناريوها المنطقة القادمة .. الفوضى بديل للشمولية
- لا تستنسخوا تجربتنا
- الكرسي الدوار
- النظام العربي والأفق الضيق
- ياسمين تونس
- شكرا تونس .. ستظلين خضراء
- انتصرنا جميعا
- مذكرات السياسيين وكتابة التاريخ
- من يتفاوض نيابة عن العراقية؟
- محو الأمية من جديد
- لا تكتبوا مذكراتكم .. قدموا اعتذاركم
- جديد الجامعة العربية
- العلمانية بين النقاش والتطبيق
- مأزق تشكيل الحكومة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - العرب وأسئلة ما بعد الثورات