أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - هدية إسرائيل لجنرالات مصر















المزيد.....

هدية إسرائيل لجنرالات مصر


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 17:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعض آلام خفيفة أخذتنى من سرير الفحص الطبى فى عيادة، إلى غرفة العمليات فى مستشفى، لأجد نفسى، فى نهاية المطاف، مقيدا بالبلاستر الطبى يلف جسدى.
أكثر من أسبوعين لم أكتب كلمة، لكننى لم أتوقف عن متابعة ما يجرى رغم تحذيرات طبية من خطورة الجلوس طويلا أمام هذا الجهاز السحرى الذى ينقل العالم بين يديك وأنت فى سريرك.
***
لو أن إسرائيل تورطت الآن بأى عمل أحمق على الحدود السورية لكانت تلك أعظم هدية تقدمها لصديقها اللدود بشار الأسد، تنقذه –ولو مؤقتا- من غضبة شعبه الثائر، حيث سترتفع الأصوات عندئذ مطالبة بالالتفاف حول القيادة السورية فى مواجهة العدو الصهيونى. وليس لدى أى شك فى أن آلة الإعلام الرسمى السورى كانت سوف تحسن استغلال الفرصة، ويعلو (نضالها الصوتى) ضد (العدو التاريخى للأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، وقائدها الملهم القائد الضرورة بشار الأسد). وليس عندى أى شك فى أن (القائد الضرورة) بشار الأسد كان سوف يدلى بعدة تصريحات عنترية فى مواجهة العربدة الصهيونية.
لسوء حظ طبيب العيون المحاصر الآن من شعبه أن هدية تل أبيب لم تصله، بل سقطت فى حجر جنرالات المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مصر، الذين التزموا صمتا مطبقا، ربما اكتفاء بإنجازاتهم التاريخية فى تحرير ميدان التحرير من فلول المصريين، ومطاردة الشعب المصرى بمحاكم عسكرية، لن تكون أسماء محفوظ وهالة أبو بكر ولؤى نجاتى آخر ضحاياها.
اختفى اللواء ممدوح شاهين الذى لم يكف عن ملاحقة وسائل الإعلام حرصا على (مصلحة الوطن)، وتوارى اللواء حسن الروينى الذى يبذل من الجهود ما يفوق طاقة البشر فى مطاردة (أعداء الوطن) من «6 أبريل» إلى «كفاية»، ولم يعد أحد يعرف أين ذهب أصبع اللواء الفنجرى الذى يبدو أنه متخصص فى تهديد المصريين فقط، بينما كانت آخر إنجازات سيادة المشير شخصيا هى التكرم بالعفو عن أسماء محفوظ ولؤى نجاتى، والذى تزامن، ويا للحظ، مع العربدة الإسرائيلية على حدودنا، فامتد الكرم الحاتمى ليشمل الصهاينة، برفض قرار مجلس الوزراء سحب السفير المصرى من تل أبيب، دون أن يجرؤ أى منهم على أن يطلب من ذات السفير الامتناع عن حضور إفطار دعا إليه أحد جزارى الصهاينة فى القدس المحتلة بعد ذلك بأيام قليلة.
أعرف أن الجنرالات اختفوا خجلا مما ارتكبوه بحق شباب مصر الذين تظاهروا أمام سفارة العدو يوم 14 مايو الماضى، وبعضهم يقضى عقوبته فى السجن الحربى، لكننى لم أكن أتصور أن الجنرالات لا يجيدون حتى (نضال الكلمات) الذى ربما كان كافيا لتجميل صورتهم، ربما نسيت أنهم خريجو مدرسة مبارك.
***
لست من الداعين إلى شن الحرب الآن وفورا على العدو الصهيونى، لكننى لست من المذعورين منها فيما لو وقعت. كما أننى أتصور أن إسرائيل هى الطرف الذى يجب أن يكون حريصا على تجنب الحرب الآن، ليس لأن موازين القوى فى غير صالحها، فهذه مسألة لا أدعى أننى على علم بها، لكن لأن الحرب ليست فقط قوة عسكرية، بل هى أولا وقبل ذلك موازنات سياسية (الحرب أخطر من أن تترك للعسكريين)، وعصر الربيع العربى يدق جرس إنذار فى تل أبيب يجبرها على ضرورة تجنب أى عمل عسكرى واسع الآن، فأية حماقة عسكرية ضد مصر الآن سوف تفرض الربيع العربى فى كل العواصم، وتطيح بأصدقاء إسرائيل، من هؤلاء الصامتين فى مملكة آل سعود وجيرانه الخليجيين، إلى أولئك (الحنجوريين) فى دمشق الممانعة، وهو ما لا تحتمله ولا تريده، لا تل أبيب ولا واشنطن (كل التصريحات الرسمية الإسرائيلية والأمريكية تؤكد ذلك). ولن يكون مثيرا للدهشة أن نعرف أن (الأشقاء) الخليجيين، وخاصة (الشقيقة الكبرى)، قد أصابهم الرعب مما أسفرت عنه العربدة الإسرائيلية على حدودنا، أعنى على وجه التحديد الغضب الشعبى المصرى ضد أصدقائهم فى تل أبيب.
والأرجح أن تلاميذ مدرسة مبارك فى ابتلاع الإهانة، لم يحسنوا قراءة الصورة، أو ربما أصابهم ذات الذعر من إعادة تفجر الحركة الشعبية، فآثروا الصمت والتهدئة، والعمل بأسلوب (احتواء الأزمة) المباركى الشهير.
***
بين حرب لا نسعى إليها، وإهانات لا نقبلها، كانت هناك وسائل ضغط كثيرة كفيلة بتلقين العدو الدرس المناسب، من استدعاء السفير المصرى لديهم (وهو ما أصاب الجنرالات برعب لم نعهده فيهم عندما يتعلق الأمر بشباب الثورة)، إلى اعتبار السفير الإسرائيلى فى مصر شخصا غير مرغوب فيه، إلى إغلاق المركز الأكاديمى الإسرائيلى فى الدقى والقنصلية الإسرائيلية فى الإسكندرية (هل من ضرورة عملية لبقاء هذين الوكرين؟)، كل هذه، وغيرها، إجراءات تصعيدية لا تقود إلى حرب، لكنها تجبر العنجهية الإسرائيلية على اعتذار لم يقدموه حتى الآن (الأسف يختلف تماما عن الاعتذار، فنحن يمكن أن نعرب عن أسفنا للزلازل التى تعرض لها الشعب اليابانى الصديق، لكننا لا يمكن أن نعتذر عنها)، وتضمن الجدية الكاملة للتحقيق الجارى الآن بشأن ما جرى على الحدود يوم 18 أغسطس، بدلا من (تحقيق مفتوح) لا أحد يعرف نهايته، رغم أن القوات متعددة الجنسية أكدت اختراق قوات إسرائيلية للحدود المصرية وقتلت الجنود المصريين على أرض مصر.
لم يجرؤ الجنرالات حتى على (تراجع مشرف) عن سحب السفير المصرى من تل أبيب، بالإعلان –مثلا- عن إرجاء هذه الخطوة (حتى نرى مدى جدية إسرائيل فى التعامل مع هذه الجريمة)، بل كان ما كان من تخبط وارتباك مشين، بعد أول اتصال تجريه واشنطن مع القاهرة. ولم يشعر الجنرالات بأى قدر من المهانة وهم يستأذنون تل أبيب أن تسمح لنا بإدخال قوات إضافية إلى سيناء، جنرالاتنا لا توجعهم إلا (إساءات) المصريين فقط.
***
كان عناد الرئيس المخلوع، أو ربما بلادته، سببا فى تفجير طاقات الثوار، واكتشاف حجم ما يتمتعون به من إصرار وصلابة، وظنى أن عناد العسكر، أو بلادتهم، سوف تكسب الشعب المصرى أكثر من 12 ألف ثائر أكثر قوة وصلابة، هؤلاء المسجونين أو المعتقلين فى السجن الحربى، بأحكام أو قرارات اعتقال عسكرية. وإذا كان المخلوع قد أضطر إلى فتح معبر رفح بعد الاعتداء الإسرائيلى على قافلة الحرية، الذى تفوقت فيه إسرائيل على نفسها فى البلطجة الدولية، دون أن يغير ذلك شيئا من حقيقة أنه (كنز إسرائيل الاستراتيجى)، فإن (عفو) المشير عن أسماء محفوظ، و(سماح) جنرالاته بالتظاهر أمام سفارة العدو وإنزال العلم، لن يغير شيئا من كونهم تلاميذ مدرسة مبارك، وبواقى (الكنز الاستراتيجى).
***
الهدف الأول للثورة كان (الشعب يريد إسقاط النظام)، وأظنه لم يزل قائما



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاكيت عاشر مرة: سيناريو الالتفاف على الثورة
- حتى لا تأخذنا النشوة مرة ثانية: المحاكمة ليست نهاية المطاف
- على هامش الحشود الإسلامية: مجرد تساؤلات مشروعة
- الجنرالات يتألقون
- رسالة مفتوحة إلى الإسلاميين: تعالوا إلى كلمة سواء
- رسالة مفتوحة إلى المشير طنطاوى
- هوامش على دفتر وطن ثائر
- الثورة غير قابلة للسرقة والشعب لن يعود إلى الوراء
- د. سليم العوا مرشحا للرئاسة: من الديمقراطية إلى أمن الدولة م ...
- على هامش «الثانوية العامة».. أسئلة الموسم والإجابات النموذجي ...
- قراءة فى خطاب المرشد العام
- عفوا.. لقد نفذ رصيدكم!!
- الدكتور رفيق حبيب بين «الشريعة» الإسلامية و«الحضارة» الإسلام ...
- فخاخ (اليوم السابع) ومسئولية التيار الإسلامى
- عن المؤسسة العسكرية والجيش ومهام قيادة ثورة 25 يناير
- المؤسسة العسكرية المصرية ومسئولية حماية الثورة
- ردا على رسالة (الرفيق) جاسم رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين العرا ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - هدية إسرائيل لجنرالات مصر