أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نارٌ سوريَّة تُنْضِج -الطبخة الليبية-!














المزيد.....

نارٌ سوريَّة تُنْضِج -الطبخة الليبية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سلسلة طويلة من معارك الكر والفر، وبعد وقت طويل نسبياً من الركود المُمِلِّ (والمثير للشبهات والرِّيَب) في جبهات وميادين القتال، وفي سَيْر الأحداث والتطوُّرات على المسرح السياسي الموازي للصراع بالحديد والنار، بدأت الأمور في ليبيا تُحْسَم، أو تسير سريعاً، وبأسرع مِمَّا ظنَّ أو توقَّع كثيرون من طرفي، أو أطراف، الصراع، في مسار الحسم؛ فثوَّار السابع عشر من فبراير بسطوا سيطرتهم (سريعاً) على كثير من المدن والمناطق الليبية، والواقع منها في غرب ليبيا على وجه الخصوص؛ ثمَّ طوَّقوا وحاصروا العاصمة طرابلس؛ ثمَّ اقتحموا ودخلوا مناطق وأجزاء واسعة منها بالتزامن مع انتفاضة (مفاجئة) لأهلها؛ ولقد جاءت كل هذه الأحداث والتطورات الحاسمة والسريعة والمباغتة لتقيم الدليل على أنَّ حلف "النيتو" يستطيع، عندما يريد، أنْ يساعد ثوَّار ليبيا من الجوِّ والبحر، ومن طُرُقٍ أخرى، بما يُقصِّر سريعاً من العُمْر السياسي لنظام حكم الدكتاتور معمر القذافي، ويسمح لثوَّار ليبيا بحسم الصراع، عسكرياً وسياسياً، لمصلحتهم؛ فما الذي جَدَّ وتغيَّر حتى أرادت الولايات المتحدة، وحلفاؤها من الدول الأوروبية، الإنهاء السريع للركود العسكري والسياسي، وتسيير الصراع بين ثوَّار ليبيا وبين نظام حكم القذافي و"كتائبة الأمنية" في مسار الحسم؟

الجواب الذي قد يخالفني فيه، وفي وجاهته، كثيرون، هو "سورية"؛ فإنَّ قرار "الحسم" في ليبيا قد طُبِخَ على نارٍ سوريَّة.

كان الشعب الليبي، في المرحلة الأولى من انتفاضته وثورته ضدَّ حكم القذافي، وعلى ما بدا من الطرائق والأساليب والوسائل التي أخذت بها واستعملتها، أو همَّت بالأخذ بها واستعمالها، "كتائبه الأمنية" ضدَّه، وضدَّ انتفاضته وثورته، في حاجة ماسَّة إلى الحماية الدولية، فانتهت الجهود والمساعي المبذولة من أجل ذلك في مجلس الأمن الدولي إلى إناطة هذه "المهمَّة الإنسانية" بحلف "النيتو"؛ ولقد تخوَّف كثيرون من الغيورين على ثورة الشعب الليبي من عواقب هذا "التحالف الإنساني" لحلف "النيتو" مع ثورة السابع عشر من فبراير، ومن أنْ يتمخَّض هذا الصراع عمَّا يُثْبِت أنَّ الضحية، في عواقب استجارتها، كانت كالمستجير من الرَّمضاء بالنار.

وهذا التخوُّف سرعان ما عَظُمَت وتعاظمت واقعيته؛ فحلف "النيتو" خاض وأدار الصراع عسكرياً (وسياسياً) بما أظهر هذا الحلف (والولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين) على أنَّه في سعي ومَيْل إلى تسيير الأحداث بما تشتهي أهدافه ومصالحه هو، وبما يتعارض مع أهداف ومصالح ليبيا، شعباً وثورةً؛ وكأنَّ "المهمَّة" تحوَّلت، أو شرعت تتحوَّل، من "إنسانية"، تحظى بالشرعية الدولية، إلى "إمبريالية"، تجيزها شريعة المصالح الإمبريالية للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.

من قبل، وفي العراق، نجحت الولايات المتحدة في ما ليس لها مصلحة في أنْ تنجح فيه، ألا وهو إقناع الشعوب العربية التَّواقة إلى الحرية والديمقراطية بأنَّ لها مصلحة حقيقية في نبذ "المثل الديمقراطي (العراقي) الأعلى"؛ ثمَّ نجحت، في ليبيا، بإقناع شعوبنا في ربيعها الثوري بأهمية وضرورة نَبْذ خيار طلب العون والمساعدة (ولو ببعدهما الإنساني فحسب) من الأمم المتحدة؛ فالعواقب جَعَلَتْنا أكثر تصميماً على أنْ نختار بما لا يجعلنا كالمستجير من الرَّمضاء بالنار.

وهذا التصميم بدا واضحاً جلياً في ثورة الشعب السوري ضدَّ نظام الحكم الدكتاتوري البعثي الأسدي.

الصراع في سورية، وبما يخالطه من مصالح وأهداف إقليمية ودولية، شدَّد الحاجة لدى الولايات المتحدة إلى أنْ تُسْرِع في تحسين وتجميل "الصورة"، أي صورة تَدخُّلها، وتدخُّل، "النيتو" في ليبيا، عسكرياً وسياسياً، فتحرَّكت سريعاً، وعلى نحوٍ مفاجئ، لتسيير الأمور هناك في مسار "الحسم"، متوقِّعةً أنْ يساعدها هذا في استجماع تأييد شعبي، وإقليمي ودولي، لفكرة "التدخُّل الخارجي"، والذي من طريقه تكتسب مزيداً من القدرة على التأثير بالأحداث، والتحكُّم في سَيْر الصراع، بما يمنع، على ما تتوقَّع، أو تتوهَّم، الربيع العربي في سورية من أنْ يتحوَّل (كما نرى في مصر) إلى خريف لمصالحها وأهدافها على المستوى الإقليمي.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ارْحَلْ- إذ وصلت إلى -السفير- و-السفارة-!
- ما هو -الفضاء-؟
- إنَّه عدوٌّ للسوريين والفلسطينيين معاً!
- لم يَفْقِدْ الشرعية وإنَّما العقل!
- بعضٌ من أوجه المَسْخ الدِّيني للمادة
- محامون عن -جريمة حماة-!
- أزمة الإرادة الشعبية!
- -الآن- في الكون هي الماضي!
- الثورة المصرية إذ أشهرت إسلامها!
- تأمَّلوا هذه -الشعوذة الكوزمولوجية- للدكتور زغلول النجار!
- ثورات وقودها -الخوف-!
- حاجتنا إلى الفلسفة لن تنتهي أبداً!
- إلاَّ السعودية!
- توضيح ضروري في شأن -ثبات سرعة الضوء-
- -المؤمن- و-الملحد-.. و-ثالثهما-!
- فساد ميتافيزيقي يعتري -الرياضيات الكونية-!
- مصر تَطْلُب مزيداً من الثورة!
- -ثورة- إبليس!
- كان ينبغي ل -الزيدي- أنْ يَخْرُج في استقباله!
- ردٌّ على أسئلة وتساؤلات


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نارٌ سوريَّة تُنْضِج -الطبخة الليبية-!