أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد مولود الطيار - وجع














المزيد.....

وجع


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 13:13
المحور: حقوق الانسان
    


لا أخفيكم بات فعل الكتابة لدي هو أشبه ما يكون بالرجل العاجز جنسيا حيث كلّما يحاول الاقتراب من حبيبته يشعر بالاحباط وكلما يكرر المحاولة يزدداد احباطه، يحبّها ويتمنى الذوبان فيها ولكن لا يكتمل الوصال. هذا ربما هو حالي وحال الكثيرين من السوريين والسوريات اللائي أرغموا على مغادرة وطنهم، هم ممزقون، جسد في أوطانهم الجديدة وروح هائمة في كل القرى والمدن والبلدات السورية .
أجلس وراء كمبيوتري أنتقل من نشرة أخبار الى أخرى من شريط لحماه الى اخر في دير الزور، من تعليق على الفيس بوك لصديق هنا وآخر هناك، يتجمع الغضب، تتكور قبضة يدي، تخرج من فمي شتيمة سوقية، يمرّ من أمام نافذتي جاري العراقي الذي هرب من جحيم صدام حسين وخائف أن بديل بشار الأسد اسلامي مغطيا على مذهبيته بعنعنات مخجلة، تمرّ بعدها جارتي الكندية وابنتها القادمتين للتو من ملعب التنس أو حوض للسباحة والتي احتجّت كثيرا أن صوت التلفزيون لديّ عال ومزعج ولما اعتذرت لها، وأنني أنسى نفسي وانا اشاهد حمامات الدم في سوريا بلدي الذي اعشق، تتقبل اعتذاري ولا تصدّق أن هناك من يقتل من أجل كلمة "حرية".
أعرف أن الكثير ممن سيقرأ حروفي غير المنضدة هذه سيقول بماذا يتفلسف هذا الذي يجلس في كندا ويحاول أن يقنعنا بمشاعره وحبه لسوريا وهو الذي ربّما ينتقل من بار الى بار ومن حانة الى حانة ومن حضن امرأة شقراء هنا وسوداء أو سمراء هناك، ربمّا هي تلك الصورة النمطية التي باتت تحتل حيز عقول كثيرة عن المقيم في أوربا و كندا وأمريكا.
لا يا أصدقائي لسنا بحرية أكثر منكم وليست معاناتنا بأقل منكم ولست وربما الكثير مثلي بتلك الصورة المشوهة عن المنفي أو المعارض الذي ساقته الظروف ليغادر مسقط طفولته. لا تغرنكم الصور الملتقطة بين ناطحات السحاب وفي المناظر الطبيعية الخلابة.
ما معنى الحرية ؟ أليست هي الارتواء بكل ما تكثفه كلمة "ارتواء" من معنى؟
وأين هو ارتواءنا ؟!
كتب حازم صاغية منذ فترة على صفحته في فيس بوك عن صحن الفول أو الحمص الذي يكتسي صبغة قومية أو وطنية بهذا المعنى، هل أنطلق معكم وفي معاناة الارتواء من هذا الصحن الذي ربما يلخّص حرماننا في أشد معاناته ألما وحرقة؟
صحن الفول في يوم الجمعة ليس طبق عادي أو نفس دنيئة تتشهي ما لذّ وطاب من الطعام، انه أناس ملتصقين مع بعض، رؤوسهم قريبة، يتناولون معالقهم ويغرفون من صحن واحد ولا يقرفون من رائحة البصل المنبعثة منهم، لأن رائحة الحب وللحب رائحة، أقوى من شانيل وكريستيان ديور وكل ماركات العطر الباريسية .
الحرية ليست فقط حرية تعبير وابداء موقف سياسي بدون تبعات ديكتاتورية، انّها اكبر من ذلك بكثير، هنا في منفاي اكتشفت أنّ أي شخص متوار في سوريا في قبو حقير تنبعث منه كل الروائح العفنة هو حرّ أكثر مني، أي شاب يخرج يتظاهر ضد هذا النظام المجرم هو حرّ أكثر مني. ما نفع حريتي هنا وأنا اعاني الحرمان من كل شئ ، اتشهى المشي في حاراتنا، اتشهى كأس عرق مع أصدقاء حميميين يخرجون اليوم ويدخلون الى الزنازين تباعا ، اتشهى لقاء فتاة من فتيات سوريا تأتيني تحت جنح الظلام، اتشهى معانقة وجوه أحببتها، اتشهى زيارة قبر أمي، اتشهى السفر في باصاتنا بين المدن السورية، اتشهى أشياء كثيرة وحرمان يراكم فوقه آخر.
هو القهر اذن يحتلنا ولا أدري كم من التشوهات ستصيبنا قبل أن نعانق سوريا من جديد.
متى الوصال سوريا؟



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج وسوف يريد اسقاط الرئيس
- لسه الأغاني ممكنة
- ياسمين الشام قبيل الاعتقال
- الحدود السورية 35 كم - سأمتهن الفرح
- ما معنى أن تكون سوريا يعيش في لبنان ؟
- صور السوري في لبنان شؤون سور- لبنانية
- كعوب أخيل النظام السوري : و يقف على قدميه !!
- من أجل لبنان معافى من الطائفية : ذهبت السكرة وجاءت الفكرة
- - تطهير التعليم - في سورية من التفكير النقدي !
- يد البيانوني أم يد الرئيس الاسرائيلي ؟؟
- عضوية المؤتمر القومي العربي والدفاع عن حقوق الانسان هل يلتقي ...
- مرة أخرى في الحوار الدائر حول تعليق الاخوان المسلمين في سوري ...
- - النوروز- بين سوريا ولبنان
- - الإخوان المسلمين - في سوريا إلى أين ؟*
- النووي الإيراني لماذا وإلى أين؟؟
- مداخلة في مؤتمر تضامني مع معتقلي اعلان دمشق
- حول افتتاحية صحيفة - الثورة - السورية المعنونة - نحن وأوباما ...
- نصيحة رياض الترك
- كربلاء حلب : قراءة في - أحداث الثمانينات - باعثها رواية خالد ...
- 14 آذار وبعض من المعارضة السورية : غلبة التكتيك على الإسترات ...


المزيد.....




- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد مولود الطيار - وجع