أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مولود الطيار - من أجل لبنان معافى من الطائفية : ذهبت السكرة وجاءت الفكرة















المزيد.....

من أجل لبنان معافى من الطائفية : ذهبت السكرة وجاءت الفكرة


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكّل لبنان على الدوام سردية مختلفة عن محيطه العربي لجهة الانفتاح والديموقراطية وحقوق الانسان، وتغنى لبنانيون وعرب عن تميّز وفرادة لبنان ، وأنّه المتنفس وأنه الرئة، وأطلق عليه البعض أوصافا كثيرة ربما " سويسرا الشرق " أكثر تلك التردادات .
مما لاشك فيه أن نسبة الصح فيما يقول به المتغزلون في لبنان فيها من الوجاهة قدر لايستهان به، ولكن من أي منطلق ينطلقون وعلام يقيسون ؟ فالسوري حاليا أو العراقي زمن صدام حسين والعربي عموما ممن يرزحون في ظل أنظمة شمولية دينية و سياسية، ينطلقون من واقع بلدانهم وواقع الأنظمة السسياسية التي يرزحون تحت نيرها، لذلك يصبح القياس هنا غير موضوعي ويتم على مثال سيئ، وعلى الجانب الأخر، استعذب لبنانيون تلك الأوصاف، وصدقوا أن ما يعيشون في ظلّه هو ديموقراطية حقة، أيضا بالمقارنه مع الجوار والمحيط العربي، وأيضا هو المعيار نفسه خادع ومضلل . نتيجة لذلك ساد طويلا لدى قسم كبير من اللبنانيين القول، أن سبب مشاكلنا هو التدخل الخارجي، وأقرب تلك التدخلات زمنيا هو ما بات يطلق عليه زمن الوصاية السورية وأنه لولا تلك التدخلات السافرة " لكنّا بألف خير " .
لاينكر عاقل مدى قوة وتأثير العامل الخارجي على اللعب بالداخلي، انما لايتم ذلك الا عندما يكون الداخل مهشما ومنخورا، فيكون تأثير الخارج أقوى، أما مع صلابة الداخل ومناعته فالخارج يقف على الأعتاب لايستطيع الولوج ، لا بل يولي مدبرا . من هنا يبرز السؤال : هل فعلا هناك ديموقراطية لبنانية ؟ واذا كان يحلو للبنانيين وغير لبنانيين استنكار السؤال من أصله، نقول، لماذا نظام مستبد كالنظام السوري لازالت له اليد الطولى في رسم الخارطة الجيوسياسية اللبنانية ؟! خاصة ، وبالجدل مع المنكرين، حيث وبعد عقود، من المفترض أن تلك الديموقراطية قويَّ عودها، ولن تسمح بتدخلات نظم متخلفة كالنظام السوري أو الايراني .
أيضا :
لماذا " الديموقراطية " المزعومة تلك لاتزال تطحن وتعيد انتاج ملوك وأمراء الحرب والطوائف ؟
هل النساء أصبحن عاقر ولاممثلين عن الشعب اللبناني الا الحفيد والابن وابن الابن وكأن الاستنساخ يجرّب أقصى مداه في لبنان ؟
لماذا وبعد كل ما مرّ على تلك " الديموقراطية " لانجد حتى الساعة أي وحدة وطنية والحروب تخاض مرة بشكل دموي ومرة على حافة الهاوية عبر صناديق تدعى " صناديق الاقتراع " ؟
هل ما يسمى ب"الديموقراطية التوافقية " تمت بصلة الى الديموقراطية المتعارف عليها ؟
أليست تلك المسماة " ديموقراطية توافقية " نسخة معدّلة أو فرع من فروع الاستبداد ؟
بالتأكيد الديموقراطية عندما لاتزال تتلمس طريقها فانها ليست بالنتيجة تفضي الى وحدة وطنية، ولكنها، وحتى اشعار أخر، هي أفضل الطرق الى الوحدة الوطنية، فهل " الديموقراطية اللبنانية " لازالت في طور التلمس ؟ والديموقراطية لا تأتي بالحلول بشكل سحري الاعند مؤدلجي الديموقراطية ، وأيضا لكن ، الديموقراطية دائما تصلح أخطائها وقادرة دائما على ابتداع الحلول ، بينما " الديموقراطية اللبنانية " تراكم أخطائها ، لا بل ترتد الى الوراء كثيرا وتحتاج كل عقد من السنين الى " تنفيس " ودائما عود على بدء ؟؟
ربما الانتخابات البرلمانية الأخيرة عادت لتطرح الأسئلة المكرورة نفسها ، انما ما يجب التشكيك به جذريا هو ما بات يطلق عليه بالديموقراطية التوافقية ونقضها بالكامل واعادة البناء من جديد .
ان ما يسمى بالديموقراطية التوافقية، هو جدار يغطي التسمية الحقيقية ( ديكتاتوريات الطوائف )، ولايظنن احد أن المقصود قوى 8 آذار فقط، لابل يتلطى خلف تلك " الديموقراطية التوافقية " ديكتاتوريات لقوى هامة في فريق 14 آذار ساهمت بشكل فاعل في اجهاض ثورة الأرز، لأن امتيازاتها ونفوذها ومكاسبها ودكاكينها ستغلق و تنتهي فيما لو تابعت تلك الثورة الى نهاياتها .
ربما سنحت لحظة تاريخية ليكون هناك فعلا ديموقراطية حقيقية في لبنان، لاتبني على فراغ، انما على كثير من تراكمات قامت على مناخ لبناني تم ذكره في بداية هذا المقال، تلك اللحظة برزت عندما توحد اللبنانيون تحت علم واحد هو العلم اللبناني واستطاعوا أن يتخلصوا من نظام الوصاية السوري، لكن ما حدث، أن الديموقراطية المزيفة وبقوة قوى الأمر الواقع أجهضت الديموقراطية الحقيقية واستمر المسار الانحداري وصولا الى افراغ ثورة الأرز من أغلب المضامين التي قامت عليها والنوم على " النصر " الذي تحقق في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لايجعل من " المسار الانحداري " الا متابعا طريقه نحو الهاوية .
لماذا كل تلك الأسئلة المستفزة ولماذا وضع " نصر " بين مزدوجين ؟ لأنه لم يأت نتيجة ديموقراطية حقيقية، انما جاء عبر صناديق الاقتراع فقط، وآفة الديموقراطية هو العددية . الديموقراطية تؤسس للمواطن الفرد الحر السيد لاللكتل الاسمنتية .
ديموقراطية تأتي عبر الجموع وعبر كتل تدلي كلها برأي واحد ليست ديموقراطية . ديموقراطية تهتف كلها بالروح بالدم ليست ديموقراطية . عندما تلغى بيروت كعاصمة سياسية ويستعاض عنها بالرابية والضاحية وقريطم وعين التينة والمعراب وبكفيا وبرج حمود ليست ديموقراطية . عندما لكل طائفة على حدة علاقاتها السياسية بالخارج وربما ترسم سياسة استيراد وتصدير في علاقاتها التجارية حسبما ترتئيه رؤوس أموالها وعندما يصبح لكل طائفة نسق خاص بها على كافة الصعد ماذا يبقى من لبنان ؟!
يبقى منه ما يريدون، عبر عقل شيطاني يتفنن كل ديكتاتور بكيفية الامساك بجمهوره (طائفته)، فلا صوت يعلو على صوت المعركة ، وسيلة من برع في أدلجة المقاومة و" أمن المسحيين " ايديولوجيا برع مستخدمها عبر اثارة مخاوف كل الأقليات عبر التاريخ ، و "القلق" وتوليد القلق، وسيلة ناجحة لدى بعض آخر ، أما لبنان الذي تذوب فيه السنية والشيعية والمسيحية والدرزية ... في أفقية تعيد رسمه من جديد فمتى ؟ ذلك هو السؤال .
تعيد نتائج الانتخابات الأخيرة ألق اللحظة التاريخية - مع كل التغاضي عما سببته من انقسامات عمودية - التي تم هدرها فهل تستعاد وهل سيضخ الدم من جديد في اعادة صوغ استراتيجية وطنية في سيرورة انبناء لديمواقراطية قائمة على المواطن الفرد الحر القادر على انتشال لبنان من طائفية يكابد فيها كل يوم، أم قدر اللبنانيين أن يُنظر اليهم لجهة هويتهم فقط بالسني والشيعي والمسيحي ... الخ؟
كي لا يضمحل لبنان وتذهب هدرا دماء رفيق الحريري وسمير قصير وجبران تويني و وجورج حاوي وبيير جميل وكل شهداء ثورة الأرز ، كيلا تذهب هدرا يجب العودة الى أهداف وثوابت الملايين التي خرجت منتفضة على نظام الوصاية وحكومة الوصاية وكان لها ما أرادت ولكن للحلم بقية وتلك البقية، لبنان متعافي من الطائفية فهل يتحقق الحلم ؟
بيروت 15 / 6 / 2009



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - تطهير التعليم - في سورية من التفكير النقدي !
- يد البيانوني أم يد الرئيس الاسرائيلي ؟؟
- عضوية المؤتمر القومي العربي والدفاع عن حقوق الانسان هل يلتقي ...
- مرة أخرى في الحوار الدائر حول تعليق الاخوان المسلمين في سوري ...
- - النوروز- بين سوريا ولبنان
- - الإخوان المسلمين - في سوريا إلى أين ؟*
- النووي الإيراني لماذا وإلى أين؟؟
- مداخلة في مؤتمر تضامني مع معتقلي اعلان دمشق
- حول افتتاحية صحيفة - الثورة - السورية المعنونة - نحن وأوباما ...
- نصيحة رياض الترك
- كربلاء حلب : قراءة في - أحداث الثمانينات - باعثها رواية خالد ...
- 14 آذار وبعض من المعارضة السورية : غلبة التكتيك على الإسترات ...
- بين -وطن- و-أبو شحاطة-
- تضامنوا مع حسن يونس قاسم
- مذكرة اعتقال الرئيس السوداني : لنبحث قبل التأييد أو الرفض بم ...
- بشار الشطي - محمد حجازي وستار أكاديمي - خطر على أمن الدولة -
- شبعا أم لبنان ؟!
- دفاعا عن معتقلي اعلان دمشق
- كيف الانفكاك من الثقافة البعثية الرعوية ؟
- قضية خليل حمسورك وحرية الاعتقاد وعدم الاعتقاد


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مولود الطيار - من أجل لبنان معافى من الطائفية : ذهبت السكرة وجاءت الفكرة