أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أحمد مولود الطيار - مذكرة اعتقال الرئيس السوداني : لنبحث قبل التأييد أو الرفض بمضمون الاتهامات نفسها














المزيد.....

مذكرة اعتقال الرئيس السوداني : لنبحث قبل التأييد أو الرفض بمضمون الاتهامات نفسها


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 05:07
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


مما لا شك فيه أن لا مطلق الا المطلق . كذلك، ومما لا شك فيه أيضا، وتعلن عن نفسها صريحة وبلا مواربة " ازدواجية المعايير " ، نكاد نراها ونلمسها ونعاني منها دولا وبشرا . تلك اذن مسلمة أضحت تطبع العلاقات الأممية، المحرك الأساس : المصلحة، تتقدم كافة الاعتبارات والمعايير الأخرى .
الطاغي في سجالاتنا وحواراتنا أمس واليوم، غلبة الضجيج وضياع البوصلة وتشوش الأهداف والاشتغال ضمن اسار معيار واحد ووحيد يمتح من سيكولوجية مهزومة، رسمت، ولا تكل عن رسم مستقبلنا، معلبة اياه في حدود ثقافة عنوانها الأبرز، اليأس، ومن ثم الحقد، وصولا الى نتيجة، تُبرأ الذات، وأن العالم كله يتأمر علينا .
مناسبة هذا المقال ، مذكرة الاعتقال الصادرة عن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية والتي يطالب فيها باعتقال الرئيس السوداني، بتهمة ارتكاب مجازر جماعية وبأنه الرأس المدبر لعمليات اعتقال واغتصاب وتصفيات جسدية بحق أبناء جلدته شعب دارفور .
مصائب الثقافة المشار اليها أنها تعتمد " القياس " في محاكماتها دون أدنى اعتبار لانسانية البشر وكراماتهم (شعب دارفور الضحية، نموذجا يضحى به في سبيل الاخلاص للمنهج) وبسهولة يتم استصدار " فتاوى فقهية " لا تصدر عن إسلاميين، بل من قبل كتاب ومثقفين ومعارضين وصحفيين ونقابات وأحزاب كلها يقودها قائد اوركسترا واحد، لايصدر عنها إلا نغمة نشاز واحدة ووحيدة : "هنالك مؤامرة يقف خلفها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ".
صحافي عربي لايكاد ينقطع ظهوره على قناة فضائية مشهورة ،يطالب " بمحاكمات عربية شعبية " كيف ؟! وقبل ذلك يقر ويعترف " بأن الغالبية الساحقة من الزعماء العرب فاسدون وديكتاتوريون وقمعيون ووصلوا الى السلطة بطرق غير مشروعة أو بالانقلابات العسكرية أو عبر وراثة غير دستورية " ثم يتابع " من المؤسف أن حكومة الخرطوم المركزية انحازت الى طرف دون آخر أو قبيلة في مواجهة أخرى " .
نقابات وأحزاب في دولة عربية تقول " أمريكا واسرائيل تستهدف القائد العربي عمر حسن البشير" !!! (اشارات التعجب لي ). جزء من كثير .
أمريكا واسرائيل والردح ضدهما صبح مساء، هما المعيار الوحيد لوطنيتنا وقوميتنا، ولابأس ان كنا نمارس كل الموبقات الأخرى . والقياس، يتم على فلسطين والعراق والصومال ومقتل بنازير بوتو وجرائم الهوتي والتوتسي وكل الجرائم التي ارتكبت بحق الانسانية ولم تطولها يد العدالة .
صحيح . " ازدواجية معايير " و " الكيل بمكيالين " .... الخ . هل نؤبد الواقع كله ونجمده بانتظار ارساء العدالة الالهية ونقول حتى ذلك الحين للمجرم : اذهب فأنت تعيش في ظل التفلت من القانون وازدواجية المعايير .
المعيار هنا فائض عجز و ناتج ثقافة دون و" القياس " منهج مفوت يلغي الواقع والعقل، كليهما معا . وان كان هناك من يُصر على (قياساته) فليمتثل لآليات ذلك الابداع في حينه ويقايس على مثال سام أعلى، والمثال الأعلى هنا في موضوعنا " العدالة " ؛ هل فعلا ارتكب البشير ما يُتهم به أم القصة هي استهداف ومؤامرة ونفط .... الخ ؟ السؤال المحوري الذي يُغيبه البعض قصدا .
اذا كان الجواب بنعم ، فلتأخذ العدالة مجراها، ولن يصيب السودان أكثر مما أصابه ، والمتذرعين بأن هناك مؤمرة لتفتيت وتقسيم السودان من قبل " أمريكا والكيان الصهيوني "فليهنؤا بالا ، فالديكتاتور السوداني قسمها قبل ذلك، ويقدمها الآن على طبق من ذهب لكل من يود البيع والشراء وميليشيا " الجنجويد " أفصح دليل على سياسة الأمن الوطني المطبقة في السودان .
قد يحتج الكثير على " العدالة " القادمة عبر مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية وكل المؤسسات الأممية. مصدر الاحتجاج ، أنها عدالة ناقصة أو مسيسة، تحركها مصالح الدول الكبرى وأجنداتها .
أيضا صحيح . ولكن من قال ، أن أمريكا أو فرنسا أو أي دول كبرى أخرى، بحاجة الى مجلس الأمن، أكثر منا نحن الشعوب المستلبة والمقهورة التي تسام يوميا شتى أنواع العذاب والقهر دون أي حام أو ظهر أو سند . هي عدالة ناقصة لاشك في ذلك، ولكن الى حين " الرمد أهون من العمى " .
ختاما، أخطر ما يواجهنا فيما يجري ودائما ضمن ثقافة الانحطاط التي نعيش (ازدهارها)أنها – تلك الثقافة – تُرفد برموز تحوّل الى تيمات وأيقونات، مع الأيام تخاف حتى مجرد نقدها في ظل انحدارنا المرعب، فأسامة بن لادن هو "المجاهد الأكبر" وصدام حسين هو "الرئيس الشهيد" واليوم حسن البشير هو "القائد العربي" وقبل قليل وفي استطلاع لمجلة أمريكية تتعرف فيه على أهم الرموز في كل أمة من الأمم، كان نصيبنا الشيخ القرضاوي والسيد عمرو خالد مقابل علماء فيزياء وكيمياء وأدب وفنون ومسرح وطب وذرة نصيب الأمم الأخرى . اذا كانت هذه رموزنا فالمستقبل يُنذر بالكوارث .



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الشطي - محمد حجازي وستار أكاديمي - خطر على أمن الدولة -
- شبعا أم لبنان ؟!
- دفاعا عن معتقلي اعلان دمشق
- كيف الانفكاك من الثقافة البعثية الرعوية ؟
- قضية خليل حمسورك وحرية الاعتقاد وعدم الاعتقاد
- سيارة السيد معاون المدير: هموم مسؤول بعثي في زمن السلم
- في محاكمة فائق المير : - ماهي العلاقة بين والصهيونية وأمريكا ...
- الخوف على الذاكرة في - وجه الصباح *- رواية ابراهيم العلوش
- حوار مع خطاب القسم الثاني
- - سورية الحديثة - بدون كهرباء
- من عبد الرحمن الكواكبي الى عارف دليلة وميشيل كيلو واللبواني ...
- أعلن ترشحي لرئاسة الجمهورية
- -التطوير والتحديث والفوضى - الهلاكة
- هل سيستفيد العراق من إعدام صدام حسين ؟
- خليفة الله على الأرض : سوريا بين الخصخصة والرمرمة
- بعد - دخل الله - -العطري- أيضا في الرقة
- انتخابات نقابة المعلمين بالرقة ومهازل الديموقراطية البعثية
- درس في السياسة - علي صدر الدين البانوني وأحمد أبو صالح
- أنفلونزا الطيور- و -الخصوصية السورية -
- الله سورية حرية وبس


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أحمد مولود الطيار - مذكرة اعتقال الرئيس السوداني : لنبحث قبل التأييد أو الرفض بمضمون الاتهامات نفسها