أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - السلطة المستبدة وأزمتها السياسية














المزيد.....

السلطة المستبدة وأزمتها السياسية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 14:28
المحور: المجتمع المدني
    


إن فلسفة السلطة المستبدة قائمة على أفتعال الأزمات والتحايل على المجتمع واقناعه بوجود أعداء متربصين بالوطن وخلق أزمات اقتصادية وإثارة النعرات العرقية والطائفية بين فئات المجتمع بهدف وضعه في حالة استنفار دائم ضد عدو مجهول ليؤجل مطالبه بالحقوق. وجيل بعد جيل يغرق المجتمع في دوامة الأزمات المفتعلة وزيفها فينتابه شعور بالخسارة، ولا يجد حلاً أمامه سوى الثأر لكرامته المهدورة خلال عقود من الزمن.
حين تتفجر براكين الحقد الكامن في ذات المواطن يعلن احتجاجه ورفضه العيش مهدور الكرامة ويطالب بحريته المغتصبة ليصبح ثمن سكوته أكبر من ثمن احتجاجه ورفضه، فالخسائر المادية يمكن تعويضها لكن الخسائر المعنوية تطال وجوده وإنسانيته.
يعتقد (( توماس كوهين )) " أن التوجهات السياسية الخاطئة تؤدي إلى خلق أزمات سياسية ما يمهد لنشوب انتفاضات شعبية ".
يؤشر مواجهة الانتفاضات الشعبية بالعنف والاضطهاد عجز سلطة الاستبداد على إجراء الحوار مع القوى الفعالة في المجتمع للخروج من الأزمة السياسية، وتلافي حدوث أزمة اجتماعية تسفر عن تناحرات عرقية وطائفية بين مكونات المجتمع فتمهد إلى تقسيم الوطن.
إن حرص قوى المجتمع الفعالة على مصالح الوطن يجعلها تطالب بالحوار مع سلطة الاستبداد للخروج من الأزمة السياسية كونها تعي أن هناك اختلالاً بميزان القوة بين المجتمع والسلطة، فتسعى إلى تقليل الخسائر إلى الحدود الدنيا. وفي الوقت ذاته يعي أزلام سلطة الاستبداد أنهم مستهدفون في حياتهم لذلك يدافعون بشراسة عن وجودهم، فالتغيير السلمي يعرضهم إلى المساءلة القانونية والتغيير بالعنف يعرضهم إلى الموت. ويتربط اختلال ميزان القوة لصالح المجتمع بقدرته على الصمود، وتحمل الخسائر المادية والبشرية والتصميم على تحقيق النصر.
يقول (( جوزيا رويس )) : " إن كل جيوش العالم تعي أن توازن القوة في الحرب، تحسمه القدرة على التصميم، فالنصر لا يتحقق من دون التصميم على تحقيقه ".
إن الحرية لا يصح تبويبها تحت بند المطالب الاجتماعية، فالحرية المطلبية حرية منقوصة تمنحها سلطة الاستبداد وفقاً لمقاييسها ونهجها المستبد الذي يقسر الآخر بالعنف على الانصياع. السلطة أي كان شأنها ونموذجها تسعى إلى تقييد الحريات بصور شتى منها اصدار تشريعات قانونية ضبابية يمكن استخدامها مسوغات لقمع المعارضة تحت ذريعة الحفاظ على النظام والمصالح العامة، ونيل الحرية يتطلب نضالاً مستمراً والاستعداد للدفاع عنها من محاولة السلطة اغتصابها.
يعتقد (( ديفيد كوغسويل )) " أن الحرية لا يمكن الحصول عليها بسهولة، ويتطلب الحفاظ عليها دفاعاً مستمراً، فهناك دائما من يتربص لاغتيالها ".
إن منح الحريات السياسية يعدّ السبيل الوحيد أمام سلطة الاستبداد لإخراج البلاد من أزمتها السياسية، فمن دون وجود حرية العمل السياسي وتشكيل منظمات مجتمع مدني لا قيمة للحوار ولا أفق لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحدي سلطة الاستبداد
- خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف
- تقويض شرعية سلطة الاستبداد
- تحديات السلطة والمعارضة
- لغة الحوار السياسي
- انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين
- أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم
- عنف الحاكم واستبداده
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة
- نظام التكوين التربوي
- صدر كتاب مشترك عن المياه لمجموعة من خبراء القانون والمياه ال ...
- تنمية الاستقلالية الفردية والمهنية
- تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية


المزيد.....




- -شهادات مرعبة- ودعوات لوقف الحرب.. عشرات آلاف النازحين يفرون ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
- ما الذي يعيق عودة اللاجئين السوريين من لبنان لبلدهم؟
- رائد فضاء في مهمة لفتح الفضاء أمام ذوي الاحتياجات الخاصة
- أكسيوس: تدابير جديدة تخص طالبي اللجوء في أميركا تصدر قريبا
- انعكاسات الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...
- عودة النازحين.. جدل سياسي واتهامات متبادلة
- الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على مقر وكالة -الأونروا- في ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - السلطة المستبدة وأزمتها السياسية