أيهما أخطر على الأمن القومي في سوريا , الليبرالية الجديدة ام الستالينية الجديدة ؟

كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1019 - 2004 / 11 / 16 - 11:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

أيهما أخطر على الأمن القومي في سوريا, الليبرالية الجديدة ام الستالينية الجديدة ؟


ستحتدم المعركة على سوريا وفي سوريا بعد فوز الرئيس بوش بولاية ثانية في أمريكا . سوريا الذي كان الصراع شديدا عليها في الماضي لأهمية موقعها الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط وهو الآن بنفس الشدة من اجل ان تلتحق بالنظام العالمي الجديد .
أحد أبرز مؤشرات المرحلة القادمة هي الندوة الوطنية الأخيرة والتي اكتسبت السلطة السورية الحالية خبرة هائلة في توظيف امثالها لتبعث من خلالها رسائل الى اكثر من جهة وتضرب عصافير بحجر واحدة . افتتح الندوة منظمها الدكتور قدري جميل بمداخلة مثيرة أحب أن يعنونها كما يلي (الليبرالية الجديدة خطر على الوحدة الوطنية والأمن الوطني والسيادة الوطنية ) جاء فيها

يطرح ويجري مؤخراً بشكل واسع دعاية لليبرالية الجديدة على أنها وصفة الوصفات لحل جميع الأمور المرتبطة بالاقتصاد والسياسة، ولكن الذي يتطلع إلى تجربة هذه الليبرالية الجديدة في الأماكن والمناطق التي مرت بها، يرى أنها لم تخلق إلا الخراب والدمار، والأهم من كل ذلك لاأريد أن أتحدث عن تجارب البلدان التي جربت وصفة الليبرالية الجديدة ولكن أهم نتائجها التي لايجري الحديث عنها كثيراً، هي أن الليبرالية الجديدة هي وصفة ناجحة جداً من أجل تفتيت وتذرية المجتمع حيث تمر الليبرالية الجديدة تهيىء كل الظروف لتفتيت بنى الدول والمجتمع


ا ولكن أيضاً من جهة أخرى هناك في صفوف المعارضة قوى تدعو لليبرالية الجديدة وتستعد لأن تسير في ركابها وهي حليفة عملياً لقوى السوق ولكن أيضاً هناك في النظام من لديه نفس هذه الرؤية. فنحن في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين نرى أننا حلفاء لكل الوطنيين المعادين للعولمة الأمريكية المتوحشة ...الخ

للدكتور الحق في عرض وجهة نظره والعمل من أجلها ولكن ليس له الحق في تخوين كل من خالفه الرأي وتحريض جهات في الدولة ضدها . ترى ما هو رده على أمين سر حزب النهضة د . رهاب بيطار المعنون – وهمكم لا يؤسس لوحدة وطنية – والذي جاء فيه .
( نتمنى أن تكون كل الندوات أفضل بكثير من الندوة التي أقاموها أخوتنا في الوطن ولم يعترفوا بنا كأخوة لهم في هذا الوطن بل اعتبرونا خونة يجب إبعادنا قسرياً عن ظلال الوطن العزيز .
شكراً لهم والخوف على مستقبل سورية من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ )
نحن نوافق الدكتور على ان هناك ليبرالية في السلطة وليبرالية في المعارضة ولكننا نعتقد ان لهما برنامجين مختلفين أحدهما يريدها من اجل تبييض رؤوس امواله والثانية من اجل نهضة سوريا ككل لمصلحة كافة فئات المجتمع ومن أجل اللحاق بركب العصر ومع ذلك نرحب بالفم العريض بتلك الليبرالية على سوء برنامجها إذا كانت تريد ان تلعب لعبة الديمقراطية ولندع القانون الناجم عن توازن القوى يرسم ويحدد ملامح المرحلة القادمة . وأهلا بأموال هؤلاء ونتجرأ فنقول عفا الله عن ماضيها أذا جاء بها أصحابها من الخارج ليوظفوها في سوريا . ونعتقد أيضا ان الخطر على مستقبل سوريا هو من الأصولية من أي مصدر جاءت أسلامية ام قومية ام شيوعية .
أما بالنسبة للدكتور قدري جميل فإن أصوليته لاتختلف عن أصولية الاسلاميين الذين يحلمون بعصر دولة النبي محمد, مع فارق انه يحلم بعصر دولة ستالين . الدكتور قدري جميل يريد ان يبني في سوريا حزبا ليننيا لامارتوفيا يجر به سوريا للمقاومة الشاملة – المقاومة هي الحل – للامبريالية الأمريكية تحديدا والمأزومة اقتصاديا وهي تصدر أزمتها الينا عسكريا وهي على شفا حفرة من الهاوية وإذا التحقت سوريا وأجهزتها وقطاعها العام وجبهتها التقدمية وتبنت برنامج المقاومة ووزعت السلاح على المتاريس كما يريد, فسيكون لنا شرف إسقاط الامبريالية الأمريكية .؟ غير بعيد عنه 130 نائبا في البرلمان السوري الذين يريدون لمجلس الشعب ان يسن قانون محاسبة أمريكا - وما حدا احسن من حدا - . فأيهما اخطر على السيادة الوطنية الليبرالية الجديدة أم الستالينية الجديدة ؟

من جهة ثانية للدكتور قدري طموحات اخرى من ندواته هذه, فهو يؤسس لستالينية جديدة في سوريا يريد ان يقول من خلالها :إن المعارضة السورية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوري – جناح المكتب السياسي – كانوا وما زالو ا ضائعين ويخدمون الأمبريالية سواء في طرحهم السابق أو الجديد الذي ياخذ بالليبرالية الجديدة , اما بقية المعارضة والتي لاتطرح الليبرالية فقد اهتدت الى الطريق الصحيح طريق اولوية النضال ضد الأمبريالية ,
لا يادكتور قدري لايمكن ان تنطلي حيلتك على احد, ولا يمكن ان يتساوى صابر فلحوط ( عضو مجلس الشعب لأربعة دورات متتالية ورئيس اتحاد الصحفيين الحالي والذي يتساءل مستغربا المصالحة الوطنية مع من) , مع مصطفى رستم الذي امضى من عمره اربعة وعشرون عاما خلف القضبان لأنه قال - لا للقيادة الحكيمة والشجاعة . ونعتقد لو انك بذلت جهودا لندوة تعرف بضحايا القمع من أعضاء حزب العمل الشيوعي والتجمع الوطني الديمقراطي وتطالب برد حقوقهم المدنية اليهم وفي مقدمتهم ( الى جانب مصطفى رستم – فاتح جاموس الذي امضى ثمانية عشر عاما خلف القضبان ورجاء الناصر الذي امضى عشرون عاما مشردا وملاحقا يسكنه الخوف ) لكان ذلك أكثر تحصينا لسوريا كي لا تؤخذ من الخارج على يد الأمبريالية أم ان لك رأيا آخر ؟
– اللاذقية

#كامل_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات