أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم مطر - اليساريون العرب والعنصرية الذاتية وعقدة الخواجة















المزيد.....

اليساريون العرب والعنصرية الذاتية وعقدة الخواجة


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 16:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




تموز 2011
http://www.salim.mesopot.com/

منذ سنوات طويلة تعودنا ان يكون من الطبيعي جدا التهجم والسخرية من الاسلام والتركيز على سلبياته والجوانب المتعصب فيه. وانا هنا اعيش في اوربا لم اشاهد أي اوربي(الا في حالات نادرة) مهما كان عنصريا ان يتجرا بالتهجم على الاسلام مثلما يفعل لدينا الحداثيين واليساريين.
والمشكلة ان الكثير من الاتهامات الموجهة ضد العرب وللمسلمين من قبل هؤلاء اليساريين العرب، تتم على اساس المقارنة الظالمة مع النموذج الاوربي الذي يتم طرحة على انه الجنة الحضارية التي يقطنها ملائكة طاهرون.
انا لست مسلما!
اخي الحداثي اليساري العلماني الملحد،
اعلن لك منذ البدء اني احترم ايمانك الالانسان مهما كان، وايضا اقول ، ولكي لا تفهمني باني متعصب اسلامي وضد المسيحية، اخبرك وكتابي المنشور(اعترافات رجل) يشهد علي، باني صحيح من عائلة مسلمة، لكن صدقني يوميا اقوم بتأملي الروحي امام تمثال السيدة العذراء باعتبارها رمز الانوثة الالهية. واني اعتبر الانجيل(وليس مسيحية التورات) من اكثر الكتب دعوة للمحبة والتضحية من اجل الآخر. وانا هنا في سويسرا من اشد المدافعين عن الكنيسة الكاثوليكية ضد الهجمات االاعلامية الجبارة والتشويهية المغالية بالتهم الاخلاقية ضد الكهنة.
اذن اسمح لي ان اجاوبك واجاوب كل الحداثيين واليساريين والعلمانيين والملحدين من العرب من جميع الاصول والمعتقدات، والذين لا يتوقفون عن احتقار شعوبنا بكل تواريخا وميراثتها ودينها ومذاهبها، مفضلين عليهم الاوربيين (المسيحيين!!) اصحاب الحضارة والرقي؟؟؟؟!!!!!
انا اعيش في سويسرا منذ سنوات طويلة، واحب شعب سويسرا واعتز بانتمائي اليها، وربيت ابني على الانتماء اليها. لكني اسمح لنفسي ان اتحدث عنها مثل اي مواطن سويسري:
رغم غناها ورغم كل الظروف التاريخية والجغرافية التي جعلتها بمنأى عن كل الحروب الاوربية منذ عدة قرون، فان الشعب السويسري ايضا فيه مشاكله الانسانية والخاصة: منها الانتحار، كذلك فيه نسبة الطلاق تبلغ اكثر من النصف، وفيه اكبر مشكلة اجتماعية تتمثل بمعانات الابناء من فراق ابويهم وطلاقهم. مما يسبب بتعقيدات نفسية خطيرة لاجيال الجديدة. هل تعلم انه كل شهر تقريبا تحدث جريمة مكررة تتمثل بقتل الرجل لزوجته وابنائه ثم انتحاره هو لانه لم يتحمل هجر زوجته له! وتعلم ان جنيف تعتبر اكثر مدينة في العالم فيها عدد الاطباء النفسيين. ولكن هذا لم يمنع من تزايد نسبة المنتحرين والمدمنين على المخدرات.
مع هذا اقول انهم افضل منا، ليس لان دينهم احسن، بل لانهم منذ عدة قرون وهم يبنون بلادهم بعيدا عن الحروب والمشاكل المنتشرهم حولهم في اوربا الوسطى. مثلا لو كان لديهم البترول مثلنا، لما تركهم جيرانهم الكبار ولا القوى العالمية هكذا بمنأى عن الحروب والمؤامرات.
ـ ثم يجب ان لا ننسى ان الشعوب العربية والاسلامية هي من العالم الثالث، ومن الجريمة واللاموضوعية مقارنتها بالعالم الغربي. يتوجب مقارنتها بامثالها من شعوب العالم الثالث. هل تعتقد ان شعوب امريكا اللاتينية اقل عنفا وجريمة ومشاكلا من شعوبنا. هل تعلم انه في بعض عواصم هذه القارة، من المستحيل ان تخرج للنزهة مساءا بدون حراس شخصيين!
ـ هل تعلم انه في روسيا الحالية، هنالك عشرات الآلاف من النساء اللواتي يتم قتلهم سنويا على يد ازواجهن. وحسبما يذكرون في صحفهم، ان عدد الضحايا من النساء المقتولات سنويا تتجاوز عدد الضحايا السنوية من الجنود الروس في افغانستان ايام الاحتلال الروسي! ويلعب الادمان على الفودكا دورا اساسيا في هذا العنف الوحشي ضد النساء.
ـ طيب هل نسيت ان اكبر عملية تصفية عرقية تمت في العصر الحديث كانت في رواندا الافريقية (المسيحية الكاثوليكية!)، بحيث تم ذبح اكثر من مليون (توتسي وهوتو) خلال ايام بالفؤوس والسكاكين، عائلة ضد عائلة. وانت تعلم جيدا انهم جميعا كاثوليك ويصلون بنفس الكنيسة ويتكلمون بنفسة اللغة، وليس فيهم مسلما واحدا. ولكن لم يتكلم اي خبير او صحفي عن مذابح مسيحية، ولو كانت بين المسلمين لكان المتهم الاول هو الاسلام!
ـ ثم اسألك واسأل ضمائر كل المهتمين بالامر: لو حسبنا عدد الضحايا الذي قتلوا في كل البلدان العربية، منذ قرن وحتى الآن، في جميع الحروب الدولية والاهلية والمجازر بما فيها حروب فلسطين والمقاومة والجزائر والعراق، وغيرها.. هل يمكن ان تبلغ في اقصى اقصى الاحوال اكثر من بضعة ملايين؟ بينما وحدهما الحربين العالميتين الاولى والثانية، قام فيها الاوربيين المسيحين بايادهم هم انفسهم بقتل اكثر من 100 مليون اوربي والغاء مدن باكملها من الخارطة، وارتكاب اكبر عملية تصفية عرقية في تاريخ البشرية بحق اليهود اخوتهم في الوطن! ناهيك عن الحروب بين البروتستان والكاثوليك التي ابادت حوالي نصف سكان اوربا الغربية خلال ثلاثين عام فقط.
ـ ثم لنأخذ مثال واحد عن دولة مسيحية من العالم الثالث وقريبة منا، هي (اثيوبيا) التي لم تعاني من الاستعمارات الطويلة ولا الكوارث المتوالية، ومع هذا فان تطورها الحضاري لا يقاس باية دولة عربية!
ـ وهل تعلم، ان منظمة الصحة العالمية، نشرت منذ عامين تقريرا تم التعتيم عليه اعلاميا، يثبت بالارقام، ان مرض اليدز منتشر باضعاف الاضعاف في البلدان الافريقية المسيحية مقارنة بجيرانهم الافارقة المسلمين. والسبب ان العقلية المحافظة لدى المسلمين حمتهم من الاباحية والابتذال الجنسي لدى اخوتهم الافارقة المسيحيين.
لهذا يا اخي ويا جميع اخوتي الحداثيين واليساريين والملحدين من جميع الطوائف والاديان، نحن تماما تماما مع النقد والفضح والادانة للدين والقومية والتراث والعادات وكل شيء، ولكن اياكم اياكم بهذه الاحكام العنصرية التي تعتبرنا نحن وثقافاتنا وديننا وميراثتنا ونفسياتنا، شياطينا همجية والآخرين ملائكة.
كونوا ضميريين وعادلين بحق شعوبكم، وبحق ميراثاتكم، وبحق الحقيقة العلمية، ولا تمارسوا العنصرية باتعس واقسى اشكالها بحق اهلكم وبحق انفسكم وبحق ضمائركم..
ان اردت ان تحطم انسانا او شعبا، فحطم فيه اولا شعوره باعتزازه بنفسه وبكرامته..
ملاحظة: يمكنك التأكد من موقفي التقديس ازاء السيدة العذراء في الصفحات الاخيرة من الفصل الرابع من كتابي(اعترافات رجل لا يستحي) الموجود في موقعي:

http://www.salim.mesopot.com/



#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامة العراقية ماذا تعني: تعالوا شاركونا مشروع احياء هويتنا ...
- مشروع الامة العراقية، ودسائس البعث الكردي!
- صدور اول موسوعة عن البيئة العراقية
- دور البييئة في تكوين الهوية العراقية
- قال لي الحكيم الامريكي: اخطر اسرار الاستراتيجية الامريكية في ...
- نعم للحوار المباشر بين الشعوب العربية والشعب الاسرائيلي .. و ...
- قال لي الحكيم الامريكي: هذه هي الأسباب السرية جدا لأحتلال ال ...
- يا ابناء الشرق الاوسط، مسلمين ومسيحيين ويهود:هذه هي حقيقة اخ ...
- من اجل مرجعية شيعية عراقية عربية متحررة من ايران!
- ياقادة اكراد العراق، لا تضحوا بهذه الفرصة التاريخية النادرة!
- ماهي : الهوية الوطنية العراقية؟!
- يا كتاب العراق: كفانا شعرا وسياسة، وعلينا بالدراسة والتحليل!
- من اجل تيار كردي وطني عراقي يقف بوجه العنصرية التوسعية للقيا ...
- السر العجيب في موت السياب وقاسم والغزالي وسليم!
- الهوية العراقية وثنائية دجلة والفرات
- وداعا نينوى، مع حبي الى الابد
- نصائح مغترب تعبان لكل من يركض ورا النسوان!
- ايها العراقيون اعترفوا بثورتكم اليتيمة!
- القضية الكردية وخطر الانقراض!
- رحماك يا رب.. لقد قتلت اخي!!


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم مطر - اليساريون العرب والعنصرية الذاتية وعقدة الخواجة