أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سليم مطر - من اجل تيار كردي وطني عراقي يقف بوجه العنصرية التوسعية للقيادات الكردية















المزيد.....

من اجل تيار كردي وطني عراقي يقف بوجه العنصرية التوسعية للقيادات الكردية


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 08:14
المحور: القضية الكردية
    


جميع انظار العراقيين تتجه هذه الايام نحو اخوتهم الاكراد الذين يعيشون فترة انتخابية لتجديد برلمان الاقليم، وخصوصا بعد الاعلان عن مشروع الدستور الجديد للأقليم، الذي اثار الكثير من الردود الوطنية الرافضة حتى من قبل قياديين اكراد، بسبب روحه القومية التوسعية وادعائه بكركوك واجزاء من نينوى وديالي وواسط.
بعد مداولات ومتابعات عديدة اجريناها مع اصدائقنا من المثقفين الاكراد في داخل العراق وخارجه، يمكن ان نسجل وجهة النظر المهمة التالية:
هنالك مؤشرات كثيرة تؤكد وجود متغيرات في داخل البنية (الثقافية ـ السياسية) لأكراد العراق وبلدان الشرق الاوسط، فيما يتعلق بالمشاريع القومية الانفصالية التوسعية المنضوية تحت شعار(كردستان الكبرى) الداعي الى تحقيق نوع من الامبراطورية القومية التي تضم ثلث تركيا وربع ايران وثلث العراق وخمس سوريا، مع اجزاء من ارمينيا والاحواز، فتمتد من الخليج العربي حتى سواحل الاسكندرونة على البحر المتوسط .
الجديد في الامر، هو ظهور(ميول وطنية) منذ عدة اعوام وهي تنمو بخفية وهدوء في داخل الوسط الثقافي والسياسي والشعبي بين اكراد العراق. ان هذه النزعة الوطنية راحت تتعمق خصوصا منذ عام 2003 حيث يعيش العراق متغيرات كبرى بكل قسوتها وعمقها تقوده نحو بناء دولة تعددية انسانية تمثل جميع تنوعات الوطن، وللأكراد حضورا فعالا في هذه التجربة الجديدة. ان هذه الميول الوطنية الكردية العراقية، تتحدد بالنواحي التالية:
ـ الاقرار الواقعي بأن شعار(كردستان الكبرى) لا يمكن ابدا تحقيقه، فهنالك موانع تاريخية وجغرافية وعملية من المستحيل تجاوزها.
ـ ان هذه المشاريع القومية الانفصالية، لم تعد عملية ولا صالحة للأكراد، فهي مكلفة جدا من الناحية الامنية والانسانية ولم تكسبهم غير الحروب والاحقاد وعداوات الشعوب الجارة الشقيقة: عراقيون واتراك وايرانيون وسوريون..
ـ ان تطورات العراق بعد عام 2003 تمنح امكانية تاريخية كبيرة لأشتراك الاكراد الفعال في عملية بناء دولة عراقية تعديدة ممثلة للجميع. وهذا يقتضي التخلص الحقيقي من الشعارت القومية الانفصالية والعنصرية، والتحلي بالواقعية لتحقيق السلام والتعايش مع باقي العراقيين من اجل بناء وطن مشترك ينتفع منه الجميع.
التحالف العروبي ـ الكردوي!
ان الحجة الكبرى التي يعتمد عليها انصار(النزعة الوطنية الكردية العراقية)، هي ادراك التشابه الكبير بين التيار القومي ـ البعثي، والتيار القومي الكردي، من ناحية الشعارات ثم التطبيق!
نود ان نوضح اولا ان مصطلح ((كردوي)) لا نقصد به ابدا التهكم والاثارة، بل غايته علمية اختصارية بدلا من ((قومي كردي))، على وزن ((عروبي)) اختصارا لـ((قومي عربي)).
لو وضعنا الشعارات على جنب، وقمنا بالتمعن في تفاصيل التاريخ والعقيدة، للتيار القومي العربي المتمثل اساسا بحزب البعث، وكذلك التيار القومي الكردي المتمثل اساسا بحزبي السيدين الطلباني والبرزاني، لوجدنا ان هذين التيارين متفقين بل متطابقين عقائديا وواقعيا:
ـ عقائديا: تربية الناس على تقديس الانتماء القومي العرقي اللغوي العنصري، واحتقار كل العوامل الدينية والوطنية والتاريخية والانسانية التي تقرب الناس فيما بينها على صعيد كل بلد، وعلى صعيد الشرق الاوسط.
ـ واقعيا: فأن تواريخ هذه الاحزاب الممتد لأكثر من خمسين عام وهم يلعبون ادورا رئيسية في العراق سواء في السلطة او خارجها، لا نجد غير الشعارات الزائفة وممارسة الدكتاتورية والقمع والصراعات بينها وبث الاحقاد العنصرية وشن الحروب الداخلية والخارجية، ودعم الحركات المسلحة العنفية والارهابية، والاسهام مع اسرائيل في ابقاء حالة الحرب والتوتر والاستنزاف في المنطقة.
لو اخذنا حالة العراق، فأن الاطراف البعثية والكردوية مهما كانت الخلافات المعلنة بينها فأنها بقيت دائما متفقة على هذه النقطة الجوهرية الكبرى: (ان العراق وتكوينه وحدوده، مثل جميع الدول العربية، حالة مصطنعة ومؤقتة يجب تحطيمه) من اجل ضمه الى مشروع (الوحدة العربية) بالنسبة للبعثيين، ولمشروع (كردستان الكبرى) بالنسبة للكردويين. لهذا، رغم عدائهم الشكلي، فأنهم بسبب هذا الاتفاق الجوهري على الغاء العراق الحالي، بقوا عمليا دائما على علاقات ايجابية وتبادل منفعة وحالات تحالف وتعاون متقطعة: اتفقوا وانضموا الى جبهة واحدة ومعهم الشيوعيين واسقطوا النظام الملكي عام 1958.. ثم اتفقوا على اسقاط عبد الكريم قاسم عام 1963.. ودعم العروبيين في اعوام الستينيات انشقاق الطلباني عن البرزاني. ثم عام 1971 تم عقد اتفاقية آذار بين البرزاني والبعث . وأخيرا عام 1996 تحالف صدام ومسعود البرزاني فدخل الجيش العراقي وطرد قوات الطلباني. ولا ننسى ايضا، ان (مصطفى البرزاني)كان مدعوما من قبل عبد الناصر (زعيم العروبة) نهاية اعوام الخمسينات، وان اول اذاعة قومية كردية كانت تبث من القاهرة، وليس من حلبجة! وان(حزب الطلباني) تأسس رسميا في دمشق عام 1975 تحت رعاية مخابرة البعث السوري. كذلك حزب(اوجلان) القومي الكردي التركي، بقي تحت رعاية البعث السوري لسنوات طويلة. وان الرئيس الليبي القذافي كان من اشد داعمي البرزاني والطلباني اعوام التسعينات. وهكذا دواليك من تفاصيل ووقائع التاريخ التي تبطل تماما حقيقة الصراع المعلن بين العروبيين والكردويين!
الواقعية الوطنية هي الحل
نعم ان الاكراد في طريقهم لاكتشاف ان شعار(كردستان الكبرى) القومي العنصري، غير واقعي ابدا، كما اكتشف اخوتهم العراقيون من قبلهم ان شعار البعث (الوحدة العربية من الخليج الثائر الى المحيط الهادر)، غير ممكنة التحقيق. وان البعث كان عاجزا حتى من التوحد مع الجارة الشقيقة سوريا التي يحكمها نفس الحزب. بل بل كان عاجزا حتى بالحفاظ على وحدة الوطن العراقي بعد تخلي صدام عن شمال الوطن في التسعينيات.
اذا كان شعب العراق قد تخلص الى الابد من القومية البعثية العنصرية، ودخل في الواقعية الوطنية والانسانية، ، فأن اكراد العراق خصوصا وعموم الشرق الاوسط، ايضا في طريقهم للتخلص من هذه الطوباوية القومية العنصرية التي ورطتهم في احقاد وحروب لا تنتهي ضد اخوتهم من شعوب الشرق الاوسط. آن أوان النخب الكردية العراقية ان تتحلى بالواقعية الوطنية مثل اخوتهم من باقي النخب العراقية، وينتفضوا على هذا الشعار القومي الساذج والدامي :(كردستان الكبرى) الذي ورطهم ويورطهم في صراعات غير مبررة ضد باقي اخوتهم العراقيين والشرق اوسطيين، ولا يكسبهم غير الاحقاد المؤجلة التي ستتحول الى حروب ومجازر مستقبلا:
ان القبول بالأمر الواقع والعيش المشترك مع باقي القوميات العراقية في ظل الدولة العراقية الواحدة الممثلة للجميع، والتخلص من النزعة القومية العرقية العنصرية، لهو من شيم الانسانية والتحضر.







#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السر العجيب في موت السياب وقاسم والغزالي وسليم!
- الهوية العراقية وثنائية دجلة والفرات
- وداعا نينوى، مع حبي الى الابد
- نصائح مغترب تعبان لكل من يركض ورا النسوان!
- ايها العراقيون اعترفوا بثورتكم اليتيمة!
- القضية الكردية وخطر الانقراض!
- رحماك يا رب.. لقد قتلت اخي!!
- تجربتي مع الشيوعية: من اجل (علمانية متدينة) و(تدين علماني)!
- نعم أيها المالكي، نحن معك.. ولكن؟
- حول المشروع الدولي الخطير لإخلاء العراق من سكانه وجلب غيرهم! ...
- (( التسييس)) اخطر امراض الشعوب العربية!
- اعترافات رجل لا يستحي.. السيرة الروائية الجديدة لسليم مطر
- الدولة العراقية واهمالها الفاضح للاعلام الوطني!
- ليس دفاعا عن الطلباني، بل من اجل الحقيقة: لنتخلى عن النفاق و ...
- ميزوبوتاميا ودعوة للكتابة في (خمسة آلاف عام من الكتابة العرا ...
- أخي السياسي العراقي: تخلى عن منافستك للمثقفين، واكسبهم، تكسب ...
- لغز الملك المغدور
- حوارهام مع النائب محمد علي تميم: حقائق مجهولة عن عرب كركوك!
- فدرالية المحافظات العراقية، في ضوء التجربة السويسرية..
- فدرالية المحافظات.. الحل المنسي من احزاب وقادة العراق؟!


المزيد.....




- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- موقع: عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين ...
- ??مباشر: مجلس الأمن يعقد جلسة للتصويت على عضوية فلسطين الكام ...
- لازاريني: حل الأونروا يهدد بتسريع المجاعة وتأجيج العنف بغزة ...
- الأونروا تحذر من حملة خبيثة لإنهاء عملياتها
- اقتحام بلدتين بالخليل ورايتس ووتش تتهم جيش الاحتلال بالمشارك ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سليم مطر - من اجل تيار كردي وطني عراقي يقف بوجه العنصرية التوسعية للقيادات الكردية