أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم مطر - من اجل مرجعية شيعية عراقية عربية متحررة من ايران!















المزيد.....


من اجل مرجعية شيعية عراقية عربية متحررة من ايران!


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 22:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السيد السيستاني ايراني الهوى والانتماء، وعراقي السلطة والمال!!
يتوجب التوضيح منذ البدء ان هذا الموضوع لا يقصد ابدا التقليل من القيمة الانسانية والدينية لسماحة السيد السيستاني ولا المس بالمشاعر الشخصية. موضوعنا هذا لا ينطلق من دوافع طائفية او معتقدية معادية، فمن الناحية المذهبية انا شخصيا أنتمي لعائلة شيعية، ومن الناحية السياسية انا رافض للسلفية وللوهابية ولجميع المتعصبين من ثورچية وبعثچية ودعاة العنف. كذلك انا ضد الموقف القومي العنصري المعادي لشعوب ايران، لأني أؤمن بالانسانية وأدعو الى علاقات اخوية وتقارب وتوحد بين جميع شعوب الشرق الاوسط: ايرانيون واتراك وعرب. وانا يضا لست من المطبلين للحداثة والعلمانية المعادية للدين لأني أؤمن بالروحانيات وبالدور الحاسم والنافع للدين في حياة الانسان. وكتاباتي المنشورة تشهد على كل هذه الامور..
حتى فترة قريبة كنت عموما وبصورة تقريبية من المتعاطفين مع السيد السيستاني، باعتباره يحمل الصفتين التاليتين:
1 ـ انه رجل ديني (ناسك وزاهد) بعيد عن طموحات النفوذ وفنون السياسة وموازين القوى. وان(المسكين) رغما عنه متورط برجالات السياسة العراقيين الذين يضغطون عليه للتدخل في امورهم التي تعافها نفسه.
2 ـ صحيح انه من اصل ايراني، الا انه ينتمي للعراق معيشة وثقافة، حيث يعيش في النجف منذ حوالي الستين عام.
لكني، وبعد تردد طويل ومراجعات ومتابعات مستمرة توصلت مؤخرا الى قناعة كافية الى اني كنت مخطأ بتقيماتي الايجابية هذه، وان السيد السيستاني بالحقيقة يحمل الصفات النقيضة تماما. فهو:
ـ اولا ليس بزاهد متعبد بل رجل سلطة ومطامح شخصية..
ـ ثانيا،هو ايضا لا يرتبط بأية عاطفة خاصة بالعراق ولا بشيعة العراق، بل هول ايراني قلبا وقالبا.. وهاكم التفاصيل..
المرجع الاعلى، رجل سلطة ومال وليس بزاهد!
بالحقيقة ان الذي جلب انتباهي ذلك الخبرالذي سبق وإن نشرته في حينها جميع وسائل الاعلام عن اللقاء الصحفي الذي اجراه السيد السيستاني (في 14/9/2009) من اجل الاعلان عن: (انه لا زال بصحة جيدة ويدحض الشائعات التي تقولت عن مرضه). وقد اثار هذا السلوك المناقض للعفة وللزهد عجب حتى اتباعه ومقلديه! فرغم كل الاهوال التي مر بها العراق في السنوات الاخيرة والاشكالات التي لا تحصى، فأنه السيد وافق مرتين فقط على لقاء الصحفيين، اولهما كان في 24/8/2008 ، وثانيهما بعد عام. وفي كلتا الحالتين، ليس من اجل قضية كبرى تهم الشعب العراقي او شيعة العالم، بل فقط لكي (ينفي) شائعة مرضه ويؤكد سلامة صحته وقدرته على الحفاظ على سلطانه!!؟؟
ثم قادني هذا الامر، الى التفكير المنطقي التالي:
ـ انه من المستحيل على السيد السيستاني وعلى كل من يتقلد المرجعية العليا ان يكون زاهدا متعففا. والسبب بسيط جدا ومنطقي وانساني تماما: ان (المرجع الاعلى) مثل كل زعيم لمجموعة بشرية، سواء كانت طائفة او عشيرة او نقابة او حزب او جمعية ثقافية او حتى رابطة نسوية، فأنه لا بد ان يتمتع بخصال (رجل السلطة) بالمعنى الحرفي للكلمة. ان قيادة اية جماعة بشرية مهما كانت صغيرة او كبيرة، يتطلب الكثير من الحنكة والصبر والمراوغة والقدرات الاقناعية والدعائية، وخصوصا الدهاء من اجل التغلب على المنافسين. أي ان (المرجع الاعلى) مثل جميع رجالات السلطة على مر التاريخ، حاله حال البابا الكاثوليكي مثلا، لا بد ان يطمح الى النفوذ ويتقن اللعبة السياسية. لأن الزهد والتنسك يفرض العزلة والتفرد وهجر مغريات الحياة المادية والمعنوية. لهذا من المستحيل ان تكون (مرجعا اعلى) وانت متعفف وزاهد. ان من يطلع على تفاصيل وآليات مرجعيات الشيعة يكتشف بأن (منصب المرجع الاعلى) لا يختلف عن باقي المناصب السلطوية الدينية والحزبية او الادارية في جميع انحاء العالم. فأول الشروط واصعبها ان يكون هنالك اجماع شيعي عام على اختيار (المرجع الاعلى) من بين العديد من (المنافسين) من آيات الله الكبار. وهذا الانتصار على المنافسين لا يمكنه ابدا ان يتم بالتعفف والتنسك والعزلة، بل يتطلب من آية الله العمل مثل أي زعيم حزب سياسي، ليل نهار من اجل كسب الاتباع والمقلدين في جميع انحاء العالم الشيعي. وهذا الكسب(الجماهيري والنخبوي) يتطلب الجهود الجبارة تنظيميا وتثقيفيا واتصاليا، من خلال الزيارات وارسال المندوبين ومنح المساعدات واقامة المشاريع وغيرها من النشاطات الاعلامية التي لا تختلف عن اية نشاطات اعلامية وشعبية وكسبية يمارسها أي زعيم جماهيري. فأين التعفف والزهد من كل هذا؟! من المعلوم ان آية الله، كلما كثر اتباعه ومقلديه كلما كثرت اموال (الخمس والزكاة والتبرعات) التي يجنيها منهم. وكلما كثرت امواله، كلما زادت مشاريعه الدعائية(مؤسسات دينية وخيرية) التي تزيد من سمعته وتكسب له اتباع ومقلدين اكثر واكثر، وهكذا دواليك.
والغريب في الامر، والمعيب والمناقض تماما لكل اداعاءات التنسك والعفة، ان هذه الاموال الطائلة التي تقدر بملايين الدولارات سنويا التي يجنيها المرجع، تعتبر ملكا شخصيا له ويرثها من بعده ابنائه!!!؟؟؟
اكرر ان هذه الملايين التي يجنيها المرجع سنويا تعتبر ملكا شخصيا له ويرثها ابنائه من بعده!!!!؟؟؟؟؟؟ فأين الزهد والتعفف في كل هذا؟؟
بل يحق لنا ان نقول قانونيا وضميريا ان بابا الكاثوليك اكثر زهدا وتعففا من مرجع الشيعة، اذا لا يحق للبابا ان يمتلك عائدات المسيحيين بل هي ملكا عاما لدولة الفاتيكان!!
هنالك الكثير من الشيعة من يعتقدون بأن الامام الشهيد(الامام محمد باقر الصدر) الذي اعدمه صدام عام 1980، كان قد حكم عليه بالاعدام المعنوي من قبل مراجع الشيعة انفسهم الذين كانوا يمقتوه اكثر من صدام، لأنه تجرأ ودعى الى خلق مؤسسة رسمية شعبية تدير اموال الشيعة ولا تبقى ملكا شخصيا للمرجع. وقد سمى مشروعة هذا بـ(المرجعية الرشيدة). اذن، هذه الحقيقة المنطقية تفسر لنا كيف ان سماحة السيد السيستاني لا يختلف عن زعمائنا السياسيين والماليين، إذ ان الشيء الوحيد الذي يهمه هو الابقاء على صورته السلطوية وسمعته وتأكيدات قوته وصحته وسطوته المالية!
يتوجب التوضيح، اننا ابدا لسنا ضد ان يكون الانسان رجل سلطة وسياسة وصاحب طموح ونفوذ، حتى لو كان في المجال الديني. ان الحياة تحتاج الزعماء واصحاب النفوذ كما تحتاج الزهاد والنساك. لكننا ضد ان يحاول رجل السلطة والنفوذ الادعاء والايحاء بانه زاهد متعفف!! فهذا يعتبر خداع وضحك على المؤمنين الشيعة ومخالف للتعفف الديني والضميري.
ونطرح السؤال التالي على سماحة السيد السيستاني:
اذا انت فعلا زاهد ومتعفف عن ماديات الحياة، ما الذي يمنعك ان تبادر بجعل الملايين التي تأتي بأسمك سنويا ملكا لمؤسسة خيرية شيعية رسمية ومنتخبة من المؤمنين الشيعة، بدلا ان تبقيها هكذا تحت تصرف ابنائك ومحازبيك!!؟؟
السيستاني ايراني الهوى والانتماء، وعراقي السلطة والمال!!
ان ذالك الاكتشاف الاولى حول ادعاء الزهد، قادني الى اكتشاف حقيقة ثانية كانت مخفية اكثر رغم انها لا تتطلب منا غير مراجعة سريعة للموقع الشخصي لسماحة السيد، وعنوانه: http://www.sistani.org
ان مطالعة المعلومات الواردة في هذا الموقع تصيبنا بالذهول لاكتشافنا بالتفاصيل والارقام شدة التعلق(ان لم نقل التعصب) الذي يحمله السيد السيستاني ازاء (بلاده ايران)، ومدى التعامل(الثانوي) ان لم نقل الاستهانة والاستخفاف بالعراق وشيعة العراق!!
فرغم السنوات الستين التي امضاها سماحته في العراق (النجف) التي هي مركز نشاطه وتربيته وحياته وسلطته والملايين من اموال الخمس والزكاة التي يكسبها من شيعة العراق، الا ان علاقته واهتمامه بالعراق ظل ثانويا جدا جدا مقارنة بايران! فلو طالعنا قسم (المراكز والمؤسسات)، لاندهشنا من ان الغالبية الساحقة من المشاريع المقامة هي في ايران. فمن بين (40) مشروع ثقافي ـ ديني هنالك:
ـ في ايران وحدها(27) مشروع. وفي العراق فقط(9) مشاريع! وواحد في كل من الهند وباكستان ولبنان ولندن.
اما لو طالعنا قسم (الخدمات الاجتماعية) فسوف تتفاقم دهشتنا الى حد الذهول، فمن بين13 مشروع خدماتي(مجامع سكنية لطلاب الحوزات ومستشفيات ومستوصفات)، ليس هنالك ولا حتى مشروع واحد خارج ايران. نكرر ليس هنالك مشروع واحد خارج ايران!!!!!! نعم جميع المشاريع الخدمية لمكتب السيد السيستاني فقط في ايران وحدها!! هنالك ربما شبه استثناء، فمن بين هذه المؤسسات الـ(13) مؤسستين لمساعدة للاجئين العراقيين والافغان، لكن في ايران ايضا!
والاكثر طرافة، رغم ان مقر السيد في النجف، الا انه لا يمتلك في العراق الا مكتبا واحدا، مثلما له ايضا مكتبا واحدا في دمشق. بينما يمتلك في ايران مكتبان، في قم وفي مشهد. ثم الاكثر غرابة ان موقع الانترنت للسيد، عنوانه في ايران! تصور العجائب: انك تعيش في بلد وعنوان التراسل مع موقعك الشخصي في بلد آخر! كل هذه المعلومات تجدونها في موقع السيد!
هكذا بلغ الحال بأهل العراق، وبالذات شيعتهم: ان من يعيش بينهم كل حياته ويتمتع بتقديسهم وخضوعهم واموالهم، يبلغ به الاحتقار لهم والاستخفاف بكرامتهم، انه لا يبخل عليهم فقط اموالهم التي كسبها منهم، بل حتى القليل من الثقة لكي يديروا موقعه الشخصي!!!!
ربما هذه الحقيقة، تفسر لنا سبب استنكاف السيد السيستاني عن قبول الجنسية العراقية، بعد ان عرضها عليه ابراهيم الجعفري باسم الحكومة العراقية عام 2004 .
السيستاني (مرشد الدولة) العراقية!
ان الضمير الديني والسياسي يطرح السؤال التالي علي السيد السيستاني: هل تتخيلون انه من الممكن في يوم من الايام ان يوافق شيعة ايران بمختلف اصولهم وفصولهم وميولهم، على أن يكون (مرشد الدولة) اجنبي ، وبالذات عراقي الجنسية؟! ان هذا كما تعرفون من سابع المستحيلات. بل ان رجل الدين الاجنبي او العراقي الاصل مهما على شأنه لا يمكنه ابدا ان يتقلد أي منصب ديني بارز ومؤثر في الوضع الايراني، ولو كان بسيطا.
وهذا امر طبيعي تتفق عليه جميع الاعراف والقوانين. فحتى العشيرة، يمكنها في حالات معينة ان تتقبل قيادة الغريب بشرط ان يعلن انتمائه الى العشيرة. فحتى بلد مثل امريكا منفتح تماما على المهاجرين، لا يسمح لأي شخص ان يشتغل حتى شرطي، ناهيك عن قاضي او مسؤول حكومي، ما لم يحمل جنسية امريكا وينتمي تماما الى ثقافتها وتاريخها واهلها. فمثلا ان الرئيس اوباما، رغم نصفه الافريقي، فأنه من ام امريكية وقد ولد وعاش وتربى وتثقف في امريكا ولا يحمل اية جنسية غير الامريكية. نعم ان الدولة والمجتمع الذي يعتز بكرامته الوطنية مهما رحب بالاجانب فأن لا يسمح لهم ابدا ان يشتركوا بقيادته.
ومما يزيد هذه المشكلة حدة وتطرفا، ان السيد السيتاني ليس اجنبيا فحسب، بل هو ايراني. ومع كل اعتزازنا بشعوب ايران وايماننا الحقيقي بضرورة التقارب الانساني والاخوي بيننا، الا انه من سوء الحظ ان (دولة ايران) منذ فجر الخليقة ظلت على علاقة استحواذية واستعمارية وغيرية وحسودية ازاء العراق، لاسباب تاريخية وجغرافية وثقافية سبق وان كتبنا عنها. بل حتى لو نسينا التاريخ، فأن السنوات الحالية كافية للحكم على سلبية الدولة الايرانية ازاء العراق وشيعة العراق، وهذا موقف يجتمع عليه 90 % من العراقيين بمختلف ميولهم وطوائفهم واصولهم.
ـ لا تقل لنا يا سماحة السيد، بأن دوركم كـ(مرجع اعلى) ليس له اية مقارنة مع دور(مرشد الدولة). انتم تعرفون جيدا بأن دور مرشد الدولة الايرانية(السيد خامنئي) لا يختلف الا شكليا عن دور سماحتكم. فأنتم منذ عام 2003 تقومون بصورة شبه فعلية بدور (مرشد الوضع السياسي العراقي)، على الاقل بالنسبة للاحزاب والقيادات الشيعية العراقية؟! فأنتم مثلا من منح الشرعية والمقبولية للاحتلال الامريكي. وانتم من منح الشرعية والمقبولية للقيادات والتجمعات الشيعية الحالية وخصوصا في الانتخابات الاولى. وانتم من منح الشرعية والمقبولية لتشكيلة الدولة العراقية الحالية. ودوركم المرجعي الاول يجعلكم تمنحون الشرعية اما بصورة مباشرة من خلال الفتاوى الرسمية، او من خلال تصريحات نوابكم، او حتى من خلال سكوتم عن الامور المهمة.
ـ لا تقولوا لنا بأنكم كـ (مرجع اعلى) معني بامور كل شيعة العالم بما فيهم شيعة العراق. هذا غير صحيح ابدا، فأنتم حتى الآن لم تلفظوا كلمة واحدة بخصوص كل احداث ايران. ولم تلفظوا كلمة واحدة تتعلق بأي اية طائفة شيعة في العالم اجمع، وكل تدخلاتكم تتعلق فقط بالعراق!
أجنبية السيستاني سبب سلبيته
نحن ابدا لسنا ضد ان يتدخل رجل الدين، مهما كانت طائفته، بأمور السياسة والوطن، لكن على شرط ان يكون ابن الوطن وينتمي اليه ويحمل جنسيته. ان عدم انتماء السيد السيستاني الفعلي الى العراق لا يتعلق فقط بالقيمة المعنوية الرمزية الوطنية، بل له تأثير حاسم على علاقته وفهمه واحساسه بالوضع العراقي. بكل تأكيد ومن المعقول جدا جدا، انه لو كان فعلا من ابناء العراق الحقيقيين، لكان دوره القيادي اختلف تماما تماما عن دوره الحالي. ان شعور السيد السيستاني العميق بأنه لا زال اجنبي ومرتبطا روحيا وعمليا بايران، هذا بحد ذاته يسبب له ضعفا معنويا داخليا، ويجعله يتردد كثيرا في مواجهة القوى العراقية والتأثير الحاسم والحقيقي على الوضع.
ان اجنبية وايرانية السيد السيستاني هي التي تسبب هذا الغياب العجيب لأي منطق واضح في تدخلاته بالوضع العراقي. حتى الآن جميع المراقبين لا يستطيعون تحديد المنطق الذي يتبعه في اختيار المسائل التي تسمحه له بالتدخل فيها. فهنالك امور صغيرة يتدخل بها وامور كبيرة جدا يصمت عنها! خذوا مثلا، ما حصل في نهاية العام الماضي(2009) من كوارث دموية وفضائحية هزت الوطن بأكملة، ونعني بها (فضيحة سرقة مصرف الزوية) (وتفجيرات الاربعاء الاسود). فالغريب ان السيد السيستاني في نفس هذه الفترة التي انتظر فيها الناس أي كلمة منه حول الأوضاع المأساوية، اذا به يخرج لنا بفتوى عجيبة غريبة لم تخطر ابدا على البال، تتحدث عن (ضرورة اجراء التعداد السكاني)!!
من آخر الامثلة على (عدم احترام) السيد السيستاني للوضع العراقي وتحسس مشاكل الشعب، هي تلك الخفة الغريبة التي اعلن فيها خلافه مع الغالبية الساحقة من المسلمين وحتى مع الكثير من مراجع الشيعة، وقرر ان يكون (عيد الفطر) يوم الاثنين بدلا من الاحد مع باقي المسلمين. وكأنه بموقفه السطحي والمتسرع هذا اراد ان يساهم في ديمومة الانقسام الطائفي في العراق!
من اجل مرجعية شيعية عراقية ـ عربية
كل هذه الحقائق المؤلمة التي تعاني منها المرجعية ويتحمل نتائجها شيعة العراق بصورة خاصة، بالاضافة الى شيعة البلدان العربية. وتبقى ايران هي المستفيد الوحيد منها. فأن (سوء حظ) شيعة العراق والعالم العربي، هو الذي جعل ايران تهجر التسنن في القرن السادس عشر لتتبنى التشيع وتصبح زعيمة شيعة العالم. وبالتالي يتحمل شيعة العراق والعالم العربي وزر السياسة الاستحواذية للدولة الايرانية التي لا تكف عن استخدامهم ورقة مقايضة في طموحاتها التوسعية.
لهذا فأنه من مصلحة شيعة العراق واهل العراق ان يهجر السيد السيستاني بلادنا، ويرحل الى مدينة (قم) مركز التشيع الايراني، لكي يحل محله في (النجف) احد مراجع الشيعة العراقيين.
ان هذا المطلب ليس نزوة او فقاعة اعلامية، بل هو مطلب واقعي وطني جاد ويعبر عن مشاعر غالبية العراقيين بما فيهم الشيعة المؤمنين، لأنه يستند الى المبررات المهمة التالية:
1 ـ من اجل اعلاء الهوية الوطنية لشيعة العراق والبلدان العربية، ودفع (تهمة التبعية لايران) التي يشهرها اعدائهم ضدهم.
2ـ من اجل ان يحس شيعة العراق والدول العربية بنضوجهم وأهليتهم لقيادة انفسهم بأنفسهم بعيدا عن هيمنة الاخت الكبرى ايران!
واخيرا نكرر اقتراحنا الذي سبق وان ذكرناه في كتابنا (الذات الجريحة)، بأننا مع ان يكون هنالك مرجعيتان شيعيتان في العالم: واحدة في (النجف) ويكون مراجعها من العراقيين(لا يهم ان كان عربيا ام فيليا ام تركمانيا ام شبكيا..) أو من شيعة الدولة العربية، وتكون مسؤولة عن شيعة العراق والعالم العربي. اما المرجعية الثانية فيكون مقرها في (قم) في ايران، وتكون مسؤولة عن شيعة ايران وعموم آسيا.
نؤكد انه من العار والتخلف ان يبقى ملايين الشيعة تابعين لنزوات وامزجة وطموحات ((افراد))!! مهما بلغت مكانتهم الدينية. من العار والتخلف ان يبقى الشيعة، الطائفة الدينية الوحيدة في العالم التي يقودها فرد وليست مؤسسة. كل الطوائف في العالم لها مؤسستها القيادية. انظرو الى الكاثوليك، لهم (دولة الفاتيكان) التي تنقسم الى اسقفيات وطنية خاصة بكل بلد فيه كاثوليك.. انظروا الى الارثوذكس، لهم قياداتهم ومراجعهم الكنسية الوطنية الخاصة في كل بلد والمستقلة عن بعضها تماما، فهناك كنيسة ارثوذكسية خاصة لكل من: الروس واليونان والرومان والاوكران والصرب.. الخ. انظروا الى المسلمين السنة، فهناك مؤسسة افتاء وطنية خاصة بكل بلد. نفس الحال بالنسبة لجميع الطوائف في العالم: البروتستان والبوذوين والهندوس، واليهود، وغيرهم. نعم كلهم لهم مؤسساتهم الدينية القيادية المنظمة والمراقبة بصورة جماعية ومدروسة. طيب لماذا على الشيعة ان يبقون وحدهم في هذا الكون، بلا مؤسسة دينية عقلانية ومنظمة تجمعهم وتقودهم. كيف يرضى العقل والضمير ان يقود الطائفة افراد يشروعون ويفتون ويوجهون الطائفة هكذا بكل فردية ومزاج شخصي من دون أي حسيب ورقيب وتنسيق جماعي ومؤسساتي. بل الانكى من هذا ان هؤلاء الافراد لهم كل الحق وبأسمهم الشخصي ان يجنون سنويا الملايين الملايين من ثروات الشيعة، ويتصرفون بهم بصورة شخصية بكل حرية ويورثونها لابنائهم!!!!!!؟؟؟؟
لنأخذ على مثال اخوتنا شيعة لبنان، فهم بكل مصاعبهم وعيوبهم، فأن مستوى تمسكهم بـ(كرامتهم الوطنية) كان افضل من مستوى العراقيين. فتراهم منذ عام 1969 شرعوا بتأسيس مؤسستهم الوطنية الخاصة بطائفتهم (المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى) وهي مؤسسة ديمقراطية منتخبة تضم رجال دين ومدنيين. لكن هذه التجربة الواعدة تهشمت مع الزمن بسبب تدخلات حزب الله وايران!
لنا عودة قريبة الى هذا الموضوع انشاء الله، آملين ان يساهم المثقفون العراقيون وخصوصا الاسلاميون في تطوير هذه الافكار والمشاريع التي يتوقف عليها مستقبل بلادنا وعموم المنطقة..



#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياقادة اكراد العراق، لا تضحوا بهذه الفرصة التاريخية النادرة!
- ماهي : الهوية الوطنية العراقية؟!
- يا كتاب العراق: كفانا شعرا وسياسة، وعلينا بالدراسة والتحليل!
- من اجل تيار كردي وطني عراقي يقف بوجه العنصرية التوسعية للقيا ...
- السر العجيب في موت السياب وقاسم والغزالي وسليم!
- الهوية العراقية وثنائية دجلة والفرات
- وداعا نينوى، مع حبي الى الابد
- نصائح مغترب تعبان لكل من يركض ورا النسوان!
- ايها العراقيون اعترفوا بثورتكم اليتيمة!
- القضية الكردية وخطر الانقراض!
- رحماك يا رب.. لقد قتلت اخي!!
- تجربتي مع الشيوعية: من اجل (علمانية متدينة) و(تدين علماني)!
- نعم أيها المالكي، نحن معك.. ولكن؟
- حول المشروع الدولي الخطير لإخلاء العراق من سكانه وجلب غيرهم! ...
- (( التسييس)) اخطر امراض الشعوب العربية!
- اعترافات رجل لا يستحي.. السيرة الروائية الجديدة لسليم مطر
- الدولة العراقية واهمالها الفاضح للاعلام الوطني!
- ليس دفاعا عن الطلباني، بل من اجل الحقيقة: لنتخلى عن النفاق و ...
- ميزوبوتاميا ودعوة للكتابة في (خمسة آلاف عام من الكتابة العرا ...
- أخي السياسي العراقي: تخلى عن منافستك للمثقفين، واكسبهم، تكسب ...


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم مطر - من اجل مرجعية شيعية عراقية عربية متحررة من ايران!