أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - اي نظام سياسي يلائم اقليم كوردستان















المزيد.....

اي نظام سياسي يلائم اقليم كوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 21:41
المحور: القضية الكردية
    


وفق الدستور المقترح و المقر من قبل برلمان اقليم كوردستان و لم يزل عند رئيس الاقليم و يحتاج الى استفتاء عام، ان النظام السياسي الذي يمكن ان يتمخض من تطبيقه هو خليط بين الرئاسي و البرلماني، و كأنه مُرٌر كي يتوائم مع طموحات القادة المتنفذين و خُيٌط كقياس لما يعيش اقليم كوردستان من النظام السياسي الاجتماعي الحالي و الذي يسيطر عليه الحزب و القادة المتوارثين على ادارة الاقليم منذ الحركة التحررية و الاحزاب و القيادات المنبثقة من الحالة الاجتماعية الموجودة، الصلاحيات التي خُولت لرئيس الاقليم وحدود حكمه لا تقل بشيء عن ملك حاكم مطلق رغم وجود البرلمان كما هو الان، و ليس بملكية دستورية حتى كما هي موجودة في العديد من دول العالم لا بل ان صودق عليه سيدفع بالبلاد الى ما عشناه في الدول الشرق الاوسطية ربما لعقود و نعيد التجارب السيئة للعالم، و هذا يعني ان الصلاحيات الواسعة الممنوحة لرئيس الاقليم يفرغ الدستور من محتواه الموسوم ببرلمانية النظام و ما يتمتع به اي بلد من الديموقراطية و العصرنة التي ينادي بها الشعوب.
الوضع الداخلي لاقليم كوردستان و كفية تسيير امور السلطة و ما يسيطر عليها حفنة من المتنفذين منذ عقدين، من جهة، و ان قسنا ما في الدستور مع توافقه و مسايرته مع الامر الواقع المفروض على الجميع، من جهة اخرى، اننا نتلمس فعل الكاريزما الشخصية بعيدا عن العصرنة و ما تحمله العولمة من المفاهيم الانسانية لحد ما الينا. لو دققنا في خبايا الامور سنتشائم اكثر، من الاحتمالات الواردة للتغيير الممكن و المطلوب حصوله في نمط الحكم السائر منذ عقدين، بينما نحن لم نلمس المباديء الحقيقية للديموقراطية الحقيقية في نصوصه ، و ما موجود يتعارض مع ما سارت عليه الدول المتقدمة ، النوايا الكامنة في وراء السطور التي فرضتها السلطات لا يمكن ان تساير او تجاري الحداثة بل كل ما يؤخذ منه هو التحويرفي القضايا الحقيقية و توجيه المسيرة نحو فرض السلطات التقليدية على الشعب لاطول مدة ممكنة و حصر الحكم في دائرة ضيقة مناقضين الادعاءات التي يطرحها القادة انفسهم لفظيا في كل لحظة و ما يعلنون من تمسكهم من الحكم الرشيد و الحرية و الحداثة و التقدمية و المدنية في ادارة البلد و هم يكررونها منذ مدة طويلة .
بعد وصول الحركة التحررية الكوردستانية الى ما نحن عليه و استلامها زمام الامور و ما فرضه الواقع اصبح في مكان احتارت هذه الحركة فيما وقعت فيه، و ما كانت تفكر فيه لم يكن كما هو الان وهو فيه، فطبيعتها و تركيبتها الثورية اجبرتها على اتخاذ خطوات كما هي في العقود الماضية من الثورة و كانها تقاوم دكتاتورية، و لم تقدر على تغيير الذات و لم تسعفها حالها التحول المطلوب ولو نسبيا، و هكذا مرت بصعوبات و لم تتح فرصة للاخر القادر على ادارة امور الاقليم من جانب اخر من المشاركة في تصحيح المسار، انهم حوٌلوا الحياة العامة للاقليم الى فوضى كما فعلوا لمرات خلال الحركة التحررية، الى انه و من خلال تقييم وضعهم الداخلي فانهم لم يتمتعوا بالصفات التي كانوا عليه و لم تبق تلك الثورية في التضحية و الفداء و ما تربط تلك الاحزاب بمنتميهم و بالعكس ايضا ، و ما تعلق المنتمين بهم هي المصالح و ملذات السلطة و المنافع الشخصية، و لم يستغلوا ما اكتسبوه من الماديات لانعدام الخبرة و بقوا على ما تفرضه الكاريزما لقياداتهم و الافتخار بالماضي دون ان يقدموا ما يريده الحاضر و ما يطلبه المستقبل، بينما استفادت القيادات فخسرت القواعد، و استاثرت قلة قليلة من الحلقات الضيقة منهم بالسلطة و امكانياتها الهائلة، و استشرى الفساد في كل حدب و صوب . لم تفصل السلطات الثلاث عن بعضها ، بل سيطرت الاحزاب عليها مع تضييق الخناق على السلطة الرابعة معها .
لحد اليوم لم يعلنوا عن استراتيجياتهم بشفافية للشعب، و لم يعلم حتى المراقبون شكل ارتباطاتهم و نواياهم و علاقاتهم التي يمكن ان تبقيهم على المكتسبات القليلة التي حصلوا عليها و التي قدم الشعب الكثير من اجلها، ان ما في الدستور العراقي وضع تقييدات شتى على النظام السياسي في اقليم مع وجود الانتفاعات الانية المؤقتة من ميزانية المركزو تبؤ المناصب الفخرية فقط، و اقر هذا في الدستور العراقي و استفتي عليه بما فيه من الالغام التي تحتاج لقوانين لازالتها بسلام ، و من الجهات المختلفة ما تحارب من اجل اقرارها وفق مصالحها من بين المكونات السياسية العراقية .
لم يتضمن بشكل قاطع ما يضمن استقرار الوضع في العراق و خاصة العلاقات بين المركز و الاقليم بشكل نهائي و هذا ما لا يريح الشعب الكوردستاني و يدعه في قلق دائم على مستقبله ، و لهذا من حق اي متابع ان لا يتفائل من اقرار القوانين الاساسية للحياة السياسية و طبيعة العلاقة بين المركز و الاقليم وكيفية اطمئنانه على صحة العلاقة و سلامة الاقليم .عندما يتمحص اي من ابناء الاقليم في نظرة السلطة في اقليم لما يجري و محاولاتها في السير عليه و خاصة القضايا الداخلية، يرى بان جل تفكير القادة ينشغل على كيفية احتكار السلطة لاطول مدة ممكنة و باي شكل كان و باي نظام سياسي مهما كان متخلفا او عاف عليه الزمن ، و يخططوا كي يضمنوا ما يصلوا اليه كما هو حالهم في صياغة الدستور لاقليم كوردستان و نواياهم في هذا الجانب، و الذي يمكن ان نستقرأ منه حكما شموليا و نظام الحزب و القائد الاوحد من خلال ما يحتويه و مقترح في دستور الاقليم من الصلاحيات المخولة للسيد رئيس الاقليم .
اما العصر و فرضياته و المجتمع و متطلباته و الثقافة العامةو كيفية رفع مستواها و التطور الحاصلفي شؤون العالم و ما يمكن ان تصل اليه مستقبلا المنطقة سيخلق مشاكل اضعف مما هي عليه و يضع عراقيل شتى امام مسيرة الاقليم و مايلاقيه من القضايا الحساسة و متابعتها بالنظام المتبع وفق الدستور و القوانين المرعية فيه لحد الان، و يبقى الاقليم و ما يرتبط بمفاصله الرئيسية العامة مرهون بما يملي عليه تنازلات شتى، و يمكن ان يمن عليه المركز دون اي نقاش، بعد ان يعلم ان الاكتفاء الذاتي معدوم لديه، و كل ما فكر فيه لمستقبل الاقليم هو الابقاء على ذات القيادات و احزابهم فقط كالشرط الاول مهما حصل، و هذا عين الانانية و التخلف للقادة لو قورن بما فيه العالم و ما وصلت اليه الامم لخدمة شعوبها و ما فيه الشعوب المغدورة بما فيهم الشعب الكوردي . اي، الاخطاء التي ارتكبت في الماضي من قبل القوى المهيمنة في حينه و عدم ادراك القادة في كوردستان لما كان يتطلبه عصرهم،يمكن ان نعيدها في السلطة المدنية ايضا، و اننا سنتخلف عن اقرب الانظمة لدينا. اذن العلة و السبب مكمون فينا اكثر مما تفرضه الظروف الموضوعية . ما الحل ؟
تحديدالنظام السياسي العام و ترتيب الوضع الداخلي، طبيعته، شكله و محتواه و ما يتضمنه بعيدا عن فرضيات الكاريزما و القائد الاوحد و الصلاحيات المتجمعة في يده، و المراكز الذي يتبوئها و السلطة التي تنصر به فقط، بينما المطلوب التداول السلمي للسلطة و كيفية فسح المجال امام الاخر، الواقعية و ما يحمله الينا من التقدم التكنولوجي و الاتصالاتي العالمي، السير وفق خطط و استراتيجيات نابعة من القوى و الامكانيات و مراكز الفكر، الاستناد على الشعب في القضايا المصيرية و عدم تفرد احد باقرارها، العلمية في الخطوات المتبعة، توحيد الجهود، الاقتلاع عن الصفات القديمة و المزايا الخاصة التي تضر بالجميع في هذا الوقت، الاتفاق و التقارب بين القوى وطريقة طرح الاراء و المواقف الصحيحة ازاء المواضيع المهمة، و كيفية اتباع الاساليب المدنية التي ستفسح المجال امام النظام السياسي المدني التقدمي الحديث ان يفرض نفسه، فهذا هو المطلب الاول و الرئيسي لتحديد نوع النظام السياسي المفترض اعتماده في اقليم كوردستان .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتيجة الانتخابات ومصير الكورد في تركيا
- انها بداية نهاية الاعلام الحكومي المركزي
- الحرية الشخصية و التدخلات المختلفة فيها
- ما جوهر الثورات المندلعة في المنطقة
- هل تتحقق حلم انبثاق دولة كوردستان المستقلة؟
- التغييرات الجارية في المنطقة و العراق مابعد الدكتاتورية
- سوريا الى اين ؟
- حقا كلما ضاقت فُرجت
- لا تستغربوا من مواقف الموالين للنظام السوري مهما كانت نسبة ث ...
- ما بين المثقف السياسي و السياسي المثقف
- لماذا لم يتعض بشار ممن سبقوه
- ما التيار الغالب بعد موجة الثورات في المنطقة؟
- لماذا يتشبثون بالحكم مهما حصل ؟
- سكت بشار دهرا فنطق كفرا
- الحفاظ على استقلالية التظاهرات على عاتق المثقفين
- تجسيد نظام سياسي جديد هو الحل
- مؤتمر وطني لحل ما يحدث في اقليم كوردستان
- الدروس المستخلصة من تظاهرات الشعب العراقي
- استخدام القوة المفرطة سينعكس على اصحابها حتما
- العولمة و الصراع السياسي في كوردستان


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - اي نظام سياسي يلائم اقليم كوردستان