|
سكت بشار دهرا فنطق كفرا
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 19:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من استمع الى الكلمة الفضفاضة و المبتذلة التي قدمها الرئيس السوري بشار في برلمانه الصوري المنبثق على غرار ما سبقه من النظام البعثي في العراق،بعد الاحتجاجات و اسالة الدماء الغزيرة و تورطه في العنف لاخماد التظاهرات و تكرار نفس السيناريوهات السابقة التي تعود عليها في التعامل مع الاحداث و ما شاهده العالم من التحذلق و الفذلكة منه مع التملق الفضيح من قبل مواليه، لم يستعجب مما نطق به فحزن الجميع على ما يجري على ارض الشام الغراء و يكون هذا موقف رئيسهم. من تعمق قليلا فقط في العمل المسرحي المكشوف فيما يسمى بمجلس الشعب السوري تصور بانه جالس في منتدى شعري و جوقة من اصحاب المصالح يعبرون عما يمكٌنهم من الحصول على جعبة من الليرات، و هذا ما ذكرنا عهد الدكتاتور العراقي و ما تصرف به في وقته لحين وصوله الى مصيره المحتوم و أخرج من جحره ليلقى ما كان يستحقه، و خير ما يؤكد ذلك الجمل و الصيغ التي اختارها و السلوك الذي اتبعه و اظهر نفسه عليه و كأنه يسيطر على زمام الامور و هو موفرو ضامن الحرية التامة لشعبه، و لم يبق امام زبائنه من ممثليه و ليس ممثل الشعب في هذا المجلس الا التصفيق المتواصل، و هذا ما يؤكد بان النظام السوري بكامل عدته لم يزل يعيش في الماضي و لم يدرك حقيقة و جوهر المرحلة و المستجدات العالمية، و هو منكفيء و منعزل عن التغييرات التي تصله مهما حاول دفن راسه في الرمال. كان من المتوقع ان يظهر بشار وهو يعتبر نفسه شابا و ان يتعلم من دروس و تجارب الشباب المتحمس للحياة الحرة الكريمة في المنطقة و لكنه لم يفعل باحسن مما اتبعه من سبقوه من بن علي و مبارك و صالح و القذافي، فاثبت للجميع مدى شيب عقليته و فكره، و اكد التزامه المفرط بالايديولوجية البعثية التي مرعليها الزمن و التي دمرت المنطقة بجلها ، و هي لم توائم تطورات المرحلة و المتضرر الاول في تطبيقاتها هو الشعب فقط. بدا الرئيس بشار الاسد كعادته مستهزءا بالحقائق و مغرورا و في نفسية متشوشة كما يوضحه علم النفس و كان متمعنا بالمظاهر و الشكليات و هو يتلاعب بالالفاظ و الكلمات و كرر ما كان يكرره من سبقوه بان هذا البلد ليس كغيره و من حدث فيه التغيير، و اعاد لمرات ما كان يذكره سابقا و لكن بكلمات و عبارات مختلفة شتى، و الصق التهم و وصف ما يجري بالتآمر و الفتنة و لم يذكر شيئا بما يستحق كمية الدماء الزكية التي سالت على ارض سورية الحضارة في غضون الايام السابقة على ايدي جلاوزته، و التي فاقت ما سالت في الدول المنتفضة الاخرى لاسابيع، و هذا ما اعتبره الكثيرون بامر طبيعي لما يتصف به النظام البعثي و من يؤمن به. كان من الاجدر به ان يراجع هذه العقود من حكم ابيه و ما ورثه و ما جرى له و ان يتعامل مع متطلبات هذا الشعب المحصور و المغلوب على امره بما تفرضه ظروف و متطلبات المرحلة و المستجدات العديدة و المختلفة الجوانب على الحياة العامة للشعوب، و ان لا يتعامل مع فئات الشعب و هو يسجنهم و يحصرهم في مساحة ضيقة دون ادنى نسبة من الحرية و الديموقراطية و الحجج دائما المؤامراتالخارجية المحاكة و الفتنة التي اصبحت القوانة الشارخة التي يكررها، و عليه ان يعلم جيدا بانه ليس بامكانه ان يستمر بمثل هذه الطريقة و العقلية و الفكر و الشكل من النظام و التعامل مع الاحداث الى النهاية، وحتى و ان اخمد جذوة هذه الثورة و ليست بحالة كما سماها في هذه الاونة فهل بامكانه ان يضمن عدم الكرة كلما سنحت الفرصة بل هي مستمرة الان و هو تحت طائلة نظام الطواريء، و التاريخ لا يرحمه و في حينه لا يفيد الندم. و ان لم يعترف اصلا بالثورات في البلدان الاخرى و سماها بالحالة الشعبية و لم يدرك انه لم يعلن عن ما هي الحالة الشعبية و كانها مصطلح و حدث جديد ابتدعه في سياق كلمته المظهرية، و الادهى ما في الامر هو تراجعه عن الوعود التي قدمها من قبل و كذلك ما تكلمت عنها مستشارتها الحكيمة،بحيث قال ان الغاء حالة الطواريء و الاصلاحات قيد الدرس و لم يتخذ بشانهما القرار المناسب كما ادعت هي، بل ارجع الاسد ما اقدم عليه الى السنوات السابقة و ليس استجابة لمطالب المحتجين، وكما اعترف انه انتظر ايام و تريث كي تستوضح لديه الصورة و ان احس بالضيق ربما سيتنازل عن مطالب الشعب و يقرر ما يجب ان يحصل و يعتقد بانه سيطر على الموقف و به تراجع عما التزم نفسه به من قبل و لم يعلم انه لم تنتهي اللعبة بعد. ان اشد ما ادهش المتتبعين هو ان الرئيس السوري لم يدرك جيدا ان موجة الديموقراطية و الحرية لا تعرف الحدود و القوة و هي تكسر الاغلال و القيود مهما حاول الدكتاتور من اشهارها امامها اينما كان. و يبدو ان هذا النظام لم يتعض ممن سبقوه و هو يشتهي حقا لكلمة ارحل من جماهير سوريا، اليوم كان ام غدا، و الشعب يقرر ما يفعل بعدما يأس من كلمة بشار الاسد و مواقفه المتعنتة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحفاظ على استقلالية التظاهرات على عاتق المثقفين
-
تجسيد نظام سياسي جديد هو الحل
-
مؤتمر وطني لحل ما يحدث في اقليم كوردستان
-
الدروس المستخلصة من تظاهرات الشعب العراقي
-
استخدام القوة المفرطة سينعكس على اصحابها حتما
-
العولمة و الصراع السياسي في كوردستان
-
فسقط الصنم الثالث و اما بعد........!!
-
عزيمة الشباب لن تدع التاريخ ان يعيد نفسه
-
ثورة الشباب بين الاندفاع الجامح و الخوف الكابح
-
سمات المرحلة الجديدة في الشرق الاوسط
-
هل وجود سوريا في المحور الايراني ينقذها من الانتفاضة
-
اسباب استمرار العنف في العراق لحد الان
-
هل ينتفض الشعب السوري ايضا ?
-
للجميع ان يقيٌم ما يجري في الشرق الاوسط الا النظام الايراني
-
التغيير الاجتماعي بين الدافع و المثبط في منطقة الشرق الاوسط
-
مصر و الدرس الثاني للحرية و الديموقراطية في السنة الجديدة
-
الحرية و العلاج الملائم للقضايا العالقة في الشرق الاوسط
-
كيف نتفهم جوهر قضية المناطق المتنازع عليها في العراق
-
حدود علمانية و ديموقراطية العراق الجديد
-
افتعال الازمات لا يصب في حل اية قضية
المزيد.....
-
شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي
...
-
العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي
...
-
مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في
...
-
استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟
...
-
سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي
...
-
بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير
...
-
ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته
...
-
لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
-
خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني
...
-
لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|