أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - ما بين المثقف السياسي و السياسي المثقف















المزيد.....

ما بين المثقف السياسي و السياسي المثقف


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 21:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ان الازمات الفكرية التي سيطرت على عقلية الناس بكافة مشاربهم طيلة العقود الماضية في هذه المنطقة، و دون اي تغيير محسوس في المراحل المختلفة التي مرت بها، هي التي لا تسمح ان ياخذ اي عنصر فعال( و هو نادر ايضا) في المجتمع مكانته و دوره و طريقه الملائم و المناسب في مسيرة حياته، لتقديم ما يفيد الشعب بشكل عام. فلم يتخصص الفاعلون هؤلاء ايضا في شؤونهم لحل المشاكل المتوارثة او الجديدة و التي تستعصي بمرور الزمن بعد تعقيدها، نتيجة تراكم ما يغطيها ما يفرز من مجريات الامور الحياتية اليومية و التعقيدات التي تتشكل بعد التمازج بين الافكارالمختلفة او نتيجة التواصل بين الحضارات البعيدة عن البعض و خاصة في هذا العصر الالكتروني، و هي باقية دون حلول مقنعة. هذه المشاكل و الازمات المتكررة تترك تاثيراتها على الغالبية العظمى من المفكرين قبل غيرهم ، و هم يتصرفون وفق ما تفرضه عليهم تلك الضغوطات المنبثقة من تلك الازمات و المشاكل.
من هنا يمكن ان ننطلق في بياننا، لتمييز و تعريف المثقف السياسي و كيفية مقارنته بالسياسي المثقف و اولويات كل منهما، و التي تختلط احيانا هذه الاولويات في نظرتهما اليها او التعامل معها من قبلهما، لانها من الدقة بحيث يمكن ان تتبادلان الموقع و الموقف في اية لحظة سواء بدراية و رضا الذات او دون قصد و كنتيجة التخبط احيانا او التمازج مع ما يدعوهما العمل الجاد في موقعهما المختلف .
صعوبة و ازمة عدم الانتماء تنعكس على الجميع دون استثناء ، و هذا ما يتوضح لدى العديد من الافراد و بالاخص من يدعي المواطنة لبلد ما لمصلحة و هدف ما، دون ان يتحسس المواطنة بكل معنى الكلمة في داخله فعلا او يقتنع بها في كينونته، و هي المشكلة الكبرى في تصنيف المثقف و انتمائاته . اضافة الى انعدام الثقة بين الحاكم و المحكوم من جهة و بين افراد المجتمع و منهم المثقفين من جهة اخرى ، و نتيجة طبيعية للافعال المخابراتية التي تمارسها السلطات و تتقصدها من اجل افراغ المجتمع ممن يفكرن صحيحا لانه خطر على ادامة سلطاتهم في مثل هكذا اجواء ، و هذا ما يدني مستوى الثقافة العامة للمجتمع و يفرض ندرة العلماء و الخبراء و المثقفين الحقيقيين المجردين من الايديولوجيات المختلفة التي تفرض نفسها على فكر و عقلية و سلوك الفئات المختلفة فيمثل هكذا مجتمع. فانعدام العقلانية في التفكير و البحث و التاليف و العمل هو الذي يجعل اي مثقف ان ينزلق في بحر الصراعات السياسية بشكل خاص دون ان يعلم او يدخل متقصدا لهدف خاص، و هذا ما يبعدهم عن المشاركة في انتاج العمل الثقافي الحقيقي او المشاركة في بناء الحضارة او اية ارضية تواكب روح العصر.
هنا و من هذه الزاوية و استنادا على ما نحن عليه من كافة الجوانب في هذه المنطقة المؤججة دائما ، نستطيع ان نقول ان هناك مثقف سياسي بجانب السياسي المثقف، اما السياسي غير المثقف و الذي يملا المنطقة و كافة التركيبات السياسية، فليس من شاننا هنا ان تعرج عليه و هو معلوم لدى الجميع بجميع خصلاته .
هناك من لم يخرج بعد من قوقعة العادات و التقاليد البالية لاسباب و عوامل ذاتية و موضوعية، و لا يريد تغيير الذات بما يحمل من الشوائب المتراكمة و المتوارثة اجتماعيا و ثقافيا و سياسيا، او يتمنى ان تسنح له فرصة موائمة ليزيح عن كاهله هذا الثقل الكئيب من المعوقات و يهرب بجلده كي يستقر على شاطيء الامان بعد البحر الهائج من الصراعات الداخلية الذاتية مع النفس، او مع ما تتطلبه الحياة و ما تفرضه عليه من اجل البقاء و الانكفاء، و هو يتبجح احيانا بما هو فيه لحد التقديس لما يدعيه و هو يعلم جيدا انه يعيش في عالم لا يمكن التوفيق فيه بين القديم و الحديث على النحو الذي يمكن ان يحرره من التناقضات التي تغرقه يوما بعد اخر، و هو يصرح و ياخذ مواقف متفرقة حول احداث ما ، نتيجة اعتماده على عوامل سطحية مؤثرة عليه اما مسايسا المجتمع و التيارات السياسية المخحتلفة فيه اومن اجل من يعتقد بانه قريب الى مصلحته او الاصلح له، و ينقلب بين ليلة و ضحاها بين الافكار و المعتقدات و الانتماءات من اليسار الى الوسط الى اليمين وهلمجرا، و هكذا يفكر و يعمل حسبما تقتضيه الضرورة الحياتية الخاصة به دون ان يعترف ، و هذا هوما يمكن ان نعرف به المثقف السياسي المتوغل في بحر الصراعات السياسية اكثر من السياسي المحترف نفسه .
اما الاخر الذي يعلن على الملا انتمائاته الفكرية و العقيدية و الايديولوجية و يدعي عدم تحريم السياس من الثقافة بل يدعو الى عدم التمييزاو الفصل بينهما او عدم امكان تخصصهما دون البعض، و هذا الادعاء لاسباب عديدة سواء كانت سياسية او اجتماعية ،و هذا ما يفرض عليه الخجلفي التصريح به من الخلط بين العمل السياسي و الثقافي، و ليس من اجل ما تتطلبه الثقافة كما يدعي بل ما تتطلبه السياسة من الامور الثقافية و هو في الحقيقة يتقلب شمالا و جنوبا في صلب تفكيره.
هذا النوع ينظر من جانب واحد الى ما يجري على الارض دون التعمق او الغور في التفاصيل الدقيقة لجوهر الحياة و الثقافة العامة بشكل خاص، و جل تفكير هؤلاء مرتكز على الصراع السياسي و هم متسلحون نظريا و بسطحية بالثقافة كي تغلبهم على غرائمهم من السياسيين او المثقفين، و هم يتشبثون بهذا العصي محاولين اسقاط الاخر بكل السبل و منها الثقافة و ما يتصل بها و ما تضمن من المعاني. ان مصلحتهم فقط هي التي تجبرهم في اكثر الاحيان على التواصل في النظر الى الثقافة و التعامل معها و التماس المستمر المباشر بها، و يحاولون معرفة ما تتميز بها من كافة النواحي لاسباب سياسية فقط ايضا.
اما المثقف الحقيقي المجرد من كل ما يبعده عن التفكير و الدخول و الغور العميق فيما تعنيه الثقافة و ما فيها ، دون مصلحة او ما تتطلبه عوامل الصراعات المختلفة للحياة، هو المثقف المنتمي الى الذات قبل الاخر، هذا ما يفيد المجتمع و يغيره و يتغير بنفسه و ينقل الموقع الذي يعيش فيه من مرحلة الى اخرى دون اية ازمة او مشاكل تذكر، و تتقدم الحياة بمثل هؤلاء و تبقى بصمتهم الحقيقية ثابتة و هي المؤثرة على مجريات الامور لحياة المجتمع بكافة فئاته .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يتعض بشار ممن سبقوه
- ما التيار الغالب بعد موجة الثورات في المنطقة؟
- لماذا يتشبثون بالحكم مهما حصل ؟
- سكت بشار دهرا فنطق كفرا
- الحفاظ على استقلالية التظاهرات على عاتق المثقفين
- تجسيد نظام سياسي جديد هو الحل
- مؤتمر وطني لحل ما يحدث في اقليم كوردستان
- الدروس المستخلصة من تظاهرات الشعب العراقي
- استخدام القوة المفرطة سينعكس على اصحابها حتما
- العولمة و الصراع السياسي في كوردستان
- فسقط الصنم الثالث و اما بعد........!!
- عزيمة الشباب لن تدع التاريخ ان يعيد نفسه
- ثورة الشباب بين الاندفاع الجامح و الخوف الكابح
- سمات المرحلة الجديدة في الشرق الاوسط
- هل وجود سوريا في المحور الايراني ينقذها من الانتفاضة
- اسباب استمرار العنف في العراق لحد الان
- هل ينتفض الشعب السوري ايضا ?
- للجميع ان يقيٌم ما يجري في الشرق الاوسط الا النظام الايراني
- التغيير الاجتماعي بين الدافع و المثبط في منطقة الشرق الاوسط
- مصر و الدرس الثاني للحرية و الديموقراطية في السنة الجديدة


المزيد.....




- مئات الطائرات الورقية حلّقت في سماء كاليفورنيا.. ما المناسبة ...
- -اختطفوها ورضيعها بعد تقيد زوجها-.. مشتبه به ثالث بقبضة الشر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ من اليمن والحوثيون يتبنون ...
- الجيش الإسرائيلي: ننتشر جنوب سوريا لمنع دخول أي قوات معادية ...
- ميرضيائيف يؤكد للرئيس بوتين في اتصال هاتفي مشاركته في فعاليا ...
- عشرات المسيّرات الروسية تقصف مدنا أوكرانية وتخلف قتلى وجرحى ...
- هل يدفع ماكرون باتجاه اختيار مرشح فرنسي ليكون البابا القادم؟ ...
- الأردن: وفاة 4 أطفال وإصابة 2 من عائلة واحدة إثر حريق ضخم في ...
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 52495
- ترامب: الولايات المتحدة في شكلها الحالي انتهت


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - ما بين المثقف السياسي و السياسي المثقف