أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبودوح - الربيع العربى..ومخاطر التحول الديمقراطى














المزيد.....

الربيع العربى..ومخاطر التحول الديمقراطى


أحمد أبودوح

الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع بداية عام 2011، هبت نسائم الربيع لتقود العالم العربى الى التحول من الأتوقراطية القمعية، الى النظام الديمقراطى المنفتح .
ساعد سقوط بعض من أعتى الأنظمة العربية، واكثرها فسادا على توغل الفكر الجديد بين شعوب المنطقة، وأصبحت بمثابة الضوء الذى يخترق الحدود من دولة الى أخرى، لينير الطريق أمام هذه الشعوب فى سبيل التحول الديمقراطى المنشود، بعد أن ساد هذه المناطق ظلام دامس لسنوات طويلة .
أدى ذلك الى سقوط بعض أنظمة الحكم "سقوطا كليا"، وانتقال مقاليد الحكم بالكامل الى أيدى الثوار فى بعض الدول.. كما أدى الى سقوط بعض الأنظمة الأخرى "سقوطا جزئيا" مع تشبث بعض الحكام بالسلطة، الذين مازالوا لا يدركون أنهم بالفعل فقدوا هذه السلطة، عمليا – على أقل تقدير- وأصبح تخليهم عنها كليا ما هو الا مسألة وقت، وأمر لا مفر منه .
بعد نجاح الثورات، تسعى الشعوب عادة الى العبور الى الجانب الأخر، عن طريق هدم النظام القائم، ليس فقط السياسى بل النظام الاقتصادى والاجتماعى والثقافى أيضا.. هنا تأتى أخطر مرحلة يتعين على النظام الجديد عبورها، وهى نقطة التحول المتمثلة فى اعادة هيكلة هذه الأنظمة من جديد.. حيث عادة ما يتخلل هذه المرحلة عدة أخطاء، تنتج عن عدم وضع البعد الثقافى والأيدولوجى للشعوب فى الاعتبار، عند انتقالها من مرحلة الانغلاق، و التقوقع الناتج عن الاستبداد، الى مرحلة الانفتاح الديمقراطى، وتصبح الدولة حينئذ كالطفل الصغير الذى يظل يحبو لفترات طويلة، وعندما يقف ليخطو أول خطوة صحيحة فى حياته، عادة ما يسقط على الأرض مجددا .
هذا يعنى – ببساطة – أنه يجب مراعاة الأغلبية المسلمة التى تعيش فى العالم العربى، والعادات والثقافات الشرقية التى يتمسك بها المسلمون وغيرهم ويحافظون عليها، حتى لا يتم اعطاء الفرصة للقوى الامبريالية فى العالم لتنفيذ مخططاتها فى استدراج الشعوب العربية للوقوع فى خطأ التقليد الأعمى للليبرالية بمفهومها الغربى ، وبالتالى سهولة نقل الأمراض الاجتماعية التى تعانى منها هذه الدول، الى عالمنا العربى .
فمثلا، يؤدى.. التحول المفاجأ الى الانفتاح الاقتصادى المرتبط ارتباطا عضويا بالديمقراطية، والاسراع الغير متزن فى الخصخصة، بهدف انشاء قطاع خاص قادر على قيادة هذا التحول الاقتصادى، اضافة الى عدم انتزاع الفساد من جذوره.. الى تشكل ظاهرة "الرأسمالية الطفيلية" والتى تؤدى، بطبيعة الحال، الى ظهور طبقة طفيلية فى المجتمع تنتج عن جمع بعض رجال الأعمال لثروات هائلة فى وقت قصير، عن طريق اللجوء الى "رؤس الأموال السوداء Black Business".
تسمى هذه الطبقة "بالبرجوازية الكمبرادورية" المتشكلة من رجال الأعمال الاحتكاريين، تسعى هذه الطبقة عادة الى القضاء على التعددية الطبقية فى المجتمع عن طريق سحق الطبقة الوسطى، والعمل على اتساع رقعة الطبقة الفقيرة والغاء أحد أهم مبادىء التحول الديمقراطى، وهو "العدالة الاجتماعية"، لذا يجب علينا الانتباه عند استيراد هذه الأفكار الاقتصادية الى ثقافة الشعوب العربية، وطريقة التفكير المسيطرة عليها، حتى لا يقع المجتمع العربى باثره فى مشكلة "الصراع الطبقى" من جديد .
أما من الناحية السياسية، تؤدى اندلاع الثورات والاطاحة بأنظمة الفساد الى حدوث حالة من "الحراك السياسى" الذى عادة ما يصل الى درجة الاندفاع . ينتج عن ذلك ظاهرة تشكيل الأحزاب وكثرة عددها، وتعدد الائتلافات والروابط السياسية المشكلة .
ولكن فى الواقع، يعتبر هذا "الانفلات السياسى" ظاهرة صحية بعد الثورات، لأنه فى النهاية تتبلور هذه التجمعات السياسية المختلفة فى صورة قوى سياسية رئيسية، تستطيع مع الوقت المنافسة الحقيقية فى احتواء الشارع والحصول على تأييد الأغلبية، وتكون قادرة بعدها على تشكيل حكومة تبدأ فعليا، ليس فقط فى مجرد التحول الى الديمقراطية، وانما السعى أيضا لاحتلال مكانة مرموقة فى مصاف الدول المتقدمة .
ولكن من الطبيعى أيضا، مع سعى الدول العربية الى استنشاق نسائم الحرية، ظهور بعض المقاومة التى تسعى الى افشال جميع هذه المحاولات المنادية بالاصلاح، داخليا مثل : "الاضراب الوضعى" الذى يقوم بتنفيذه جهاز الشرطة المصرى – المتواطىء – بشكل ممنهج، والتمسك بالسلطة وتحريض القبائل الذى تشهده اليمن، واشعال الحروب الأهلية كما هو الحال فى ليبيا وسوريا الشقيقتين . كما أن بعض القوى الدولية – والعربية أيضا - تشكل ضغوطا خارجية على هذه الدول، حتى لا تنتقل عدوى المطالبة بالحرية الى أراضيها .
لذا عند امعان النظر فى الأنظمة العربية والأساليب القمعية التى تتبعها، سوف تلاحظ التشابه الكبير فى الخلفية الثقافية- سواء المالكة منها أو الجمهورية - الناتج عن زوال الهوة بين "الأسرة المالكة" و "الأسرة الحاكمة"، فكلاهما قد أطلق يد أعضاء الأسرة أو العائلة التى تتمتع بصلة قرابة مع الحاكم فى الدولة، لسيعوا فى موارد وأموال الشعب فسادا . و لكن فى الحقيقة – وحتى تتحقق الديمقراطية – يجب على الأولى أن تترك الحكم لحكومة منتخبة، وتتفرغ هى للحفاظ على ترابطها الأسرى..كما يجب على الثانية أن تتخلى عن هذا الترابط – الزائد، حقيقة – وان تتفرغ لشئون حكمها، والا سوف نرى المزيد من الثورات التى قد تندلع فى بعض الدول التى تعتقد أنها بمنأى عن هذا كله .
ولكن مازالت المنطقة فى حاجة الى قائد محورى، قادر على العبور بالمنطقة ككل الى مرحلة ما بعد نجاح هذه الثورات، وقد بحثت الدول العربية بالفعل عن هذا القائد، ولم تجده فى أحد غير مصر، القائد الاعتيادى الذى طالما كان فى المقدمة فى مثل هذه الظروف، وفى جميع ما وجهت المنطقة من محن عبر تاريخها الطويل.. لذا نجد أن الاهتمام بالثورة المصرية – على وجه الخصوص - والتركيز على انجاحها مازالا قائمين، بعد ادراك العالم العربى بأن مصر هى حجر الزاوية، ورمانة الميزان التى سوف يساعد استقرارها على استقرار المنطقة العربية بأكملها، وأن نجاح ثورتها سوف يدفع فى اتجاه نجاح بقية الثورات المتوقع اندلاعها، وخاصة بعد أن أصبح ميدان التحرير أيقونة الثورات لجميع شعوب العالم .



#أحمد_أبودوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توصيات -الفراق القومى-
- اسرائيل تلعب بالنار
- بين الدبلوماسية والجاسوسية..خط رفيع!!
- المجلس العسكرى...والجماعة!!
- حوار مع الجماعة
- مؤتمر الحوار الوطنى...أم مؤتمر للحزب الوطنى؟!!
- الجمهورية الخامسة..أم الجمهورية الثانية؟!!


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبودوح - الربيع العربى..ومخاطر التحول الديمقراطى