أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 9 ) - الوجود بين العشوائية والنظام .















المزيد.....

تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 9 ) - الوجود بين العشوائية والنظام .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 14:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه التأملات جاءت من التحديق فى الطبيعة لتغمر المرء بمزيد من الفتنة والإندهاش وتُطلق معها بركان من الأسئلة ..الفتنة من رؤية مشاهد ذات طبيعة خلابة فهل الأمور تم رسمها هكذا بهذه العناية .. والإندهاش من مقولة بأن كل هذا التصميم والجمال مخلوق لعيونى .. والأسئلة ماذا تعنى كل هذه الأمور وما النظام فيها وما الغاية من وجودها .

نحن نتصور ونتوهم بأن هناك نظام ما يحكم الوجود ليرتبه ويقدره ويغمره بحكمته وتدبيره فلا يوجد شئ خارج السيطرة والهيمنة بينما الحقيقة أنه لا نظام ولا ترتيب ولا حكمة , بل الأمور تنحو نحو العشوائية واللانظام واللامعنى .
نحن من نتخيل فقط بأن هناك نظام ما وحكمة ما تُصمم هذا المشهد الوجودى بينما الأمور لا تعدو سوى لحظة نظامية وسط فوضى عارمة .. لحظة هدوء من العشوائية والفوضى أو لحظة نتلمس فيها حالة نظام حتى نستطيع تحمل وفهم الوجود .

* الأرض .
الأرض تكونت من الفوضى التى تمثلت فى الإنفجار العظيم لتنطلق كالشظية الساخنه لتبرد وتتهيأ على مدار ملايين السنين لإستقبال الحياة بينما لم تُسعف أى شظية من مليارات الشظايا أن تتهيأ عليها فرص الحياة ..هل هى صدفة وحالة جاءت من رحم العشوائية أم أنها تدبير وحكمة من إله قدير لم يُكررالتجربة بعد !!.

كل صراعنا الشرس وحروبنا وأحلامنا وأمانينا وحضارتنا وخططنا المستقبلية تتبدد مع فناء الأرض لحظة إرتطام نيزك ضخم بها وليضيع كل شئ ..نحن نعيش اللحظة ونتصور أنها الأمان ونتوهم أن كل هذا الوجود جاء من أجل سواد عيوننا مستقرا ً آمنا ً مرتبا ً بينما نحن لحظة هدوء فى عشوائية الوجود الغير مَعنى ولا المُعتنى ولا المُهتم ...فكوكبنا تعرض لمآسى فى بداية تشكيله ولكن إستطاع الصمود فهل سيقدر على البقاء ..بقاءه مرهون بحظه من الكوارث هل يتحملها أم لا ولكن ستندثر الأرض فى يوما ما ويظل الكون والوجود دون أن يكترث أو يهتم بما آلت له الأرض كما كان هناك وجوده قائما ً قبل أن تظهر الأرض .

الأرض عبارة عن شظية تطايرت من انفجار قنبلة كبيرة لنتواجد على سطح الشظية ونتوهم أن القنبلة خُلقت من اجلنا ..الوجود غير مَعنى بأوهامنا ولن يحاسبنا على سوء فهمنا وغرورنا فهو غير عاقل ولا مُدرك وليس له أى خطة أو غاية .

http://www.youtube.com/watch?v=HVUOjnCLnHo

* يد فنان أم عشوائية هكذا هو إنتاجها .
عندما أنظر لمشهد الغيوم فى السماء يفتنى هذا الجمال القابع فى صفحة السماء بهذا التشكيل التجريدى الذى يعطى متعة للعين .. ويزداد المشهد روعة عندما ترى البحر حاضرا ً بأمواجه التى لا تنقطع .
http://forum.khleeg.com/imgcache/2/75308khleeg.jpg
http://dc04.arabsh.com/i/01663/8dkty06s2yvq.jpg
http://www.youtube.com/watch?v=XnvNTmmhp2I&feature=related
أسارع لأمى وأريها جمال الغيوم وقت الغروب فتُسبح وتُمجد الرب على صنيعته ..أشير إليها فى بعض الأحيان إلى تشكيل يتكون فى الغيوم يقترب من وجه إنسان لأحدد لها ملامحه فلا تتوانى عن التسبيح والتمجيد .!!
http://images.alwatanvoice.com/news/0778727121/1.jpg
أتسائل فى سريرتى هل الله يمسك ألوانه وفرشاته ويرسم هذا المشهد البديع أوينحت وجه إنسان فى الغيوم ..وماذا عن البحر فجماله فى حركته المتدفقه فكيف يُشكلها .؟!
تتيح المعرفة البسيطة فى مراحل التعليم الأولى فهم أن الغيوم هى جزيئات هائلة من الماء تراصت بجوار بعضها ويرشدنى والد صديقى الأستاذ فى الفن التشكيلى أن الذى يجسد الأشياء هو الضوء فبسقوطه على الأشياء يجعلنا نحس بأبعادها وظلالها , فمن خلال الظل والضوء نرى المجسمات وندركها .. لأسترجع مشهد الغيوم وافهمه بأنه عبارة عن مجموعة هائلة من جزيئات الماء سقط عليها الضوء بعشوائية وبلا ترتيب فأنتج صورة جميلة إستحسنتها بعينى فهل الله صنع هذا الشئ ورتبها هكذا أم أن الأمور تمت بشكل عشوائى غير مُتعمد ومعتمدا ً فى الوقت ذاته على شعاع الرؤية مع حصيلة مفردات جمالية تكونت فى الذهن من تقييمات جمالية نتجت هى الأخرى من إستحسان الأشياء وفقا ً لما تمنحه من راحة وإحتياج لنهبها صفة الجمال ونستقبح الأشياء التى تجلب الألم والضيق والذكريات المؤلمة ...يمكن الإستزادة من هذه الرؤية بشكل تفصيلى فى مقال سابق لي عن " وهم الجمال ".

رؤيتى لتجسيدات لأشياء فى الغيوم كرؤية ملامح لوجه رجل بأنفه وذقنه هى قدرة تخيلية فقط على إسقاط مشاهد مخزنة فى العقل على مشاهد من الطبيعة ومحاولة لخلق رابط .. ولا يمنع أن يكون المشهد شديد الوضوح والإقتراب فلن نحتاج لمجهود ذهنى كبير أو سعة خيال فى ربطه بصورنا الواقعية ...فماذا يعنى هذا ؟! هل هناك إله يرص جزيئات الماء ويلقى عليها بعض الضوء لتظهر جميلة فى عيوننا أو يجعلنا نرى صور لتكوينات قريبة من الصور التى فى عقولنا ..أم أن الأمور لاتعدو سوى مشهد عشوائى نتج من مئات المليارات من مشاهد الغيوم فأقترب تشكيله من صورة قريبة فى ذهننا بدون ان يكون لهذا أى أهمية أو تعمد أو ترتيب سوى أننا من نرى الصور هكذا .!

* صدفة و عشوائية أم غاية ومعنى وحكمة .
- عذرا هذا الفيديو ليس للإثارة أوالخروج عن اللياقة ولكن للتأمل .
من منا لم يرى مشاهد من الطبيعة تعطى مدلولات وإيحاءات لمشاهد معلومة لديه تقترب من صور مختزنة فى ذاكرته تكون قريبة الملامح بشكل كبير
http://www.youtube.com/watch?v=nO-GsDwYwtI

أرجوأن لا يتصور أحد أننى بصدد إرسال مشاهد من الطبيعة ذات إيحاءات جنسية من باب الطرافة وعدم اللياقة .. وأعتقد أن قراء موقع الحوار المتمدن على درجة عالية من الثقافة والنضج الفكرى والنفسى ليدركوا أن مغزى الصور تتجاوز الطرافة أو السخرية فنحن معنيين ببناء تأمل وفكرة وموقف .
هذه المشاهد التى رأيناها هى منتجات من الطبيعة تقترب من صور ذات إيحاءات جنسية .. عندما شاهدتها إنتابتنى الدهشة والطرافة ولكن لم تمر دون أن تلقى السؤال وتسقط لتخترق أفكارنا الصلدة ومسلماتنا المنبطحة وتعرى إختزالنا المجحف للأمور .

سنسأل بداية من كون وشكل هذه المنتجات لتجد حضور فى ذهننا بهذه الإيحاءات .. هل هى الطبيعة المصمتة الغير واعية أم إله قدير حكيم .؟!
الإعتقاد بأن هذه المشاهد الطبيعية هى إنتاج إلهى بإعتبار عدم وجود مُنتج فى الوجود خارج عن خلقه وإبداعه وترتيبه ومشيئته ستضع هذا الرؤية فكرة الإله فى مأزق وحرج شديد .. فهل الله الداعى للحشمة والعفه وغض النظر والبعد عن المثيرات والشهوات يُرسل لنا إيحاءات ومدلولات جنسية فاضحة تُثير الإنتباه وتستدعى مشاهد وخيالات مختزنة وتدفع إنسان شبق كالرجل الشرقى للإثارة ؟!.. هل من اللائق أن تكون هذه التكوينات الفاضحة هى منتجات إلهية له فيها إرادة وغاية وحكمة ؟!.
لا يستطيع أصحاب الفكر الدينى أن يتخذوا موقف حيادى من هذه الصور فإما أن يضعوها من إنتاج الطبيعة أو من إرادة وتقدير وترتيب إلهى فلا موقف آخر .. فلو حاول المؤمنون أن يخلصوا الله من هذا الصنعة ونسبوها للطبيعة فهنا هم يخرجون من المنظومة الإيمانية بإنتقاصهم لعلم وإرادة ومشيئة الله فهناك أمور تتم فى الوجود بدون إرادته وعلمه ورغما ً عنه .!!

بالتغول فى هذه الفرضية ستضع فكرة الله فى مأزق ولكن يُمكن التخلص من هذا الحرج ببساطة شديدة عندما نقر بحقيقة الوجود وبأننا أمام منتجات أنتجتها الطبيعة الغير واعية ولا المُدركة ولا المُنظمة و بشكل عشوائى غير مَعنى ولا مُعتنى ولا ذات قصد أوغاية أو نية ..نعم هى الصدفة العشوائية التى تُنتج من وسط مليارات المشاهد فى الطبيعة مشاهد كتلك الصور ...فمن المنطقى أن نحظى وسط هذا الإنتاج الهائل من الطبيعة على تكوينات تقترب من صور نعهدها تستدعى صور مختزنة فى ذاكرتنا ومعارفنا السابقة .

http://i.telegraph.co.uk/telegraph/multimedia/archive/01358/allah-fish_1358440i.jpg
http://vb.arabseyes.com/uploaded/37653_1174248976.jpg
هذه الصور تعطينا إيحاء برسم إسم الله ولودققنا سنجد انها غير واضحة الملامح كمشهد الفيديو ولكننا عصرنا ذهننا لنجعل الرابط يتواجد بالرغم من عدم وضوحه .. ليس معنى ذلك أن الطبيعة عاجزة أن تعطى ترسيمات لإسم الله أكثر وضوحا ً فليس هذا بالشئ المستحيل فمن وسط تريليونات المليارات من المشاهد الطبيعية يمكن أن نجد رسم إسم الله بالعربية أو الإنجليزية أو أى اسم لأى احد منا بصورة أكثر وضوحا ً ,ولا نحتاج لجهد كبير فى التبيان , فالأمور مُمكنة الإحتمال أن تحدث ولكن نظرا ً لندرتها فنحن نسميها صدفة ويُسميها المؤمنين معجزة .

ليس غريبا ً أن نجد هذه المشاهد التى نراها نادرة ومدهشة وطريفة وشاذة عما نألفه ولكنها لن تُثير إنتباه طفل صغير ولن تحرك فيه الدهشة والغرابة لعدم وجود أى صور مسبقة فى عقله الأخضر لهذه المشاهد .
هذا يقودنا بأننا من خلال الصور المختزنة فى أرشيف دماغنا نُكون وعينا وأفكارنا وفق ما منحتنا الطبيعة إياه .. لتتأكد الرؤية الفلسفية بأسبقية المادة عن الوعى و تقوض فى طريقها كل الأفكار المثالية والواهمة والمتصورة بأن الوعى يسبق المادة ... فالمادة هى التى تتقدم على الوعى وتُشكل ملامح الفكرة وأبعادها وآفاقها , ومع وجود صور مكتسبة من الطبيعة تتكون الافكار لدينا ليتم إستنفارها عندما نشاهد صور من الطبيعة تقترب مع ما تَكون لدينا من صور سابقة بينما الطفل لم يحظى بهذه الرؤية لعدم وجود مشاهد سابقة فى مخيلته .

نحن نعيش فى وجود طبيعى لا يرسم الأشياء بإرادته وغير عاقل ولا مَعنى ولا مُهتم بتصدير رسالة لنا أو حكمة ما للإقتداء , فنحن من نحاول أن نجمع المشاهد المتواجدة لنلصقها مع بعضها لنكون فكرة هى نتاج ماهو موجود فكل محتواها وجذورها من واقع مادى , ثم نتخيل وهما ً بأن هناك رسالة ما ورائها .
لا يعرف العقل الواعى العيش فى الحياة بدون أن يخلق روابط بين الأشياء فالحياة بالنسبة لنا ليست صور منفصلة بل هى قدرتنا على تجميع الصور بصورة منطقية أو خيالية لخلق مفهوم نتعاطى به .. ومن هنا نحن لصقنا صورالطبيعة مع بعضها وأسقطناها على كيان يشبهنا وجعلناه قادر على تشكيل وتكوين الصور وإرسال الرسائل .

* طبيعة لا تنتج منتجات متطابقة .
عندما نتأمل بصمات أصابعنا سنجد عدم وجود تطابق لبصمة مع أخرى ولا تطابق لبصمات أى إنسان مع إنسان آخر ..فماذا يعنى هذا ؟
لن تقف الأمور عند بصمة الأصبع بل الصوت الصادر من الإنسان لا يتطابق مع الذبذبات الصوتية لإنسان آخر فبالقياس الدقيق للموجات الصوتية وجدنا إستحالة أن يتطابق صوت مع صوت .. صحيح الأذن ستجد تشابه وتماثل ما مثل رؤيتنا للبصمات ولكن من المستحيل ان نجد تطابق لصوت أو بصمة .. وقس على هذا أى محتوى لدينا فلن يتطابق مع محتوى أى إنسان آخر .!
لا يوجد جناح فراشة يتطابق مع جناح فراشة أخرى وسط مئات التريليونات من الفراشات ..ولا ظهر سمكة تطابقت مع ظهر سمكة أخرى منذ بداية الوجود الحى .!
الماء فى النهر لا يجرى فيه مرتين ..فيستحيل أن تتطابق نفس الجزيئات التى مرت بالأمس مع الجزيئات التى تمر اليوم .

يستحيل أن يتكرر أى مشهد فى الطبيعة ليكون متطابقا ً مع مشهد آخر يمكن فقط ان نختزل الأمور ونعلن عن التشابه كما نرى ماء النهر أو تشابه الأزهار والفراشات والبصمات وهذا يرجع لأن أى منتج طبيعى هو نتاج لظرفه المادى الموضوعى مع دخول عامل الزمن فى المعادلة لنجد أن أطراف المعادلة يستحيل لها أن تتكرر لتنتج كيانات متطابقة .

هنا تكون الطبيعة غير منظمة فهى تنتج منتجاتها بلا عقل منظم ولا إرادة أوغاية وتتغير أطراف المعادلة وقيم حدودها بالضرورة لذا يستحيل تطابق منتجاتها ... ولكن لو أسقطنا هذه المعطيات على فكرة وجود كيان منظم له غاية وإرادية ومشيئة فلن نجد تعليل لأن يتم نقش كل كيان بتشكيل خاص لا يتكرر وسط مليارات التريليونات من التشكيلات ولتسأل ما الغاية ؟!! هل لتمييز كل نبات وطير وحشرة وحيوان فى يوم الحشر .

عدم إدراكنا لفكرة إستحالة التطابق هذه وتجردينا فى منظومات ومصفوفات واحدة قادتنا إلى التعسف مع الوجود وإختزال الأشياء بشدة , ثم يتم حصر دوائر الإختزال بشدة لتصل لفكرة تفرد الإنسان بالوجود ويمتد به الخيال بأنه مركز الكون وأن كل الأشياء صُنعت من أجله .

* البسيط والمعقد .
عندما نتأمل أى صورة مرسومة سنجدها تبدأ بنقطة أو خط صغير بلا معنى لتتكاثف النقاط والخطوط لتكون تشكيل ذات معنى فى النهاية ولكن كل مفرداته البدئية هى خطوط ونقط بلا معنى ولكن التركيب جعل للأشياء معنى ولا يأتى هذا التركيب إلا من البسيط .. فالبسيط دائما ً بلا معنى بعد أن وصلنا للمركب .
http://horseart.homestead.com/files/img2.gif
مشكلة وعينا أننا نعتمد المنتج النهائى ونحرق كل المراحل إما عن قصور معرفى أو إيثار للسلامة الذهنية أو لرغبات نفسية ..فننظر للمنتج النهائى بإنبهار شديد بالرغم أن بداياته شئ ليس ذو معنى .. فالطبيعة تعلمنا بأن وجودنا جاء من حيوان منوى لا يرى بالعين المجردة إنطلق من وسط ملايين الحيوانات المنوية ليخترق جدار بويضة فيأتى تخصيب هذا الحيوان المنوى لتلك البويضة ليشكل تكوينات حية بسيطة غير عاقلة لتنتج فى النهاية كيان مركب عاقل .
الطريف أن تخصيب البويضة بأى حيوان منوى آخر من ذات المنى سينتج تكوين لن يتطابق مع نفس التلقيح الأول ..فهل لنا أن نسأل هل هناك إرادة وتوجيه قادت الحيوان المنوى ليتفوق على أقرانه من ملايين الحيوانات المنوية ليجد سبيله لإختراق البويضة أم أن الأمور تمت هكذا ليحكمها العشوائية والصراع و لتوفر ظرف موضوعي قاد لهذا الحدث .
ننسى دائما ً هذه البدايات البسيطة ولكن نقف حائرين أمام المنتج النهائى متغافلين دوما عن الدرس الذى تعلمنا الطبيعة إياه كل يوم ملايين المرات .

سبب وعينا المغلوط بالنظام هو أننا نعيش لحظة نظامية متوهمة فأسقطنا هذا الوعى على الوجود بينما الحياة على الأرض حالة إستثنائية لم تتكرر ومسيرها للفناء بنيزك طائش وقد تجد مصيرها فى ثقب أسود .. فنحن لا نستطيع العيش على هكذا إحتمال.
نحن نخلق لحظة نظامية وسط وجود غير منظم ليس له خطة ولا غاية ..لا نعرف أن نعيش أمام سيناريوهات مفتوحة ولا نتحمل الحياة وسط صور ومشاهد ليس بينها رابط فنحن من نخلق الرابط أو نقرأه بطريقتنا .

نرى المشاهد فى الطبيعة فنتصور ان هناك من يرسل لنا برسالة خاصة أو يريد أن يمتع عيوننا بطبيعة ساحرة ليرتب مثل هكذا أمور بينما هو إنتاج عشوائى من الطبيعة ليس مَعنيا ً ولا مُهتما ً بل نحن من نحاول ان نخلق من العبث معنى وقيمة وجمال .
نحن نعيش وجود غير مَعنى ولا مُعتنى يمارس حركته وثورته بعشوائية شديدة لينتج مشاهده بلا قصد ولا غاية ولا حكمة .. بوعينا الذى انفصلنا به عن الطبيعة إمتلكنا القدرة على مراقبتها ورصدها .. ولكننا لا نستطيع العيش وسط سيناريوهات مفتوحة راصدة فى كل لحظة لعشرات ومئات الإحتمالات فهذا هو الوسواس القهرى الذى عندما تنطلق آفاقه سنقترب من الجنون ..وسط هذه الحيرة وفى ظل قصور معرفى غير مدرك لأغوار العالم المادى مع تواجد حالة نرجسية للذات ترى تمايزها عن كل الموجودات تتسرب فكرة صاحب العلة والمعتنى والمهتم ...يغذيها فكرة أننا أدركنا الألم وإختزنا ذكرياته الأليمة فليتواجد صاحب العلة ليوفر لحظة أمان من لحظة مستقبلية خائفة وقلقة ...وليجعل من هذه العبثية والعشوائية معنى وقيمة .

دمتم بخير.

- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 13 ) - علاقات الإنتاج كخالقة وحا ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 11 ) - إنهم يصفعوننا ...
- الأديان بشرية الهوى والهوية ( 1 ) - خرافات الأديان . جزء أول
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 26 ) - أطفالنا فى الجنه وأطفال ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 7 )- الإسلام السياسى رؤية سيا ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 12 ) - نحن نجسد آلهتنا من دم ولحم وأعصاب و ...
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 12) - الدنيا من غير حب ما تتحبش ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 11 ) - وهم الجَمال والله يحب الجَمال ويستح ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 6 ) - الأديان كثقافة وميديا ل ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 8 ) - الإنسان بين وهم الش ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 7 ) - وهم حرية الإنسان وا ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 6 ) - نحو وعى وفلسفة للمو ...
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 11 ) - البحث عن جدوى للإنسان وال ...
- كابوس الديمقراطية .. مصر نحو الشرنقة والشرذمة الطائفية .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 11 ) .
- فلنحاصر فصائل الإسلام السياسى ونجبرهم على تحديد مواقفهم من ا ...
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 6 ) - هى فكرة خيالية غي ...
- هل هى ثورات أم فوضى خلاقة .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 25 ) - مفهوم الأخلاق فى الدين ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 24 ) - الشفاعة كتأسيس لمجتمع ا ...


المزيد.....




- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 9 ) - الوجود بين العشوائية والنظام .