أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - البحث عن السعادة














المزيد.....

البحث عن السعادة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 17:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البحث عن السعادة مثله مثل البحث عن (فطوم) في (سوق الحَب) أو في (سوق البخارية), والبحث عن السعادة مثله مثل البحث عن إبرة في كومة من القش, فالنكد من السهل أن تجده, والزعل والغضب,إلا السعادة فلا أحد يستطيع أن يعرف مكانها أين هو, وهل تعلموا بأن هنالك في داخل المخ خلايا مسؤولة عن الاحساس بالسعادة لا يمكن أن تفتح أو تتنشط إلا من خلال الحشيشة أوالكوكائين أوالعملة النقدية؟ بمعنى أن الذي يقبض بيديه العملة النقدية يشعر بالسعادة وبارتياح أعصابه إلا أنا, فأنا لا يمكن أن تكون العملة النقدية سبباً من أسباب احساسي بالسعادة ولربما أن العملة النقدية تنقضني من بعض المطبات والمشاكل الاقتصادية الخانقة ولكنها لم تكن في أي يوم من البأيام سببا في سعادتي, ولو كانت النقود سببا في سعادتي لتركتُ الثقافة والأدب ولإشتغلتُ في جمع النقود ولبنيت كزملائي في المهنة بيتاً من الحجر ومن الجرانيت والقرميد تلك دراسة أثبتتها

أتوقع أحيانا بعض التوقعات,وتكون توقعاتي صحيحة كأن أتوقع من هنا أو من هناك تأت الشمس في قارب الإله زيوس ودائما ما تكون توقعاتي بمحلها, وأعرف طبعا منابع النيل , وأعرف مصادر أكثر الأنهار طولا وغرابة في العالم وأعرف من يأت كبار ضباط المخابرات بمصادرهم فكل مواقع القمامة أعرفها جيدا وكل مواقع الحثالة والحثالات أعرفها جيدا, إلا السعادة فأنا لا أعرف من أين مصدرها أو من أين تأت , ولا أريد القول والوصف عن كم عانيت من البحث عنها طوال حياتي, فقد بحثت عنها في عيون كل ملكات الجمال ولم أجدها تشرق أو تغيب إلا في عين واحدة وحين وصلت إليها كان كل شيء توقعته عبارة عن سراب وعن خِدع بصرية, حقيقةً أنا لا أعلم من أين تأت السعادة وكيف تدخل البيوت فهل تدخل البيوت من الأبواب أم من الشبابيك, وكيف الطريق إليها هل هو سهل أم منحدر أم كله صعود للأعلى, لا أدري عنها, إن السعادة حيرتني رغم أنني وصفت لغيري الطريقة المثلى للوصول إلى السعادة والكل قد شكرني على ذلك إلا أنني لم أستطع أن أصفها لنفسي, أنا مثل الصيدلي يعطي الأدوية لكل المرضى إلا لنفسه لا يستطيع أن يصف دواء يشفى منه إذا كان مريضا, ومثل النجار الذي يصلح أبواب كل الناس ما عدى باب بيته المُخلّعْ , وأدربُ كل الناس على كيفية ادخال السعادة إلى قلوبهم ما عدى قلبي الذي لم أستطع أن أسعده ولو للحظة واحدة , أنا حقاً هو أنا ذاكَ الانسان التعيس الذي يعطي للناس الدواء وبنفس الوقت لا يستطيع أن يعطيه لنفسه, فكم مرة أذكر بأنني تسببت بسعادة الآخرين وخصوصا الانتهازيين الذين يستفيدون من سكوتي على فسادهم ومن تسمم بطني,ولكن دائما ما أصاب بخيبة أمل فلا أدري فعلا من أين تأت السعادة هل تدخل فعلا داري من الباب ومن ثم تغافلني لتهرب من الشباك؟,وأعرف من أين تأت الأمور الأخرى مثل مد البحر وجزره, وأعرف من أين تأت المناخات الخماسينية الجافة إلا السعادة فهي الوحيدة التي تحاول اخفاء نفسها عني ,إن السعادة تملك ملابس تستطيع بواسطتها إخفاءَ نفسها عني, وغالبيتنا يبحث عن السعادة التي أبحث عنها بين الكتب وبين الدفاتر وبين مراجعة الأيام الماضية وبين النظر والتطلع للمستقبل,والبعض يبحث عنها في البنوك وفي الأوراق النقدية ومن الناس من يجد سعادته في ورقة من فئة الألف دولار ومنهم من لا تسعده لا الألف ولا حتى المليون دولار, والبعض يبحث عن السعادة في الحرية وغالبية الناس يجدون دربهم أو طريقهم الذي كانوا تائهون عنه إلا أنا وأمثالي لم نجد حتى اليوم سعادتنا ولا حتى تذوقنا طعم السعادة, وكلنا نعرف مصدر النكد من أين يأت,أو الزعل أو الخوف من أين يأتيان ,أو المرض, ولكن لا أحد منا يعرف من أين ينبع مصدر الشعور بالسعادة ومصدر الإحساس بالإرتياح, فمصادر السعادة مجهولة لكل الناس, ولا أحد يعرف في أي طريق تقف له السعادة لتحتضنه, ولو أعلم أين هي طريق السعادة لسلكتها,وكنت أسمع وأنا صغير أمي وهي تقول(والله لو أدري عن درب السعاده من وين بروحوله كان رحتله من الصبح) وأنا ورثت عن أمي مصدر جهلها بالسعادة فأنا حتى اليوم لا أعرف من أين تأت السعادة أو من أي بنك يصرفونها, هل هي مثلا من البنك المركزي؟ أم من بنك الدم؟ أم من بنك المعلومات يصرفونها؟ لا أدري من أين بالضبط يصرفونها ولا أدري كيف ينفقونها على بعض الناس وكيف ينتقونهم انتقاء, وأحيانا يزورك الشخص الذي لم تنتظر منه زيارة, وتزورك التعاسة كما يزورك أي شخص لا ترتجي ولا تتوقع زيارته, أما السعادة التي نبحث عنها كلنا فإنها ترفض أن تزورنا بشكل فجائي أو غير فجائي وإذا وجدناها تهرب منا مستعملة عدة أساليب للهرب وللقفز من فوق الحواجز, إن السعادة لا تأتينا لوحدها وحتى لو بحثنا عنها فإنها ترفض الدخول إلى أعماقنا أو إلى بيوتنا أو أسوار بيوتنا أو أبواب بيوتنا, السعادة ترفض الامتثال لأوامرنا وترفض الإستجابة لمطالبنا, إن للسعادة مزاج خاص لا يأت إلا لبعض الناس, أما أمثالي من الناس فلا تحلو له السعادة أبدا, والسعادة إذا سكنتُ إلى جوارها تهربُ مني إلى جوار إنسانٍ آخر, والسعادة ألاحقها ولا تلاحقني, والسعادة لا أحد يعرف عنها أي شيء.

ولا أدري لماذا هي تلك العداوة ما بيني وما بين السعادة, ولا أدري لماذا تباشرني هي بالعداوة وبالبغضاء؟أنا لا أفهم سر رفضها لي, ولا أفهم سر امتناعها عني, لماذا مثلا لا تعرفني, لماذا لا تتعلق بملابس نومي,لماذا كلما رأتني في طريقها تهرب مني لتسلك طريقا آخر؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا من عالم آخر
- صحابة شربوا الخمر
- كلابنا
- اعتصام الأطباء الأردنيين
- هل تستطيع تقييم الآخرين؟
- على قيد الطفولة, لجواهر الرفايعه
- حزّر فزّر
- الدورة مرة أخرى
- البحث عن مشكلة
- خارج المرأة وداخل الرجل
- المجانين الحقيقيين
- المجرم الخطير
- زجاجة عطر
- الست بريق
- اللي ما بفهموش السؤال
- لو حسبناه صح
- آخر الدجالين
- رواية الغاب
- الأردني يدخل ويخرج من بيته كالحرامية
- لله يا محسنين لله


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - البحث عن السعادة