أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - معنى الوطن














المزيد.....

معنى الوطن


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 09:10
المحور: المجتمع المدني
    


الوطن ليس مكاناً نعيش فيه، وإنما وطناً يعيش فينا خلال كل محطات العمر لأن قيمته تكمن بصلاته المجتمعية وسجله التاريخي عنوان إنتمائنا، فالثالوث المقدس الوطن والدولة والمجتمع دالة على المكان والتاريخ والانتماء. وخوفنا على الوطن يعدّ انعكاساً شرطياً عن خوفنا على تاريخنا الذاتي وصلاتنا الموروثة معه، وحين نخاف من الوطن نهرب بعيداً لنلغي من سجل تاريخنا الشخصي محطة عمرية كاملة ونتعكز على المحطات العمرية اللاحقة لبناء ذات مهزومة من مكانها وتاريخها. التحول في المكان لا يلغي الوجود لأن المكان ثابت يمكن تعويضه بمكان آخر وقدسيته الكامنة في الذات تتغير بدالة الزمن وتراجع الإحساس به، وأن نغادر عنوة وطناً كامناً في ذاتنا نخفيه مثل المهربين في القلب عن حرس الحدود. لكن الأشد قسوة أن نجاهد على طرد الوطن من ذاتنا، حين يصبح عبئاً ثقيلاً علينا في المنفى.
تعتقد (( أحلام مستغانمي )) " أن الوطن لا يرسم بالطباشير والحب لا يكتب بطلاء الأظافر أخطائنا.. التاريخ لا يكتب على سبورة تمسك طباشير وأخرى تمسك ممحاة ".
حين تستهلك محطات عمر بكاملها بحثاً عن اجابة أيهما أكثر أهمية الوطن أم المواطن ؟. تتزاحم الأسئلة في الرأس وتتعطل الذاكرة، فتخلق مبررات قدرية لتخفي الذات عجزها وتصيغ عنواناً جديداً لقدر يجعلك ضيفاً على الوطن وسجيناً في وطن وعبداً في إقطاعية الحاكم.. أليس من الحكمة أن تلعن هذا الوطن ؟.
يقول (( منذر حلوم )) : " يعولون أن المكان ثابت ونحن ضيوف طارئون عليه، بل الوطن هو الضيف، اللعنة على الوطن ".
حين تبتلع السلطة الدولة تحول الوطن إلى إقطاعية للحاكم، ويصبح أفراد المجتمع عبيد تختزل ذواتهم في ذات الحاكم الذي يجيير تاريخ الوطن والمجتمع إلى ذاته ومجد أسرته. ومع الزمن يضفي على نفسه القدسية كونه قدراً سماوياً يجب على المجتمع عبادته بعدّه صورة الإله في أرض الوطن فكل أفعال الخير هي صور لذاته المقدسة وكل أفعال الشر تعدّ صوراً لذات المجتمع الشريرة، وبما أنه يتمتع بصلاحيات الإله فمن حقه أن يسلب أرواح الذوات المعارضة لأحكامه. إنه إله الدولة والمجتمع وخليفة الله في وطن يجعله جهنماً على معارضيه وجنة إلى مناصريه.
تتساءل (( أحلام مستغانمي )) : " هل قدر الأوطان أن تعدّها أجيال بأكملها لينعم بها رجل واحد ؟ ".
لا قدسية لسجن اسمه وطن، يكتسب قدسيته فقط من مواطنيه وحدهم يتقاسمون حبه وآلامه ولا قدسية لوطن يفرط بحياة أبناؤه ولا قيمة لمشاعر حب من طرف واحد، فعلى الوطن أن يحب أبناؤه ليحظى بحبهم. إن احتلال السلطة للدولة والوطن معا مرده خنوع غالبية أفراد المجتمع ويتحمل المتصدون وحدهم أعباء مواجهتها، لكن أسفاً يجني الخانعون ثمار الحرية.
تقول (( أحلام مستغانمي )) : " تباً إلى هذا الوطن الذي يدخل المخبرين وأصحاب الأكتاف العريضة والأيدي القذرة من أبوابه الشرفية.. ويدخلني مع طوابير الغرباء، وتجار الشنطة والبؤساء ".
نريد وطناً نخاف عليه لا نخاف منه، نريد وطناً يحفظ كرامة أبناؤه لنحفظ كرامته، ووطناً يدافع عنا لندافع عنه، ووطناً نفخر به ليفخر بنا... نريد وطناً ندون في سجله تاريخنا لا تاريخ حكامنا، نريد وطناً نعيش أحراراً فيه لا عبيد.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة
- نظام التكوين التربوي
- صدر كتاب مشترك عن المياه لمجموعة من خبراء القانون والمياه ال ...
- تنمية الاستقلالية الفردية والمهنية
- تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية
- التحليل والإدراك
- الإصغاء والاستيعاب
- تطوير المهارات لتحسين الأداء
- تطوير القدرات وإعادة التأهيل
- التطور النفسي وتنمية القدرات
- تراكم الخبرة النفسية وآلية عملها
- مواصفات الذات السيكوتربوية
- الصلات بين التربية والتعليم
- مميزات المعلم وتطور مكتسباته المعرفية
- قدرات المربي التربوية
- دور المربي ومهامه في العملية التربوية


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - معنى الوطن