تطوير المهارات لتحسين الأداء

صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 19:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تكتسب المهارات خلال التجارب العملية والخبرات الجديدة والمعارف بدالة الزمن لكنها ليست على نحو متساوٍ للجميع لارتباطها بنشاط الفرد المهني، فهناك مهارات فردية تقليدية لا تُحسن أداء العمل لزيدة الانتاج وهناك مهارات فردية تضيف تحسينات على أداء العمل لتزيد الانتاج. لا تقتصر المهارات المكتسبة على تحسين أنماط العمل التقليدي وحسب، بل تدخل تحديثات على تقنيات العمل وأساليبه فتطور قدرات العاملين الذاتية وتكسبهم مع الزمن مهارات جديدة تحسن الأداء لزيادة الانتاج.
يقول (( أ. بيرنشتين )) : " إن تطوير المهارات يتطلب تحديثاً بأساليب العمل ووسائله لتحسين الأداء ".
تستهدف برامج إعادة التأهيل وتطوير القدرات الذاتية والمهارات فقط فئة العاملين القادرين على استيعاب برامجها وتوظيفها على نحو إيجابي لتحسين أداء العمل لأنها ليست مجرد معلومات عامة يجري تلقينها وحسب، بل يتطلب استيعابها مضامينها وإدراكها على نحو دقيق لتطبيقها في الواقع لتحقيق هدفها الرئيس في تحسين أداء العمل لزيادة الانتاج وتحسين نوعيته.
لذلك فإنها موجهة على نحو خاص إلى فئة محددة يجري انتقاؤها على نحو دقيق لتوكل إليها التصدي للمهام الجديدة في الواقع والتعويل عليها مستقبلاً لإبتكار مهارات جديدة تحسن أداء العمل وأساليبه. وبذلك تعدّ المهارات مزيجاً من خبرات ذاتية وتجارب سابقة ومكتسبات معرفية حديثة تتطلب قدرات ذاتية بحتة خاصة بكل فرد وحده يظهر خلالها رغباته الكامنة في تحسين ظروف عمله وأداؤه على نحو مباشر، وكلما أمكن استثمار القدرات الفردية وتشجيعها على الإبتكار ومن ثم زجها في برامج إعادة التأهيل لرفع مستوى مهاراتها البسيطة إلى مستوى مهارات أكثر تعقيد أمكن تحقيق الاستفادة القصوى منها لتحسين أداء العمل وأساليبه بمختلف تخصصات العمل والمجالات العلمية.
يعتقد (( أ. بيرنشتين )) " أن المهارات نشاطات نفسية فعالة ذو حراك ديناميكي مكتسب، بعدّه فعلاً معنوياً صادراً عن مكونات بنيوية معقدة مؤلفة من طبقات أساسية وثانوية متباينة بمستويات نشاطها ".
إن المهن على نحو عام نشاطات إنسانية ضاربة الجذور في عمق التاريخ أكسبت ممتهنيها مهارات خاصة جرى تحديثها مع الزمن فتطور الانتاج البسيط إلى انتاج معقد، لذلك يمكن عدّ المهارات الفردية بمثابة تجارب متراكمة وخبرات بدالة الزمن جرى توارثها مع المكونات الجينية ومحمول ذاكرتها الكامنة ويجري حاضراً حفظ المكتسبات المعرفية والخبرات الحديثة والمهارات المبتكرة في خزان الذاكرة لتوريثها خلال الجين إلى الجيل القادم لتوظف في مجالات الحياة المختلفة.
إن جزءاً من المهارات الفردية متوارثة وجزء منها مكتسب بالتجارب اليومية والخبرات وجزء آخر يعدّ مكتسبات معرفية حديثة بمجموعها تعمل على تطوير القدرات الذاتية وتوظف على نحو لاواعي في مجالات العمل المختلفة بدليل تباين قدرات العاملين الذاتية ومهاراتهم على نحو عام.
تقول (( ك. ماركوفا )) : " إن المهن المختلفة تعدّ أنماطاً من النشاطات الإنسانية خلال التاريخ، تتطلب قدرات ذاتية ومهارات متواصلة لتحسين أدؤها ".
إن المهارات الفردية على نحو عام تصقلها تجارب العمل اليومي وخبراته بعدّها معلومات جديدة تضاف إلى معلومات متوارثة كامنة في اللاواعي، ومع زيادة الاكتساب المعرفي الواعي تُفعل الآليات العقلية لمزاوجتها معاً لإبتكار مهارات جديدة. لذلك فإن تنمية القدرات الذاتية تعدّ شرطاً أساسياً لتشجيع المبادرات الفردية في إظهار المهارات الذاتية وتنميتها لتحسين أساليب التفكير ووسائله لاستيعاب الأفكار الجديدة وإدراكها وحفظها على نحو دقيق لإبتكار الأفكار الإبداعية التي تُحسن أداء العمل وظروفه الانتاجية.
يعتقد (( أ. بيرنشتين )) " أن تحسين الأداء يتطلب تحديث التقنيات وتطوير أساليب العمل واكتساب المهارات الجديدة، لتنمية القدرات الذاتية على نحو أفضل ".
على الرغم من أن تطوير القدرات الذاتية والمهارات شأناً ذاتياً بحتاً لتحسين الأداء المهني الخاص لزيادة الانتاج المعرفي أو السلعي، فإنها تتطلب إعداد برامج إعادة التأهيل لتطوير مهارات العاملين وتنمية قدراتهم بإدخال تقنيات حديثة وأساليب عمل متطورة لتشجيع المهارات الفردية على الإبتكار لتحسين أداء الانتاج ونوعيته.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se

#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل