أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - في ذكرى إستشهاد النصير الشيوعي جبّار...















المزيد.....

في ذكرى إستشهاد النصير الشيوعي جبّار...


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت أختي الصغرى الشهيدة سحر قد حدثتني صيف عام 1976 عن الأطفال الذين رافقوها الى برلين الشرقية بوفد مصغر للطلائع التابعين للحزب الشيوعي العراقي فذكرت لي أوصافهم وأسمائهم التي إنطبع بعضها في مخيلتي كإسم وحيد أسعد الذي كان معها في تلك الرحلة التي إمتدت لبضعة أسابيع وكم تمنيت أن أتعرف على بعضهم !... ولد الشهيد وحيد في أحد البيوت الحزبية في كركوك في يوم 5 آذار عام 1965 بعد سنتين من إستشهاد خاله الكادر الشبابي والأديب حسين علي هورماني الذي إستشهد على أيدي زمرة من الحرس القومي في 10 آذار عام 1963 لكي يواصل مسيرة خاله ويكمل الطريق الذي سار عليه !..وسمي وحيداً لأنه جاء للعائلة بعد أن رزقت والدته بتسعة بنات قبله ، لكن الوالدة أنجبت إبناً آخر بعده أسمته كاميران.. وأكمل وحيد الدراسة المتوسطة وحينما إشتدت الحملة على الحزب الشيوعي غادرت العائلة وإبناءها الى لبنان ،..وفي صيف عام 1979 وحينها كنت أتدرب في معسكر الناعمة في بيروت مع عدد من رفاقي الشيوعيين العراقيين على سلاح B10 وفي فترة الإستراحة جلب إنتباهي وجود طفل صغير يرتدي الملابس التي نرتديها نحن وهي ملابس الفدائيين!!كان الطفل يلعب كرة المنضدة مع زميل له يكبره قليلاً بالسن ..كانا يتصايحان ويضحكان .. إقتربت منهما قليلاً وهمست لرفيقي قائلاً : من هم هؤلاء ؟! وهل هم رفاقنا ؟! كان رفيقي يعرفهما وأشار الى الطفل الصغير قائلاً : هذا جبّار ! أبوه من قيادة الحزب ، ويأتي الى هنا للتسلية ... وحينما أنهيا اللعبة ، صافحتهما وتعرفت على وحيد ولما إسترجعت الذاكرة في اليوم التالي خطرت على بالي فكرة أن أسأله شيئاً وقلت له : هل سافرت يوماً خارج العراق ! ضحك وقال : رحت الى المانيا !! ..قلت لنفسي إنه هو ! ثم أكملت معه بقية الحديث وأخبرته بأن أختي كانت معكم في ذلك الوقت ، قال لي : ما هو إسمها ، ثم ضحك بإستحياء وقال : أعرفها والآن تذكرتها !..ثم طلب مني أن العب معه وإعتذرت لأني لم أكن أجيد هذه اللعبة ..أنهينا الدورة وإنتقلنا الى منطقة البقاع وما لبث وحيد أن قبل عضواً في دورة تدريبية في المعسكر وتخرج منها وكان أصغر مقاتل شيوعي على الإطلاق وعرفت أنه إستحق وساماً لذلك !!!..غادرت الى الوطن أواخر عام 1979 ولم ألتقي به وسمعت أنه سافر الى الإتحاد السوفيتي للدراسة المهنية في عام 1980 لا سيما وأنه قد أنهى الدراسة المتوسطة في العراق ولما أصبح متأهلاً للدراسة الجامعية فأنه رفض الإستمرار وقرر العودة للوطن والقتال ضمن مفارز الأنصار في كردستان العراق !.. في ربيع عام 1983 شاهدته في مقر قاطع أربيل وبدأت ملامحه تأخذ طابعاً رجولياً الى حد ما وأصبح مقاتلاً قوياً وهو يرتدي ملابس البيشمركة ويمتشق سلاح الكلاشنكوف .. سلمت عليه وعرّفته بنفسي ثانية : أنا أخ سحر ! تذكرني حالاً وبدأت أسأله عن روسيا والحياة هناك ..الخ وكان يشير الى أن العيش هنا معنا أفضل له وهو يجد مكانه الحقيقي بيننا كما عبر عن ذلك ! كان النصير وحيد يحب العمل ضمن المفارز القتالية ، وكانت والدته النصيرة والرفيقة أم جبّار تحاول أن تبقيه لبعض الوقت قريباً منها لكي تشبع من رؤيته حسب ما كانت تتمنى كأم ، لكنه كان يزعل علينا رغم مناجاتنا له بذلك وأنا حينما كلمته بأننا نحتاجه كشاب قوي أيضاً للعمل في المقر رفض ذلك قائلاً :( رفيق آني قطعت دراستي مو حتى أجلس هنا في المقر ، آني أريد أنزل مفارز !! ) ونقلت رأيه لوالدته التي كانت هي أيضاً معنا ضمن القوام ..وفي إحدى المرات تم أرسال جبّار مع رفيقه شوان الى إحدى القرى لأمور تخص التموين ولم أعلم بذلك وكان الأمر صادر لهما من جهة عسكرية في موقع القاطع .. ذهبا وعادا في اليوم التالي الينا بشكل منكسر وقد جاءا بدون سلاح وبدون عتاد .. فوجئنا بوضعهما ! وحينما إستفسرنا عن ما حصل لهما قالا بخجل : أن الجحوش أمسكوا بنا وأخذوا أسلحتنا !!!وعدنا الآن بدونها اليكم !! قررت قيادة القاطع إجراء تحقيق بالمسألة وكان والده الفقيد أبو جبّار عضواً في قيادة القاطع وكان يستطيع أن يسأل إبنه النصير جبّار عن القضية ولكنه إعتبره كباقي الأنصار وضم صوته للآخرين بإجراء تحقيق يكشف حيثيات ما وقع للنصيرين جبّار وشوان .. وتشكلت اللجنة المصغرة ومثلت أنا الجانب الحزبي فيها ومثل الفقيد أبو نبأ الجانب العسكري .. إلتقينا بهما في إحدى غرف المقر الذي هو عبارة عن مدرسة تقع في قرية شيخ وسّان ( التي أبادها النظام العراقي لاحقاً بالسلاح الكيمياوي ).. فتحنا محضراً بالقضية وتكلم كل منهما بصدق عن ما حصل ، وهو أنهما ذهبا قليلاً أبعد الى إحدى القرى وبينما كانا يحتسيان الشاي دخل عليهما مجموعة كبيرة من الجحوش ولم يتبينا أمرهم في البداية إلاّ حينما سيطروا على أسلحتهما في نفس الغرفة التي إختلطوا بها معهما وجردوهما منها ومن الشواجير أيضاً ثم حقق معهما رئيس الجحوش وحينما أيقن أنهما من الأكراد من سكنة أربيل ومن الشيوعيين ولأنهما شباب كما قالا !! أوعز اليهما بالهروب من بين يديه في الوقت الذي سيقوم به بإطلاق النار فوق رؤوسهما كذباً !! بحيث أنه سيدعي أمام السلطة التي يعمل لصالحها بأنهما هربا ولم يستطع الإمساك بهما !! وهذا كل الذي حصل . !!. إستمعنا لإفادتهما وكانت حقيقية ومقنعة قمنا بنقلها الى القاطع وطالبناهم بمنحهما أسلحة أخرى جديدة وهذا ما حصل وجرى تلافي إرسال أي رفيق الى أماكن بعيدة إلاّ بمفارز كبيرة وعند الضرورة ...كان النصير وحيد يتمتع بالهدوء والخجل والطيبة وكان مسالماً جداً ووديع ولم تحدث له أية مشكلة مع أحد وكان يتقدم لعمل واجبه بنكران ذات ويساعد الآخرين بواجباتهم و يحب أن يزج نفسه في أي مهمة حتى لو كانت صغيرة ويشعر بسعادة حينما يقوم بإنجازها !!.. ونسب الى سرية قرة جوغ .. وفي حزيران عام 1984 وبعد أن هدأ غبار المعارك التي قام الإتحاد الوطني الكردستاني بشنها ضد قوات بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة بشتاشان في أيار وأيلول عام 1983 ، وبينما كان النصير وحيد مع ستة من رفاقه الأنصار يبحثون عن الماء للشرب وجلبه لعدد من رفاقهم ، جرت محاصرتهم من قبل مفرزة كبيرة من قوات الإتحاد الوطني الكردستاني وقامت بإعدامهم جميعاً وهم في حالة حرجة من العطش والتعب والإرهاق عند جبل سفّين الذي يقع شمال مدينة أربيل عاصمة كردستان موطن آباءه وأجداده !!، ويشير شهود عيان من الأهالي الى أن القوات المعتدية قامت بتعليق جثثهم فوق الأشجار وربطها بحبال !! ولكن في اليوم الرابع قام أحد الشرفاء من كبار السن بإنزالهم بعد أن فك وثاقهم بمساعده بقية أهالي القرية ثم قاموا بدفنهم !.. أكثر من ربع قرن من الزمان مضى على إقتراف هذه الجريمة المروعة بدون أن ينال الذين إقترفوها العقاب أو أن يخضعوا للمسائلة القانونية حتى..
ألف تحية للشهيد البطل وحيد أسعد خضر أربيلي ( جبّار ) والى رفاقه الأماجد الذين ذهبوا معه غدراً في حزيران عام 1984 وخضبوا أرض كردستان بدمائهم الزكية.. ومجداً ليوم الخامس من آذار عام 1965 ذلك اليوم الأغر الذي أنجب للشعب العراقي وشعب كردستان بطلاً شاباً أصبح مفخرة لحزبه وعائلته ورفاقه ، تحية للشهيد وحيد أسعد خضر أربيلي , النصير جبار ولكل شهداء الحزب الشيوعي العراقي الميامين.. وأمنيات بأن يكون إسمه رمزاً وعنوانا ً للبسالة وأن تسمى إحدى المدارس أو أحد شوارع أربيل أو بغداد العاصمة بإسمه !!



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربع دينار ..أقبّل جبينك !
- دكيت بابك يا وطن وانة غريب ببابك !
- ذكرياتي مع إتحاد الطلبة العام في الناصرية !
- هنا إذاعة صوت الشعب العراقي !
- سجل الشيوعيين العراقيين حافل بالتهميش والمضايقات !
- هل كان الشاعر بدر شاكر السياب شيوعياً !!!
- المرأة العراقية وثقل الحجاب على رأسها
- ذكريات عن معلمي الناصرية في عيدهم الأغر
- المنحرفون وعروسهم أغرقوا مدن العراق بدماء الأبرياء !
- مارياقو لا تحزن..سيبزغ الفجر..
- ما الذي حدث لأنصارالحزب الشيوعي في قرية سينا اليزيدية !
- ربع قرن على إستشهاد الرفيق أسعد لعيبي
- وأخيراً تحدث السكرتير الأول السابق للحزب الشيوعي العراقي
- لا تغرس مسماراً في الحائط..القي السترة فوق الكرسي !
- مئة عام على تبني النشيد الأممي في كوبنهاكن !
- قصة سليم الذي فقد كل شيء !!
- في ذكرى رحيل فنانة الشعب العراقي المبدعة زينب
- العجلة في إجراء الإنتخابات تولد وليداً مشوهاً !
- رحلة صيد مع إبني الى إحدى البحيرات.... ويا مدلولة شبقة بعمري ...
- نصب الحرية من أهم إنجازات ثورة 14 تموز


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - في ذكرى إستشهاد النصير الشيوعي جبّار...