أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - اليمن وما ادراك ما اليمن















المزيد.....

اليمن وما ادراك ما اليمن


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 12:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس من السهل الكتابة عن اليمن، فاليمن تاريخ وحضارة وقبائل وعادات وتقاليد وهي غير كل الدول العربية فهي مهد الحضارة العربية، عندما تسير في أسواق صنعاء القديمة فأنك تعيش التاريخ قبل ألف عام مثلما درسناه في كتب التاريخ، وتسمى مدينة صنعاء "سام ستي" اي مدينة سام ابن نبي الله نوح الذي بنى مدينة صنعاء، وفي اليمن تجد مناطق لا سلطان للدولة عليها، واليمنيون مهاجرون بالفطرة لطول الساحل البحري اليمني لاكثر من 2000 كيلومتر، فتجد اليمنيون في أفريفيا وشرق آسيا وخاصة في اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وان تجد اسما بكلمة "با" او "بن" منهم باعشير وبا محفوظ وبن لادن فصاحب الاسم من أصول يمنية حضرمية، اذكر هنا أن عائلة وزير خارجية اندونيسيا السابق علي العطاس ترتبط بعلاقة قرابة مع عائلة ابو بكر العطاس آخر رئيس لليمن الجنوبية وأول وآخر رئيس حكومة لليمن الموحدة قبل الحرب الأهلية في 1994، لقد استوطنوا اليمنيون هذه الدول من قرون بعيدة وكانت نصف أراضى سنغافورة مملوكة لعائلة يمنية الى بعد منتصف قرن الماضي، ان الهجرة الى الشمال بدأت مع انهيار سد مأرب بسبب زلال قوي أصاب اليمن وحول ارض الجنتين الى صعيدا زلقا.

تعريف مختصر عن اليمن:
• ارض سبأ والملكة بلقيس والملكة أروى.
• اليمنية السيدة أمة العليم السوسوة الأمين العام المساعد للأمم المتحدة منذ 2006.
• بلد سد مأرب التاريخي، كان السد صرحا حضاريا في عصر اليمن السعيدة، بُني سد مأرب في القرن الثامن قبل الميلاد.
• حَكمت اليمن لأكثر من ألف سنة الأئمة الزيدية (نسبة الى زيد بن علي بن الحسين والزيدية مذهب شيعي معتدل حيث يجوز في مذهب الزيدية جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل اي مبايعة إمامة ابو بكر وعمر مع وجود امام علي بن ابي طالب).
• بلد ناطحات السحاب قبل أن تعرفها أمريكا.
• بلد المدرجات الجبلية الزراعية.
• بلد قهوة موكا المعروفة عالميا وهي محرفة من اسم ميناء المخا اليمنية ومنها نقل الهولنديون شجرة البن الى اندونيسيا في قرن السابع العشر وأصبحت اندونيسيا احدى البلدان المنتجة للبن.
• بلد متعدد الفصول الزراعية اي يمكن أن تزرع وتثمر الخضر والفواكه في اكثر من موسم في السنة الواحدة.
• يدعي اليمنيون بأن اصل الكورد من قبائل ازد اليمنية من مأرب (كتاب شمس العلوم لنشوان الحميري المجلد التاسع الصفحة 5796).
• احتل الأيوبيون (الكورد) اليمن لأكثر من خمسين عاما (1173-1229م ) بدعوة من سكان اليمن ليقضوا على صراعات بين قبائل اليمنية فوحدوا الأيوبيون القبائل اليمن تحت حكم مركزي وادخلوا مذهب الشافعي الى اليمن حيث يدين اليمنيون في ساحل تهامة على البحر الحمر وساحل البحر العربي ومنهم سكان عدن وكذلك سكان تعز حيث الكثافة السكانية في اليمن.
• توجد جالية من الأصول كوردية في اليمن من بقايا عهد الأيوبي في اليمن.
• اشترك ضابط عراقي الرئيس جمال جميل في ثورة 1948 ضد الامام يحيى حميد الدين وحكم عليه بالموت بعد فشل الثورة وما زالوا أولاده يعيشون في اليمن معززين ومقدرين.
• اليمنيون كانوا يعيشون معزولون عن الحضارة القرن العشرين حتي عام 1962، فكانت ابواب سور صنعاء تغلق في المساء وتفتح الصباح ولم يكن لأحد الحق الدخول او خروج منها بعد غلق الأبواب.
• الشيخان عبدالله بن حسين الاحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد وسنان ابو اللحوم شيخ قبائل بكيل كانوا صانعي الملوك بعد ثورة سبتمبر 1962.
• كانت مدينة عدن في عهد الاحتلال البريطاني ميناء حر مساوية من ناحية الاقتصادية والاستراتيجية لميناء هونك كونغ الصيني.

التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية في اليمن:

1. السعودية:

تتداول في اليمن وصية عبد العزيز بن السعود مؤسس المملكة العربية السعودية بعد استيلائه على الحجاز وأجزاء من اليمن (نجران وعسير وجازان) أوصى أولاده (ملوك السعودية) “ان ضعفكم من قوة اليمن وقوتكم في ضعف اليمن"، وتشير الشواهد بأن ملوك السعودية حافظوا على هذه الوصية، فعرقلت السعودية مشاريع استكشافات النفطية في اليمن الى عام 1984 وخاصة الأجزاء المجاورة للسعودية ودعمت ومولت الأمام المخلوع بدر بن احمد بن يحيى ضد الجمهورية بعد 1962 وكذلك مولت السعودية الحرب الأهلية في 1994 لإعادة تجزئة اليمن، فتمكن علي سالم البيض استخدام هذا الدعم في شراء طائرات ميغ 25 وصواريخ سكود وتأجير طيارين من كوريا الشمالية والدول اوربا الشرقية لقيادة هذه الطائرات في ضرب الأهداف في الشمال فنجحت في ضرب محطة كهرباء مخا والمنشئات البترولية في مأرب. لم يمتلك الجيش اليمني الشمالي ولا الجنوبي هذه الأنواع من طائرات قبل الحرب الأهلية لعام 1994،وبعد الحرب تولى طيارون عراقيون تدريب اليمنيين على قيادة هذه الطائرات.

2. مصر جمال عبد الناصر.

أن نجاح ثورة 26 يوليو 1952 في مصر جدد الأمل عند اليمنيين المستنيرين وخاصة الضباط والمثقفين الذين درسوا في العراق ومصر في إسقاط الإمامة في اليمن، فتشكلت مجموعة من الضباط الأحرار أعدت للثورة وبتنسيق مع السفارة المصرية في صنعاء لإسقاط النظام الإمامة في اليمن. وبعد هروب الإمام بدر الى السعودية وتشكيله فرق مقاومة من اليمنيين والمرتزقة وبتمويل سعودي تدخلت مصر بقواتها لحماية الثورة اليمنية، فدفعت مصر ثمن تدخلها في اليمن بهزيمتها العسكرية أمام القوات الإسرائيلية في حرب 1967.

3. الخليج العربي.

أن أصول كثير من العائلات الحاكمة في الخليج من اليمن ومنها عائلة آل نهيان حكام الأمارات، حيث ينحدرون من منطقة مأرب وبسبب أصوله مأربية مول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة إعادة بناء سد مأرب التأريخي في اليمن.
بادرت دول الخليج الى وضع خطة انتقال السلطة الحالية سلميا ولكنها تعرقلت توقعيها في اللحظة الاخيرة حيث ادعت احدى الناشطات اليمنيات بأن السعودية كانت وراء عرقلة التوقيع.

4. العراق.

أوفد العراق بعثة عسكرية الى اليمن في 1940 في عهد الإمام يحيى لتدريب الجيش اليمني وكان من ضمن البعِثة الرائد جمال جميل الذي تخلف عن العودة الى العراق وبقى في اليمن وتزوج من يمنية وشارك في ثورة 1948 ضد الامام يحيى واعدم بالسيف في عام 1949 بعد فشل الثورة.
بعث الأمام يحيى مجموعة من اليمنيين للدراسة الى الكلية العسكرية في بغداد وتخرجوا منها ضباط في الجيش اليمني منهم عبدالله السلال اول رئيس لجمهورية شمال اليمن بعد الإطاحة بالحكم امام بدر بن احمد بن يحيى حميد الدين في عام1962.
بعد تولي البعث حكم العراق دعم نظام البعث العراقي حزب البعث اليمني وصرف رواتب ومخصصات مجزية لقادة البعث اليمني والى القبائل وزودهم بكل أنواع السلاح قبل غزو الكويت، وشاركت قوات من الجيش اليمني مع الجيش العراقي في الحرب مع ايران، ومن اكبر الشخصيات البعثية كانت مقربة الى صدام حسين هو الشيخ مجاهد ابو شوارب البطل القومي اليمني الى أن انفصل عن حزب البعث العراقي في 1993. تضاءل نفوذ البعث العراقي في اليمن بعد غزو صدام حسين للكويت وان كانت العلاقات الرسمية والعسكرية استمرت، استفادت اليمن من الكوادر العسكرية العراقية في تدريب جيشها، وأصبحت اليمن بعد 2003 الملاذ الآمن للكثير من البعثيين العراقيين.

5. الولايات المتحدة الأمريكية.

بدأت المساعدات العسكرية الى اليمن الشمالية منذ بداية السبعينيات ودعمت صنعاء في الحرب الأهلية 1994 وشابه بعض الأمريكيين الحرب الأهلية اليمنية بالحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب الامريكي. تطورت العلاقات الأمريكية اليمنية بعد هجوم القاعدة على المصالح الأمريكية خارج وداخل الولايات المتحدة الأمريكية وقد أجازت حكومة اليمن للقوات الأمريكية مهاجمة أعضاء القاعدة بواسطة طائرات بدون طيار.

6. ايران.

أن تدخل الإيراني في اليمن كان واضح في حرب صعدة بين الحوثيين والجيشين اليمني والسعودي، ولكن يجب أن لا ننسى سياسة الانتقام التي مارسته وتمارسه النظام الايراني الحالي وذلك بالانتقام من مشاركة الجيش اليمني في حرب صدام حسين ضد النظام الإيراني الحالي، فالعراقيون اعلم من غيرهم كيف اغتالت أيران والمليشيات المأجورة للنظام الإيراني طيارين وضباط الكبار العراقيين من الذين شاركوا كجنود محترفين في معركة صدام حسين ضد النظام الإيراني.

7. الاتحاد السوفيتي والأحزاب الشيوعية.

ان دعم الاتحاد السوفيتي الاقتصادي والسياسي والعسكري لعدن كان كبيرا ومميزا حيث بنوا قاعدة عسكرية كبيرة للتنصت والاتصالات في عند شمال عدن وكانت معظم منشئاتها تحت الارض، ولكن سقوط المنظمومة الاشتراكية الأوربية أوقفت تلك المساعدات وأضعفت اقتصاد اليمن الجنوبية ولكن الأحزاب الشيوعية العربية استمرت في تدخلاتها وحض اليمن الجنوبي على الانفصال.

اليمن قبل إعادة توحيد من 1962-1990

قاد ضباط الجيش اليمني بقيادة عبدالله السلال ثورة ضد الامام بدر بن احمد بن يحيى في 26 سبتمبر/ايلول 1962 تبعتها حرب أهلية بين الثوار مدعومين من قبل قبائل حاشد وبكيل وجمال عبد الناصر من جهة والقوات الإمامية (الملكية) مدعومة من قبل آل السعود من جهة أخرى، استمرت المعارك الى أن توصل الفريقان الى اتفاقية سلام وترسيخ الجمهورية في 1970.
تولى رئاسة جمهورية اليمن عبدالله السلال وُاطيح به بانقلاب عسكري أثناء زيارته الى بغداد وتولى الرئاسة القاضي عبدالرحمن الارياني، قدم الأرياني استقالته الى ابراهيم الحمدي الذي تولى الرئاسة بعده وخلال فترة رئاسة الحمدي زاد نفوذ قبائل بكيل في إدارة الدولة فاغتيل ألحمدي في طريقه الى عدن للتباحث وتوقيع اتفاقية توحيد اليمن فشاعت نظريات في ان السعودية كانت وراء الاغتيال خوفا من توحيد اليمن ومطالبتها بنجران وعسير وجازان. تولى احمد الغشمي الرئاسة بعد اغتيال الحمدي وكان الاعتقاد السائد أن احمد الغشمي هو الذي نفذ عملية اغتيال الحمدي واغتيل الغشمي في مكتبه بواسطة حقيبة دبلوماسية مفخخة حملها مبعوث من حكومة عدن، ثم تولى القاضي عبد الكريم العرشي رئاسة مؤقته الى أن اجمعوا على ترشيح علي عبدالله صالح لرئاسة الجمهورية والقاضي عبدالكريم العرشي نائبا للرئيس في 17 يوليو/تموز 1978. عند اغتيال الغشمي كان علي عبدالله صالح قائد العسكري لمنطقة تعز المحاذية لليمن الجنوبية وكانوا السعوديون يولون اهتماما كبيرا لتعز لوقف المد الشيوعي الى الشمال، فأن زيارات المسئولين السعوديين الى اليمن كانت تشمل زيارة تعز أيضاً ليطمئنوا على الحواجز التي تعرقل المد الشيوعي الى الشمال. فعند اغتيال الغشمي جاء علي عبدالله صالح لوحده من تعز الى صنعاء ليستطلع الأمور فحجز في نقطة تفتيش صنعاء لفترة من الوقت ثم سمح له بالمرور الى صنعاء. بعد اغتيال الغشمي لم يكن يتجرأ أحدا تولي رئاسة اليمن حيث اغتيل رئيسين في اقل من سنة واحدة نتيجة الصراع السعودي الرأسمالي التخلفي الغربي واليمن الجنوبي الاشتراكي التقدمي الشرقي. فأعتبر علي عبدالله صالح انتحاريا من قبل البعض لقبوله رئاسة اليمن. أن نجاح على عبدالله في إمساك بالأمور لفترة طويلة كانت نتيجة منح المغانم للقبائل خاصة قبائل حاشد والبكيل بمشاركتهم الجزئية في الحكم والامتيازات.

اليمن الجنوبية – صنعاء

بدأت ثورة جنوب اليمن ضد الاستعمار البريطاني في 14 اكتوبر/تشرين الاول 1963 واستقلت جنوب اليمن في30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967 من الاستعمار البريطاني الذي دام 129 عاما، اصبح محمد قحطان الشعبي الذي وقع اتفاقية الاستقلال مع الوفد البريطاني اول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ولكنه اختلف مع الاشتراكيين فأستقال في يونيو/حزيران 1969 ولم ينتهي الصراع هنا بل دب الصراع بين الرفاق ادى الى انقسام الحزب الاشتراكي والجيش اليمني الجنوبي والدخول في صراع دموي بكل أنواع ألأسلحة الخفية والثقيلة والجوية والبحرية في 13 يناير/كانون الثاني 1986 وسقط الآلاف من الضحايا وهروب رئيس الدولة علي ناصر محمد ومناصريه الى صنعاء واستيلاء مجموعة علي سالم البيض وابو بكر العطاس على مقاليد الحكم.

الوحدة اليمنية 22 مايو/آيار 1990

بعد تبني الاتحاد السوفيتي برنامج إصلاحات الاقتصادية وبدأ سقوط الأنظمة الاشتراكية الأوربية الشرقية وتوقف الدعم هذه الدول لليمن الجنوبية أصبحت الحكومة في عدن ضعيفة وفقيرة وخائفة من هبوب رياح التغيير أوربا الشرقية عليها، فتسارعت خطوات التقارب بين الجنوب والشمال انتهت بوحدة اندماجية بين الجنوب والشمال وتقاسم السلطة في نظام سياسي تعددي وترأس علي عبدالله صالح دولة الوحدة وعلي سالم البيض نائب عنه وابو بكر العطاس رئيسا للوزراء وياسين سعيد نعمان رئيسا لمجلس النواب. أن عملية الاندماج كانت سريعة جدا وكأنها عملية هروب الى الأمام خوفا من السقوط فلم ترتكز بناء توحيد اليمن على أسس سليمة ومتينة، وقد رأينا الوحدة الفورية للألمانيتين شابتها شوائب كثيرة في البداية فلولا القوة الاقتصادية لجمهورية ألمانيا الاتحادية والدعم الغربي لألمانيا لما نجح الاتحاد الفوري الاندماجي الألماني. بينما الوحدة اليمنية لم تكن مرحبا بها من قبل السعودية خوفا من قوة السكانية لليمن الموحدة وكانت قضية المناطق الثلاث نجران وعسير وجازان تشكل كابوسا للسعوديين فأهملوا تطوير مدينة جازان خشية استعادتها من قبل اليمنيين فقد وصف البعض جازان في ذلك الوقت "اذا كانت للأرض فم فمؤخرتها جازان".
جاء غزو الكويت للعراق ودعم اليمن لصدام حسين اول العامل لبدأ العمل على شق الوحدة اليمنية وان طرد لعمال اليمنيين من السعودية والدول الخليج أنشأ جيشا من العاطلين عن العمل في اليمن وعبئا على دولة الوحدة.
تفاقمت الخلافات بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي بعد انتخابات 1993، اول انتخابات نيابية بعد الوحدة وفقا لتعددية الحزبية فجاء الحزب الاشتراكي الثالث بعد المؤتمر الشعبي (126 معقدا) والتجمع اليمني للإصلاح (62 مقعدا) حيث حصل الاشتراكي على (56 مقعدا) والحزب البعث العراقي (7 مقاعد) اي بمعنى آخر حصول اليمين في اليمن على أغلبية المقاعد وتوطدت العلاقة بين الحزب الاشتراكي اليمني والسعودية ومع دول الخليج،
توالت الأحداث والخلافات مدعومة من الخارج لشق الوحدة اليمنية واعتكف علي سالم البيض في عدن لحقه ابو بكر العطاس والوزراء الاشتراكيين وبدأ العد التنازلي لانفصال الجنوب.

الحرب الأهلية 1994

بدأت الاستعدادات لحرب انفصال الجنوب منذ اعتكاف علي سالم البيض في عدن ولم تنجح وثيقة العهد والاتفاق التي وقعها علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض في عمان - الاردن برعاية الملك حسين بن طلال من تفادي الحرب، فتبنى علي عبداالله صالح شعار الشرعية والمحافظة على وحدة اليمن بينما تبنى علي سالم البيض شعار الانفصال، فحشدت كل القوى اليمينية المحافظة والعشائرية خلف علي عبدالله صالح بينما وقفت السعودية ودول الخليج داعمة الانفصال، ان اندفاع القبائل في الحرب لم يخلوا من دافع الحصول على الغنائم وجمع الأسلحة التي يتركها الجيش الجنوبي وراءه، وانتهت الحرب بلجوء علي سالم البيض الى سلطنة عٌمان مع العلم كان الجيش الجنوبي اكثر تنظيما وتدريبا من الجيش الشمالي ولكن عملية قتل اليمني ليمني آخر لم تكن مفخرة لأي طرف من طرفي النزاع، لذلك لم يحارب الجيش الجنوبي بكفاءة والتحق الكثير منهم بالجيش الشمالي. سيطرت قوات علي عبدالله صالح على كل الأراضي اليمنية في السابع من يوليو/تموز 1994.

اليمن بعد 1994

استثمر علي عبدالله صالح انتصاره في الحرب الأهلية بشكل جيد في فرض قيادته على الشعب اليمني شمالا وجنوبا ولكن كان عليه دفع الثمن الى حزب التجمع اليمني للإصلاح برئاسة الشيخ عبدالله الأحمر الذي دعم علي عبدالله صالح في حربه ضد علي سالم البيض فتقاسموا المغانم والسلطة والمقاعد النيابية وبدأت صفحة جديدة مع السعودية انتهت بتوقيع معاهدة الحدود الدولية مع السعودية في عام 2000 بالتخلي عن نجران وجازان وعسير الى السعودية بشكل نهائي.
أن الحكم المركزي من صنعاء لم يكن مرحبا به من قبل الجنوبيين واعتبر الكثيرون من الجنوبيين حكم صنعاء كاستعمار للجنوب وخاصة بعد استيلاء بعض المتنفذين من الشمال من المؤتمر والإصلاح والمقربين منهم على أراضي وممتلكات العامة في عدن وجنوب اليمن.

الخلاصة:

ليست اليمن أسوء من العراق فسادا في الإدارة حيث أن رتبة اليمن في التصنيف الشفافية الدولية تقع في رتبة (146) بينما العراق يقع تحت اليمن بعشرين رتبة (175) وأظن ان علي عبدالله صالح من اقل رؤساء وملوك العرب مالا وعقارا ليس بسبب عفة اليد، ليس بمقدوري تأكيدها او تفنيدها، ولكن لمحدودية دخل القومي اليمني ولكنه سمح بفساد القوم من حوله ليضعفهم سياسيا ويكسر شوكتهم وابلغني احد قيادي الحزب التجمع الوحدي خلال الحرب الأهلية 1994 بأن علي عبدالله صالح كان يصرف من ماله الخاص لدعم الجيش الشمالي في معركته ومن المؤكد أن الذين اثرو بطرق غير مشروعة واستولوا على ممتلكات العامة بحجة شرعيات ثورية وعائلية وقبلية وعسكرية وحزبية من الموالاة والمعارضة يعدون بالمئات أن لم يكونوا بالآلاف، أن سقوط علي عبدالله صالح هو ناتج من ان النظم المركزية والعائلية نفذت صلاحيتها أمام ثورة الشباب، والغريب في ثورة شباب اليمن هو لجوء عدد كبير من الموالين والمعارضة من الذين استغلوا مواقعهم السياسية والعائلية والقبلية في ثراء غير مشروع الى ثورة الشباب. فهل يتعايش شباب اليمن مع الوجوه السياسية المخضرمة الفاسدة الى عهد قريب أم سيثور الشباب مرة أخرى على الانتهازين.
أن اليمن ذات خصوصية تختلف عن كل الدول العربية وليس من السهل أدارتها مركزيا.

كلمة أخيرة:
نداء ودعوة الى الاخ الرئيس علي عبدالله صالح ان تقبلوا بالمبادرة الخليجية بأسرع وقت قبل ان تفقد صلاحيتها لتخرج اليمن بسلام ولا تستمعوا الى الأصوات من خارج الحدود فأن بيوتهم أهون من بيت العنكبوت ولا من الداخل فأنهم يتعشعشون بظلكم. فلا يمكن لأحد إيقاف عجلة التأريخ، وأنكم كعسكري محترف تعرفون ان الانسحاب بأقل الأضرار لا يقل فخرا من الانتصار.
[email protected]



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسقطوا القذافي فيسقط بشار الأسد
- اين قادة وساسة العرب من مجازر القذافي والاسد
- مع سقوط نظام بشار الأسد يبدأ العد التنازلي لسقوط النظام الإي ...
- هل ينجح القمع في إنقاذ القذافي والأسد
- كيف نؤمن للطغاة مخرجا آمنا
- المظاهر السياسية والدينية للأقزام
- لماذا أخر الغرب سقوط القذافي
- الحل الوحيد أمام بشار الأسد
- القناعات السياسية الكاذبة
- التعداد السكاني الفرض الذي تتلكأ الحكومة في تنفيذه
- السياسي و الحزبي صورته ومظهره.
- رواتب رؤساء العراق الثلاث، 80 بالمئة تخفيض ليس كافيا
- كي لا تُسرق ثورة الشباب العراق
- قطع الأصابع سعود الفيصل وزنقة زنقة القذافي
- الى المجتمع الدولي أن يتدخل لدعم الشعب الليبي
- ثورة الشعب الليبي يزيل جدار خوف الشباب السوري
- الشعوب أخذت المبادرة وتفرض إرادتها
- الملاك طل الملوحي والجنرال الأسد
- الى اين سيذهب بشار الاسد
- رسالة الى التوانسة: أحذركم من الأحزاب


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - اليمن وما ادراك ما اليمن