أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال سعيد يادكار - في ذكرى الغزو.... غزو الفضاء















المزيد.....

في ذكرى الغزو.... غزو الفضاء


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 08:33
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يصادف هذه الايام من شهر نيسان الذكرى الخمسون لأول غزو من نوعه قام به الجنس البشري ! هو غزو ليس كباقي الغزوات , لم يكن فيها احتلال للأرض أو سلب للأموال أو نهب للممتلكات أو إراقة للدماء! إنه غزو للفضاء الخارجي ! ففي مثل هذه الأيام من سنة 1961 تسلق أول انسان في التاريخ البشري مركبة فضائية من صنعه ليصعد الى السماء ليكون أول بشري يرى الارض من الفضاء , ليس في الاحلام , بل في الواقع . صعد الى السماء لا ليلتقي بالاله , بل ليستكشف العالم الذي نعيش فيه بعيدا عن عالم الرؤى والخيال.
ففي مثل هذه الايام من شهر نيسان قبل خمسين سنة أصبح الروسي يوري كاكارين(Yuri Gagarin) أول إنسان يقتحم الفضاء الخارجي ويدور بمركبته الروسية ( فوستك 1 ) حول الكرة الأرضية دورة كاملة ليثبت عمليا أن الأرض كروية ! وليفتح افاق الفضاء أمام بني جلدته من البشر ليستكشفوا عالما طالما بقى غامضا , عالما ألهم كثيرا من البشر منذ بدايات التاريخ البشري ليكونوا رسلا لذلك الكائن الذي يسكن في الفضاء الواسع !
وبعد ذلك التاريخ بثمان سنوات استطاع البشر أن يرسلوا أو كائن بشري الى القمر وذلك في سنة 1969 . ففي شهر تموز من تلك السنة أصبح الأمريكي نيل آرمسترون(Neil Armstrong)أول انسان يضع قدمه على أرض القمر ويسير على سطحه ويطبع آثار أقدامه على تربته ويقول قولته المشهورة ( هذه خطوة واحدة صغيرة لرجل واحد وقفزة عملاقة للبشرية) .
بالرغم من أن الانسان لم يستطع أن يتجاوز القمر الا أنه استطاع ان يرسل مركبات غير ماهولة الى أغلب الكواكب في المجموعة الشمسية , ومنها الكوكب الاحمر ( المريخ ) والذي من المقرر أن يتم ارسال أول رحلة ماهولة اليه في سنة 2020.
إن وصول الانسان الى القمر ماهو الا امتداد لتفكير الانسان وتقلب وجهه في السماء وبين النجوم منذ البدايات الاولى للبشرية ومقدرته على التمييز بين النجوم والكواكب . ومحاولاته لمعرفة مكانته ككائن عاقل في هذا العالم , ومعرفة مكانة الارض التي يعيش عليها في هذا الكون.
فقد كان الانسان قبل ماض غير بعيد يظن أن الارض التي يعيش عليها هي مركز الكون وأن الشمس والنجوم والكواكب تدور حولها ! وتلك النظرة للكون قامت على الخداع البصري (optical illusion)لعملية الليل والنهار من خلال حركة الشمس من الشرق الى الغرب في النهار اضافة الى حركة القمر والنجوم الظاهرية حول الارض !
ولكن ذلك الظن وتلك النظرة ( مركزية الأرض للكون ) تم دحضها من قبل العالم البولندي كوبرنكوس(Copernicus)(1473 - 1543 ) عندما وضع نظريته في سنة 1510القائمة على عنصرين أساسين : الأول : الكواكب تدور حول الشمس . والثانية : الارض واحدة من هذه الكواكب وتدور معها حول الشمس وتدور ايضا حول محورها. فكانت تلك النظرية أو الثورة الكوبرنكية ثورة في عالم الفلك هزت مفاهيم وعقائد دينية وغيرت وضع الانسان والأرض التي يعيش عليها في هذا الكون..
لم تنشر تلك النظرية في تلك الفترة لمعارضتها للمعتقدات الدينية وتعارضها مع نصوص الكتاب المقدس والخاصة بنشوء الكون ومركزية الارض والانسان في الكون! وبعد مائتي سنة تقريبا تم نشر النظرية واثباتها من قبل العالم الايطالي جاليليو(Galileo )( 1564 - 1642 ) والذي تعرض الى الاعتقال والسجن من قبل الكنيسة بتهمة الالحاد بسبب تلك النظرية .
وموقف الكنيسة من تلك المسألة في القرن السادس عشر والسابع عشر كان يشبه موقف عبدالعزيزبن باز في نهاية القرن العشرين من نفس المسالة عندما أصدر فتواه بتكفير كل من يقول بثبات الشمس وعدم جريانها ! فابن باز كان مصراً على ثبات الارض وعدم دورانها وحسب نصوص الكتاب والسنة! بالرغم من ان تلك المسالة أصبحت من البديهيات ومن المسلمات ويدرسه التلاميذ في المدارس الابتدائية والأساسية ! وقد تناول ابن باز هذا الموضوع وأثبت بالايات القرانية والاحاديث النبوية بأن الأرض ثابتة وأن الشمس هي التي تتحرك وتجري حول الارض وذلك في كتابه (الأدلة النقلية والحسية على امكان الصعود الى الكواكب وجريان الشمس والقمر وسكون الأرض ).

لقد تجاوز الانسان تلك المسالة وأخذ يبحث عن اجابات لاسئلة جديدة وتسؤلات مهمة مرتبطة بوجود الانسان وماهيته وأهميته في الكون الشاسع. وتلك التساؤلات جاءت بعدما اكتشف الانسان بفضل المناظير الفضائية العملاقة كمنظار هابل (Hubble Space Telescope) ان الارض التي يعيش عليها ماهي الا جرم واحد صغير بين ( مليارات ) الاجرام داخل مجرة واحدة من بين( مليارات المجرات ) في الكون! مثل حبة رمل في رمال الصحراء!
فالمجموعة الشمسية التي تنتمي اليها أرضنا تقع ضمن مجرة ( درب التبانة ) او الطريق اللبني (Milky Way) والذي تقدر عدد النجوم فيها مابين 100 - 400 مليار نجم , أما عدد الكواكب فتقدر بــ 50 مليار كوكب (بدون حساب أقمارها), والكواكب القابلة لنشوء الحياة عليها تقدر بــ 500 مليون كوكب! هذا فقط في مجرتنا ضمن المجرات الاخرى والتي تقدر عددها بــ 200 مليار مجرة في الكون المنظور للانسان! واقرب مجرة الينا هي مجرة المرأة المسلسلة(Andromeda Galaxy) وتبعد حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية !
وبالرغم من التطور الهائل الذي وصل اليه الانسان في تكنلوجيا الفضاء ومحاولاته لسبر غور الفضاء وكشف أسراره سواء بالنظر عبر تلك المناظير الفضائية أو بقيامه برحلات مأهولة وغير مأهولة , الا أنه لم يستكشف من الفضاء ومن الكون المحيط به الا بقدر ما يستكشف مامقداره كاس ماء من المحيط!
وتزداد حيرة الانسان وتساؤلاته حول وضعه في هذا الكون اللامتناهي ! وما بين الخوف والاثارة يحاول الانسان أن يجد الاجابة لتلك التساؤلات المحيرة : هل نحن لوحدنا ؟ هل يوجد كائنات ذكية غيرنا في هذا الكون ؟ هل هناك أي شكل من أشكال الحياة على أرض غير أرضنا؟؟ وهل من المعقول أن يكون الفضاء خاليا ؟ اذا كانت هناك مخلوقات ذكية لماذا لم يتصلوا بنا؟
ان عمر الارض مع المجموعة الشمسية تقدر بحوالي 4.5 مليار سنة , فهي فتية قياسا الى عمر الكون والذي يقدر بحوالي +/-13 الى+/- 14 مليار سنة منذ الانفجار العظيم (Big Bang) !!ولذلك فان وجدت أي شكل من اشكال الحياة في الكون فانها ستكون قد سبقتنا بمليارات السنين من التطور البايلوجي والتقني وربما ستكون قد وصلت الى مرحلة من التطور الحضاري التكنلوجي ما يمكنها من إرسال إشارات خاصة عبر محطات الارسال أو مايمكنها ذلك التطور من الانتقال بين المجرات بسرعة الضوء أو قريبة من تلك السرعة !

ان اكتشاف أي شكل من اشكال الحياة خارج نطاق الارض أو أكتشافنا نحن من قبل كائنات فضائية ذكية سوف يؤثر على علاقة الانسان بالانسان على هذه الارض , وسوف يؤدي بالتأكيد الى تساؤلات دينية وأخلاقية لوجود الانسان ومصيره وعلاقته بالإله! وربما سيكون ذلك الاكتشاف كارثية على الانسان وحياته على الارض وكما صرح بذلك العالم الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكنغ(Stephen Hawking) , حيث قال : من الأفضل عدم المحاولة للاتصال بالكائنات الفضائية إن كان لهم وجود , لأن نتائجه على سكان الارض ستكون كنتائج وصول ( كولومبس ) لأمريكا ! في اشارة الى ماحصل لسكان أمريكا الأصليين !!
وربما سيكون سببا في اتحاد بني البشر فيما بينهم وينسوا نزاعاتهم وصراعاتهم وقتل بعضهم البعض ويقفوا معا ضد الهجمة الفضائية الغاشمة!! أو ربما يكونوا مسالمين على عكس رأي هوكنغ , وجاءوا ليتعرفوا علينا ! فهل سندعوهم الى اتباع دياناتنا؟ واذا رفضوا فهل سوف نجاهدهم ؟ وماذا سنفعل اذا علمنا أن الأرض عبارة عن ( مزرعة ) من مزارعهم الفضائية ؟؟ وأنهم هم من وضعوا آدم وحواء في تلك المزرعة ( كفئران تجارب ) ليجروا عليهم تجاربهم في البقاء والتناسل والتكاثر ومقدرتهم على الرقي والتطور على هذه الارض! وقبل أن يغادروا ويتركوهم لوحدهم قالوا لهم ....بأنهم سيعودون يوما ما !!
وأخيرا عادوا .. جاءوا ليحتفلوا بنا بنجاح تجربتهم الفضائية ومزرعتهم الأرضية ...وليتبين الحقيقة أخيرا ... بتحقق تلك النبوة بمجيء ... المنقذ ... المنتظر !!



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داء العظمة... مرض و جنون!!
- النظام السابق !!
- ياعرب ... لاتتدخلوا.. أنه شأن داخلي!!
- الله ... الغائب عن الثورة
- الصوت الثائر ....!!
- أنا متألم لسقوط بن علي ...
- نهنيء الشعب التونسي بفرار قائد المسيرة!!
- إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!
- دماءنا ماء... ودماءهم دماء
- المواطن العراقي والشقيق العربي بين المرحلتين السابقة والحالي ...
- من كسوة الحجر الى زينة الشجر .... الأغلى في جزيرة العرب!
- الشرق الأوسط ...أم... الشر الأوسط
- الفكر الحر في العالم العربي الغير الحر
- لم يخلقنا الله عبيدا...بل خلقنا أحرارا
- غصن الزيتون بدلاً من شعار السيف
- الحوار المتمدن وابن رشد والفكر الحر ومبروك الجائزة
- ليس بالدين وحده يحيى الانسان بل بالأخلاق
- اللاجئون العراقيون في الاردن ضيوف....ولكن..
- خصخصة الإله واحتكار الحقيقة
- شعوب وحكام ..صالحون وطالحون


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال سعيد يادكار - في ذكرى الغزو.... غزو الفضاء