أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امغار محمد - اللغة الأمازيغية والمسألة الثقافية بالمغرب















المزيد.....

اللغة الأمازيغية والمسألة الثقافية بالمغرب


امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 09:11
المحور: حقوق الانسان
    


لمقاربة إشكالية اللغة الأمازيغية والمسألة الثقافية في مغرب هنا والآن لابد من الإنطلاق من البعد التاريخي والفلسفي للمسألة اللغوية، أي إشكالية التعددية اللغوية داخل المجتمعات.
فالتعددية اللغوية ظاهلرة يكاد يعرفها كل المجتمعات بشكل أو بآخر، لكن الفرق يثمثل في مقدار الوعي بالمشكلة ومفدار الجدية والهمة في معالجتها.
وما يميز مجتمعات شمال إفرقيا وعلى رأسها المغرب أن المسألة الثقافية شكلت دائما إحدى التساؤلات الكبرى، فالتعددية اللغوية والتعامل مع اللغة الأم كان دائما رهان مضمر من طرف الشعب الأمازيغي في تاريخه الطويل.
والحديث عن الثقافة الأمازيغية هو حديث عن اللغة الأمازيغية على إعتبار أن هذه الأخيرة هي وعاء الثقافة لأنها تشتمل في تركيبها وحيويتها على تاريخ الأمة ومكونات ثقافتها وعلى آدابها من نثر وشعر وعلى ثراتها الفكري من علوم ومعارف، لذلك فإن الكيان الأمازيغي مرتبط أشد الإرتباط بلغته الأم.
موقع اللغة الأمازيغية في مغرب هنا والآن.
إذا كانت اللغة الأمازيغية هي اللغة الأم بشمال إفرقيا عامة والمغرب خاصة، فإن المقاربة الموضوعية لها في ظل الأطلس الألساني المغربي يدفع إلى القول على أنها ونتيجة لمجموعة من الإكراهات تشكل جزء من الثقافة الشعبية، فهي ثقافة أمازيغية لأنها تشتمل على مجموعة الممتلكات والثمثلات التي ينتجها المبدعون باللسان الأمازيغي، أي أن لغة التواصل والإبداع الأساسية لهؤلاء المبدعين هي اللغة الأمازيغية. وهي ثقافة شعبية لأن المبدعين هؤلاء ينتمون عضويا إلى الفئات المستضعفة من الفلاحين والعمال، إكتسبوا القدرة على الإبداع إعتمادا على التنشئة الإجتماعية القائمة على الشفاهية داخل الحقل والبيت والسوق وليس المدرسة والجامعة وغيرها من المؤسسات.
وقد عرفت اللغة الأمازيغية تراجعا في قيمتها الرمزية داخل المجتمع المغربي لأسباب عدة نذكر منها:
 تفكيك بنية المجتمع القروي وأسسه الإقتصادية والإجتماعية الشئ الذي أدى إلى تفكيك بنية المجتمع الأمازيغي وتهميش ثقافته ولغته نتيجة لهذا التفكيك، وهذا أدى إلى تعريض الهوية الأمازيغية لخطر الإستيلاب.
 الإستعمال السياسوي للمسألة الأمازيغية من طرف البعض عوض التفكير الجدي في تقعيد اللسان وخلق لغة معيارية واحدة ودلك رفم المجهود الدي يقوم به المعهد.
وفي هذا الإطار فإن المثقفون الأمازيغيون وأثناء مطالبتهم بتدريس اللغة الأمازيغية أو الإعتراف بحقوقها غالبا ما يواجهون بجملة من التحديات المثمثلة تارة في تكرار أسطوانة النقائص الجوهرية لهذه اللغة، كتعدد لهجاتها وضعفها وعدم قدرتها على مسايرة الركب الحضاري، وتارة أخرى بطبيعتها الشفاهية وصعوبة توحيد لهجاتها في لغة معيارية واحدة.
لكن من أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع الأمازيغية في سوق القيم الرمزية داخل المجتمع المغربي يثمثل في موقف الحركة الوطنية ودورها السلبي في تدبير التعددية الثقافية داخل المغرب، فبتبيينها لأطروحة القومية العربية الرافضة لمبدأ التنوع والإختلاف وربط الثقافة الأمازيغية بالظهير البربري عوض العمل على الحفاظ عليها ورفع قيمتها المعنوية بإعتبارها اللغة الأم لمواطني شمال إفرقيا.
وكنتيجة لموقف القوميين نجد التهميش المؤسساتي لها والذي كرس غياب الكتابة التي تشكل أساس مأسسة اللغات، وغياب الكتابة كان من العوامل الأساسية التي أثرت بشكل سلبي على الثقافة الأمازيغية لأن الكلمة المكتوبة تتمايز عن المنطوقة بأنساق للتواصل وتؤسس لأشكال فكرية ومعتقدية تختلف في ممارستها عن الأشكال الشفوية.والكتابة شكلت دائما أهم التحديات المطروحة على اللغة الأمازيغية سواء فيما يخص تدوين الموروث الثقافي وكذلك مسألة إختيار الخط القادر على إستيعاب مخزون هذه الثقافة، من بين عدة أشكال منها خط تيفناغ العريق والخط العربي والخط اللاتيني.وكل خط له حمولات فكرية وإيديولوجية، وتحديات تقنية مرتبطة بالخصوصية من جهة وتطور العلوم من جهة ثانية.
 من الأسباب كذلك للتراجع إرتباط النخبة المغربية بالسياسة الثقافية للمستعمر وإستعمالها لللغة العربية كأداة للحد من الحراك الإجتماعي للطبقة الوسطى، من خلال نهج سياسة التعريب بمعناها الإيديولوجي أي إزدواج الشخصية لدى النخبة من خلال الدعوة إلى التعريب من جهة، والحفاظ على الفرنسية في الإدارة والإقتصاد وتدريس أبنائها بلغة الإدارة أي الفرنسية، الشئ الذي ترتب عنه إقصاء حاملي الثقافة الشعبية من المناصب العليا للدولة. بمعنى أن خطاب النخبة حول قضايا التربية والتعليم خطاب إيديولوجي يخدم مصالحها من خلال إخفاء ميكانزمات الهيمنة والتسلط.
وإذا كانت هذه المعطيات تشكل بعض المعوقات التي أدت إلى تراجع اللغة الأمازيغية وفقدانها مكانتها الأصلية داخل المجتمع المغربي، فإن هذه المعوقات لم تقض على الذاكرة الأمازيغية التي ظلت دائما حية ولكن تحت ركام من الإهمال والتسربات الخارجية التي كادت أن تأتي على الجوهر أي الوجدان والذي يسميه MONTAGNE R بالروح الخفية التي تنفذ لكل دخيلL AME SCRETE وقد كرست الروح الخفية من خلال الحركة الثقافية الأمازيغية التي سعت جاهدة لإنقاذ الثقافة واللغة الأمازيغيتين من خلال تكريس نفسها داخل المجتمع المدني كتيار حداثي عمل على إضفاء صبغة الجماهيرية على المطالب الثقافية من خلال فتح ملف إتسم بالخصوصية والأصالة وهو ملف اللغة والثقافة الأمازيغية مرتكزا على البعد الإبداعي لهذه اللغة والإشكاليات السياسية التي يطرحها بين الفينة والأخرى.
الحركة الثقافية الأمازيغية، اللغة الأمازيغية، الديموقراطية أية علاقة؟.
في ظل الموجة الثالثة للديمقراطية والتي كرست عالمي حقوق الإنسان بدأت تظهر بوادر إعادة الإعتبار للثقافة واللغة الأمازيغيتين والتي أضفت عليها مجهودات الفاعلين في الحركة الثقافية الأمازيغية البعد الحقوقي من خلال النضال داخل المجتمع المدني لتكريس الحق في الإختلاف والإعتراف بالهوية الأمازيغية للمغرب، لكن ينبغي الإعتراف بأن الإرهاصات الأولى لرد الإعتبار تجلت في مجهودات بعض المبدعين الأمازيغيين وبعض المناضلين الجمعويين والذين دأبوا على التأليف باللغة الأم منذ بداية السابعينيات، سواء في المجال الأدبي من شعر ونثر ونصوص مسرحية وتدوين الأمثال والأسطورة وغيرها من الأصناف الأدبية والفنية.ونذكر منهم محمد مستاوي، الصافي مومن علي، لحسن إد بلقاسم وآخرون بالإضافة إلى ظهور بعض الممارسات التعليمية الغير المهيكلة لهذه اللغة والتي قامت بها بعض الجمعيات منها جمعية تامينوت، لكن المجهودات الفردية لم تكن كافية للإعادة الإعتبار لهذه اللغة الشئ الذي أدى إلى تكثيف الجهود وإضفاء الطابع الحقوقي على المطالب المرتبطة بالثقافة الأمازيغية، وتجلى ذلك في ميثاق أكادير والذي وضع الحد الأدنى من المطالب المرتبطة بمأسسة اللغة الأمازيغية وتكريس الهوية الأمازيغية للمغرب، وذلك من خلال الدعوة إلى دسترة هذه اللغة، وفي هذا الإطار فإن مطلب الدسترة ليس مطلب إثني أو عرقي، ولكن مطلب حقوقي يعكس الواقع المغربي بشكل ديموقراطي ويرمي أساسا إلى إزالة كل أنواع الإحتكار للرأسمال الرمزي وتوزيع السلطة بين مكونات الشعب الأمازيغي المغربي، والإعتراف بالطابع الأمازيغي للبلاد من خلال التنصيص على الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية بجانب العريبة. والمطالبة بدسترة اللغة الأمازيغية ماهو إلا مطلب يرمي إلى الإعتراف بالبعد الأمازيغي للمغرب ويعيد الإعتبار للأمازيغية داخل سوق القيم الرمزية الوطنية، الشئ الذي يؤدي إلى إستعمالها داخل دوالب الدولة ومؤسساتها الإدارية والهيئات التعليمية والتربوية وفي السلك القضائي ووسائل الإعلام العمومية والخاصة.
والدسترة في حد ذاتها الهدف منها تكريس مبدأ حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا، على إعتبار أن الدفاع عن الحقوق الثقافية واللغوية هو دفاع عن الخصوصية وإعتراف بأن الوحدة الوطنية تتحدد بالتنوع وليس بالتوحد.
والمقاربة الحقوقية للمسألة اللغوية الأمازيغية، لم تكن بعيدة عن التحولات التي عرفها العالم في إتجاه تكريس حق الشعوب في التعبير عن مكبوثاتها، وفي هذا الإطار تكثفت الجهود بين الفاعلين الجمعويين الأمازيغيين في شمال إفريقيا لترسيخ البعد الأمازيغي واللغة الأمازيغية في بلاد الأمازيغ أو تمزغا. وتوجت هذه المجهودات بتأسيس مجموعة من التكثلات والمنظمات الدولية الغير الحكومية هدفها العمل على تكثيف الجهود للحفاظ على الثقافة الأمازيغية في المتغيرات الدولية.
وتعتبر جمعية تامينوت إحدى الجمعيات الأمازيغية الفاعلة في هذا المجال من خلال حرصها الشديد على المشاركة في ترسيخ وتجدير البعد الحقوقي للظاهرة الثقافية من خلال الدفاع عن مبدأ تمتع الشعوب الأمازيغية بشمال إفريقيا عامة بحقوقها في إطار المواثيق الدولية وعلى الخصوص في إطار المعايير الدولية الجديدة المتعلقة بالشعوب الأصلية والمتضمنة في الإثفاقية169 ومشروع الإعلان العالمي لحقوق الشعوب الأصلية والتي تلغي سياسة الإدماج المعتمدة من طرف دول شعوب شمال إفرقيا.
وفي الآخير يمكن القول بأن الأمازيغية مكون أساسي للثقافة الوطنية وثراث زاخر وشاهد عل حضورها في كل معالم التاريخ والحضارة المغربية، لذلك لابد أن يولى النهوض بها بعناية خاصة في إنجاز مشروع مجتمعي ديمقراطي حداثي قائم على إعادة الإعتبار للشخصية الوطنية ورموزها اللغوية والثقافية والحضارية.



#امغار_محمد (هاشتاغ)       Amrhar_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرهان بالمغرب
- الائتمان بين الواقع والقانون
- الإسم الشخصي و البعد الهوياتي و التساؤل القانوني
- تعدد الزوجات بين الواقع و القانون
- التعريب بين اللغة الوطنية وتكريس نخبوية التعليم:
- سندات الاقامة بالمغرب وشروط الحصول عليها
- الاطار القانوني لدخول الاجانب الى المملكة المغربية
- الحدود القانونية للتعامل مع الاقامة الغير المشروعة بالمغرب
- التدابير الزجرية بخصوص الهجرة الغير المشروعة
- السن القانوني للزواج
- قانون الفنان
- العطلة القضائية
- الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي
- اتعاب المحامي
- الفرنسية للاغنياء والعربية والامازيغية للفقراء
- رقابة دستورية القوانين
- الترجمة القانونية حق انساني وضمان المحاكمة العادلة
- الخطأ الطبي
- الحكومة العالمية بين القواعد الاخلاقية للامم المتحدة والقوة ...
- حوار حول الامازيغية


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امغار محمد - اللغة الأمازيغية والمسألة الثقافية بالمغرب