أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..














المزيد.....

عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 01:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قد يكون للطول المبالغ به لعنوان المنصب الذي يتمتع به كأمين الشعبية العامة للإتصال الخارجي والتعاون الدولي دورا في الاهتمام الكبير الذي ابدته الاوساط الغربية بانشقاق السيد موسى كوسا عن سيده ولجوءه الغريب الى الدولة التي سبق له ان طرد منها منذ ثلاث عقود بتهمة الارهاب..
ولكن ان لم يكن هذا الاهتمام نتيجة لهذا السبب..او لم يكن لفائدته الاعلامية في النزاع الغربي الحالي مع نظام القذافي..فانه قد يدل على عدم فهم عميق لطبيعة النظام الليبي والانظمة العربية الشمولية عموما منذرا باستمرار التخبط في التصور والرؤى الذي يعتري المعسكر الغربي في محاولاته دعم الانتفاضة الشعبية الليبية..
عدم فهم قد نجد ما يبرره من خلال اهمية المنصب الذي يتقلده السيد كوسا في الدول الطبيعية ..على اعتبار ان وزير الخارجية يكون عادة من بين اهم اعضاء الحكومة وارفعهم شأنا بسبب اهميته السياسية ومكانته السيادية العالية..ولكن في نظام عائلي مغلق مثل نظام العقيد يكون شاغلي مثل هذه المناصب ..خصوصا اذا كانوا افراد من خارج العائلة الحاكمة..مجرد اجراء لدى الحاكم ورموز لا يهدف من ورائها الا اضفاء بعض مستلزمات اخراج النظام القبلي الاسري على شكل دولة وحكومة وعلم ..
ان الحكم العربي-باغلبه الاعم- يعد من انظمة الاسر الحاكمة التي تمارس الحكم بدون اي تفويض شعبي او عن طريق انتخابات مزورة في احسن الاحوال..ولا تعترف بحقوق ابناء الشعب السياسية ولا تقر لهم بالمواطنة المتساوية العادلة..وتعتبر ثروة ومقدرات الامة من حق الاسرة الحاكمة وافرادها .. ولا تؤمن بحق الشعوب في التنمية والسياسة ..وهذه العائلة تكون هي مركز النظام ومحيطه ..واي فرد من خارجها يكون موظفا عاديا يمكن له ان يركل الى الخارج في اي لحظة مهما كان خطورة وبريق العنوان الذي يشغله..ويمكن كذلك ان يتلقى الصفعات على رؤوس الاشهاد من قبل احد ابناء الحاكم كما حصل بالضبط للسيد موسى كوسا..
وهذه الصفعات بالذات ..ممزوجة بحسه الامني الذي تحصل عليه من عمله الطويل في الجهد المخابراتي للنظام وانتهازيته ومصالحه الذاتية الضيقة.. قد تكون السبب الوحيد الذي دفعه للقفز من سفينة النظام المتأرجحة من جراء القيادة الذهانية المهلكة لملك الملوك والمسرعة تجاه المجهول مستفيدا من التقاطع الغربي مع نظام العقيد وعارضا بضاعته مزجية علها تجد عطفا وقبولا من اعداء الامس القريب..
ولكن ما فات السيد كوسا..ان الحكم الذي على شاكلة النظام الذي خدمه باخلاص على مدى عقود مولغا في دماء الشعب الليبي ونخبه السياسية والفكرية في الخارج..وبسبب عدم استناده على القاعدة الشعبية الشرعية التي تمكنه من الحكم على اسس وطنية محددة ومقننة ومتفق عليها من الممكن ان توفر الأمن والحماية لنظامها السياسي.. فهي عادةً ما تلجأ الى شتي الوسائل والأساليب لحماية حكم الاسرة واستمراريته ..ولا تستطيع المطاولة بالحكم دون الاتكاء على الاسناد الاجنبي المقايض بوضع ثروات ومقدرات الوطن واسراره الامنية الحساسة تحت تصرف القوى الكبرى الداعمة لاستمرار النظام..وهذا ما سوف يقزم من اهمية اي معلومات قد تكون مخبأة في عقل ووجدان السيد كوسا ويظن انها ستكون السبيل الى الانعتاق من طوق العقيد وتقبل وجوده ضمن خارطة الدولة الليبية التي ستخلف نظام القائد الجماهيري الاعظم..
لقد كان حسين كامل يظن انه سيكون الرئيس الذي سيخلف صدام حسين على سدة الحكم في العراق مستندا على بضعة معلومات ومجموعة من الملفات والمعدات وعلى معرفته لعدد من المواقع التي اخفاها النظام السابق بعناية عن اعين المفتشين الدوليين.. ولكنه فوجئ عندما اكتشف ان كل معلوماته واسراره موجودة سلفا عند الطرف الاممي وعن طريق النظام السابق نفسه..وانه اصبح ورقة محروقة ومرفوضة من قبل قوى المعارضة التي لم تغفر له جرائمه بحق الشعب العراقي ..وتحول الى مجرد عبء سياسي وامني واخلاقي على الغرب والدولة المضيفة..دفعه الى العودة المستحيلة التحقق الى العراق ليفتك به ابناء عمومته ارضاء لشهوة القتل الجريحة لدى رأس النظام السابق في العراق..وكل هذا حصل على الرغم من انه كان يتحصل على مناصب اهم واخطر واشد لمعانا بكثير مما لدى السيد امين الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي..ورغم انه لم يسجل له ان تلقى الصفعات من احد ابناء الرئيس ..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لكم وما للشام..
- خطاب الوريث..وليس خطاب الرئيس..
- الطائفية..الخط الدفاعي الاخير للانظمة المتهاوية..
- البحرين..بين بشرة اوباما وسرعة بديهية عبد السلام عارف..
- لم يعد لديك شعب لتحكمه بعد الآن..
- حرب ..وتدخل..ودخان مدمع..
- الخنوع بالنيابة..بعد الحروب بالنيابة..
- جريمة قرية الصول..التواطؤ بين الحكم والناقوس والقلنسوات الصف ...
- عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..
- وماذا عن العالقين في الداخل الليبي..
- لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..
- الموت على ايقاع هذيانات الاخ العقيد..
- ليس الشعب هو من يخون يا سيدي الرئيس..
- الخطوة الاخيرة ما قبل النزول الى الحفرة..
- الاخ العقيد القذافي كعدو للانسانية..
- ملاحظات سريعة حولة ساحة مفتوحة وجسر مغلق..
- هل هو الخطاب الذي يسبق الرحيل..
- خطابان لا ثالث لهما..بقيا لك يا سيدي..
- ليس بالعصي والحجارة يحيا النظام..
- البحرين..عندما يسحق الاصلاح تحت سرف المدرعات..


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..