أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - -الدبلوماسية السرية- ...في العمل















المزيد.....



-الدبلوماسية السرية- ...في العمل


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 18:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد الحرب العالمية الاولى كانت المنطقة العربية تمثل سببا قويا للقلق بالنسبة للقوى الغربية "المنتصرة"، لان هذه المنطقة كانت، في قسمها الاكبر، تحت حكم ونفوذ الامبراطورية العثمانية التي كانت تقاتل في الجانب الخاسر المتحالف مع المانيا. في حين ان الشعوب العربية كانت تناضل للتخلص من الحكم التركي وفي الوقت نفسه لا تؤيد الدول الاستعمارية "الاخرى" التي انتصرت في الحرب. ونظرا للاهمية الستراتيجية (الموقع والمساحة والنفط) لهذه المنطقة خصت الدول "المنتصرة" هذه المنطقة بما يسمى "اتفاقية سايكس ـ بيكو" و"وعد بلفور" لتنسيق السيطرة الغربية الاستعمارية على شعوب المنطقة وتمزيقها وتقسيمها ولاستجلاب الوزن الدولي للصهيونية العالمية للدخول الى المنطقة من خلال الدول الاستعمارية المنتصرة وبالتنسيق معها، وليس حتى من خلال العلاقات المباشرة مع الانظمة العربية الرجعية الملكية و"الجمهورية" الاقطاعية والبرجوازية، التي ما كان عليها الا ان تسمع فتطيع.
XXX
وخلال الحرب العالمية الثانية، فإن الشعوب العربية اظهرت ـ في الخطوط العريضة ـ وعيا وطنيا وقوميا وانسانيا عاليا جدا. وتبدى ذلك في ظاهرتين مميزتين: الاولى ـ متابعة النضال ضد الاستعمار الانجليزي والفرنسي دون الانجرار الى المحور النازي، بالرغم من دخول رومل الى افريقيا الشمالية، وبالرغم من الاتصالات التي اقامتها المانيا النازية او ايطاليا الفاشية مع بعض القيادات الوطنية العربية، بحيث ظلت تلك العلاقات محدودة النطاق وفي اطار اللعب على التناقضات الدولية. والثانية ـ متابعة النضال ضد الصهيونية وضد تقسيم فلسطين واقامة اسرائيل، وفي الوقت ذاته عدم الانجرار الى تنظيم المذابح ضد اليهود العرب، وهو ما كانت تلح عليه المانيا النازية، خصوصا بعد الاحتلال الهتلري لفرنسا وقيام حكومة فيشي الفرنسية الموالية لهتلر.
وبعد نهاية الحرب والضعف العام الذي اصاب النظام الاستعماري العالمي القديم بدأت البلدان العربية تحقق استقلالاتها السياسية الشكلية واحدا بعد الاخر، وتحولت المنطقة العربية من جديد الى منطقة تسبب القلق الشديد للامبريالية العالمية (نظرا لاهميتها الستراتيجية) بفعل الخوف من توحيد شعوب المنطقة وامكانية ظهور دولة عربية موحدة فيدرالية او كونفيدرالية، تتحكم بمنابع وممرات النفط، وبممرات التجارة العالمية، مما سيجعل من الصعب السيطرة عليها، اكثر بكثير من السيطرة على البلدان العربية "السايكس ـ بيكوية" المتفرقة.
XXX
وبالرغم من الاختلاف الثقافي ـ السياسي والديني السائد بين المنطقتين العربية والبلقانية، فإن منطقة البلقان تمثل ايضا موقعا ستراتيجيا ذا اهمية دولية خاصة من حيث كونها جسرا جيوبوليتيكيا رئيسيا للتماس (التلاقي او التصادم) بين اوروبا الغربية، من جهة، وروسيا، من جهة ثانية، والشرق العربي ـ الاسلامي، من جهة ثالثة.
XXX
ووضعت الدول الامبريالية المنتصرة في الحرب نصب اعينها:
اولا ـ مسألة منع توحيد الشعوب والبلدان العربية وتكريس التجزئة السايكس ـ بيكوية، كشرط رئيسي لاستمرار وتدعيم الهيمنة الاستعمارية والامبريالية على شعوب المنطقة، ومنعها من الاضطلاع بدورها التاريخي وهو زعزعة الوجود الاستعماري والامبريالي والرأسمالي العالمي برمته، بفعل الاهمية الستراتيجية العالمية للمنطقة جيوسياسيا وللامة العربية حضاريا.
ثانيا ـ وفي الوقت نفسه: مسألة منع توحيد الشعوب السلافية خاصة وشعوب البلقان عامة، التي اظهرت خلال الحرب وبعدها مباشرة مستوى عال من الوعي والاستعداد الكفاحي، تجلى في المقاومة الفعالة للنازية والفاشية وفي الوقت نفسه عدم التحول الى مطايا للنفوذ الامبريالي للدول الغربية "الدمقراطية" المزعومة وللصهيونية، واخيرا في تطور المقاومة الشعبية ضد الفاشية الى ثورات شعبية ضد الملكية والرجعية والرأسمالية والتحول نحو الاشتراكية، الامر الذي اصبح يهدد بنقل "العدوى" الى داخل اوروبا الغربية وتهديد النظام الرأسمالي العالمي في اهم معاقله الكلاسيكية في اوروبا. وكان من شأن توحيد السلافيين الجنوبيين او توحيد شعوب البلقان في دولة كونفيديرالية قطع الطريق على امكانية التحكم بمصائر هذه الشعوب، وايجاد كتلة بشرية صلبة تقف بوجه مطامع التوسع والهيمنة العالمية للامبريالية.
XXX
واذا كانت "اتفاقية سايكس ـ بيكو" قد واجهت معارضة القيادة السوفياتية (اللينينية) في اعقاب انتصار الثورة الاشتراكية الروسية سنة 1917، فقد اختلف الامر تماما بعد الحرب العالمية الثانية، بوجود القيادة الستالينية (ومن ثم النيوستالينية، الخروشوفية) الخائنة على رأس السلطة السوفياتية. اذ ان آلية "اتفاقية يالطا" لتقاسم النفوذ العالمي (روزفلت ـ تشرشل ـ ستالين) تحركت بنشاط لاجل تحقيق الهيمنة والمصالح الامبريالية الرئيسية في المنطقتين العربية والبلقانية، وقد استخدمت القيادة السوفياتية الخائنة (الستالينية وما بعد ـ الستالينية) كل ما لديها من نفوذ لاجل تطبيق "اتفاقية يالطا"، مقابل الرشوة التي كانت تتلقاها، والمتمثلة بمساعدة الامبريالية العالمية لها على استمرار حكمها البيروقراطي ـ الدكتاتوري للشعوب السوفياتية والشعوب الاوروبية الشرقية.
XXX
ونشير فيما يلي الى بعض وقائع وضع آلية "اتفاقية يالطا" في العمل ضد الشعوب العربية والاسلامية والبلقانية، بمشاركة فعالة من قبل الستالينية وخلفائها:
ـ1ـ تأسيس ما يسمى "جامعة الدول العربية" بوصفها اعترافا "عربيا" بتقسيمات سايكس ـ بيكو، وكضربة وقائية لقطع الطريق على حركة التحرر الشعبية العربية، وكتمهيد لتأسيس اسرائيل، التي تدين بانتصارها في حرب 1948 ـ 1949، اكثر ما تدين الى الممارسة الخيانية، السياسية والعسكرية، لجامعة الدول العربية. وكانت المهمة الاساسية الخاصة الموضوعة امام "جامعة الدول العربية" كمؤسسة "شرعية" ذات طابع دولي، هي صرف النظر عن، واجهاض، اي تحرك شعبي وحدوي وتحرري عربي، وتكريس التجزئة القطرية العربية، وتوحيد صفوف الانظمة السايكس ـ بيكوية العربية ضد الثورات التحررية الشعبية العربية، بوصفها ـ اي "الجامعة" ـ الاداة "العربية" الرئيسية للهيمنة الاستعمارية الغربية على الشعوب العربية، تماما كما هي "هيئة الامم المتحدة" الاداة الرئيسية "الشرعية" لتكريس الهيمنة الامبريالية على شعوب العالم.
-2- الاسراع في تنفيذ "وعد بلفور" وتأسيس اسرائيل وتحويلها الى قاعدة غزو وعدوان استعماري وحشي ضد الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عامة، والى اداة رئيسية لضرب التوجه القومي العربي التحرري، ولتحطيم اي دولة عربية تمتلك بعض عناصر القوة وتخرج عن السقف الستراتيجي الذي ترسمه لها الغرف السوداء "السايكس ـ بيكوية" التي لا تزال الى اليوم تدير شؤون البلدان العربية وتتحكم بها.
-3- وفي تناقض تام مع المسار التاريخي ـ الاقتصادي ـ الاجتماعي ـ الحضاري لنشوء الامم، وفي تناقض تام مع النظريات السوسيولوجية التقدمية وعلى رأسها النظرية "الاشتراكية العلمية" التي كانت تدعيها، وفي موقف عدائي وقح ومكشوف من الشعوب العربية والاسلامية قاطبة، عمدت القيادة الستالينية الى تأييد قرار هيئة الامم المتحدة لتقسيم فلسطين العربية، وانشاء دولة اسرائيل كـ"وطن قومي يهودي". ولتستير حقيقة اسرائيل كعملية غزو استعماري، وكقاعدة للامبريالية العالمية ضد حركة التحرر العربية، اخذت القيادة الستالينية على عاتقها تضليل الجماهير اليهودية ذاتها، التي كان قسم كبير منها يتألف من الشيوعيين والاشتراكيين والتقدميين اليهود اعداء النازية، والبعيدين او المعادين للصهيونية. ولاجل تضليل اليهود انفسهم والشعوب الاوروبية عامة، ادعت الستالينية ان اسرائيل يمكن ان تكون دولة دمقراطية شعبية وان تتحول الى الاشتراكية، في مواجهة الدول العربية الملكية، الدكتاتورية، الاسلامية، الرجعية والمتخلفة. وبحجة هذه الادعاءات التضليلية الكاذبة فرض على الاحزاب الشيوعية في دول اوروبا الشرقية التي ادخلت تحت المظلة السوفياتية، اتخاذ قرارات لتسفير يهود تلك البلدان الى اسرائيل، وحمل السلاح معها والقتال الى جانبها. ومن ضمن هذا السياق تم ارسال طائرات مقاتلة تشيكوسلوفاكية الى اسرائيل، كانت هي اول طائرات حربية قصفت القوات العربية بعد الهدنة الاولى في حرب 1948 ـ 1949. وقد حمل اليهود الاوروبيون الشرقيون، الشيوعيون والاشتراكيون والتقدميون، كل تجربتهم القتالية ضد الهتلريين، وكل تجربتهم السياسية والتعبوية والتنظيمية، ونقلوها الى اسرائيل ووضعوها في خدمة الصهيونية. واحد اسباب القسوة والوحشية التي ابداها اليهود الاوروبيون الشرقيون ضد المواطنين الفلسطينيين العاديين من فلاحين وغيرهم، هي ان القيادة الستالينية وطبعا قيادة "الاممية الاشتراكية" كانت تبث في روعهم ان القتال ضد العرب هو استمرار للقتال ضد الهتلريين. وفي هذا السياق فإن اولى التنظيمات النقابية والجماهيرية والاجتماعية في اسرائيل (الهستدروت، والهاغاناه، والكيبوتزات، وغيرها) كانت توجد بمبادرة من اليهود الشيوعيين والاشتراكيين، او بمساهمة فعالة من قبلهم. وهي كلها اشكال تنظيمية وتعبوية تستند الى التجارب والافكار الاشتراكية. ولكنها "اشتراكية" شكلية تعمل في خدمة العنصرية الدينية والصهيونية والاستعمار والامبريالية؛ على غرار "الاشتراكية القومية" (النازية) التي كانت بدورها "اشتراكية" شكلية تعمل في خدمة التركيبة العنصرية للاحتكارات الكبرى للامبريالية الالمانية.
-4- ولاستكمال هذا الدور الخياني ضد الشيوعية والاشتراكية، ولتأكيد التزامها بـ"اتفاقية يالطا" وقدرتها على فرض تنفيذها، عمدت القيادة الستالينية الخائنة الى تحريك بيادقها من عملاء الكا غي بي الستالينيين، العميان او الواعين، وفي كلتا الحالتين الانتهازيين والوصوليين، امثال خالد بكداش وزمرته، من اجل فرض القبول بقرار تقسيم فلسطين على الاحزاب الشيوعية العربية، و"تطهير" هذه الاحزاب المناضلة مما يسمى العناصر "القومية" و"الشوفينية" و"اللااممية" و"الانشقاقية" (اي التي لا تتمتع بـ"فضيلة" الخضوع الاعمى لتوجيهات القيادة الستالينية). وفي لبنان كان اول ضحية لعملية التطهير الستالينية القائد الشيوعي التاريخي فرج الله الحلو، سكرتير الحزب الشيوعي في لبنان في ذلك الحين، الذي عارض تقسيم فلسطين، فكانت النتيجة عزله من قيادة الحزب، وشن حملة تشهير وتشنيع ضده من قبل زمرة خالد بكداش وجوقة المرتزقين بالشيوعية العاملين في المؤسسات الاعلامية والخدماتية والدبلوماسية السوفياتية ولواحقها. كما فصل وطرد من الحزب عدد من ابرز المثقفين الشيوعيين في تلك الفترة، اذكر منهم: رئيف خوري، قدري قلعجي، هاشم الامين، ايميلي فارس ابرهيم، ماير مسعد وصلاح كامل؛ واتهم هؤلاء بـ"الشوفينية القومية" و"الانشقاقية" و"التيتوية" (وسأتناول لاحقا سبب الاتهام بالتيتوية)؛ واتهم فرج الله الحلو بالتعاطف مع هؤلاء "التيتويين". وللتأكيد على ولائها المطلق للقيادة الستالينية والتزاماتها "الاممية" وعلى رأسها الالتزام بـ"اتفاقية يالطا" عمدت القيادة البكداشية الى تجنيد كل الصحافة الحزبية نصف العلنية والسرية والصحافة السوفياتية وصحافة "مكتب المعلومات الشيوعي" (الكومنفورم) الصادرة باللغة العربية في حملة شعواء ضد "التيتوية" و"الانشقاقية". ومما اذكره ان الاديب الكبير واستاذ الادب العربي رئيف خوري اصدر حينذاك رواية ادبية بحت بعنوان "الحب اقوى". فانبرى له الكاتب والرسام الشيوعي القديم رضوان الشهال، رحمه الله ولا سامحه، بمقالة تافهة ومسمومة نشرت في مجلة "الطريق" بعنوان "حب الدولار اقوى". وهذا العنوان البسيط، السخيف والمخجل يفضح تماما التكتيك الاعلامي الذي كانت الستالينية تتبعه ولا زال ايتامها يتبعونه الى اليوم، وهو تاكتيك قلب الحقائق رأسا على عقب: معارضة تقسيم فلسطين واقامة اسرائيل تصبح عمالة للامبريالية؛ وتقسيم فلسطين واقامة اسرائيل يصبح "وطنية" و"اممية". وقبل ذلك: مطالبة ضباط وكوادر الجيش الاحمر بالاستعداد لمواجهة العدوان الهتلري المتوقع على الاتحاد السوفياتي، تعتبر عمالة للهتلرية؛ واعدام عشرات الوف ضباط وكوادر الجيش الاحمر والحزب الشيوعي لتسهيل العدوان الهتلري المتوقع يعتبر "وطنية سوفياتية" و"اممية بروليتارية" والاهم من كل شيء: وفاء واخلاصا لستالين العظيم(!!!).
-5- ومن اهم واخطر القضايا في التاريخ العربي الحديث، التي تبدى فيها "عمل" "اتفاقية يالطا" الامبريالية ـ الستالينية قضية اعدام الشهيد يوسف سليمان يوسف (فهد) القائد التاريخي للحزب الشيوعي العراقي. وانا ادعو الرفاق الشيوعيين العراقيين المخلصين لاجراء تحقيق جاد في هذه القضية، حتى لا تبقى عرضة للتضليل وللتساؤلات والتأويلات. فخلال الحرب العالمية الثانية قامت انتفاضة او ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد المستعمرين الانكليز والنظام الملكي العميل، وكان الكيلاني وطنيا ولم يكن فاشيا، ولكنه كان على اتصال مع برلين على قاعدة "عدو عدوك صديقك". وكان هناك خطر ان تنحرف ثورة الكيلاني نحو شن حملة تنكيل وتقتيل ضد اليهود العراقيين، او على الاقل "بيعهم سياسيا" لهتلر وترحيلهم بالقوة الى المانيا، الامر الذي يعني الابادة الجماعية المؤكدة لهم. ولكن الموقف الوطني ـ الانساني العام للجماهير العراقية والمجتمع العراقي، وبالاخص موقف الحزب الشيوعي العراقي بزعامة (فهد) حمى ثورة الكيلاني من هذا الانحراف وحمى الجماهير اليهودية العراقية من الابادة شبه المؤكدة. وبعد نهاية الحرب تم اعتقال (فهد) والحكم عليه بالاعدام، فقامت حملة احتجاج عارمة ضد هذا الحكم، فاضطر الانجليز والحكم الملكي لالغاء حكم الاعدام واستبداله بالسجن. وخلال وجود (فهد) في السجن أيدت قيادة الحزب الشيوعي العراقي (خارج السجن) قرار تقسيم فلسطين واقامة دولة اسرائيل، وحينما أبلغ (فهد) بموقف قيادة الحزب خارج السجن، ابدى معارضته لهذا الموقف ومن ثم عارض تقسيم فلسطين واقامة دولة اسرائيل. وعلى اثر ذلك جرت محاكمة (فهد) مجددا وحكم عليه بالاعدام مرة اخرى وتم تنفيذ حكم الاعدام بسرعة. ان اعدام شخصية شيوعية معروفة عالميا كيوسف سلمان (فهد) ليس بالامر الهين، بالنسبة للنظام الملكي والانجليز معا. وان رد فعل القيادة الستالينية، ومن ورائها الحركة الشيوعية العالمية (الستالينية)، كان فاترا وليس في مستوى الحدث ابدا، مما يشير الى وجود رضى ضمني على اعدامه. وانا شخصيا ارى وجود علاقة قوية بين اعدام (فهد) وبين موقفه المعارض لتقسيم فلسطين. فلو ان (فهد) بقي حيا ودفع الحزب الشيوعي العراقي لتبني موقفه المعارض لوجود اسرائيل، لكان هذا الموقف اعطى زخما كبيرا للموقف القومي ـ الاممي المشابه لموقف فرج الله الحلو وكتلة "التيتويين" في لبنان، ولغيره من المواقف المشابهة في الاحزاب الشيوعية العربية الاخرى؛ وربما كان ذلك اثر بشكل جذري على مسار الاحداث بمجمله في عملية الصراع مع الصهيونية. فجاء اعدام (فهد) ليخنق هذا الاحتمال في مهده. وفي رأيي المتواضع انه تم، عملا بـ"اتفاقية يالطا"، التخابر والتفاهم سرا بين الانجليز والاجهزة الستالينية لتصفية (فهد) بأسرع ما يمكن، للتخلص من ورطة احتمال انخراط الحركة الشيوعية العربية في الصراع ضد اسرائيل مما كان من شأنه ان يقلب مسار الاحداث رأسا على عقب. وبعد مرور 10 سنوات من ذلك تم ايضا تشغيل آلية "اتفاقية يالطا" بالتواطؤ بين اجهزة الكا غي بي الخروشوفية وبين اجهزة المخابرات "الناصرية ـ السراجية" لاستدراج القائد الشيوعي اللبناني، القومي ـ الاممي، فرج الله الحلو الى دمشق وتصفيته جسديا في اقبية المخابرات. ولعب العميل الكبير "الكا غي باوي ـ اليالطاوي" خالد بكداش دورا مركزيا في مؤامرة تصفية فرج الله الحلو. ومما يشير الى التواطؤ اليالطاوي المشترك (الامبريالي ـ الصهيوني ـ الستاليني "السوفياتي المزيف") لتصفية الشهيد يوسف سلمان (فهد) بسبب معارضته لاقامة اسرائيل، هو انه بعد القضاء على صدام حسين، ومجيء عملاء اميركا الى السلطة في العراق وفتح كل ما يريدون من الملفات السابقة، فإن عملاء الكا غي بي (سابقا) والسي آي ايه والموساد (لاحقا) حميد مجيد موسى وفخري كريم وبهاء الدين نوري وزمرهم التي لا تزال تتستر بالشيوعية، لم يحركوا ساكنا لفتح وكشف الملفات حول تجديد "محاكمة" واعدام الشهيد (فهد).
-6- وخلال الحرب العالمية الثانية ساهمت شعوب البلقان، عبر المقاومة الشعبية ضد النازية والفاشية والانظمة المحلية المتخاذلة او الموالية للفاشية، ـ ساهمت بدور فعال في النضال ضد معسكر الفاشية ولاجل التحرر الحقيقي للشعوب من ربقة الامبريالية والرأسمالية. وقد اضطلعت المقاومة الشعبية اليوغوسلافية بقيادة الزعيم الشيوعي التاريخي جوزف بروز (تيتو) بدور بارز في كفاح شعوب البلقان. وقبل ان تضع الحرب اوزارها بدأت القيادة الشيوعية اليوغوسلافية تطرح، في الاطر الحزبية الشيوعية، واطر تنظيمات المقاومة المتحالفة معها، مسألة توحيد شعوب البلقان في دولة فيديرالية يوغوسلافية (تضم السلافيين الجنوبيين، اي يوغوسلافيا وبلغاريا)، او دولة فيديرالية بلقانية تضم السلافيين الجنوبيين والبانيا واليونان ورومانيا. وكانت المقاومة ضد الفاشية قد اتسعت واشتد ساعدها وتطورت في مختلف البلدان البلقانية (بما في ذلك اندلاع الثورة بقيادة الشيوعيين في بلدين غير سلافيين هما: البانيا ذات الاكثرية الاسلامية، واليونان). وتحولت المقاومة تدريجيا الى ثورات شعبية ضد الرأسمالية لاجل اقامة حكم "دمقراطي شعبي" والتحول الى الاشتراكية، مما يسهل جدا مسألة تكوين دولة فيدرالية او كونفيدارية موحدة، يوغوسلافية او بلقانية. وقد اثار ذلك قلقا شديدا لدى الدوائر الامبريالية والصهيونية العالمية، التي اعتبرت ان نشوء دولة فيديرالية بلقانية موحدة او دولة فيديرالية يوغوسلافية شاملة في البلقان يشكل عقبة رئيسية امام سياسة الهيمنة الامبريالية ـ الصهيونية العالمية. فتحركت آلية "اتفاقية يالطا" للوقوف بوجه هذا "الخطر"، وتحركت معها القيادة الستالينية الخائنة لمعارضة تيتو وخاصة طرحه حول الدولة الفيدرالية، السلافية الجنوبية او البلقانية. وحاز طرح الدولة الفيدرالية على تأييد غيورغي ديميتروف (الامين العام السابق للكومنترن الذي حله ستالين سنة 1943 بناء لطلب روزفلت وتشرشل) وانصاره في قيادة الحزب الشيوعي البلغاري. ولمواجهة هذا "الخطر" قام ستالين بتشكيل "مركز اعلامي شيوعي" عالمي جديد، سمي "الكومنفورم" (مكتب المعلومات الشيوعي). واصدر هذا "الكومنفورم" قراراته بتأييد انشاء اسرائيل، من جهة، وبمعارضة تيتو كزعيم شيوعي عامة ومشروعه لاقامة دولة فيديرالية يوغوسلافية او بلقانية خاصة. وفي هذه الاثناء طرحت مسألة تقسيم فلسطين في "هيئة الامم المتحدة" المشؤومة، وظهر المندوب الستاليني "السوفياتي!!!" انه صهيوني اكثر من الصهيونيين. وجريا وراء ستالين صوتت الى جانب قرار تقسيم فلسطين وفود جميع الدول "الاشتراكية!!" باستثناء يوغوسلافيا، التي كانت الدولة "الشيوعية" الوحيدة التي صوتت ضد قرار التقسيم (وفيما بعد ستدفع يوغوسلافيا عامة وصربيا خاصة ثمنا باهظا مقابل هذا الموقف المعادي للصهيونية). وقد شاركت يوغوسلافيا في بعثة الامم المتحدة لتقصي الحقائق في فلسطين (وطبعا كان ارسال هذه البعثة من ضمن سيناريو مدروس لاضفاء الطابع "الشرعي" الكامل على قرار التقسيم، علما ان مجرد طرح موضوع تقسيم فلسطين في الامم المتحدة هو من اساسه طرح غير شرعي والشعب الفلسطيني والشعوب والدول العربية كلها مجتمعة ومنفردة يمكنها اعتبار الامم المتحدة منظمة دولية معادية لا يجوز لها التصرف بشبر من الارض الفلسطينية او العربية الاخرى). واوصى الوفد اليوغوسلافي حينذاك بعدم تقسيم فلسطين، بل بإقامة دولة فلسطينية موحدة تضم المسلمين والمسيحيين (العرب) واليهود الففلسطينيين ضمن ما تتفق عليه الاطراف المختلفة. وكان هذا الموقف اليوغوسلافي سببا اضافيا لاثارة غضب الامبريالية والصهيونية على يوغوسلافيا وعلى الحزب الشيوعي اليوغوسلافي وعلى تيتو شخصيا. وتولت القيادة الستالينية "السوفياتية المزيفة" تنفيذ النقمة الامبريالية ـ الصهيونية على اليوغوسلافيين، باسم الشيوعية والاشتراكية. ولعله من الضروري ان اذكر هنا ان القيادة البكداشية السافلة للحزب الشيوعي اللبناني نظمت حينذاك مظاهرة ضد "التيتوية" قامت بقذف الحجارة على السفارة اليوغوسلافية في بيروت كبادرة "عرفان جميل!!!" نحو الشيوعيين اليوغوسلاف لوقوفهم ضد الصهيونية. ولافشال امكانية قيام دولة فيديرالية موحدة في البلقان حاول ستالين تصفية تيتو شخصيا، فوجه اليه دعوة للمجيء الى موسكو لاجل "التباحث" معه، ولكن تيتو لم يقع في الفخ، وارسلت قيادة الحزب الشيوعي اليوغوسلافي قياديين آخرين للتباحث مع ستالين ظاهريا ولكشف مخططاته عمليا. وكان الزعيم الشيوعي البلغاري غيورغي ديميتروف قد اثار ايضا غيظ ستالين بسبب تأييده لفكرة انشاء الدولة الموحدة في البلقان، فطلبه ستالين الى موسكو، فارتكب ديميتروف خطأ مميتا ولبى الدعوة مع كل معرفته عن قرب بمدى خسة ونذالة ستالين وغدره بأقرب المقربين اليه. وذهب ديميتروف الى موسكو، فتم تسميمه واعيد الى بلغاريا جثة هامدة. وكان اغتيال ديميتروف بمثابة ضربة قوية وجهت الى النزعة الاستقلالية في الحزب الشيوعي البلغاري والى فكرة الاتحاد الفيدرالي بين يوغوسلافيا وبلغاريا وفكرة انشاء دولة فيديرالية بلقانية. ولمتابعة افشال مشروع الدولة الموحدة في البلقان، عملت الكا غي بي كل ما في وسعها لزرع الشقاق بين الشيوعيين في مختلف البلدان البلقانية، كما عملت لشق الحزب الشيوعي اليوغوسلافي وتأليبه بعضه ضد البعض الآخر؛ ونجحت الكا غي بي في تحريض الالبانيين ضد اليوغوسلاف، استنادا الى النزاعات الاتنية والدينية القديمة بين الطرفين، كما نجحت في زرع عدم الثقة بين الشيوعيين اليوغوسلافيين والشيوعيين اليونانيين وذلك في ظروف الثورة التي كانت مندلعة حينذاك في اليونان، حيث تم خداع الشيوعيين اليونانيين حول حقيقة مواقف الشيوعيين اليوغوسلاف، كما تم تهديدهم بأن تفاهمهم وتعاونهم مع الشيوعيين اليوغوسلاف سيحرم الثورة اليونانية من "الدعم السوفياتي". وقد ادى ذلك الى اضعاف مواقع الثورة اليونانية التي خسرت الدعم اليوغوسلافي حينذاك ولم تربح "الدعم الستاليني السوفياتي" المزعوم، حيث كان هم القيادة الستالينية اجهاض الثورة اليونانية ارضاء للانكليز ولحسابهم ولصالح اعادة النظام الرأسمالي ـ الملكي الى اليونان، تطبيقا لـ"اتفاقية يالطا". ولتسهيل انهاء الثورة اليونانية، وبالاتفاق بين القيادتين الستالينية والانكليزية، تم السماح للثوار اليونانيين المحاصرين بالانسحاب عبر الاراضي التركية "المعادية للشيوعية" الى الاتحاد السوفياتي. وبعد وصولهم الى الاتحاد السوفياتي تم اعتقال الاف الثوار اليونانيين وزجوا في معسكرات الاعتقال الستالينية الشهيرة بحجة مكافحة "الانحرافات التيتوية". وكان من "حسن حظ" قائد الثورة اليونانية الشهير "الجنرال ماركوس" انه لم يمت في احد معسكرات الاعتقال بل مات وهو يعمل كعامل بسيط في احد معامل الاحذية في الاتحاد السوفياتي.
ـ7ـ ان التجربة "المقلقة" (لشركاء "اتفاقية يالطا") مع "الاستقلالية التيتوية" ولا سيما خطر احتمال نشوء دولة فيديرالية قوية في البلقان لا تخضع للنفوذ الامبريالي الغربي ولا للنفوذ الستاليني (المسمى زورا "سوفياتيا")، نبه شركاء اتفاقية يالطا الى خطر الاتجاه الاستقلالي في الاحزاب الشيوعية في اوروبا الشرقية كلها. فالستالينية، من جهة، والامبريالية الغربية، من جهة ثانية، كانتا تخشيان قيام "تجارب اشتراكية" جديدة تعبر حقا وصدقا عن مصالح البروليتاريا والجماهير الشعبية الكادحة، وتقدم نماذج اشتراكية دمقراطية وانسانية تتقبلها شعوب اوروبا الغربية، ويكون من شأنها كشف وفضح النموذج الستاليني البيروقراطي الدكتاتوري المتوحش المتحالف سرا وعلنا مع الصهيونية والامبريالية العالمية. ولما كانت الامبريالية الغربية غير قادرة في تلك الظروف على كسر شوكة الاحزاب الشيوعية والاحزاب التقدمية المتحالفة معها، في بلدان اوروبا الشرقية، لاعادة الرأسمالية اليها، فقد التقت مصلحة الامبريالية والصهيونية مع مصلحة الستالينية في مد النفوذ الستاليني "السوفياتي المزيف" الى تلك البلدان ووضعها تحت جزمة الاجهزة القمعية الستالينية وفرض النموذج "الاشتراكي!!!" الستاليني عليها، كمقدمة تاريخية لتقويض شعبية الافكار الاشتراكية الحقيقية وللتحضير لاعادة الرأسمالية الى البلدان "الاشتراكية!!!". ولهذه الغاية كان من الضروري ازاحة وتحطيم الاجنحة والتيارات الاستقلالية في الاحزاب الشيوعية وحلفائها في اوروبا الشرقية عامة وفي البلقان خاصة. وطبعا تولت الاجهزة الستالينية القيام بهذه المهمة القذرة، في خدمة الامبريالية والصهيونية. فبدأت في 1949 ـ وباسم الدفاع عن "الاشتراكية!!!" ـ حملات التطهير والقمع والارهاب والاعتقالات والاعدامات التي طاولت عشرات الالاف في البلدان "الدمقراطية الشعبية" في البلقان واوروبا الشرقية عامة. وفي بلغاريا، على سبيل المثال لا الحصر، تم فتح معسكرات الموت، التي كانت تسمى "معسكرات الاعتقال" لعشرات الالاف من المناضلين الشيوعيين والمثقفين والمواطنين الشرفاء، كما تم اعتقال وتصفية كوادر قيادية بارزة، اذكر منهم: ترايتشو كوستوف (احد ابرز قادة الحزب الشيوعي البلغاري بعد غيورغي ديميتروف)، نيكولا بيتكوف (احد ابرز قادة حزب المزارعين، الحزب الجماهيري الرئيسي المتحالف مع الحزب الشيوعي)، والجنرال ديميتير توموف (عميد سابق في الجيش القيصري السابق، هو الذي تولى قيادة المجموعات الجيشية التي اقتحمت وزارة الدفاع وألقت القبض على الحكومة القيصرية في ليلة الانتفاضة الشعبية في 9 ايلول 1944، التي فتحت الطريق لوصول الشيوعيين الى السلطة وتحويل بلغاريا نحو الاشتراكية). ومع ان نيكولا بتكوف والجنرال توموف تم اعتقالهما وسجنهما و"محاكمتهما" من قبل الاجهزة الرسمية، فلم يعثر الى اليوم على المكان الذي دفن فيه كل منهما. وبعد سقوط النظام السابق في 1989 والتحول نحو "الدمقراطية!!!"، حاولت عائلة الجنرال ديميتير توموف عبثا التوصل الى استعادة رفاته. وهذا احد الادلة على تأييد الامبريالية والاجهزة الغربية لحملة الارهاب والتنكيل التي شنتها الستالينية على الشيوعيين والوطنيين والدمقراطيين الشرفاء في 1949 وما بعدها.
ـ8ـ اذا درسنا بروية وعمق التجربة المريرة للشعب الافغاني المظلوم، نجد ان افغانستان، بكل خصوصياتها، كانت ميدانا نموذجيا لعمل آلية "اتفاقية يالطا". فبعد ازاحة النظام الملكي في 1973، ثم مجيء الشيوعيين الى السلطة قبل التدخل السوفياتي، نشأ في افغانستان ـ على غرار اوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية ـ "خطر" قيام نظام "دمقراطي شعبي" حقيقي وثوري، يرسي قاعدة التآخي بين مختلف القوميات والاتنيات والمذاهب التي يتألف منها المجتمع الافغاني، والتفاعل الفكري والاجتماعي العميق بين التيارات الاسلامية الصادقة والمتنورة، والتيارات الشيوعية والاشتراكية العلمية غير الذيلية للقيادة "السوفياتية" المنحرفة، والتيارات الدمقراطية الصادقة الوطنية وغير العميلة للغرب الامبريالي. ونظرا للموقع الجغرافي لافغانستان، بين الشرق الاسلامي "السوفياتي" سابقا، وشبه القارة الهندية والصين، وايران والبلدان العربية، كان من شأن قيام مثل هذا النظام في افغانستان، ان يمثل نموذجا يحتذى لجميع الشعوب المحيطة، مهددا في وقت واحد اسس الهيمنة الامبريالية على الشعوب العربية والاسلامية، واسس الهيمنة "السوفياتية المزيفة" على الشعوب الاسلامية في الاتحاد السوفياتي السابق، ومن ثم على جميع شعوب المنظومة السوفياتية السابقة. امام هذا الخطر الداهم، تحركت آلية "اتفاقية يالطا" لمواجهة "المشكلة الافغانية" الناشئة، ومعالجتها على الطريقة المجربة التي عولجت بها سابقا "المشكلة الاوروبية الشرقية"، اي تسليم افغانستان كي تدخل في منطقة النفوذ السوفياتية وتقع تحت قبضة البيروقراطية الدكتاتورية "السوفياتية!!!" التي لا ترحم، وذلك لقطع الطريق نهائيا على امكانية تحول افغانستان الى بلد ذي نظام دمقراطي شعبي حقيقي، متحول نحو الاشتراكية، من ضمن ظروفه الاقتصادية والاجتماعية والحضارية. وهذا ما يفسر الفتور واللامبالاة الفعلية التي واجهت بها الدوائر السياسية والاجهزة والدعاية الغربية التدخلات الفظة في الشؤون الافغانية التي قامت بها الدوائر والاجهزة "السوفياتية"، ومنها الهجوم الذي نفذته فرقة "ألفا" الشهيرة التابعة للكا غي بي على القصر الجمهوري الافغاني حيث قامت باغتيال الرئيس حفيظ الله امين وجميع افراد عائلته، بسبب رفضه تلقي الاوامر من الكرملين وتحويل افغانستان الى منطقة نفوذ "سوفياتية!!!". ومن ثم كان الشيوعيون الافغان، الذين دافعوا عن استقلاليتهم واستقلال بلدهم وشعبهم، اولى ضحايا التدخلات "السوفياتية". وتجاه استمرار المقاومة الافغانية، وجدت القيادة البيروقراطية "السوفياتية!!!" بزعامة المومياء المتحركة ليونيد بريجنيف انه لا مناص من ارسال جحافل الجيش الاحمر لاحتلال افغانستان، كما سبق وفعلت ذلك مرارا في بلدان اوروبا الشرقية. ولكنه لم يكن من وجه للمقارنة بين البلدان الاوروبية الشرقية: احداث المانيا الشرقية (سابقا)، بولونيا، المجر وتشيكوسلوفاكيا، التي سبق للجيش الاحمر ان قمع الانتفاضات الشعبية فيها، وبين افغانستان ذات الطبيعة الجغرافية الجبلية الوعرة والشعب شديد الفقر الذي لا يكاد يوجد لديه ما يخسره والذي يمتلك تقاليد كفاحية اسطورية ونزعة استقلالية عريقة ضاربة الجذور في اعماق تاريخه ووجدانيات شعبه الابي. وهكذا عجز الجيش الاحمر عن سحق المقاومة الافغانية، وتحولت افغانستان الى ساحة قتال متواصل والى جرح نازف في الخاصرة السوفياتية. وهذا ما شجع الدوائر الامبريالية الغربية والصهيونية العالمية على إحياء المشروع الامبريالي ـ الصهيوني القديم للسيطرة على الاتحاد السوفياتي ذاته واستعماره ونهب خيراته غير المحدودة. ولاعطاء المعركة ضد الجيش الاحمر والاتحاد السوفياتي طابعا سياسيا ـ ايديولوجيا "غير اوروبي"، وجدت الامبريالية الغربية انه من الافضل اعطاء الصراع الافغاني ضد "السوفيات!!!" طابعا دينيا إسلاميا. ومع ان التركيبة الامبريالية ـ الصهيونية العالمية هي تاريخيا العدو اللدود، الاول والاساسي، للشعوب العربية والاسلامية، فقد تلطت الدوائر والاجهزة الامبريالية ـ الصهيونية خلف شعارات "الجهاد الاسلامي" ضد "السوفيات!!!". ووقعت القيادة البيروقراطية "السوفياتية!!!" في الفخ الديني بسهولة، فاتخذت موقفا عدائيا غير مبرر من الثورة الاسلامية في ايران، واخذت تغدق المزيد من الاسلحة على نظام صدام حسين البائد في حربه ضد ايران الاسلامية، والاخطر من ذلك ان القيادة البيروقراطية "السوفياتية!!!" بدأت، عن دهاء او غباء، تنفذ خطة تهديم وحدة الجيش الاحمر بناء للانتماء الديني (مسلم او غير مسلم)، حيث صار يتم استبعاد ارسال المسلمين السوفيات الى افغانستان. وكان ذلك اول معول تهديم في وحدة الاتحاد السوفياتي كدولة. وبذلك اصبح مخطط تحقيق "الانقلاب الدمقراطي" المزعوم في الاتحاد السوفياتي والمنظومة السوفياتية السابقين، والهيمنة الامبريالية ـ الصهيونية عليهما، ـ اصبح هذا المخطط مطروحا على جدول التنفيذ المباشر، وهو ما اضطلعت به عصابة العميل ميخائيل غورباتشوف، مستفيدة من تقويض هيبة الجيش الاحمر في افغانستان، لتقويض الاتحاد السوفياتي ذاته ومحاولة تسليمه لقمة سائغة للامبريالية الغربية والصهيونية العالمية.
ـ9ـ وقبل ان تطرح غونداليزا رايس، بعشرات السنين، شعار "الفوضى الخلاقة" الهادف الى تفكيك المجتمع العربي وتدميره وسحقه، اندلعت الحرب اللبنانية في 1975.
ولم تكن تلك الحرب استثناء، او "حالة مرضية" خاصة بلبنان.
بل كانت تعبيرا عن ان الجسم العربي كله هو مريض، وعلى حافة الموت كهوية وطنية وقومية، وككرامة انسانية، وكاقتصاد، وكمجتمع، وكحياة سياسية. ان الجسم المريض حينما يأخذ به المرض تماما يعبر عن نفسه بالحمى، حيث يبدأ الصراع بين المرض ونظام المناعة الطبيعية، فإما ان ينتصر المرض ويذهب المريض الى جوار ربه او الى جهنم وبئس المصير، واما ان يتغلب جهاز المناعة على المرض ويتعافى المريض ويعود الى ممارسة حياته الطبيعية. وحينما تندلع الحمى تظهر كل الاشتراكات المرضية في جسد المريض. والامة العربية تمر الان بهذه المرحلة الصراعية تماما؛ فالعرب اليوم هم على مفترق الطريق التاريخي: اما سيتفككون نهائيا الى عائلات وقبائل وعشائر ومذاهب واديان، وستسيطر عليهم الامبريالية الاميركية واسرائيل والخونة العرب وما اكثرهم؛ واما ان تندلع سلسلة لا تنقطع من الحروب في المنطقة العربية لمدة بضع عشرات السنوات، يتم خلالها تصفية كل الانقسامات واسباب التخلف والرجعية والدكتاتورية والحواجز القطرية، وتتوج بمعركة شعبية حاسمة ضد وجود دولة اسرائيل، ويعود العرب بعدها الى الاضطلاع بدورهم الحضاري التاريخي على النطاق العالمي. وبكلمات اخرى: اننا الان على مشارف حقبة شديدة الصعوبة وكارثية، ذلك اننا نواجه لا الحكام الرجعيين والدكتاتوريين وحسب، ولا بقايا الاقطاع والرأسمالية المحلية وحسب، ولا الفلول المفلسة تاريخيا للمؤسسة الدينية التي بليت من كثرة الاستعمال من قبل العبيد (المماليك) والعثمانيين ومن ثم الاستعمار التقليدي، ولا المرتزقة من مخابرات وقوى امن وجيوش "وطنية" بالاسم فقط، بل اننا نواجه كل جبروت وجحافل وغنى وتجربة وتنظيمات الثورة المضادة العالمية بقضها وقضيضها، التي تقوم على التحالف العضوي بين القيادة الامبريالية ـ الصهيونية العالمية وبين المؤسسة الستالينية (المتحولة الى نيوستالينية) العالمية، التي هي اليوم اوسع واخطر واخبث مؤسسة "جماهيرية" و"تقدمية" للثورة المضادة العالمية.
ـ10ـ عشية الحرب العالمية الاولى، في 1912، وكانت غيوم الحرب بين الضواري الاستعمارية بدأت تتلبد في اجواء العالم، طرحت "الاممية الاشتراكية" (قبل ان تسقط كليا ونهائيا في احضان الامبريالية والصهيونية) شعار "الحرب على الحرب"، ودعت العمال والجماهير الكادحة في مختلف البلدان الى عدم محاربة وقتل بعضهم بعضا لصالح مشاريع التوسع الاستعماري للرأسماليين والامبرياليين. ولكن الحزب "الاشتراكي" الوحيد الذي طبق تماما شعار "الحرب على الحرب" هو حزب البلشفيك الشيوعي الروسي الذي اعلن الثورة الاشتراكية في اكتوبر 1917 بقيادة لينين. اما ما يسمى "الاممية الثانية" او "الاممية الاشتراكية" او "الاشتراكية الديمقراطية" فقد خانت الثورة، وخانت قضية العمال والجماهير الشعبية الكادحة وقضية الشعوب المظلومة في المستعمرات، وادارت ظهرها لشعارها الخاص "الحرب على الحرب" وقامت احزابها بالتصويت على الميزانيات الحربية لبلدانها الرأسمالية والاستعمارية. وهذه الخيانة لم تحدث فجأة، بل حدثت بنتيجة اتصالات سرية مكثفة كانت تجري بين قيادات "الاممية الاشتركية" وممثلي الحكومات البرجوازية والاستعمارية والاحتكارات الامبريالية الكبرى من وراء ظهر الشعوب التي تدعي تمثيلها. اي ان المسرح السياسي المشهدي: الاعلام والمواعظ الدينية والندوات الجامعية والمؤتمرات الحزبية والنقابية والبرلمانات والحكومات والمؤسسات الدولية، كان يقدم المسرحيات الهزلية او الدرامية او الدراما ـ كوميكية لـ"ما يطلبه الجمهور" (خصوصا الجمهور المستغبى لصندوق الاقتراع الذهبي)؛ ولكن المقررات المصيرية كانت تتخذ في الغرف السوداء للمباحثات السرية، وهو ما سمي بعد اندلاع الحرب: الدبلوماسية السرية. وبعد ان حلت الكارثة، وطحنت جنازير الدبابات المسيرة بالبترول العربي المكتشف حديثا لحوم وعظام ملايين الجنود البسطاء وجبلتها بوحول الخنادق، اكتشفت الجماهير المضللة ان القيادات الحزبية والنقابية والحكومات والبرلمانات البرجوازية المنتخبة و"الاممية الاشتراكية" قد خدعتها وطعنتها في ظهورها، فرفعت تلك الجماهير، وبعد فوات الاوان، شعار "تسقط الدبلوماسية السرية". ولكن ما يسمى "الاممية الاشتراكية" تابعت، ولا تزال تتابع الى اليوم سياستها الخيانية ضد الطبقة العاملة العالمية والشعوب المستعمرة، فتآمرت مع القيصرية والرأسمالية الروسية لمحاربة التوجه اللينيني في حزب البلشفيك، وتآمرت مع الاحتكارات الامبريالية لسحق طلائع الثورة الاشتراكية في بولونيا والمجر وبلغاريا والمانيا، حيث تم في برلين وحدها قتل 15 الف عامل شيوعي بقيادة كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ؛ كما تآمرت ـ اي "الاممية الاشتراكية" ـ مع الاحتكارات الامبريالية الاوروبية والاميركية لتفريخ الحركة الفاشية في ايطاليا بزعامة "الاشتراكي السابق" بنيتو موسوليني، ولتفريخ الحزب النازي (الاشتراكي القومي) في المانيا بزعامة "الاشتراكي السابق" ايضا ادولف هتلر، وذلك لمواصلة محاربة الشيوعية في اوروبا بحجة محاربة اليهود والسامية، كما تآمرت "الاممية الاشتراكية" مع الامبريالية والصهيونية لدعم ستالين والستالينية قي الاتحاد السوفياتي من اجل سحق الحزب الشيوعي السوفياتي والجيش الاحمر وتشويه وتدمير بناء النظام الاشتراكي من داخله، بحجة محاربة الامبريالية. ومنذ ذلك الحين و"الدبلوماسية السرية" هي التي تصدر وتقود وتوجه تنفيذ القرارات والاحداث المصيرية في العالم. وقد رأينا بالعين المجردة كيف ان قيادة ما يسمى "منظمة التحرير الفلسطينية" كانت تضحك على ذقون حتى ممثليها الرسميين في المفاوضات المباشرة مع اسرائيل برعاية اميركا كي تشارك في "المؤامرة السرية في اوسلو"، وهي المؤامرة التي لا تزال تتحكم بمصير الشعب الفلسطيني حتى الان. وكل البعثات المكوكية الاميركية ذاتها، واللجنة الرباعية وغيرها وخرائط الطريق المزعومة وبهلوانيات "سيرك الامم المتحدة" برئاسة "بان كي مون"، وكل ما يجري على المسرح السياسي المشهدي، ليست سوى "صندوق الفرجة" لكراكوز وعيواظ المخصص للضحك على ذقون السذج الذين لا يزالون يصدقون "جمعية دفن القضية والشعب الفلسطينيين" المسماة زورا ورياء "منظمة التحرير الفلسطينية".
XXX
وقد افرزت الحرب العالمية الثانية قوى تسلطية رئيسية هي التي تشكل اركان "الدبلوماسية السرية" وتتحكم بمصائر العالم. وتتشكل "هيئة اركان" الدبلوماسية السرية بمعزل عن الرئاسات والحكومات والهيئات والمؤسسات الرسمية لجميع الدول المعنية، بما فيها اميركا وبريطانيا واليابان وغيرها، وهي تتألف من ممثلي القوى الرئيسية التالية:
أ ـ الاحتكارات الامبريالية الانغلو ـ ساكسونية/اليهودية.
ب ـ المنظمة الصهيونية ـ الماسونية العالمية.
ج ـ الاممية الاشتراكية.
د ـ "الاممية" الستالينية ـ النيوستالينية.
وذلك بصرف النظر عن مشاركة او عدم مشاركة مختلف اطراف هذه القوى في السلطة، في مختلف الدول، وفي مختلف المراحل.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتوقيع "اتفاقية يالطا" بين الطواغيت الثلاثة الكبار: روزفلت، تشرشل وستالين، اصبحت تلك الاتفاقية، نصا وروحا، هي المرجع الرئيسي للسياسة الدولية التي تسير عليها الامبرالية العالمية وحلفائها واذنابها. ولكن علينا ان نميز هنا بين مرحلتين:
الاولى ـ قبل سقوط المنظومة "السوفياتية!!!" كان هناك تقاسم نفوذ وتزاحم ولو محدود ومشروط بين البيروقراطية ـ الدكتاتورية السوفياتية (التي خانت الثورة الاشتراكية منذ اطلاق النار ومحاولة قتل زعيم الثورة فلاديمير ايليتش لينين في اواخر اب 1918) وبين الامبريالية العالمية بزعامة اميركا. تماما على غرار النزاع بين الدول الامبريالية "الدمقراطية!!!" وبين النازية "الاشتراكية القومية!!!".
والثانية ـ بعد انهيار المنظومة السوفياتية، واكثر تحديدا: بعد ازاحة الستالينية ـ النيوستالينية (الغورباتشوفيين) عن السلطة. وهو ما يشبه ازاحة احزاب الاممية الثانية (حزب العمال البريطاني وغيره) عن السلطة في مرحلة او اخرى. فـ"الاممية الاشتراكية" تواصل الاضطلاع بدورها في خدمة الامبريالية والصهيونية العالمية سواء كانت في السلطة او خارجها. وكذلك الامر بالنسبة لما يمكن تسميته "الاممية الستالينية ـ النيوستالينية" التي لا تزال تحتفظ بهيكلياتها التنظيمية والمؤسساتية وعلاقاتها وامكانياتها المالية ونفوذها في مختلف البلدان، كما تحتفظ بالعلاقات الدولية فيما بين اطرافها وفيما بينها وبين مختلف المؤسسات التابعة مباشرة الى الامبريالية والصهيونية العالمية.
ولا شك انه بعد ازاحة عصابة غورباتشوف عن السلطة في روسيا فقدت هذه العصابة مركز قوة رئيسي لها، الا انها بعد ازاحتها عن السلطة الروسية تحررت يداها تماما من رقابة المجتمع الروسي، وانضمت بكليتها وبكل امتداداتها "الاممية" الى المعسكر الامبريالي ـ الصهيوني الغربي، وبكل ما تحمله من تجربة واساليب عمل وامكانيات الاجنحة التي انضمت اليها من الكا غي بي السابقة، بالتضافر والتعاون مع بقايا المنظمات "الشيوعية!!!" السابقة التي نقلت البندقية من كتف الى كتف وهي الان تقاتل الى جانب اميركا واسرائيل، باسم الدمقراطية والتقدمية والاصلاح وحتى "الاشتراكية!!!". و"الاممية الستالينية ـ النيوستالينية" هي التي تضفي اليوم هذه المسحة الزائفة من التقدمية و"الثورية" على السياسة العدوانية الاميركية. ومن هذه الزاوية نظر يمكن القول ان "الاممية الستالينية والنيوستالينية" خارج السلطة هي اخطر، واكثر وقاحة وعهرا وقحابة، منها وهي في السلطة.
وبكلمات اخرى نقول: ان "اتفاقية يالطا" لتقاسم النفوذ الدولي في العالم تتخذ في المرحلة التي اعقبت سقوط المنظومة السوفياتية محتوى جديدا هو: اعادة انتاج وتجديد وتدعيم النفوذ والهيمنة الامبرياليين على العالم. واذا كانت سياسة العدوان والغزو والتوسع و"الفوضى الخلاقة" للامبريالية تتخذ شكل الحروب الاستعمارية و"الثورة المضادة"، فإن تعاون "الاممية الستالينية والنيوستالينية" مع الامبريالية والرأسمالية هو الذي يتولى تجميل وجه الامبريالية واضفاء طابع "الثورات الشعبية الملونة" على الحروب الامبريالية والثورة المضادة!
وبدون التقليل من شأن التفاصيل المحلية في كل بلد على حدة، فإن المنطقة العربية ـ بما لها من ميزات ستراتيجية ذات اهمية عالمية ـ هي الساحة الرئيسية (كما كانت اوروبا عشية وخلال وبعد الحربين العالميتين الاولى والثانية) التي تشتبك فيها بمعركة مصيرية قوى الثورة المضادة (التي تتوحد فيها الامبريالية والصهيونية والرجعية الاسلامية والاممية الاشتراكية والاممية الستالينية ـ النيوستالينية) وقوى الثورة العالمية التي تتوحد فيها موضوعيا القوى التحررية الحقيقية، القومية والاسلامية والشيوعية، التابعة للشعوب العربية والاسلامية وجميع الشعوب المظلومة في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة والجماهير العمالية والكادحة في البلدان الرأسمالية الاوروبية والاسيوية والاميركية. ولا يمكن الجزم منذ الان: هل سينتشر حريق "الفوضى الخلاقة" الذي اشعلته "الدبلوماسية السرية" الاميركية في كل ارجاء العالم؛ ام سيكون هذا الحريق ذاته بداية اندلاع الحرب العالمية الثالثة بانجرار روسيا والصين الى حلبة الصراع؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــــ



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكارثة اليابانية: أبعد من حدث بيئوي
- الصين الشعبية تحضر للرد بضربة عسكرية كاسحة للولايات المتحدة ...
- الحرب الباردة، في طبعة جديدة ... صينية
- التنين الصيني حينما يتحول الى يوان رخيص
- الافلاس الفضيحة لليبيرالية الغربية وأذنابها في البلاد العرب ...
- لبنان الوطني المقاوم في مواجهة مؤامرة التعريب والتدويل
- أميركا و-عقدة فيتنام-!
- ميلاد السيد المسيح: المنعطف التاريخي نحو تشكيل الامة العربية
- كوريا الشمالية: العقدة العصيّة في المنشار الاميركي
- إشكاليات المسألة الاميركية امام محكمة التاريخ
- اوروبا تتجه نحو التمرد
- الازمة الرأسمالية العامة لاميركا والزلزال -الافيوني الالكتر ...
- الامبريالية والشعب الاميركيان
- التبدلات الديموغرافية ومضاعفاتها المرتقبة في اميركا
- الامبريالية والعنف
- الهيمنة العالمية لاميركا: بداية النهاية..
- التقسيم الامبريالي الرأسمالي لاوروبا
- تقرير معهد SIPRI يؤشر الى مرحلة تفكك الامبريالية
- بداية انحسار موجة العداء للشيوعية في المانيا
- بعد 20 سنة: الشيوعيون القدامى يطالبون بتجديد الدعوى حول احرا ...


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - -الدبلوماسية السرية- ...في العمل