أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - وأين جديد الأسد في جديد السوريين؟!















المزيد.....

وأين جديد الأسد في جديد السوريين؟!


مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





ريـاح التغـييـر وعـطاءات ربيـع المشـرق لـن تسـتثنـي أيـة دولـة في المنطقـة, بمـا فـيهـا سـوريا, بـل وبالذات سـوريا, وذلك لأسـباب عـديدة قـد يكـون في مقـدمتهـا تمـادي عـائلـة الأسـد في إحتكـار السلطة والثروات الوطنيـة, وفي تغـييـب المواطـن والنخـبة والمؤسسـات, بمعـنى نمـو تجـاوزات العـائلـة إلى حـد إعـتبـار (وفقـا للمارسـات والسـلوكيات) سـوريا بكـل من ومـا فـيهـا ملكيـة خـاصـة بـدون شـركاء, فـواقـع سـوريـا وظـروف مواطـنيهـا المـاديـة والحـضاريـة وصلـت إلى أدنـى مسـتوياتهـا منـذ عـقـود, الأمـر الذي جـعـلهـا مهـيئـة في أيـة لحظـة لإعـلان رفـضهـا لـه ولمـن فـرضه ويرعـاه. ومـن هـنـا أجـد أن أبـواب سـوريا وكـل منـافـذهـا فـتحـت لهـذه الريـاح ولهـذا الربيـع, وعـليــه لـن تبقـى تفـاعـلات السـوريـون محـصورة بــدرعــا أو حـوران, فـواقـع حـالهـم في يـقـيـة المـدن والمناطـق ليـس أفـضل, والحـراك المناهـض لإحـتكـار عـائلـة واحـدة أو بضعـة عـئـلات للسـلطة والثـروات سـينمـو كمـا وكيفـا ولـن يتـوقـف قـبـل إسـتعـادة كامـل الحـقـوق, والتي في مقـدمتهـا: تحـريـر البـلاد مـن قـبضة عـائلـــــة الأســد, إنطـلاقـا مـن كـون سـوريا لكل السـورييـن بغـض النظـر عـن الإنتمـاءات الثـانويـة, وإعـادة الهـيبـة والإحـترام والفـاعـليـة للـدولـة وللمـؤسسـات, وايضا فـك الـدولـة والمؤسسـات والشـعـب من أسـر الحـزب الواحـد وكافـة تبعـات ومعـطـيـات إنقـلاب حـافـظ الأسـد.

نظـام الأســد إعـتـقـد أنـه سـيبقـى بمـامـن مـن هـذه الريـاح, معـتقـدا أن لعـبـه بـأوراق مايسـمـيه بالممـانعـة والمقـاومـة والقـضايا "المصيـريـة" و "العــدو" وغـيرهـا مـن شـعـارات, سـيـتـيـح لـه إمكـانيـة البقـاء المذكـورة, إلا أن الـواقــع يـؤكـد أن هـذه الريـاح جـرت بمـا لاتشـتهـيه سـفـن الأســـد, الأمـر الذي شـكل عـليـه ضغـطا أرغـمـه عـلى البحـث في "أوراق" أخـرى, ومـن هـنـا أجـد دوافـع قـراره بأمـر السـيدة بثينـة شعـبان عـقـد مـؤتمـر صحـفـي مسـاء أمس (الخميس 24 آذار الجاري). فـالسـيدة شعـبان, التي تحمـل صفـة مستشـار سياسـي وإعـلامي للرئيس, ظهـرت لتصرح عـن حـزمـة مـن القـرارات, قـالت أنهـا صادرة عـن القـيادة القـطريـة لحـزب البعـث (المهـيمـن عـلى الدولـة والمجتمـع منـذ إنقـضاضه على السلطة سـنة 1963 بإنقـلاب عسكري ووفـقـا لفـرضه دسـتورا يمكنـه من إحتكـار السلطة عـبر مايسـمى بالمـادة الثـامنـة), وتضمـنـت (الحزمـة) مجـموعـتين خـدماتيـة معـاشـية وسـياسـية حـقـوقـية, كـلاهـما مـن خمـس نقـاط, بالإضافـة للإجـابـة عـلى أسـئلـة بعـض الصحـفـييـن. إننـي كغـيري مـن المهـتميـن بالشـأن السـوري العـام تابعـت مـؤتمـر مستشـارة الرئيـس عـلنـي أتلمـس بعـض الطـمئنينـة, فـسوريا هـي وطنـي الأم, إلا الحـقـيقـة أتـت بمـا لاينـم عـن أن نظـام الأسـد قـد أدرك مسـتجـدات المـرحلـة وإنعـكاسـاتهـا عـلى سـوريا والسـوريين, فحـزمـة القـرارات تلك سـمعـهـا ويسمعـهـا السـوريون منـذ إعـتلاء السـيد بشـار الأسـد على "عـرش" الحكـم والسـلطـة في خـريـف العـام 2000 وفـقـا لمبـدأ التـوريـث وتنـفـيذ وصايا الأب الذي إغـتـصب السـلطة بإنقـلاب عسـكري (إنهـاء قـوانين الطـوارئ ومكافحـة الفسـاد وتحسـين أداء المؤسسات وتطوير قانون الأحـزاب وإحـترام الحريات العـامـة والحـد مـن صلاحـيات الأجـهـزة الأمنيـة وتحـرير القـضاء والإعـلام...إلخ), أي أن العـائلـة مسـتـمرة في الإسـتخـفـاف بالسـورييـن وتجـاهـل كونهـم مـواطنـون وشـركاء في هـذا الوطـن, ولـو ان الامـر مخـالفـا لظهـر الرئيس شـخـصيا بخـطاب رسـمي ينقـلـه الإعـلام الرسـمي, أو أحـد نـوابـه الرسـميون, أو على الأقـل النـاطـق الرسـمي بإسـم الرئيـس, هـكـذا تسـير الأمـور في الدول القـائمـة على أسـس النظـام الرئاسـي (كمـا النظام في سـوريا), إذ أن السـيدة شعـبان لاتحمـل أي مـن هـذه الصفـات, ومـاذكرتـه بمـؤتمـرهـا لايـرتقـي إلى مسـتوى التصريـح أو التعـهـد الرسـمي, بمعـنى أنـه غـير ملـزم للسـلطات العـليـا (في حـالتنـا هـذه عـائلــة الأسـد), وبالتالـي لايعـدو عـن كونـه مبـادرة شـخـصية من السـيدة المسـتشـارة, أو وعــد لـن ينفــذ كمــا عـشـرات الوعـود التـي نسـمعـهـا منـذ أكـثر مـن عـشرة سـنـيـن.

جـديـد سـوريا يتلخـص بـأن السـورييـن حسـموا أمـرهـم وأعـلنـوا بـدايـة نهـايـة الرفـض السـلبي والإنتقـال إلى الرفـض الإيجـابي و أن صبرهـم وتسـامحهـم لـن يغـير شـيئا في حـالهـم واحـوالهـم, ولـن يحـقـق ولـو مطـلبـا واحـدا من مطـالبهـم أو حـقـا واحـدا من حـقـوقهــم, أمـا النظـام فـلايـزال (بمـؤتمـر المسـتشـارة شـعـبان) عـاجـزا في قـراءة المسـتجـدات وإسـتقـراء تفـاعـلاتهـا ومنحـى تـطورهـا.

النظـام, وفـقـا لقـرائتـي لسـلوكـه منـذ إنـدلاع الإحـتجـاجـات, مسـتمـر في الإسـتخـفـاف بالسـورييـن وفي تجـاهـل إنسـانيتهـم إلى درجــة الإسـتـصغـار بـل والإحـتقــار, ومـن جـانب آخــر أجـد (الرئيس ومسـتشـاريـه) لايقـرؤون مسـتجـدات المنطقـة عـمـومـا وإنعـكاسـاتهـا عـلى مـراكـز إتخـاذ القـرار دوليـا وإقـليميـا (تغـيـر الموقـف التركـي حيـال عـمليـات الناتـوالعـسـكريـة بخـصوص ليبيـا مـن المعـارض إلى المحـايـد ومـن ثـم المشـاركـة!!), إذ أن الغـرب وفي مقـدمتـه الولايات المتحـدة وفـرنسـا بـدء في تغـييـر (تصحـيح) سـياسـاته حـيال المنطقـة كتفـاعـل منطقـي لمفـرزات المـرحـلــة, والتي مـن أهـمهـا إضمحـلال إعـتقــاد أن التطرف والإسـلام السـياسـي (العـدواني) ليـس هـو البـديـل الوحـيـد لأنظمـة القـبضة الحـديـديـة المهـيمنـة عـلى حكـم دول المشـرق منـذ قـرابة نصف قـرن, مقـابـل قـناعـة أن شـعـوب المنطـقـة برهـنـت إيجـابيتهـا وقـدرتهـا عـلى إدارة بـلـدانهـا بمـا يحـقـق ويحـمـي الأمـن والسـلـم العـالمييـن, وكجـزء مـن هـذ الأســرة.

الشـعـب السـوري نهـض مـن أجـل نيـل وتحـقـيق حـقـوقـه وحـريتــه, أمـا النظــام فـيبـدو أنــه لايـزال في ســباتـه العـميـق, وهـنــا لاأجــد تعـبيـرا أفـضــل مـن مايـررده السـوريون في ظـروف كهـذه (أن لايـسـتـفـيـد المـرء مـن الفـرص المتاحــة) وهــو: كــل مـن زنبــو عـلى جنبــو. وإن كـان هـؤلاء "المسـتشـارون" هـم العكــازة التـي يـسـتنـد عـليهـا الرئيـس في تحـركــه فـأقـول لــه وهـل يتعـكــز المـرء عـلى بـلاسـتـيك مـن إنتــاج طــلائــع البعـث وشـبيبـة الثـورة؟!!! كل من زنبو على جنبـو.
الشـعـب السـوري لايـريـد سـوى حـقـوقـه الطبيعـيـة والمشـروعـة والتي تنـص عـليهـا المـواثيـق الأممـيـة التي تـلتـزم بهـا سـوريا رسـميـا.... وبأي حـق يلغـي الرئيـس هـذا الحـق وهـذه الإرادة, ويخـتـصره بحـق العـيـش كـرعـايا وليـس كمـواطـنـون.... إنهـا سـوريا ونحـن سـوريون بالولادة.
مـروان حمـود العـلـو آل خـابـور



#مروان_حمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهو دور الرئيس السوري بمجزرة درعا؟؟
- درعا تريد الإصلاح وليس التعازي أيها الرئيس
- مبادرة اصلاح سورية
- سورية بين بلطجية النظام ودكاكين السياسة
- نار البوعزيزي بردا وسلاما على 160 مليون مشرقي.
- السعودية: التظاهر ممنوع لمخالفته الشريعة!!!
- الليبيون من -خرقة- القذافي إلى علم الإستقلال
- (الشعب السوري ما بينذل) إنذار..أم رسالة..أم كلاهما؟!
- إلى فارسنا الاسود في البيت الابيض طالما ان ظلام المشرق انجلى
- إلى فارسنا الأسود في البيت الأبيض طالما أن ليل المشرق إنجلى
- وإذا سورية سئلت بأي ذنب قتلت!!
- خامنئي يقول ان ثورة المصريين هي هزيمة لأمريكا!! فماذا سيقول ...
- في سوريا...الرفاق حائرون ويتساءلون
- لايعتقد أن الشعب السوري بهذه السذاجة يافخامة الرئيس
- هل تستوعب نخب المشرق أخطائها؟؟!!
- ثورة تونس هي عبرة ياسيد اوباما
- ليس ضد ناطحتات سحاب الخليج... ولكن بعد ناطحات الفقر والفساد
- نداء الى خادم الحرمين ان يستضيف بقية الرؤساء العرب
- تعليق بسيط على مقالة الخنوع ام التمرد للاستاذ اكرم شلغين
- الى حكماء الحارة... عل وعسى!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - وأين جديد الأسد في جديد السوريين؟!