أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لماذا نخشى الدولة الدينية وحكم المشايخ -أو الإسلام الذي فارق الإسلام














المزيد.....

لماذا نخشى الدولة الدينية وحكم المشايخ -أو الإسلام الذي فارق الإسلام


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 14:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكل دين سيرة يجب دراستها للوقوف على حقيقته , فالأديان السماوية انتهت مسيرتها بتحريف غيَّب أهدافها الحقيقية عن "المؤمنين" , ودراسة هذه السيرة تبين كيف تم وبسرعة إقصاء أهداف السماء ومنعها من أن تأتي ثمارها على أرض الواقع , إذ يعطلها الملأ وأصحاب المصالح , وينتهي الأمر بتعضيد التعاون بين ثالوث الفساد والشر الأزلي - الأبدي : الملك والكاهن والملأ .
ولما فشل الإسلام السلطاني - وكان حتما أن يفشل - في تحقيق الغاية من الدين , كان لابد من اختلاق أسباب تبرر هذا الانحراف الخطير, فانبرى الكهنة ومشايخ السلطان يفسرون , وانتهوا إلى أن ارتكاب الناس للمعاصي هو السبب - مع أن معاصي الناس دائمة ماداموا بشرا وإلا استبدلهم الله بآخرين يخطئون فيستغفرون فيغفر لهم , وقالوا - أي الكهنة - إن عدم إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة والناس نيام هي السبب ! ورب ملوم لا ذنب له , ولم يجرؤ واحد منهم على التنديد بالخليفة اللص الظالم , إما جهلا وغباء , أو خوفا على لقمة عيشه , أو حرصا على رأسه .
وحولوا الدنيا كلها إلى معبد لا يفتر فيه الإنسان عن أداء طقوس وشعائر تؤدَّى في التكايا والزوايا حتى وإن انصرف عن الضرب في الأرض وعمارتها , وانتفى الغرض الأساسي من إرسال الرسل بالأديان , وهو إقرار العدل والمساواة ورد الحقوق إلى أهلها , تلك الحقوق التي ظلت حبيسة خزينة الخليفة النبوي والتي أسماها بيت مال المسلمين , في حين أنها كانت الخزينة والمصرف السلطاني . والله تعالى يقول : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } الحديد 25 , فالغاية القصوى من الرسالات , كل الرسالات , هو القيام بالقسط أي العدل , فإن لم يتحقق العدل فلا دين , هكذا ببساطة , وصدق الله وكذب الخليفة النبوي والفقيه السلطاني .
والأديان لا تحمي نفسها بنفسها , بل يقع واجب الزَّوْد عنها على عاتق الناس فهُم أصحاب المصلحة الحقيقية من الدين .
أمّا لو استأثر الكاهن - خادم الفرعون - بأداء دور حامي الدين والعقيدة في ظل مباركة السلطان , فاعلم أنه تم احتكار الدين تمهيدا لتعطيله وحبس نفعه عن الناس .
والتاريخ الإنساني كله يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن التزاوج بين السلطتين الزمنية والدينية لم يسفر إلا عن مولد مسخ مشوه أضاع حقوق الناس وحرياتهم . وتاريخنا الإسلامي يبين في جلاء أن هناك إسلاميْن : أحدهما هو الإسلام الحنيف المثال ( ولا يرى المشايخُ غيرَه) , والآخر إسلام الواقع الذي نعيشه , أي الإسلام الذي فارق الإسلام منذ حوالي 1400 سنة , وهو الإسلام الذي كان من المفروض أن يحرر الإنسان لولا فقهاء السلطان الذين أسرُوه ووضعوه رقيقا طائعا لمولاهم السلطان .
كذلك كان الأمر مع دعوة النبي موسى , دعوة إلى الحرية والمساواة والعدالة , وهي غير دعوة اليهودية التي صنعها الحاخامات والكهنة . وما كانت حركات الإصلاح الديني التي تعهدها عدد من أنبياء بني إسرائيل إلا محاولات لتفعيل دعوة موسى الأصلية وتخليصها مما شابها من تحريف بفعل الكهنة . لذا لن يتمكن الدين من خدمة الناس كما أراد الله , إلا بإرجاعه إلى أصوله التي نزل بها , وتخليصه - أي الدين - من ربقة كهنوت الأديان الثلاثة , فقد جاء الدين ليحرر الإنسان , لكنه سقط أسيرا في يد الإنسان .
والأمر القاطع في مسألة الفصل أو الوصل بين الدين والدولة , هو تعيين مكان وقوع السلطة الدينية والسلطة الزمنية فمكانهما يحدد اليد القابضة على أزِمَّة الأمور, وهل تتحقق بهما مصالح الناس كافة أم أن الأمر يسير في اتجاه مصالح الصفوة والنُّخَب (إقطاع أو رأسمالية أو أسرة ملكية أو أسرة نبوية) وحدهم على حساب مصالح الناس , كل الناس .
ويجب المحاذرة , كل المحاذرة , من وقوع السلطتين في يد واحدة حتى وإن رأَى البعضُ نزاهة أو عصمة هذه اليد , فمآلها الوقوع في براثن الهوى والمصلحة , فما من يد حازت السلطة والدين معا إلا وحادت عن الجادة . ولن تتكرر التجربة النبوية المثال في الجمع بينهما لأنهما وقعتا للمرة الأخيرة في يد نبي مرسل .
ولابد من تواجد الناس على الساحتين السياسية والدينية وتفعيل دورهم , لأن الدين جاء لتحقيق مصالحهم , فلزاما عليهم - إن صح فهمهم للدين - أن يستردوا بأنفسهم سلطاتهم من أيدي الملك والكاهن والملأ .
وكل منطقة يراد دفع الدين إليها وإقحامه فيها , إنما يقصد به تمكين رجال الدين من شغل هذه المساحات والاستيلاء عليها , فآليات الحكم من مؤسسات وهيئات ونقابات لا يمكن وصفها بأنها شرعية أو حلال أو حرام , فشأن هذه الآليات شأن أي آليات تؤدي أغراضا محددة ولا علاقة لها بالدين .
وكان الخليفة دائما فوق القانون , وأتاح له تديين السياسة وتسييس الدين غطاء يجعله مقدسا ولا يجوز إخضاعه للمحاكمة أو المساءلة.



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدولة الدينية يكون الناس هم الحمير التي يمتطيها ولى النع ...
- الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها – أو هل ن ...
- حريتك لا تجاوز حقك في المفاضلة بين الفول أو الكشري
- الملوك المستبدون يزنون بالأمة كلها نساء ورجالا
- ما رأي الله تعالى في حدود العلاقة بين الحاكم والمحكوم:
- كانت المسافة بين الحاكم والمحكوم كالمسافة بين راعي المواشي و ...
- -لص بغداد الظريف-أشهر حرامي في القرن الرابع الهجري كان أشرف ...
- الحاكم الظالم كراكب الأسد يهابه الناس وهو لما يركب أهيب-المق ...
- ماذا لو حاكَم النبيُ محمد (ص) نظامَ مبارك . أو حد الحرابة بي ...
- تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين ...
- الطغيان الشرقي بين الكواكبي وبلفور وأرسطو (المقال الثاني من ...
- العبيد يحكمون الأحرار: هل تراثنا هو تراث العبيد؟ (حديث في عد ...
- أيها الجبان ..أنعمنا عليك بحرية النباح , لكن تذكر ..إياك أن ...
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- ورثة الأنبياء و مس العفاريت
- نحن المسلمين رقيق العصر , مددنا للذل أعناقنا فامتطانا كل راك ...
- هل المسيحي كافر- أو الدين عند الله الإسلام ..ولكن..
- آية السيف وأسرارها بين الفقيه والسلطان (الجزء الثاني والأخير ...
- آية السيف وأسرارها الخفية بين الفقيه والسلطان -مقال في عدة أ ...
- في ظل انعدام ثقافة المقاومة يفترع العمدة العروس قبل زوجها


المزيد.....




- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لماذا نخشى الدولة الدينية وحكم المشايخ -أو الإسلام الذي فارق الإسلام