أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد بركة - توفيق طوبي المعلم والبوصلة














المزيد.....

توفيق طوبي المعلم والبوصلة


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 12:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


تفتحت عيوني في جيل الحداثة، فتى صغيرا، لعائلة مهجّرة لاجئة في وطنها، ما تزال تتلمس طريق الاستقرار في الوطن، غائبة عن ديارها وأراضيها، لاجئة بقربها، محرومة من العودة لها، وهذا ما دفعني إلى غمار السياسة في صفوف الشبيبة الشيوعية، في نهاية سنوات الستين من القرن الماضي.
في تلك السنوات كانت امامنا الشخصيات القيادية في الحزب الشيوعي، التي تحمل رأس حربة النضال، تشق طريق الصعاب، وتبعث فينا الروح الوطنية الكفاحية العنيدة التي لا تهادن ولا تلين، وكان في الصف الاول رفيقنا خالد الذكر توفيق طوبي، ومعه رفاقنا ماير فلنر وإميل حبيبي وتوفيق زياد وسليم القاسم وجمال موسى والقائمة تطول بأسماء يسجلها التاريخ الكفاحي لجماهير شعبنا بأحرف من نور.
ومع انتقالي إلى الجامعة، ونشاطي في اطار الحركة الطلابية المكافحة، بت اعرف عن قرب أكبر رفيقنا المعلم توفيق طوبي، الذي عرف كيف يضخ في دمائنا الروح الوطنية الثائرة، وفي نفس الوقت التأني والمسؤولية في طرح الموقف ذي الرؤية الثاقبة والاستراتيجية بعيدة المدى، واحيانا كانت حماستنا الشبابية الهائجة بطبيعتها، في سنوات السبعين، لا تستوعب الموقف الرصين، ولكن ما كانت تمر فترة قصيرة إلا ويتضح لنا صحة الموقف والتحليل، فكان رفيقنا القائد معلما لنا في قراءة المستقبل.
وزاد قربي من رفيقي ومعلمي توفيق طوبي مع انتقالي للعمل في صفوف الحزب أو مندوبا عنه في الهيئات المختلفة من لجنة الدفاع عن الاراضي ولجنة المتابعة والجبهة الديمقراطية، وكان لحضور ابو الياس وقع كبير في كل هذه الدوائر، التي قادت نضال جماهيرنا العربية والقوى الديمقراطية على مدار السنوات، فتوثقت العلاقة اكبر، وهكذا حصتي من فكره وخطابه.
ورافقني هذا حينما وصلت إلى أروقة الكنيست، فقد كان اسم توفيق طوبي حاضرا في كل اروقة الكنيست، وكانت أسس العمل البرلماني وضوابط العمل التي وضعها لكتلة الحزب الشيوعي ومن ثم الجبهة الديمقراطية، البوصلة التي توجهنا إلى يومنا هذا.
يا ايها الرفيق الطيب، رحيلك ليس عاديا، فأنت من أولئك الذين يبقون فينا، فردا فردا وجماعة، وهيئات وأطر، وتراثا ونهجا وفكرا، فلا يمكن أن نخط التاريخ واعتماد التجارب لتحديد خطى المستقبل، إلا وكانت تجربتك في مقدمة أبحاثنا ونقاشاتنا.
ستظل ماثلة في وجداني وفي وعيي محطات وتجارب ومواقف ونضالات مرتبطة بالرفيق الحبيب ابو الياس لتشكل مجتمعة مرجعا اعود اليه في الخطوب المدلهمات وفي المعادلات المستعصية.
عرفتك يا الرفيق الودود الدمث الطيب الذي أحب الناس كل الناس، كرّس حياته كل حياته لأجل المجتمع والانسانية، فأنت يا رفيقي من اولئك الذين قال عنهم الشاعر التقدمي الكبير ناظم حكمت: "إن لم أحترق أنا وتحترق أنت فمن سينير الظلام".



#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادرون معًا على هزم الفاشية والعنصرية
- عبدالله حوراني: على قلق كأن الريح تحته
- النقب أولا
- دروس النصر على النازية
- خمس سنوات على رحيل ابي عمار - بين الحصار والانفاق والسراب ال ...
- لماذا أجازت الرقابة العسكرية نشر شهادات جنود عن جرائم ارتكبو ...
- بين غدعون ليفي ومجلي وهبة بين الكرامة وفقدان الحياء
- إلى محمود درويش: كفاك موتا... لا وقت لدينا للموت
- تعلموا من التاريخ ... أدرسوا التاريخ
- في ذكرى الانتفاضة الحمراء 1958الناصرة تطلق الصرخة الحمراء وت ...
- المساواة للمرأة شرط ضروري لبناء مجتمع صحي وحضاري
- الحكيم آمن أن حكاية العنقاء الفلسطينية ليست خرافة
- التمسك بمبدأ التقسيم وشعار الدولتين يعني التمسك بإقامة الدول ...
- شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: ل ...
- فلسطين اليوم - بدون مجاملات لأحد..
- أبو خالد (حيدر عبد الشافي) لم يعد حيّاً معنا ولكنه سيظل حيّا ...
- ملاحظتان على هامش ذكرى النكبة وهامش فلسطينيتنا
- -استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ...
- حكومة فلسطين تأمر باعدام كتاب التراث -قول يا طير- حياة الفلس ...
- المهجرون: مشروع سياسي ومدني وحضاري من -سلامة الجليل- إلى الت ...


المزيد.....




- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...
- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد بركة - توفيق طوبي المعلم والبوصلة