أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جميل عبدالله - أسرار ليبيا الجزء - 3 -















المزيد.....

أسرار ليبيا الجزء - 3 -


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 16:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إدريس السنوسي على العرش : على افتراض نحن ألان في أواخر الابعينات ونطل على الخمسينات وخلينا نحكي الغليان الشعبي في ليبيا أصبح مقلقا للانجليز وفي الوقت نفسه أصبحت قضية ليبيا من القضايا المطروحة في المحافل الدواية ولم يكن من المستطاع أن يتجاهل الانجليز الغليان الداخلي أو الحوار الذي يدور في العالم حول مستقبل المستعمرات . وفي برقة أصبحت أوراق الانجليز مكشوفة بالكامل فرئيس مجلس الوزراء آنذاك على ما عتقد كان عمر منصور أصبحت ايامة محدودة , وبعد أن هرب من الحكم سلفه فتحي الكيخيا وتبعيته للاستعمار البريطاني مسألة لا يختلف عليها اثنان .. "والمستر جاتش " كبير المستشارين لرئيس الوزراء كان الحاكم الفعلي والمهيمن على الدوائر الحكومية , والمعتمد البريطاني " دي كاندول " حتى ولو أدى الأمر إلى إحراق الأوراق البريطانية المكشوفة , واقصد بذلك عمر منصور والمستر جاتش !! ولكن السياسة الاستعمارية تؤمن دائما بسياسة المراحل وتؤمن كذلك بالخطوات .. وكانت الخطة البريطانية عي استبدال مستر جاتش بموظف بريطاني أخر !! وأكثر خبرة في مكافحة الغليان الشعبي وقتها , وثم استبدال عمر منصور بوجه أخر يكون مقبولا إلى حد ما ويحفظ ما تبقى من ماء وجه إدريس , الذي أصبح دورة على وشك الانكشاف , وبدأت خطة الحفاظ على إدريس , وقمع الحركة الوطنية الليبية تتوالى خطواتها . ففي 19 ديسمبرعام1949م وجه المعتمد البريطاني إلى رئيس الوزراء الرسالة التالية :
حضرة صاحب الدولة عمر باشا منصور الكيخيا ...رئيس مجلس الوزراء :
بالإشارة إلى محادثتنا بالأمس بخصوص موضوع تعيين كبير المستشارين لرئيس الوزراء , فيسرني أن أحيط دولتكم علما بأنني أوصيت بوجوب إلغاء هذه الوظيفة بعد سفر المستر جاتش في غضون الشهر القادم " أي أخر يناير " , كما وأنكم توافقون يا صاحب السعادة على أنة من المستحسن تعيين موظف بريطاني كبير, له إلمام تام باللغة العربية وفي وزرته الداخلية , فلقد طلبت من المدير العام لمكتب إدارة المناطق الإفريقية بوزارته الخارجية , ارسال تفاصيل عن بعض المرشحين الصالحين لمثل هذا المنصب بدون تأخير ليفحصها دولتكم !! كما واني قد ذكرت لسعادت من انه قد تم في لندن انتخاب مستشار مالي ذي مؤهلات عالية يدعى مستر كلارك له الخبرة الواسعة في تقدير الضرائب وجمعها في البلاد العربية وسوف يكون له كبير المساعدة في زيادة إيرادات حكومة برقة , وهو ممن يجيدون اللغة العربية ... ختاما يأ.احب السعادة تفضل بقبول فائق احتراماتي .. المخلص أ . أ . ف . كاندول .
تم الرد على رسالة عمر منصور بتاريخ 17من فبراير عام 1950م ليخبره باسم الشخص الذي وجدت فيه بريطانيا الكفاءة المطلوبة للعمل في برقة وتولي شؤؤنها وبما يحقق الحفاظ على إدريس من وجهة وقمع الحركة الوطنية من جهة أخرى فكان فحوى الرسالة ما يلي :
حضرة صاحب الدولة عمر باشا منصور الكيخيا ... رئيس مجلس الوزراء :
لقد ذكرت لدولتكم من قبل بأن منصب كبير المستشارين لرئيس الوزراء سيلغي في القريب العاجل عند سفر المستر جاتش وكما قد وضحت لدولتكم أيضا بان حكومة صاحب الجلالة ترى من الواجب أن يكون هناك مستشار لوزارة الداخلية ذو مؤهلات عالية , وخبرة واسعة , ولقد وافق سمو الأمير على أن في ذلك ستكون مساعدة كبرى لحكومة برقة في هذه المراحل الأولى .. فقد توفق في الحصول على موظف لائق في شخص المستر بيرون حامل نيشان الإمبراطورية البريطانية الرفيع الشأن من درجة ضابط كما أن صاحب السمو الأمير قد وافق على أن هذا الشخص سيكون فيه الاختيار المناسب لملء هذه الوظيفة , مستر بيرون الذي هو زوج الكاتبة المشهورة السيدة " فرايا ستارك " التي تكتب دائما عن البلاد العربية !! قد خدم لسنين عدة في بغداد كرئيس لملحة الصحافة والنشر, كما انه صديق حميم لصاحب السمو الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق !! وهو يجيد اللغة العربية قراءة وكتابة ويتعشم بأن المستر بيرون سوف يصل إلى بنغازي حوالي منتصف مارس , واني لعلى يقين بأن دولتكم سوف تجدون فيه شخصا مرحا مثمرا ورفيقا مرشدا مما سيكون له عظيم المساعدة في مهمة حكومة دولتكم لرفاهية برقة ....ختاما تفضلوا بقبول فائق احتراماتي , المخلص أ.أ.ف.دي كاندول المعتمد البريطاني .

التحليل الشخصي : لم يذكر دي كاندول لرئيس الوزراء عمر منصور كل التفاصيل عن بيرون الذي رشحته لندن لإدريس , من اجل إعادة ترتيب أوضاع برقة , لكن وللعلم هنا أن بيرون حامل وسام ضابط بالإمبراطورية البريطانية سنة1944م قد ولد في 17من يونيو 1901م وهو الابن الثالث لآرثر ويليام تومسون الحاصل على الدكتوراه في " اللاهوت ومطران وركستر " , وهكذا يتضح لنا أن لندن اختارت وأحسنت اختيار الشخص المطلوب للحفاظ على إدريس , فنحن أمام شخص لا يقل جدارة عن " لورنس وفيلي "!! وغيرهما من عملاء المخابرات البريطانية المشهورين , وهو من المتخصصين في المنطقة العربية , والجدير بالذكر وصل بيرون بالفعل إلى بنغازي في منتصف مارس لكن رئيس الوزراء آنذاك عمر منصور لم يحظ بشرف المثول بين يديه !! كما افدنا من مصادرنا المطلعة وذلك أن الجزء الثاني من الخطة البريطانية بوشر تنفيذه وتم استبدال عمر منصور بوجه أخر , وهو محمد الساقزلي الذي تولى منصب رئيس الوزراء في حكومة برقة . وقد قوبل بيرون في بنغازي بغضب شعبي متصاعد ومتواصل وحملات صحفية متتالية من الجرائد الوطنية , كان أبرزها مقال بتاريخ21من مارس عام 1950م ضد المعتمد البريطاني , وسياسة حكومته ويحمل عنوان " دي كاندول هو المسؤؤل " ونشرته صحيفة الوطن وثار ثائرة دي كاندول , وكان لا بد من توجيه اللوم إلى رئيس الوزراء الجديد , وبعد يوم واحد من صدور المقال وجه المعتمد البريطاني رسالة إلى محمد الساقزلي لم نتمكن نحن من تدوينها واذكرها لعدم معرفتنا بفحواها من المصدر ؟ ولكن وما هو جدير بالذكر أن اندي كاندول أرسل نسخة من خطابه أو رسالته إلى الساقزلي بيد مدير المخابرات البريطانية الجديد بيرون الذي كان قد تولى منصب كبير مستشاري وزارة الداخلية ببرقه منذ أيام قليلة بعد وصولة من لندن !!

الحقيقة : إن الغليان الشعبي في برقة كان مقلقا لإدريس مثلما كان مقلقا للانجليز بل إن الأمور وصلت إلى الحد الذي دعا مدير الداخلية إلى اتخاذ تدابير أمنية مشددة للحفاظ على حياة إدريس وأوكل مهمة هذه التدابير إلى نائبة مدير الشرطة " لافل " وبالفعل أرسل لافل بتقرير سري إلى مدير الداخلية للمحافظة على حياة إدريس وان هذه التدابير وصلت إلى الحد الذي أصبح معه إدريس لا يتحرك إلا وسط حراسة مشددة بالإضافة إلى دوريات من الفرسان حول القصر وأوصى لافل , بأن يبني جول قصر الغدير حائط !! لتسهيل مراقبة الدخول والخروج من القصر وأوصى كذلك بتنظيف المساحة القائمة حول القصر ولمسافة ميل حتى يسهل مراقبة الأشخاص , الذين يقتربون من القصر , أو يحومون حوله , وكانت قمة التدابير الأمنية هي توصية في أخر التقرير بضرورة التفتيش الدوري لقصر إدريس بحثا عن متفجرات قد تكون مدسوسة فيه !!

في النهاية : أطلقت يد بيرون في برقة بعد أن استسلم الساقزلي للأمر الواقع وشهدت البلاد بعد ذلك عهدا جديدا من الإرهاب تشهد علية صفحات التاريخ العربي الهزيل في تلك الفترة , فقد قمعت الحركة الوطنية في البلاد , وكممت افواة الشعب وشهد عام 1950م وعام1951م سجن ونفي وتشريد العديد من المواطنين وقام بيرون بدورة خير قيام لكي يعيد ترتيب الأوضاع الداخلية في البلاد , بما يكفل توصيل إدريس إلى العرش خاصة وان الأخير قد قدم الضمانات ووافق على المعاهدات البريطانية , ووقعها سرا في عام 1950م ثم علانية بعد ذلك في عام1953م وبعد تولية العرش الذي صنعة الانجليز .... وفي الرابع والعشرين من ديسمبر أعلن عام 1951م الاستقلال المزيف !! وانتهت مهمة بيرون فقد حرث الأرض العربية الليبية وجذب بعيدا عنها كل شريف اعترض على إدريس .. لكن السؤال يطرح نفسه دائما وبصرف النظر عن نجاح بيرون المؤقت في وضع إدريس على العرش هل نجح بيرون في استئصال الشعب ؟؟...... انتهى الجزء " 3 " .

المصادر والأدلة:
1- مركز الأبحاث الليبية الشعبية الاشتراكية .
2- السلسة الاشتراكية الثقافية الليبية.
سلامتكم ,,



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار ليبيا الجزء - 2 -
- أسرار ليبيا ... الجزء - 1 -
- قصائد عن الحرب...- يوفتشنكو .. اخماتوفا.. باسترناك -
- مسلك الصحافة الغربي ووسائل الإعلام العام بالنسبة للنزاع العر ...
- كيف يرى الشعب الغربي النزاع العربي الإسرائيلي ...؟
- من الأدب الروسي - السوفيتي - نتعلم !!
- مرثية للدكتور الراحل رزق عبد رمضان احمد ...
- حصاد الثورات أيها المسطول.. !!
- صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
- ثورة الشعب الليبى وانهيار النظرية الامنية .. فلجأ للمرتزقة ل ...
- سلطة الكتاب الاخضر والشعب الليبي!
- هل ساعدت الفضائيات على سقوط النظام المصري؟
- العقل الإسرائيلي يفكر ..ماذا بعد أحداث مصر
- يوميات مصرية في حركة ثورية ثار لها شعب مصر
- الماركسية يجب أن تكون جديدة,ثورية,إنسانية,ديمقراطية
- العقل .. هو الماركسية
- تشريح جثة التخلف والمتخلفين
- ماذا ألان يامصر !؟
- كن محبا متفائلا .. لا تقتل نفسك
- المعرفة و الإبداع في زمن ضاع في الإبداع


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جميل عبدالله - أسرار ليبيا الجزء - 3 -