لن يسقط أو يرحل القذافي/لماذ

عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لن يرحل أو يسقط ألقذافي/لماذا
في مقالته المعنونة(ليبيا..وخيار السيناريو الأسواء) المنشور في الحوار المتمدن بتاريخ02/03/2011 قال الأستاذ الكريم سيمون خوري:
(دائماً هكذا هي السياسة سيناريوهات وبدائل ولكن الأسوأ هو أن تكون مجبراً على الاختيار الأسوأ..أو أن يفرض عليك ما لا تستطيع رفضه)(انتهى الاقتباس)
وقد تطرق الكاتب المتفضل إلى فزاعة القاعدة والحضر الجوي وظهور سيف الإسلام وغيرها من الأمور
أقول:
ليبيا مترامية الأطراف تعد ألدوله رقم 17 من حيث المساحة في العالم تعيث فيها الصحراء ويريحها ويغري الآخرين فيها ساحل طويل يتوسط جنوب المتوسط مع ثروة نفطية تقدر ب44مليار برميل ومكامن غاز طبيعي تقدر ب450 تريليون قدم مكعب...يقابلها حلف شمال الأطلسي في مالطا وايطاليا
وعدد سكان يقدرب8مليون نسمه يعينهم ويقدم لهم من الخدمات حوالي2.5مليون عامل اجنبي منهم1.5مليون عامل مصري
تصدر1.6مليون برميل نفط يومياً يعتبر من أحسن أنواع النفوط وهذا ما تتميز به عن كل الدول المنتجة للنفط فهو خالي من الكبريت وفيه نسبه عاليه من البنزين فلا يقاس بنفس برميل النفوط الثقيلة والكثير من المصافي في الدول الأوربية مصممه للإستفاده من تلك المميزات
تصدر إلى أوربا أكثر من مليون برميل يومياً مع كميه هائلة من الغاز عبر أنابيب تحت البحر إلى ايطاليا وتصدر حوالي 80الف برميل يومياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية
قبل 1969 تواجدت على أراضيها قاعدتين عسكريتين امريكيه في وبريطانيه ... تم إلغاء عقود تواجدهما بعد ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969 ولم تشعر أمريكا بجسامة خسارتها لتلك القاعدة إلا بعد تنامي دور إفريقيا في القرن ال21 وتشكيل أمريكا القيادة العسكرية الخاصة بأفريقيا بعد فصلها عن القيادة الوسطى والتي لليوم ومنذ تشكيلها قبل ثلاث سنوات لم تجد لها محل قدم كقاعدة عسكريه متميزة بعد رفض المغرب والجزائر لأقامتها على أراضيها
ابتليت ليبيا بقياده شابه صنعت أحداث وصنعتها أحداث... مجموعة شباب من الضباط متحمس قومياً عابداً لرمز هو جمال عبد الناصر تتحرك لتسيطر على الحكم وتعزل الملك السنوسي وتتمكن لعوامل كثيرة من تثبيت نفسها وقيادة تلك ألدوله ألمتوسطه لجنوب المتوسط والمترامية الأطراف
انتقل الشاب العشريني معمر ألقذافي من عبادة عبد الناصر عن بعد إلى الاقتراب منه والجلوس معه كقائد وبنفس المستوى الوظيفي في وقت كان عبد الناصر في أدق مراحل حياته السياسية والعسكرية ومصر في أحرج ظرف تمر به بعد هزيمة1967
تكبر عنده ال(أنا) بعد أن فقد في لحظه لم يتوقعها الرمز الذي كان يستظل به وتحركت فيه جمله تركها عبد الناصر عنه انه خليفته لأنه(عبد الناصر) لم يتوقع انه سيترك الحياة مجبراً قبل أن يقوى عود ألقذافي
تلاطمته أمواج الحزن والفراق والفراغ الذي تركه عبد الناصر وأمواج المستجدات المتصارعات المتسارعات ليتِيهْ بين ما تعّلمه من عبد الناصر وهو قليل وبين ما تمكن من الإطلاع عليه بشكل سطحي وما تعلمه من تجارب لم تنضج ولم تكتمل ولم تستند على أسس اطلع عليها وعايشها بشرود ذهني لازمه لليوم
فأوجد عام 1977 اللادوله أو ألدوله الهلامية عامتها شعب تعشش فيه الأمية والأسلاميه والأسلامويه وقائد وجد نفسه في منزله عاليه مع الصخب الإعلامي(الثوري) وتصاعد واردات النفط وبين العامة والقائد فراغ هائل حاول أن يملاءه بالشعبيات والتجمعات والمؤتمرات
وأستطاب له الاعتكاف منزوياً بخيال لا تصده رمال الصحراء ولا عمارات البناء ولا موجات الإعماء فكان يسرح ويستنتج ويقنع نفسه وينتج بعيدا عن شيء يلهمه أو وقت يمهله أو يهمله
من فلتات ألقذافي طرحه قيام دوله واحده في فلسطين اسماها(اسراطين)هذا الطرح الذي اثار الاستهزاء في حينه وبعدها قض مضاجع كل الدوائر وأوجد حل الدولتين بديلاً عنه
أعلن أحقية اليهود الليبيين الذين هاجروا إلى فلسطين بعد عام1948 بأملاكهم ووجوب تعويضهم عنها أن عادوا
وقبلها ومما أثار عليه المتزمتين الإسلاميين هو رفضه لما تسمى ألسنه النبوية وألغى التقويم الميلادي والهجري وأسماء الأشهر
وأحل زيارة أو الحج للقدس حتى في سيطرة إسرائيل عليها بعد أن رفضت السعودية استقبال الحجاج الليبيين القادمين جواً تنفيذاً للحضر الجوي الذي كان مفروض على ليبيا فأمر الطائرة بالتوجه للقدس
قال أن مكة مزار لكل البشر ويجب أن تفتح لغير المسلمين مستنداً إلى نص قرآني يقول(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا...) يعني يحق لكل إنسان بغض النظر عن ديانته أو معتقده زيارة مكة ويجب أن تفتح أبوابها لكل الناس ولم يخصص للمسلمين فقط
رفض كل شيء دون أن يفكر بحلول... تنّقل من الوحدة العربية إلى هجرها وتسفيهها وذهب إلى إفريقيا ليبحث عن شيء يتميز به أو يجد فيه نفسه متميزاً
فبعد أن مل من الصحراء وقلة مريديه ومحدوديتهم توجه إلى أحراش إفريقيا ليجد نفسه متميز عنهم مالياً وموقعاً وربما لوناً عند الغالبية وكذلك عدداً ليتسيد عليهم ويتزعمهم بعد أن تسيد على الليبيين ولم يتمكن من التسيد على العرب
تنقل من الثورية الهوجاء حيث نقل الأستاذ محمد حسنين هيكل انه في مؤتمر القمة العربية في
المغرب عام1970 انه رأى الجنرال اوفقير مع الملك الحسن الثاني ولما عرف انه اوفقير هاج وجرى خلفه بشكل أثار الاستغراب وهو يصرخ مجرم قاتل هذا قاتل المهدي بن بركه..وانتقل إلى نرجسيه (معوجه) ليجد أو ليقيم لنفسه عش الطاووس وغلق على نفسه مكان وكان يعتقد انه يغلق ليبيا في هذا العالم المفتوح
فتح خزائن ليبيا لكل من حمل السلاح في سبيل ما يعتقده حق فأنتصر للكاثوليك الأيرلنديين وقال بحق الأكراد لإقامة دوله قوميه لهم وساعد جنوب السودان في ثورتهم وتقرير مصيرهم ودعم حق أهالي دارفور
ليبيا هذه الشاسعة الواسعة قوام جيشها لا يتجاوز80الف منتسب مسلح جيداً لكنه غير مدرب جيداً مشغول بمحتويات الكتاب الأخضر وتدريب الشباب على السلاح...اتساع مساحة البلد وقلة عدد السكان وبالتالي قلة منتسبي الجيش والقبلية الحادة التي تلف الشارع الليبي حتم أن تكون تشكيلاته في أي منطقه من أبناء المناطق بكافة التسلسلات العسكرية ونفس الشيء ينسحب على التشكيلات الأمنية وهذا ما تميزت به دكتاتورية ألقذافي عن الأخريات التي تتميز بتسليط منطقه على أخرى من خلال أجهزة الجيش والأمن والمخابرات
تطورت أحداث بنغازي من تظاهره تطالب بإطلاق سراح المحامي المكلف بالدفاع عن أهالي ضحايا سجن بو سليم تلك القضية التي أريد لها الموت لكنها ظهرت فجاه في هذه الظروف الحساسة!!!قوبلت تلك المسيرة السلمية بالأسلوب القمعي المعتاد للنظام ألليبيي وكل الأنظمة الغباتاتوريه وكانت هذه الشرارة أو الإشارة التي ينتظرها المتهيئين للثورة ليحركوا الأحداث بالشكل الذي يستحقه الشعب الليبي المقهور المغيب لينتفض كلٌ لسببه وللمتهيئين أسبابهم فتمكنوا ببسالة من تحييد المواقع العسكرية والأمنية ومن ثم السيطرة عليها... قبلهم جاءت الأشاره من مدينة البيضاء وتوابعها لتلتهب الجماهيرية وتخرج الأمور عن السيطرة وانتقلت المبادرة إلى المضحيين الذين يسيطرون على الشارع وبالذات بعد أن دفعوا الثمن من دماء زكيه
لقد أاختيرت ليبيا هذه المرة وهناك من هو أكثرا نضجاً لقطاف راس النظام فيها حسب تسلسل الأحداث الداخلية فهناك اليمن المضطرب والجزائر الهائجة والمغرب المرتبكة ومع أن ليبيا كانت تموج تحت السطح لكن توسطها بين تونس ومصر عجل بتوجيه الأنظار إليها والعيون تتجه إليها لأهمية موقعها وتأثيرها السياسي والاقتصادي على مصر وتونس وقد بداء ألقذافي الاستعداد للتدخل في تحييد الثورتين وامتصاص تأثيرهما عليه وفي المنطقه من خلال الضغوط الأقتصاديه التي ستكون ثقيلة لهشاشة الوضع لاقتصادي في البلدين
ظهرت الجزيرة الفضائية بشكل سريع وملفت وظهرت الرايات والأعلام التي تعود للحقبة الملكية لتحل محل راية ألقذافي الخضراء لتعلن طلاق تام مع ألقذافي وما أتى به وأقام
ظهرت بشكل واضح وسريع وملفت للنظر الشعارات الأسلاميه والإشارات التي أربكت الوضع في مصر وظهرا لمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر مظهر المتفرج الضعيف داخلياً وخارجياً لتفتح حدود مصر بالكامل مع ليبيا لتدفق كل ما تحتاجه بنغازي من مراسلي الجزيرة ومن أجهزه ومعدات ومساعدات و متطوعين من المعارضين السياسيين الليبيين في الخارج ومن خبراء في الأداره والأزمات وستكشف الأيام حجم هذا التدفق
ترافق ذلك مع قفز سريع من المركب ألقذافي الذي تصور البعض انه متهالك وسيغرق بأسرع من مركب مبارك وبنعلي فبداء بممثل ليبيا في الجامعة العربية ليصل إلى ممثلها في الأمم المتحدة وكل من الذين تركوا المركب ألقذافي تم بإعلان ذلك بعد اتصال مع قناة الجزيرة وكأن وكالات الأنباء والقنوات الفضائية الأوربية والأمريكية لا تريد أن تنشر ذلك أو أنها بعيده عن هؤلاء الدبلوماسيين وهي أكيد متلهفة لذلك حتى ممثل ليبيا في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان أعلن انشقاقه عن النظام عبر الجزيرة ومن ثم في قاعة اجتماع اللجنة السنوي
بماذا تميزت الحركة أو الثورة الليبية عن ثورتي مصر وتونس
تميزت بما يلي:
1.أنها تحولت بشكل مباشر إلى مسلحه بعد استيلاء الثوار على مقرات الجيش والقوى الأمنية بعكس الثورتين المصرية والتونسية التي أصرتا على سلميتيهما رغم العنف الذي قوبلتا به وسيطرة الثوار على دوائر البوليس وهذا يدل على حجم الحقد المشروع على النظام الليبي وان الثورة قد خطط لها في مرحله من المراحل
2.تفسخ سريع للسلك الدبلوماسي الليبي وبالذات في المؤسسات المهمة وذات ألدوي ألأعلامي مثل الجامعة العربية واليونسكو واللجنة الدولية لحقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة ليحضر نائب رئيس البعثة جلسة مجلس الأمن المخصصة للوضع في ليبيا ليطالب بتوجيه عقوبات على بلاده وتحت البند السابع في موقف يسجل لأول مره..لأنه كان المفروض أن يحضر الجلسة رئيس البعثة الليبية عبد الرحمن شلقم الذي لم يكن وقتها حسم أمر ابتعاده عن النظام والشيء الأخر أن هناك دوله لا تزال عضو في الأمم المتحدة ونظام لا زال يسّير أمور ألدوله فكان على مجلس الأمن أن يجمد عضوية ليبيا وان يمنع حضور ممثل عن ليبيا سواء كان موالي أو معارض للنظام ..كيف قبل مجلس الأمن حضور نائب ممثل دوله بصفته الشخصية حتى لو أعلن انه يمثل الثوار وهذه بادره خطيرة سيتم اعتمادها مستقبلاً
3.اجتماع سريع لمجلس الأمن بالقياس إلى أزمات كثيرة ربما كانت اخطر منها ليصدر قرار تحت البند السابع ضد عضو في الأمم المتحدة دون تحقيق أو قرارات لجان دوليه اوقرائن متماسكة..كل ما جرى إنباء صحفيه من فضائيه واحده هي الجزيرة مصحوبة بصراخ دون صور واضحة..كانت في مجملها حتى وقته قل مما حدث في ميدان التحرير في القاهرة من ذبح ودهس وقتل بالرصاص الحي
4.تصريحات سريعة ومتكررة من مسئولين أمريكان على اعلي المستويات وبعبارات غير مسبوقة باتجاه راس النظام الليبي الذي يعرفون تركيبته النفسية وردود أفعاله واستعداده التام بتقديم التنازلات تحت الضغوط ولهم سوابق في ذلك منها التعويضات عن ضحايا الطائرات وتسليمه معدات برنامجه النووي ونقلها بالكامل بشكل مذل إلى أمريكا وهم يعرفون انه رئيس الاتحاد الأفريقي وهناك صراع خفي على إفريقيا وكذلك صراع للحصول على قاعدة عسكريه كمقر للقوات الأمريكية المسؤله عن إفريقيا
5.تحرك قطع بحريه امريكيه باتجاه السواحل الليبية بشكل ملفت لم يحدث حتى إثناء الثورة المصرية وما لمصر من موقع وأهميه والقصد من هذا التحرك لتكون حائط مانع ضد إي تحرك أوربي خاصةً بعد محاولات أوربيه لإقامة قوة دفاع بعيده عن السطوة الأمريكية ومحاوله الاستئثار بالتأثير على إمدادات النفط الليبي إلى أوربا
6.فتح قناة للاتصال بالثوار من قبل أمريكا عن طريق عبد الرحمن شلقم وهذا ما اعترفت به وزيرة الخارجية الأمريكية وهي حركة غريبة غير مسبوقة لسرعتها وظروف حدوثها
7.تحرك غير مسبوق من قبل لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وتخصيص مؤتمرها السنوي بحضور40وزير خارجية بشكل ملفت أيضا لتصدر أدانه شديدة ضد راس النظام الليبي وزبانيته ورفعها إلى مجلس الأمن وكذلك تحرك المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي السيد أوكامبوا ليعلن انطلاق التحقيق فيما يجري في ليبيا بشكل نتمنى أن تستمر هذه اللجنة والمحكمة أن تتحرك بنفس ألهمه والحماسة في أماكن أخرى ومنها فلسطين والعراق والسعودية
هذا التحرك الذي استند على تقارير صحفيه غير واضحة سوى صور قتلى لم يتثبت من القاتل الحكومة الليبية أم الثوار هنا وهناك سبق حدوث أمثالها في مصر وتونس.. هذه التقارير كانت عن مدن متنازع عليها لكنها اليوم اليوم تحت السيطرة الكاملة للثوار كما يقول وينشر مصدر تلك الصور والأفلام واليوم يمكن أن تظهر التقارير الصحفية ما كان خافياً بفعل الاضطرابات فلماذا لم تخرج أفلام ووثائق تفصح جرائم ألقذافي.. ترافق ذلك مع أخبار عن استخدام المرتزقة في حرب ألقذافي على شعبه ولم يظهر لليوم وبعد دخول الثورة أسبوعها الثالث وسيطرتها على أماكن واسعة ومدن كثيرة كما تقول نفس التقارير الصحفية إي لقاء صحفي مع مرتزق أو تصوير لأوامر أو أعمال قام بها المرتزقة سوى مجموعة جوازات سفر يمكن تجميعها من مئات آلاف العمال الفارين من ليبيا... وظهر من تم وصفهم بالمرتزقة يتكلمون العربية وباللهجة الليبية مع العلم أن في ليبيا مجموعه سكانية من ذوي ألبشره الداكنة(الأفارقة)
8.الهجرة الكبيرة للعمال الأجانب العاملين في ليبيا وبالذات بعد انتشار موجة اتهام العاملين بأنهم مرتزقة ويظهر أن المقصود من نشر إخبار المرتزقة هو تهجير العمال والسيطرة على ما يملكون وهو القليل ومصادرة حقوقهم وأموالهم ومتعلقاتهم وكذلك إثارة ضجة إعلاميه لتتبرع دول معينه لتبني نقل هؤلاء بالسفن الحربية التي ستستخدم كرأس جسر لإقامة قواعد تواجد لأن هذه العملية تحتاج إلى أماكن تجميع وأداره وعناية وحماية واتصالات وبناء معسكرات إيواء ومخازن لمواد لأغاثه ومستشفيات وبعثات طبية وصحفيه وأمنيه...لم ترافق هجرة الأجانب هجره أو نزوح ألليبيين الذي تقول الأخبار انهم يتعرضون للقصف المدفعي والجوي والإبادة على أيدي كتائب ألقذافي
9.اجتماع طارئ للناتو بشكل مثير وهو الذي لم يصدر تصريح واحد في إحداث مصر وتونس رغم أهمية مصر القصوى
10.كان في تونس وخلال ثورتها اختفاء كامل للشعارات والرموز الأسلاميه وكان كذلك مع بداية الثورة المصرية ولكن في مرحلتها الحالية ظهر بشكل واسع المد الإسلامي المتمثل بالإخوان المسلمين حيث ظهر أمس السبت برفقة رئيس الوزراء المصري الجديد في ميدان التحرير قيادي في الأخوان وهو الوحيد من الرموز المصرية يرافقه مدير مكتب قناة الجزيرة السابق في مصر حسين عبد الغني الذي تصرف بشكل يدل على انه مسئول مهم وسحب المايكروفون عدة مرات من يد رئيس الوزراء الجديد ليهتف بالجماهير ويحرضهم على الهتاف وهو الذي أعلن يوم الغضب على مباحث امن الدولة وأعقب ذلك ما جرى من اقتحامات لمقرات مباحث أمن الدولة في كل أرجاء مصر.
كما ظهرت في ليبيا وبشكل ملفت أعداد المسلحين فرادا ومجاميع سيراً على الأقدام أو ممتطين مركبات متنوعة في مشهد يشبه ما يجري في أفغانستان والصومال وقندهار وفي صحراء الجزائر ومالي والنيجر واليوم الأحد06/03/2011 ومن على شاشة الجزيرة أطلق القنصل العام الليبي في مالي السيد موسى الكوني بعد انشقاقه عن النظام صرخة لإنقاذ الطوارق الذين يتعرضون للقتل من قبل عناصر القاعدة الذين سيطروا على الموقف على الحدود ...والطوارق كما قال القنصل سلموا أسلحتهم إلى ألقذافي قبل فتره بشروط محدده وأصبحوا اليوم بين مطرقة القاعدة وسندان الحكومات المحيطة والتي يتواجدون على أراضيها
11.انتشار مقولة فرض الحضر الجوي ومطالبة بعض قيادات الثورة بذلك... لكن تلكؤ أمريكي وراء عدم إقراره أو البدء في تنفيذه لأن مثل هذه العملية تحتاج إلى بناء قاعدة أستخباراتية جديدة في منطقه خاليه منها بالقياس لما كان في الخليج إبان فرض الحضر على العراق بعد1991
وتحتاج إلى إدارة معارك وبناء قدرة إنقاذ لأحتمال سقوط طائرات إثناء التطبيق وتحتاج إلى مستلزمات تامين الوقود والعتاد والأسلحة وتأمين مهابط للطائرات وبناء قيادة وسيطرة
12.بدأت ومنذ الجمعه04/03/2011 عملية تدمير مخازن العتاد والسلاح المنتشرة في عموم المناطق التي يسيطر عليها الثوار خوفاً من وقوعها بيد القاعدة وما حصل في بنغازي لازال مبهم وقد تحدثت تقارير صحفيه عن قيام وحدات خاصة مجهولة بذلك وأعلن عن اعتقال بريطانيين من القوه البريطانيه الخاصة في بنغازي وهذا يؤشر شكوك حول الإنفجارات التي حصلت في مخازن العتاد والسلاح في بنغازي أمس
13.برز من اليوم الأول ارتباك واضح على طواقم الجزيرة في نقلها لمجريات الأمور وكأنها فوجئت بتحول الثورة إلى صراع مسلح وهي لم تهيؤ مراسلين صحفيين حربيين فتارة يعلنون تحرير منطقه ويعودون ليقولوا أنها تحت حصار قوات ألقذافي وينقلون إفراد وعدد قليل من العجلات وبسلاح خفيف وهم متوجهين كما يقول المراسلين لتحرير مدن عده تبعد عدة مئات من الكيلو مترات في مناطق صحراويه وليس معهم ما يعينهم من مواد غذائية وماء وعتاد
14.ظهر ما يلفت للنظر حول استسلام ضباط أو التحاقهم بالثوار والملفت أنهم جميعاً يعلنون ذلك من خلال قناة الجزيرة وهم يقرأون في ورقه وتحمل نفس الصيغة والأسلوب والشكل وكأن هناك من كتبها لهم
أن الوضع في ليبيا معقد وسيتعقد أكثر ولن يحسم في وقت قريب وان هناك تحليلات تقول أن نجاح الثوار في القضاء على نظام ألقذافي يعني دخول المنطقه حاله جديدة ستؤدي إلى تضعضع الأوضاع في الدول الأخرى وسيتكرر اللجوء للقوه وبالتالي اضطراب عام في المنطقه أكيد سيكون في صالح المتطرفين وبالأساس القاعدة وهذا غير مرغوب فيه لن القادم سيحصل في الجزائر أو اليمن وفي حالة تمكن ألقذافي من ترتيب الأوضاع لصالحه سيقول له الباقين من الحكام عشت يا قائد وان ذلك لن يتم بدون دعم خارجي وبالذات أمريكي
هذا الموقف أي تمكن ألقذافي من إعادة سيطرته على الأوضاع سيعني قطيعه ليبيه كأمله مع الدول العربية والجامعة العربية وسيكون دافع له لإلغاء علاقاته العربية بالكامل والتوجه إلى غيرها ويكف يده عن الدول الأفريقية
أن انتصار ألقذافي سيعني عرقلة حركة الثورات الشعبية في المنطقه وسيتم إعادة هيكلة أو ترتيب الأوضاع في تونس ومصر وسيكون للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية موقف حاسم ومختلف عن موقفه الحالي مع ثوار مصر
ستتعرض مصر لعقوبة اقتصاديه من قبل ألقذافي حيث سيتم طرد العمال المصريين من ليبيا مما سيشكل ضغط هائل على الوضع الاقتصادي والسياسي المصري سواء بانقطاع تحويلاتهم المالية وازدياد ضغطهم على سوق العمل في مصر ونفس الشيء سيحصل مع تونس حيث أن ليبيا هي الشريك الاقتصادي الأول مع تونس
أن قذافي مجروح ومصدوم وقلق على مستقبله ومستقبل عائلته أفضل لعالم الكبار من حكومة ثوريه إسلاميه ستتصل بمواقع مؤثره جداً في الحياة السياسية في كلٍ من مصر وتونس وأقصد هنا الأخوان المسلمين..و بالقرب من حدودها تتجول القاعدة وهذه الحكومة لن تتمكن من ضبط الحدود ولا حتى الداخل.
نتوقع خلال الأيام القادمة أن تغير أمريكا والغرب نغمة التعامل مع ليبيا باتجاه تمكينه من لجم الثوار مقابل تنازلات هائلة أولها إقامة قاعدة عسكريه امريكيه في ليبيا و مساعدته في تشجيع عملية السلام في الشرق الوسط
أن هذا التطور في موقف الولايات المتحدة أتى أو سيأتي نتيجة اجتماع مهم وحساس عقده الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع ثمانية شخصيات مهمة وحساسة وضاغطة أمس في واشنطن أثار جدلاً وسيثير..ومما سيثيره هوان سقوط ألقذافي(ربما لا كشخص بل صيغة حكم) يعني سقوط أوباما في الانتخابات القادمة لأن سقوط ألقذافي يعني صعود المد الإسلامي المتطرف في شمال إفريقيا.. هذا ما رشح عن هذا الاجتماع
.وتبين اليوم أن هناك كميات هائلة من لأعتده والأسلحة انتقلت من مخازن الجيش الليبي إلى الصحراء الجزائرية
على ذلك ووفق تصورات قد تكون غير دقيقه لكنها سيناريو محتمل أن ألقذافي لن يرحل لأن الثوار فقدوا تعاطف العالم الغربي(حكومات) بعد ان صدمتهم المظاهر المسلحة في ليبيا التي يتخيل الناضر إليها انه يرى صور منقولة من أفغانستان أو قندهار أو الصومال أو صحراء النيجر أو العراق عام1991 اوعامي2006و2007

#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات