أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة














المزيد.....

قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 14:55
المحور: حقوق الانسان
    


لم اشا ان اعنون المقال بغير هذا العنوان رغم ان المقصود به يستحق ان يوصف بابشع الاوصاف طالما انه لم يتوانى عن استخدام الوصف المشين بحق النخبة التعليمية في العراق , لكن احترامي لذاتي و لقراء وقارئات هذا المقال يدعوني الى الالتزام بشيء من الحرفية والترفع عن استخدام الكلمات السوقية , ايمانا من الجميع بان هذا الالفاظ انما تدلل على حجم الانحطاط الفكري لقائلها من جهة , ولعدم قدرته على التلفظ بغيرها لعدم معرفته بالثقافة وبحورها وميادينها المتنوعة من جهة اخرى , وهي بالتاكيد ليست بالصفات الملازمة لمثقفي العراق , وانما صفة ملازمة للجهلة واشباه المتعلمين ومزوري الشهادات ممن تبوؤا العديد من المناصب المهمة في عراق اليوم .

الكل يعرف بان الثقافة لا مكان لها في عوالم الجهل والانحطاط , والكل يعرف بان الجهل اذا ما تربع على القمة في مؤسسات صناعة القرار وبالذات منها ذات العلاقة بصناعة الفكر والمعرفة , فلن يترك مجالا لنسائم المعرفة تلك كي تهب الى عالم اغلقت ابوابه باحكام على هذا الجهل والخرافة , ليعيش من هو داخل هذا العالم في ظل الماضي السحيق لا غير , كي يمكن اقتياده بسهولة في ظل تسلط الجاهل على مجمل حياة هذا العالم . وكي يتحقق هذا الامر لا بد هنا للجاهل من ان يستمر بين الحين والاخر في ذات التوجه الرامي الى تجويع وتفقير وتركيع من لا زال يتنفس الثقافة والابداع ليولد لنا في كل يوم امل جديد بقادم افضل . مثل هذا التوجه يراد له ابقاء المعلم المثقف في انكساره المعنوي .

بالامس القريب سلط النظام السابق جام غضبه وبطشه وسياساته التعسفية ضد من عمل في مؤسسات التربية والتعليم , فالكل هنا يعرف ( دون الحاجة الى الاسهاب ) كيف اسهمت مرتبات هذه الوزارات تحديدا في سحق المعلم , وكيف اسهمت في كسر فكرة النموذج داخل المجتمع العراقي في حينها , ليتحول المبتذلون من كل التوجهات الى نماذج يحلم الصغار في الاقتداء بهم . وهي غاية اريد من ورائها انتاج مجتمع مهتز سهل الاقتياد , يغرق ذاته بالتفكير في المظاهر بعيدا عن المجتمع والالامه التي لا يتحسسها امرء مثلما يتحسسها التربوي في المدرسة او الجامعة .

اما اليوم فالكل يعلم وبالذات في اوساط وزارة التربية بان هنالك العديد من السياسات التي تمارس فيها بهدف الابقاء على حالة الضعف والهوان لدى المعلم العراقي , على الاقل كي لا يتنج طبقة وطنية مفكرة بالهم المستقبلي وواعية لما يجري في عالمها من احداث , والدليل على ذلك هذا التعدي الصارخ وغير المبرر من قبل شخص مثل وكيل الوزارة الاقدم الذي وصف المعلم بوصف مبتذل . ايحق لنا ان نسمح لهذا وامثاله بان يصف اساتذتنا وابائنا وامهاتنا الروحيين بمثل هذا الوصف دون ان نرد عليه على الاقل بمقال ؟ وهو اضعف الايمان .

بالامس شبه احد الموتورين فئة حية من الشعب العراقي بالقول " ان عاريات فرنسا اشرف منكم " واليوم يطل علينا هذا الوكيل " الاقدم " بوصف مستهتر بحق شريحة واسعة في العراق , هي لدى الامم المتحضرة الشريحة التي يعتمد عليها في بناء المجتمع وقادته . فكيف يا ترى نفسر ما يجري بحق العراق من امثال هؤلاء ؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك ؟ هل هي الاحزاب التي رشحت امثالهم لشغل هذه المناصب المهمة ؟ كما اكد ذلك السيد علي الدباغ في لقاء له بالامس مع طلبة كلية العلوم السياسية .
من يستهين بالمعلم بهذه الطريقة وهو بالاساس يشغل هذا الموقع الرفيع في وزارة التربية , لابد قد استخدم سلطاته المتعددة لتحطيم امال الالاف العراقيين الشباب الطامحين في ايجاد مكان مناسب لهم في وسط الاسرة التعليمية في العراق . وهو حال العشرات من مسؤولي الدولة العراقية اليوم ممن لا يجمع بينهم الا الكره المقيت لمن يملك القدرة على التاثير في المجتمع ويغذي ابنائه بحب العلم والمعرفة . فهؤلاء هم المادة الاساس للطبقة الوسطى , وهم مصدر الثورات والتغيير , وهم موئل الفقر وابنائه وبناته الذين انتجوا اجمل صور الابداع البشري للعالم .

نتمنى على التربويين في كل مؤسسات الدولة ان لا يكتفوا بالشجب والادانة امام هذه الاهانة العظيمة بحقهم , وانما العمل بكل الوسائل السلمية على التواصل بينهم من اجل الضغط على رئاسة الوزراء والاحزاب , بهدف استبدال هذه العناصر الهزيلة بشخصيات وطنية حقة تقدر التربوي ورسالته الانسانية الهادفة . انه تحدٍ لا بد لنا جميعا ان نكون قدر مسؤوليته , والا فان القادمات ستكون اكثر سوءً .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في العراق : هل هي فقط الحق في الانتخاب ؟
- الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء
- النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل
- كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟


المزيد.....




- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...
- الجمعة.. تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن -عضوية فلسطين-
- الأمم المتحدة تقول إن 80 ألف شخص فروا من مدينة رفح مع تكثيف ...
- رماه في بئر فمات غرقا.. السعودية تنفذ الإعدام بوافد وتكشف جن ...
- نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم ...
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة