أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - العمل الشريف














المزيد.....

العمل الشريف


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 00:17
المحور: كتابات ساخرة
    


كل العرب المسلمين حين يريدون أن يشتغلوا في أي مهنة فأول شيء يسألون عنه هو : هل فيها حرام؟...أو هل المهنة حرام أم حلال, فيختارون المهنة الحلال أو التي يظنونها حلالا وحين يزاولونها يكتشفون بأنهم يمارسون معها كل أشكال الحرام والباطل والكذب والدجل , وهذا يدلنا على شيء مهم وهو أن في النظام الاسلامي الديني تنظيما عقائديا مختل التوازن كليا وليس جزئيا, فالاسلام مثلا يحرم الربا وبنفس الوقت أرباح البنوك الاسلامية ضعف البنوك العلمانية , ويحرم الزنا ويبيح تعدد الزوجات, ويمنع المرأة من العمل ..وكان يا مكان في حديث الزمان وقريب العصر والأوان رجل أو شخص يمشي على قدمين يبحث عن عمل (يعني عن شغل) وحين وجد العمل كان أمام خيارين:إما أن يعمل موظفاً في أحد البنوك, وإما أن يدخل المخابرات برتبة ضابط , وحين عقد على النية سأل الناس والشيوخ , فأكد له الجميع بأن العمل في البنك فيه نوع من الحرام الذي سيدخل بطنه وبطن زوجته وأولاده في المستقبل وساعتها لن ينفذ ولن يستطيع الهرب يوم القيامة من عذاب النار,فقال : أعوذُ بالله أنا!!! أنا!!!! أنا آكل حرام؟أنا أكون من أهل النار؟!! وكلهم طبعا نصحوه بأن يدخل في المخابرات طالما أنه لا يريد أن يأكل حرام فلا يوجد في المخابرات لا بنوك ولا مصارف ربوية ولا رجال أعمال ولا عمال مياومة.. ودخل كمرشح يعذب في الناس ويجلدهم بالفقر وبسياط الحرمان من الحياة الكريمة ويدعي عليهم ادعاءات باطلة طبعا وكل هذا ليس حراما لأن دينه أوصاه بتعذيب الكفار فكلما احتاج إلى من ينصحه كان يرسل للشيوخ فيأتونه إلى مكتبه طائعين أو يأتونه وأرجلهم فوق رقبتهم يفتون له بأن تعذيب الناس حلالا وخصوصاً إذا كانوا ينتمون إلى اليسار فيشكرهم في نهاية كل لقاء على فتواهم التي تدخل جنة ألله ومخابرات ألله , ويودعهم وداع الأبطال بعد أن يشربوا مع بعضهم البعض نخب النصر , وكان وما زال مقتنعاً بأن العمل في المخابرات لا يوجد فيه حرام نهائيا لأنهم يتجسسون على الكفار وأعداء الوطن الديمقراطيين وأصحاب دعوى الحرية وهذا العمل حلال 100% ولا يطول صاحبه منه أي حرام وهو أفضل من العمل في البنوك التي تقرض الناس الأموال بالفائض ألربوي فهذا الفائض حرام ولا يوجد تمييز عنده بين تأجير رأس المال وبين الربا نفسه ,ومرت الأيام والسنون ,ومرة على مرة وجد نفسه يتعامل مع مدراء كل البنوك واكتشف اكتشافا عظيما بأن المخابرات لا يدخلها إلا أللصوص والحرامية ومدراء البنوك ورجال الأعمال الذين باعوا تراب الوطن بأبخس الأثمان ولم يعطوا المواطن حقه وأصحاب المصارف وآكلي الربا وخصوصا الشيوخ أصحاب الجمعيات الخيرية التي تُقرض الناس بالربا وبالفائض, وقال يوما: لو دخلت أو لو عملت في البنوك كان نفس الشيء ,كان ما اختلف عليّ أي شيء طالما أنني طوال النهار أتعامل معهم وأجندهم ... وكان هو الذي يقوم بتوظيفهم وتشغيلهم لحسابه في البنوك كلصوص وحرامية وأصبح معلمهم الأول والأخير على فنون السرقات وأكل أموال الناس حلالا وحراما, وتخرج من تحت يديه أخطر اللصوص والمفسدين, وسرق معهم الناس والبنوك والمشاريع الحكومية والعطاءات, وسرق طحين الفقراء وأموال الفقراء وباع الوطن للغرباء وقبض الثمن ولم يعط الفقراء حقهم .

وبنفس الوقت من السنة كانت هنالك امرأة أو فتاة جميلة تبحث عن عملٍ لها (يعني عن شغل) وأخيرا وجدت عملين واحد فنانة تلفزيونية تمثيلية وعمل آخر كمرشحة في المخابرات لنيل مرتبة الشرف في الدفاع عن الوطن فاختارت العمل أولا في الفن, ولكن الناس قالوا لها بأن العمل في الفن فيه نوع من الحرام فلربما تتعرض للمس يد مواطن ذكر يعني ممثل معها في دور كمبارس أو أن تضطر مثلا لمصافحة ممثل أجنبي فهذا حرام ولا يجوز, فقالت: أعوذ بالله أنا أشتغل في الحرام؟أنا أدخل النار!!! أنا أعمل في مهنة تدخلني النار؟, وأخيرا اختارت العمل في المخابرات لأن العمل في المخابرات فيه شرف كبير لها كونها تخدم وطنها ودينها وأمتها , ومرت الأيام والسنون بها وهي في المخابرات ووجدت نفسها تعمل مع كل الممثلات ومع كل الممثلين الذين يمثلون عليها أدوار الوطن وحب الوطن ووضعت أيضا يدها في يد الفنانات والراقصات الاستعراضيات واكتشفت بأن المخابرات مكتوب على بابها الرئيسي (لا يدخلها إلا الممثلون) , وشويه شويه ومره على مره وجدت نفسها تضع يدها في يد العاهرات تصاحبهن وتصادقهن من أجل إعلاء كلمة الوطن, ووجدت نفسها بعد فترة وجيزة معلمة كبيرة تعلم كل البنات والصبايا على التمثيل والكراهية والحب المزيف وتخرج من تحت يدها أفضل العاهرات وأخطرهن.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل المواطنة في دول النسور العربية
- كنتُ وما زلتُ طفلاً
- الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان
- مستقبل العلاقات الدولية
- أجاك الخلع يا تارك الديمقراطية
- من الذي يغير شكل العالم اليوم؟
- أناقة محمد أنور السادات
- فساد الملوك لا يحتاج إلى دليل
- نص كلمتي بمناسبة عيد ميلاد ولدي علي اليوم
- مأساة أللواء محمد نجيب,أول رئيس لجمهورية مصر العربية
- وسادتي
- ليس لدينا كرامة ندافع عنها
- من يستفيد من هذا الدرس؟
- المسحوق الأردني
- فشل المخابرات
- ارحلو نريد أن نرى وجه ألله
- حفلة وداع وتعارف
- اصلاحات جلالة الملك
- مبروك الحكومة الجديدة
- المساعدات الأمريكية


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - العمل الشريف