أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد منصور - لا مستقبل للمعارضة التقليدية














المزيد.....

لا مستقبل للمعارضة التقليدية


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 23:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا مستقبل للمعارضة التقليدية
بقلم: خالد منصور - عضو المكتب السياسي لحزب الشعب

بملحمة رائعة أطاحت ثورات مصر وقبلها تونس بالأنظمة الحاكمة الفاسدة المستبدة، وكان أهم ما ميز هذه الثورات أن فئة الشباب كانوا هم المبادرين وهم راس الحربة وعماد الثورة بلا منازع، وما أن انطلقوا حتى اجتذبوا بيسر وسهولة الجماهير الواسعة الغفيرة من المسحوقين والمقهورين، أولئك المتعطشين للثورة والذين طفح بهم الكيل من الظلم والقهر، والمتعطشين لقيادة جريئة وشجاعة تكون مستعدة لكسر حاجز الصمت والخوف، ثم وبعد ذلك تحركت الأحزاب والقوى المعارضة التقليدية لتشارك بالثورة-- وكان هذا بعد أن اتضح لهذه القوى التقليدية أن الثورة حقيقية، وأنها تمتلك ديناميكية قوية للاستمرار وللانتصار.
وقد كان من أهم أسباب نجاح تلك الثورات أن الشباب المبادرين قد حددوا ساعة الصفر لتكون في لحظة بها إجماع شعبي عام على فساد النظام واستبداده، وإجماع على استحالة إصلاحه واستحالة تغييره بالأساليب الديمقراطية التقليدية-- أي من خلال لعبة الانتخابات وصناديق الاقتراع.. فالشباب شعروا بعقم الاستمرار بلعبة الديمقراطية لأنهم أدركوا أن النظام هو الممسك بكل مفاتيح لعبة الديمقراطية وهو المسيطر على آفاقها، ولذلك قرروا اللجوء إلى أساليب غير تقليدية ظن البعض أنها قد اندثرت مع حقبة الديمقراطية الأمريكية، فعادوا إلى أسلوب الثورات الشعبية-- ولكن بلا عنف وبلا دماء-- كما كان الحال إبان الثورات الشيوعية واليسارية والوطنية التي سادت في العالم لأكثر من 60 عاما في القرن الماضي، والتي أطاحت بأنظمة رجعية عميلة، وأنهت الاستعمار الأجنبي، في العشرات من دول العالم.
وبالتأكيد فان ما حصل في تونس ومصر يعتبر تحول كبير وغير عادي في مسار التاريخ العالمي، وهو كنز ثوري هائل يمكن لكل القوى والأحزاب العاملة في دول تسود فيها أنظمة مستبدة فاسدة أن تستفيد من دروسه، فبوضوح يمكن رؤية أن الوضع الذي كان سائدا في كل من تونس ومصر، هو والى حد كبير متماثل مع ما هو قائم في معظم الدول العربية ودول العالم الثالث، فالفساد مستشري إلى حد كبير، والقمع وانتهاك الحريات والحقوق شائع، والفقر والبطالة وأزمات السكن والتعليم والبطالة تضرب بالمجتمعات حتى النخاع، وكل ذلك يشكل بيئة خصبة لثورات الشعوب، وذلك إن أحسنت القوى الحية استغلالها للانقضاض على النظم الحاكمة.. لكن هذا يتطلب من هذه القوى أن تقوم بعملية ثورية جذرية في داخلها.. لتحدد أولا ما الذي تريده.. وبأي الوسائل.. وان تعيد تعريف نفسها لتقول هل هي قوى إصلاحية أم قوى ثورية.. وتحدد علاقاتها بالأنظمة لتكون إما قوى معارضة فتطرح نفسها كبديل.. أم قوى متذيلة وتسعى ليكون لها نصيب من مؤسسات النظام، وتعتاش على الفتات الذي يهبها إياه النظام..
لقد أكدت انتصارات الثورات الشعبية في كل من مصر وتونس أن الشعوب إذا هبت ستنتصر، وان التظاهرات والمسيرات والنزول إلى الشوارع لمخاطبة الناس وتحريضهم وتعبئتهم من اجل حقوقهم ومصالحهم، وعمليات التحشيد وتشكيل مجموعات الضغط.. يمكن أن تحقق انجازات أكثر بكثير من اللعبة الديمقراطية المسماة بالانتخابات، والتي يمكن للأنظمة الحاكمة التلاعب بها واستخدامها لإعادة إنتاج الفساد والقمع، من خلال إعادة ترتيب الأدوار وتجميل السياسات بما يكرس نفس النظام ويطيل عمره..
كما وان احد أهم دروس ثورتي مصر وتونس التي على القوى التي تعتبر نفسها معارضة الاستفادة منها هو أنها لن تستطيع أبدا الوصول إلى تمثيل واسع للجماهير والخروج من دائرة أل 1 إلى 5% بنفس الأساليب التقليدية، وأنها ستستغرق سنين طوال لتضاعف قوتها الجماهيرية.. في حين أن انخراطها في العمل الشعبي والنزول للشوارع وتبني سياسات ثورية جذرية وتبني قضايا الجماهير، والجرأة والصلابة في الدفاع عن هذه القضايا.. إن ذلك سيمنحها ثقة الجماهير وتعزز من التفاف هذه الجماهير حولها.
مخيم الفارعة – 15/2/2011



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللطلاب حق في الضريبة يا فياض
- الموت على حاجز الحمرا
- يسألونك عن الغلاء
- انجازات الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في العام
- ادفنوا أوهامكم وانهضوا
- نحب الكرمل ونكره مغتصبيه
- اشتباك بالأيدي وتدافع بالأجساد بين الفلسطينيين وجنود الاحتلا ...
- لن نبكي ولن نتوسل
- حي على الزيتون
- فتوى لاهاي والدور المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية
- بورين في مواجهة المستوطنين
- دوافع معارضتنا للمفاوضات
- يوم انتهك حقنا في الاختلاف
- 27 عام على تأسيس الإغاثة الزراعية – ولدت لتقاوم
- من رحم المعاناة ولدت
- لنلتقي ايها السادة
- قهوة عربية بنكهة أمريكية
- سلام عليك أيها الشيخ رائد
- شعارات لمظاهرة فلسطينية في ذكرى فتوى لاهاي ضد الجدار
- رسائل في ذكرى لاهاي


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد منصور - لا مستقبل للمعارضة التقليدية