أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - المسيحيون مجددا ... لماذا ؟














المزيد.....

المسيحيون مجددا ... لماذا ؟


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 12:21
المحور: حقوق الانسان
    


مصير الاقليات الصغيرة الحجم في العراق مؤسف بكل المقاييس الانسانية التي عرفنا وقرانا عنها , فهذه الجماعات الصغيرة مقارنة بالقوميات الكبيرة في العراق , باتت عرضة للابتلاع من قبل الاخرين . هذا الابتلاع الذي ياخذ طابع السبي والسلب المعاصر المتماشي مع روح الهمجية والتشرذم في ممارسات البعض في عراق القرن الحادي والعشرين , ياخذ ابعادا ودلالات لاتنتهي عند القتل والتهجير المتعمد الذي يستهدف هؤلاء الاشخاص المنتمين الى تلك المجموعات الصغيرة فحسب , وانما يمتد ليشتمل ايضا السطو على ارثهم الحضاري الخالد في العراق , هذا الارث الذي يعبر من جهتهم هم عن مدى عمق التواجد التاريخي لهم في هذا البلد ومدى المشاركة الفاعلة لهم في تطوره وبنائه , في حين يعبر عند كارهيهم عن حالة من الضعف والانهزام التي تريد في غفلة من الزمن العمل على سحق هذا الارث العظيم الذي خلفته ما تدعى اليوم بالاقليات الصغيرة الحجم في العراق .

الاقليات الصغيرة في العراق تشتمل وفقا لبنيته السكانية المعقدة على العديد من المكونات التي لاقت وذاقت ذات المرارة وذات المصير في فترات زمنية مختلفة . ففي فترة ما يتصاعد حجم الظلم والسياسة العدوانية الممارسة سلطويا او مجتمعيا ازاء البعض منها في حين يخف ازاء البعض الاخر . كما حصل مثلا خلال الفترة الماضية في حكم العراق . اما اليوم فتعاد الادوار الظالمة مجددا بتغيير عقارب الاستهداف نحو فئات اخرى بعد ان تم القضاء على ارث من تم استهدافه في تلك الفترة وتم الاطمئنان من انهزامه على الاقل نفسيا في الساحة العراقية . ولعل ابرز مثال على ما تقدم هو ماعانه الكُرد الفيلية سابقا وحاضرا وما يعانيه المسيحيون اليوم لا حقا .

في اطار البحث الذي اجريته قبل فترة من الزمن وتقدمت به الى معهد العلاقات الدولية في جامعة وارشو لمرحلة ما بعد الدكتوراه Post Doctorate, اشرت الى حجم الخطر الذي يتهدد الاقليات صغيرة الحجم في العراق . وتم التاكيد على ان الوضع الحالي لا يتيح لهؤلاء جميعا العيش بعيدا عن التمييز السياسي الذي يمارس من الجهات الرسمية تارة ومن الجهات الشعبية تارة اخر . كما انهم ليسوا بمنأى عن سياسات الانتقام التي تمارس من جهات مختلفة ضدهم بهدف تمزيقهم وتشتيتهم والسطو على حياتهم المادية والمعنوية بما فيها منجزاتهم الحضارية التي تعد شواهد حقيقية تدل على عراقة وجودهم في العديد من مدن العراق .

اليوم بدانا نشهد في تكريت على سبيل المثال توجه جديد نحو طمس المعالم المسيحية في هذه المدينة التي سكنها المسيحيون منذ القدم , والحجة التي يتقدم بها دعاة هذا التوجه السياسي الجديد , هو العمل على تطوير الشوارع في المدينة تلك , وكأن هذا التطوير لا يمكن له ان يتم دون طمس المعالم غير العربية في المدينة , والا فانه سيكون بهذه الحالة تطويرا ناقصا لا يرتكز على ارض صلبة !!!.

عقلية نفي الاخر انطلاقا من عدم الايمان بانسانيته هي التي تدفع اولئك باتجاه اتخاذ القرارات التي من شانها العمل على قتل المسيحين وغيرهم بشتى الصور , وهو امر لا يمكن السكوت عليه مطلقا , لانه مدخل جديد لتشريد وتهجير الاقليات الصغيرة لازالت تمارس فصوله بطريقة بشعة مع كل من لا يؤمن بالعنف او لا يملك مصادر القوة العسكرية الكافية للدفاع عن ذاته , لانه بالاساس لا يؤمن بهذا الاسلوب في التعاطي مع ابناء الوطن الواحد .

لو كان لي الحق في ان اوجه نصيحة ما للمسيحين وبقية ابناء الاقليات الصغيرة في العراق , لقلت لهم عليكم ان تتحدوا لتكونوا بحجم يؤهلكم للحصول بقوة تمثيلكم البرلماني على شيء مما تستحقون في بلدكم الاصلي العراق , طالما انكم تتعالون عن استخدام الاساليب الهمجية في الحصول على حقوقكم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة , في بلد لازال اعداد غير قليلة من الممسكين فيه بزمام الامور سلطويا او مجتمعيا لا يؤمنون بحقكم في الحياة , وكانها منحت لهم كي يمارسوا الانتقام من امثالكم لا لذنب ارتكبتموهم بل لانكم مجرد اناس مسالمون ساهمتم كما ساهم العرب والكرد والتركمان المسالمون في بناء هذا البلد شانهم في ذلك شان كل الشعوب المسالمة المتحضرة التي بنت حضارات وامم يعتد بها ويشهد الجميع بفضلها على البشرية , لان البناء يا اصدقائي الاعزاء ليس نتاجا للانحطاط والتخلف والهمجية , انه نتاج الامم المتطورة , لذا مورس سابقا ولا زال يمارس اليوم ذات السياسات التي حطمت بناء مهما في جغرافية العراق السكانية بهدف القضاء على الاقليات الصغيرة الحجم , كي لا يتم الاشارة يوما لها بانها هي التي اسهمت مع الاخرين في بناء العراق واعطته هذا الالق الذي يخشى منه اولئك الذين لا هم لهم سوى تدمير وتشريد الاخيار الموجودين فيه .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل
- كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟
- بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب
- جيوبولتيكا السلام والحرب
- الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟
- الضرائب البيئية والتمييز العنصري الجديد بين الشعوب


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - المسيحيون مجددا ... لماذا ؟