أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد صقر - مفهوم الثقافة وخصائصها في عصر العولمة .















المزيد.....

مفهوم الثقافة وخصائصها في عصر العولمة .


أحمد صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 13:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مفهوم الثقافة وخصائصها في عصر العولمة
إن الفعل " ثقف" فى اللغة العربية يعنى قوم الاعوجاج- وكان العربى يقول: ثقفت الرمح : قومته " وعليه يتبلور لنا معنى الثقافة فهى تعنى تقويم ما هو بحاجة إلى تقويم وتعديل، وبطبيعة الحال فإن الإنسان يعيش وسط مجتمع تحكمه الكثير من القيم الخيرة والشريرة وعليه أن يعى جيداً أن الثقافة هذه إنما هى " أمر ينطلق من ذات الإنسان، ويحمل معنى التقويم والتقنية " رقياً " بهذه الذات باتجاه معانى الخير والحق والعدل والجمال، وسائر القيم والثقافة فى جوهرها عملية إطلاق للطاقات باتجاه توليد وعى جمعى يشكل الهوية التى تقود وتطبع الحضارة بطابعها ذلك أن مجمل هذه الطاقات المشكلة من القيم والمعانى التى تتجه رقياً نحو الأفضل تصبح هى فى النهاية ما يميز أمة من الأمم أى أن ما يميز شخصية أمتنا العربية هى لغتنا العربية التى تجعلنا نفكر ونبدع فى كافة المجالات من الفنون وعلوم معبرين عن أعرافنا وتقاليدنا كل هذه مجتمعه تسمى الثقافة العربية.
على أننا سنأتى على نقطة ذات أهمية بالغة أقصد اللغة العربية التى تعد هى المفهوم الأول فى الثقافة العربية، ومحاولة الغرب تقليل شأنها وأهميتها بوضع اللغة الإنجليزية تحديداً بديلاً إجبارياً يترتب عليه تحقيق العولمة المزعومة ومن ثم تأتى الفنون البصرية مركزة على أهمية الصورة البصرية الجسدية وليس على اللغة وهى مرحلة ظهرت فى الإبداع حملت مسمى التجريب الذى قلل من أهمية اللغة المنطوقة واستعاض عنها بلغة الجسد ومن ثم قلل من أهمية لغة النص الأدبى وازداد أهمية اللغة المرئية.
إن التعريف السابق لمفهوم الثقافة لا يختلف عما تقول به هناء عبيد حين تعرف الثقافة بأنها هى الذاكرة الجمعية لأى مجتمع من المجتمعات، هى تشكل قيم هذا المجتمع والسلوكيات المرتبطة بالأدوار المختلفة فيه : فالثقافة هى أساس هوية المجتمع وانتمائه، وتميزه عن غيره من المجتمعات ..
وهكذا يتفق هذا التعريف مع التعريف السابق لمفهوم الثقافة وهو ما سوف يتضح فى نهاية المطاف ويؤكد على معنى هام ألا وهو أن مفهوم الثقافة يتلاقى ويتوحد مع اختلاف وتباين ثقافة كل أمة وكل مجتمع حتى أننا سنؤكد فى الختام على تعددية ثقافات العالم وتوحدهم فى القيم الإنسانية الأساسية فحين نتحدث عن هوية عربية، أو ثقافة غربية تميز الشعر الانجليزى أو تتوافق فى المجتمع الإيطالى كل هذه الاختلافات تأتى أمر طبيعياً لا يعنى توافر سمات مشتركة بين هذه الأمم وبين هذه الثقافات.
يؤكد جابر على خطاب على مفهوم الثقافة بقوله الثقافة فى معناها العام هى النموذج المعاصر للحياة فى مجتمع ما فى فترة زمنية معينة. فالثقافة لا يقتصر مفهومها على مجموعة معارف الإنسان أو معتقداته أو اتجاهاته وآرائه وما غير ذلك من أنشطة معرفية وعقلية بل أنها أيضاً تشمل جميع مظاهر حياته المختلفة من طقوس وعادات وأعراف وقوانين وظواهر وعمليات وأنشطة سلوكية وأنماط علاقية وأخرى حياتية بتجلياتها وانعكاساتها المختلفة .
إن ما أشار إليه جابر على خطاب إنما يأتى متفقاً مع التعريفيين السابقين فهو يؤكد أن الثقافة إنما هى قلب وجسد أى مجتمع لا يمكن أن يحيا الجسد بدون القلب والعكس صحيح.
على أن الدكتور زكريا طاحون يضعنا فى حيرة الباحث إذ يؤكد أن الثقافة ليست شيئاً ملموساً يخضع للتعريف والتوصيف، ولكنها عملية تنظيم مراحل متتالية، نذكر منها- المعارف والبيانات التى تحويها الكتب والمجلات ومتاحف الفنون، إلى غير ذلك من عناصر المادة الخام للثقافة – ما يتعرض له الإنسان بالقراءة والمشاهدة والاستماع، وما يصاحب ذلك من شروح فى المدرسة والجامعة والمنشئات التعليمية، لينتقل ذلك إلى عقل الإنسان ووعيه- ما يختزن بالذاكرة والوعى (وهى جهاز واحد من أجهزة الإنسان) من معارف، وما يحدث بينها وبين سائر أجهزة الفكر والإحساس فى الإنسان من تفاعل، عندئذ تتحول المعارف إلى ثقافة فى باطن الإنسان، ويعبر عنها سلوكه، فإذا شاعت فى أفراد المجتمع إلى ثقافة المجتمع التى تضبط استجاباته وسلوكه.
إن التعريفات السابقة لمفهوم الثقافة إنما تؤكد على اختلاف الثقافة المحلية عن الثقافة المحمولة التى تسعى أمريكا أو فرنسا إلى فرضها ذلك أن الثقافة التى تميز المنطقة العربية ما هى- وكما يرى د. حسين مؤنس- إلا "ثمرة كل نشاط إنسانى محلى نابع عن البيئة، ومعبر عنها ومواصل لتقاليدها فى هذا الميدان أو ذاك".
أى أن الثقافة إنما هى نتاج النشاط الإنسانى لأبناء هذا المجتمع سواء هى أفلامهم ومسرحياتهم وأعمالهم الدرامية التلفزيونية وهى معارضهم الفنية وندواتهم الشعرية كل هذه الأنشطة الإنسانية إنما تمثل فى مجملها ثقافة هذه الأمة من الأمم وهى تتميز بطبيعة الحال عن غيرها من ثقافات الأمم الأخرى وإن اتفقت معها فى التعبير عن القيم الإنسانية العالمية.
غير أن د. باسم على خرسان" يؤكد أن مفهوم الثقافة لا يمكن تحديده تحديداً واضحاً فى مفهوم واحد – وهو ما يقترب من رأى د. طاحون لما تمثله الثقافة من اتساع وشمول يمس مختلف جوانب الحياة. وبرغم صحة ما أشار إليه إلا أن طبيعة الدراسة تقتضى تحديد مفاهيم معينة تحديداً يسهم بدوره فى اكتمال ملامح وجوانب الدراسة وإن كنا على يقين من أن تنوع التعريفات وتعددها وتنوع وتعدد جوانب الحياة لا يمنعنا من تقديم تعريفات لمفاهيم الثقافة ونحن إذ نفعل ذلك نعى جيداً أوجه الاختلاف بين هذه المفاهيم خاصة منها ما سيتضمن بعداً سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً أو اجتماعياً، إلا أننا مع ذلك نؤكد على صحة جميع هذه التعريفات ونأخذ منها ما يخدم قضية البحث.
من المنطلق السابق يرى د. السيد ولد أباه فى تعريفه للثقافة تعريفاً يراعى الأبعاد الانثربولوجية للثقافة بقوله " هى مجموع جوانب القضاء التواصلى البشرى. أى إدراك البشر لواقعهم والدلالة التى يسندونها له، والمشاريع التى يتبعونها لتغييره وتحريره، بالإضافة إلى أنماط العلاقات التى يقيمونها فيما بينهم. فيدخل فى هذا التحديد كل ما يمس الجوانب العقائدية والمعرفية والسلوكية، دون تميز أو حصر" ..
إن التعريف السابق يلتقى مع التعريفات السالفة عليه ولا تأتى بجديد إلا من حيث كون الثقافة تسعى من وراء المشاريع التى يتبناها أبناء هذا المجتمع أو ذاك إلى تغير واقعهم وتطويره وتحريره من أنماط الاستغلال أو الاحتلال على كافة مناحى الحياة دون أن ينغلق المبدعين فى دوائر ضيقة لإبداعاتهم.
ومن التعريفات المتميزة للثقافة والتى سعت من وراء طرح مفهوم للثقافة إلى الربط بين التعريف وبين الأزمة التى مرت بها المنطقة العربية ونقصد بها أزمة الخليج الأخيرة والحرب التى كانت خاتمتها، حيث يعرف تركى الحمد الثقافة بأنها هى " مصدر القيم ومصدر المعايير ومصدر الأحكام التى تحدد السلوك فى نهاية المطاف فالسلوك عبارة عن ترجمة عملية للتصورات الذهنية المنبثقة عن ثقافة ما والمحددة لدرجة إدراك العالم المحيط ومن ثم الحكم عليه والسلوك بناء على كل ذلك".
وهكذا يرى الحمد فى هذا التعريف ما يتفق مع التعريفات السابقة غير أنه يربط بين الثقافة العربية وبين أزمة الخليج الثانية بين الكويت والعراق وكيف حسمت وما استخدم من خطابات سياسية من قبل النظام العراقى يؤكد تركى الحمد نقلاً عن السيد ياسين قوله " إن ما يزخر به خطاب الرئيس صدام وغيره من الخطابات التى أذاعها، لتكشف بصورة جلية عن تعمد اصطناع لغة دينية واضحة سواء فى وصف النفس أو وصف الأعداء، أو فى إثارة الأمجاد الإسلامية القديمة، بأسلوب تختلط فيه الأوهام بالحقائق ويتزاوج فيه تحليل الصراع وفق المنهج السياسى مع تهويمات غائمة أقرب ما تكون إلى لغة الدروايش منها إلى لغة الصراع السياسى المعاصر، والتى عادة ما تكون واضحة قاطعة ومركزة، قادرة على إيصال رسالتها إلى العالم".
الخصائص العامة للثقافة (مقومات الثقافة):
حينما نتحدث عن الثقافة فإننا لابد وأن نطرح نقطة هامة تتعلق بالثقافة أقصد بها هل للثقافة خصائص أو مقومات تميزها وتجعل لكل أمة خصائص تميز هذه الثقافة عن تلك فمثلاً نحن نتحدث عن ثقافة عربية واحدة ولكن هناك بين البلدان العربية ما يميز هذا البلد عن الآخر بحيث يسميها تركى الحمد بالثقافة الفرعية إذ يقول فى هذا الصدد (نعم هناك ثقافة عربية واحدة ذات خصائص محددة ومعينة مشتركة ولكن إلى جانبها، أو فى إطارها، هناك ثقافات فرعية لا يمكن حصرها فعلى المستوى الأفقى هنالك ثقافات وطنية (قطرية) متمايزة، وعلى مستوى الإقليم هنالك تمايز أيضاً وهكذا ".
إن قول تركى الحمد إنما يأتى صحيحاً ومقنعاً فنحن نقول هناك ثقافة يونانية أو رومانية أو مسيحية أو إسلامية أو بروليتارية أو شيوعية ... إلخ فإن ذلك القول يعد صحيحاً وهو ما يأتى مخالفاً لما تسعى إليه أمريكا لفرض ثقافة أحادية تلغى فى المقابل ثقافات الآخرين. إن الثقافة العربية مع ذلك تتميز ببعض الخصائص العامة التى تميزها عن غيرها من الثقافات الأخرى بل وتجعلها منفردة من أهم هذه الخصائص:-
1- إنها ثقافة ماضوية فى مقابل المستقبلية.
2- أسطورية فى مقابل الواقعية.
3- أحادية فى مقابل التعددية.
4- رغبوية فى مقابل التاريخية.
على الرغم من صحة الرأى السابق فى تحديد بعض من خصائص ثقافتنا العربية، إلا أنها مع ذلك خصائص تميزها بين غيرها من ثقافات العالم الأخرى، ولا تأتى كما يتضح من المعانى الظاهرة لنقاط التميز والتخصص لهذه الثقافة، بل هى تحوى بدواخلها الكثير من المعانى الإيجابية إن نحن إلتزمنا الحياد الفكرى فى النظر إليها. عرف بعض المتخصصين فى علوم الحضارة والثقافة ثقافتنا العربية بأنها تتمتع ببعض المقومات التى تجعلها تختلف عن غيرها من المقومات التى يعلنها دعاة العولمة. وقد تحدث من بين هؤلاء المتخصصين د. السحمرانى عن هذه المقومات وحددها فى النقاط التالية:-
1- الإيمان الدينى.
2- الإنسان هو المحور الرئيسى فى حضارتنا.
3- الروح الجماعية.
4- التوازن الروحى- المادى أو المعنوى- المادى.
5- ثقافتنا تمجد القيم وتعلى من شأنها.
6- وثقافتنا تقدس الرابطة الزوجية.
وهكذا تتميز هذه المقومات بالدعوة إلى المحافظة على القيم الدينية السامية، إذ أن بلادنا هى مهد الرسالات السابقة، والإنسان هو المحور الرئيسى التى تسعى الحضارة لإسعاده ولكن ليس على حساب الجماعة، إذ أن ديننا يرفض الأنا ويدعو إلى الجماعة ويدعو أيضاً إلى تحقيق التوازن المادى والروحى وأيضاً تأتى الأسرة هى الوعاء الحق الذى فيه تتحقق هذه المقومات.
وإذا نحن قبلنا ما سلف تأتى هذه المقومات صحيحة قادرة على مواجهة ثقافة العولمة التى تسعى أمريكا لفرضها على العالم وتسعى من وراء ذلك إلى إلغاء الآخرين والتركيز فقط على ثقافتها المتفردة ذلك أن العولمة الأمريكية تدعوا إلى " إيجاد ثقافة كونية أو عالمية تحوى منظومة من القيم والمعايير لفرضها على العالم أجمع" بل أكثر من ذلك فإن العولمة الثقافية الأمريكية تدعو صراحة إلى " محو الهويات الثقافية المتقدمة، وإنها فعلاً تسعى إلى فرض نظام ثقافى موحد على كل أنحاء العالم، إلى جانب ظهور الأفكار العالمية الجديدة التى تكون خطراً مباشراً لزعزعة المواقع التقليدية لنخب سياسة حاكمة تخشى من التجديد" .
إن الرأى السابق يؤكد فى نظرته الأحادية القاطعة على كون العولمة الثقافية تسعى فقط إلى محو الهويات الثقافية الأخرى وإلى فرض نظام ثقافى عالمى واحد، وبرغم أن هذا الرأى قد يلقى قبول من قبل العديد من المثقفين فى دول العالم، إلا أننا نتفق مع رأى تركى الحمد الذى يرى فى حوار الثقافات أو تلاحقها أو حتى تصادمها رأياً آخر، فهو يقول " سواء تحاورت الثقافات أو تلاحقت بإحدى الطريقتين أو بغيرهما، فإن ذلك لا يعنى مسح" أحدهما لصالح الآخر، أو الغاء " هوية " أحدهما والذوبان فى هوية الآخر فاليابانى مازال يابانياً والكورى ما زال كورياً فى الجوهر رغم كل المؤثرات الثقافية .
على الرغم من صحة الرأيين إلا أنه يظل هناك الرأى الثالث الذى يؤكد على أن الغرب يسعى إلى تحقيق مفاهيم جديدة للتدخل الثقافى فالبعض قد يستخدم مفهوم الغزو الثقافى والبعض الآخر يستخدم الاختراق الثقافى بينما يستخدم ثالث مفهوم الثقافة العالمية دون الأضرار بالآخرين إذا أردنا أن ندقق قليلاً فى هذه المفاهيم فإننا ندرك أن الغزو الثقافى يختلف عن الغزو العسكرى الذى يحتل أراضى الشعوب المغزوه بينما الغزو الثقافى لا يحتل الأرض ويترتب على احتلال الأرض بقاء المستعمر إلا أنه يرحل مع انقضاء الوقت بينما يبقى الغزو الثقافى ماثلاً فى عقول الشعوب ولنا فى ذلك مثالاً حياً نتمثله فى واقعنا العربى فقد زال عن بعض بلداننا العربية الاحتلال العسكرى ولكن ظلت ثقافة هذا العدو تسرى فى عقول ووجدان هذه الشعوب إلى يومنا هذا، انظر إلى بلاد المغرب العربى ومنطقة الخليج العربى.
يؤكد د. باسم خرسان على أن الغزو الثقافى يختلف عن الاختراق الثقافى ذلك أن كلاهما يسعى إلى تحقيق نفس الهدف، وإن كانا يختلفان فى الوسيلة " فإذا كان مفهوم الغزو الثقافى قد اقترن بمرحلة السيطرة الأوروبية المباشرة على العالم فإن مفهوم الاختراق الثقافى قد اقترن بالتطور الثقافى فى مجال الاتصالات والمعلومات حيث وجدت الدولة المالكة للثقافة نفسها اليوم أكثر قدرة على التأثير ثقافياً على الدول الأخرى وبالتالى إخضاعها من دون حاجة إلى استخدام القوة العسكرية ".
مما سبق يتأكد لنا أن ما يحدث على الساحة العالمية هو اختراق ثقافى وليس غزو ثقافى ذلك أننا تخطينا هذه المرحلة ويكفى أننا جميعاً عندما نستخدم خدمة الانترنت نخضع جميعاً على مستوى العالم لمتحكم واحد هو أمريكا. وعليه نجحت فى توصيل ما تود أن توصله ثقافياً دون أن تحرك جندى من مكانه اللهم فيما يتعلق بالعراق وأفغانستان وبعض دول الاتحاد السوفيتى المتحلل وللأمر أبعاد سياسية أخرى.
إن قبولنا بكل هذه الآراء السابقة أو الاختلاف معها لابد أن يضعنا أمام نقطة لابد من التعرف عليها ولابد ألا نتجاهلها لأنها تضيف لمفاهيمنا بعداً جديداً فيما يتعلق بقضية الثقافة فى مواجهة الاختراق الثقافى المعولم. ونقصد بذلك أهم سمات وصفات وأهداف العولمة الثقافية المتأمركة المتمثلة فى:-
1- تمجيد الاستهلاك والمبالغة فى الصرف.
2- تقديس الفردية.
3- توليد مناخات العنف.
4- ثقافة العولمة / الأمركة مادية الأبعاد لا تقيم وزناً لغير الكم والمقدار ولغة الأرقام.
5- ثقافتهم، بطابعها المادى هذا، لا اعتبار فيها للقيم الأخلاقية السامية.
6- لا مكان للأسرة المستقرة فى ثقافتهم.
7- إن ثقافة العولمة لا تحترم الخصائص العقدية والثقافية للشعوب والأمم، أى لا تحترم المجتمع التعددى" .
إن القراءة المتأنية لأهم مقومات العولمة الثقافية المتأمركة إنما تؤكد ما يأتى مناقض لأهم مقومات ثقافتنا فنحن لا نقدس الفردية على المستوى الدينى ولا نرحب بالعنف ولا نسعى لخلق مناخات تولد العنف ونحن نرحب بالاسرة ونحترم عقائدنا وعقائد غيرنا من الأمم ولا نقيم وزناً للثقافة المادية كما تفعل العولمة الثقافية الأمريكية. من كل ما سبق يأتى رفضنا لقيم ومفاهيم العولمة الثقافية المتأمركة.



#أحمد_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التغيير بين القبول والرفض.. الشعب يغيير والرئيس والحاش ...
- السلطان الحائر ..الرؤية النصية وقضايا الديموقراطية
- قراءة نقدية تحليلية في اطار نظرية التلقي لمسرحية اللصوص للكا ...
- ازدهار العلاقة بين المسرح والمجتمع في الفترات الثورية .
- أزمة الإنسان الأوروبي والأمريكي في أعقاب الحرب العالمية الثا ...
- مصطلح السينوجرافيا بين أوديب ملكا والأيام السعيدة
- المونودراما ..قراءة في نصوص وعروض مسرحية .
- المسرح التحريضي ( الإثارة- الدعاية ) في أمريكا
- المسرح السياسي في أمريكا
- المسرح أحد وسائل الاتصال الجماهيري وعلاقته بالمجتمع
- القضية الاجتماعية في المسرح المصري (سعد الدين وهبة نموذجا )
- قضايا العولمة الثقافية وموقفنا منها
- العولمة الثقافية
- النقد النسائي (النسوي)
- نظرية العرض المسرحي في المسرح العرائسي للطفل
- تاريخية العولمة والقوي التي دفعت العالم إلي التغيير
- الارشادات المسرحية في مسرحية الزفاف الدامي للكاتب الاسباني ل ...
- البيئة العربية في مسرح لوركا الاسباني
- المسرح بين التجريب والعولمة
- في النقد التطبيقي ..مسرح نصرة المرأة


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد صقر - مفهوم الثقافة وخصائصها في عصر العولمة .