أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل عبدالله - كن محبا متفائلا .. لا تقتل نفسك














المزيد.....

كن محبا متفائلا .. لا تقتل نفسك


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 08:49
المحور: الادب والفن
    


استيقظت فزعا على صرخات الرجل وهى تمزق أنفاس الصبح الأولى يوم من الأيام , استطعت أن أميز بعض الكلمات من بينها, كان الرجل يصرخون : يا ربي على المصيبة.. يا الله.. استرها معنا يالله.. خرجت على الفور بملابس النوم عاري القدمين, أبقيت باب شقتي مفتوحا ووقفت أمامه لحظة إلى أن تبين مصدر الصراخ, كان يأتي من كل مكان في الحي من كل شقة من كل نافذة منزل, صعدت السلم للطابق العلوي لأشاهد من فوق السطح , وقفت أمام السور من الناحية الشمالية الغربية فرأيت مصدر الصياح , أخذت أدق رقم جوال هاتفي بشدة إلى أن فتح لي صاحب الشقة الباب, كان ممسكا بسكين طويلة !! , السكين كان ملوثا بالدماء, تناثرت أيضا على ملابسه بقع دماء..
ترى هل ذبح الرجل زوجته؟
تنبهت إلى أنه كان لوحدة ويعيش بمفرده, لم يكن يحتل وظيفة ما غير أنه كان يعيش عيشة مستورة ربما من راتب كبير من وظيفة أخرى أو لعله كان من ذوى الأملاك.
صرخت فيه: أرمى السكينة على الأرض.
ألقى بالسكين على الأرض غير أنه استمر في الصراخ فأمسكت به من كتفيه بقوة وقلت له بصوت آمر
كف عن الصراخ يا رجل وقل لي.. من ذبحت بهذه السكين؟ هل هاجمك لص فقتلته.. أم قتلت أحد الجيران؟
فرد وقد استولت عليه نوبة بكاء حادة لا .. لقد قتلت ولية نعمتي ومصدر الخير في حياتي وأملى في الدنيا.. نعم ذبحتها.. لقد ذبحت الإوزة.!!
نعم.. شو ؟ ألوزة.. لك صديقة اسمها وزه ؟
لأ.. هي وزه.. أو إوزة كما تسمونها بالفصحى.
آه فهمت.. شو يعني هل اكتشفت إنها مصابة بأنفلونزا الطيور؟
لأ لقد كانت صحيحة الجسم لم تشك من أمراض في حياتها.. إنها وزه فريدة ليس لها مثيل في الكون كله.. لقد كانت تبيض ذهبا.. كل صباح كانت تبيض بيضة من الذهب الخالص ومدموغ أيضا.
وماذا كنت تفعل بهذا البيض؟
عندي خزينة كنت أضع فيها البيض كل صباح, وفى حالة احتياجي لسيولة مالية كنت أبيع بيضة أو بيضتين..!!
سنوات طويلة وهى تعطيني البيض الذهبي ولكن الشيطان لم يتركني في حالي.. أخذ يهمس لي في أذني
ويوسوس لي في صدري..
نعم.. أحك لي ماذا قال لك هذا الشيطان السافل؟
قال لي.. ياراجل.. كل يوم تضيع وقتك في الحصول على بيضة واحدة ذهبية.. ثم تتعذب في المواصلات لكي تودعها في خزنتك .. لماذا لا تحصل على البيض كله بضربة واحدة وبذلك يتوفر لك رأسمال عظيم تستطيع أن تفعل به ما تشاء.. تستطيع في شهر واحد أن تنشئ أعظم مشروع لك .. تستطيع أن تبنى مدينة كاملة في الصحراء.. تستطيع أن تشترى وتقيم مشاريع تكسب منها ما تعجز كل إوزات العالم الذهبية عن بيضه.
استفزني غباء الرجل فصحت فيه: فذبحتها يا غبي.. لماذا لم تجر لها عملية جراحية تخرج بها الكنز من أحشائها وتعيد خياطة الجرح مرة أخرى لكي تواصل عملها كمنجم ذهب بعد ذلك؟
أجاب : فكرت في ذلك ولكن الأمر كان يتطلب اللجوء لجراح بيطري متخصص في الدواجن ولكنى خفت من أن ينكشف سرى فتسرق الإوزة منى أو تأخذها منى الحكومة.. آه .. يا للمصيبة.. ماذا أفعل الآن؟
فقلت له: تسألني أنا ماذا تفعل؟
هل تعتقد أنه يوجد سوق للطيور تستطيع أن تشترى منها إوزة تبيض ذهبا أو حتى فضة كل يوم..
إنها إوزة واحدة ظهرت مرة واحدة في طول التاريخ وعرضه تصادف أن كانت من نصيب سيادتك..
تصادف أن صاحبها هو أنت..
أنت صاحب الإوزة وأنت صاحب الذهب وأنت الذي ذبحتها..
أعترف أنك أكثر الناس تعاسة على وجه الأرض..
ولكن تأكد كل من سيعرف حكايتك سيكون تفسيره الوحيد هو أنك شخص غبي وطماع, أما أنا فلدى تفسير مختلف..
أنت لست طماعا ولست غبيا, أنت تشعر بذنب عظيم يدفعك بقوة لعقاب نفسك..
هناك رغبة قوية راقدة في أعمق الأعماق عندك تدفعك دفعا لكي تكون فقيرا..
ولذلك أنا أراهن إنك ألان تشعر براحة كبرى بالرغم من صرخاتك الملتاعة لفقد هذا الكنز الذي كان يتجدد كل صباح.

في النهاية : تركت الرجل وعدت إلى شقتي غير إني كنت حريصا بعد ذلك على متابعة هذا المسكين.. لقد اضطر إلى العمل بعد أن أضاع رصيده من البيض الذهبي في مشاريع خاسرة ؟؟ يبدو أن الرجل كان له أصدقاء من أصحاب النفوذ ألحقوه وساعدوه بعدة مناصب في مجالات مختلفة بعيدة كل البعد عن بعضها البعض ربما مديراو مسئول او .. او ..., المهم وفى كل موقع تولاه كان حريصا على أن يذبح كل ما فيه من إوز ذهبي ويذهب عمرة سدى . وعندما عين مسئولا في مؤسسة دولية , دخل مع مستثمرغربي في مشاريع فذبحت هذة المشاريع بعد عدة اشهر من توقيع العقد!! السبب مجهول ؟ ولكن هو الآن مسئول في المؤسسة مهمته ضمان ألا تهبط على أرض غزة أي إوزة طائرة قادمة من الخارج...!؟ هم يقفون يحدقون طول الوقت في السماء وعند ظهور أي نوع من الإوز المهاجر قادم من الخارج يطلقون عليه النار لكي يضمنوا ألا تهرب وظيفته , من الشائع لدى الناس أن الإنسان يبحث عن السعادة, ولكن ذلك لا ينطبق على الناس جميعا, هناك من يبحث عن أقصر الطرق التي تجلب له ولأهله المال المؤقت ويفرح نفسة قليلا وينسى في نفس الوقت انه باع نفسة للغير وخسر كرامته من اجل المال والجاه واسمة في الاخر عمل حاجة !!
أنا فرح وأشعر بالخوف من الذين يبيعون نفسهم للمال باسم " فلنبدا صفحة جديدة " . ودعني أعترف لكم بسر, أنا أيضا عندي إوزة تبيض ذهبا كل طلعة نهار, وأنتم أيضا عندكم واحدة بداخل قلبكم ربما لم تتنبهوا لوجودها, أبحثوا عنها وتعاملوا معها برقة وقناعة وعفة.. كن غنيا بالحفاظ على اصلك .. كن فرحا بان لاتبيع نفسك للغير.

سلامتكم ,,,

ولاء تمراز
فلسطين – قطاع غزة
[email protected]



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرفة و الإبداع في زمن ضاع في الإبداع
- الايدولوجيا الفاشية
- ملحمة البطولة الإنسانية في المقاومة للشعب السوفيتي
- غزة والحلم
- الأحزاب والسلم الأهلي
- كلمة مؤتمر حق العودة للاجئين وقرارات الأمم المتحدة
- دراسة جديدة حول الفقر في قطاع غزة
- رحيل الى الوطن
- دعوني أتكلم - شهادة أمرآة من المناجم البوليفية -
- هناك حروب وسلام
- ملامح المرأة المقاتلة السوفيتية
- فأسيلي تيوركن .. النموذج الثوري المقاتل
- ستالين الزعيم والقائد في زمن قله فيه القادة
- هل بدأت عملية تشكيل هوية الثقافية للفلسطينيين ؟؟؟
- الحرب الوطنية العظمى .. ومقاومة الشعب السوفيتي
- الموت والانبعاث والخلود ...من ذكريات الجيش الأحمر الحرب العا ...
- عندما تلتقي الماركسية بشباب الحزب المثقف
- الحركات الأصولية في المجتمع العربي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل عبدالله - كن محبا متفائلا .. لا تقتل نفسك