أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل عبدالله - الحركات الأصولية في المجتمع العربي














المزيد.....

الحركات الأصولية في المجتمع العربي


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 22:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحركات الأصولية في المجتمع العربي

عانى تاريخنا العربي الإسلامي القديم، كما يعاني عصرنا الراهن، من المواقف الأصولية المتعصبة الجامدة التي تسعى لان تفرض قراءتها الأصولية الخاصة على الواقع الراهن دون إدراك موضوعي لحقائقه وخصوصياته، على أن هذه المواقف الأصولية تتراوح تشددا واعتدالا، ولعل الحركات الإسلامية التي يطلق عليها الحركات الأصولية أو الحركات الإسلام السياسي تكون من ابرز هذه الحركات تشددا وتعصبا .
حيث تنادي هذه الجماعات بالحكمية لله، بديلا عن حاكميه البشر التي تدينها وتكفرها كما تدين المجتمع الذي يرتبط بها، ولما كان القران على حد قول الإمام علي بن أبي طالب " لاينطق وإنما ينطق به الرجال " فان قراءة هؤلاء، بالحكمية لله، ستصبح المرجعية الوحيدة المطلقة في كل ما يمس شئون الدولة والمجتمع، وسوف تصبح قرارات سلطتهم الدينية السياسية قرارات مقدسة لأنها تجسد النص الديني وتنطق به وتحكم باسمة، والجماعات الإسلامية جميعا باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها هي امتدادات وتفريعات من هذه الدعوة وليس ماتمارسة هذه الجماعات من تكفير للمخالفين لرؤيتها ودعوتها، ممارسة عنف " إرهاب " مسلح وقتل على مختلف المستويات الطائفية والسياسية والدينية، إلا مظهرا لما تعتقد أنة ممارية للحاكمية التي تتجسد فيها، قبل أن تنجح في إقامة هذه الحاكمية رسميا .
على أن هذه الجماعات الإسلامية الأصولية جماعات تختلف مع هذه الدعوة أي مع هذه الرؤية إلى الحاكمية الإلهية، بل تعبر عن اختلافها مع الداعين إلى السلطة الدينية العامة، وهي تذهب إلى القول بالدولة الإسلامية لا الدولة الدينية، أي بأن لا يتولى السلطة رجال الدين وإنما رجال مدنيون، على خلاف تخصصاتهم، يقومون بتطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقا شاملا في أجهزة الدولة وفي المجتمع عامة .
والواقع أن التميز بين السلطة وتطبيق الشريعة الإسلامي أو استلهامها في الدولة الإسلامية تمييز وارد، بل هو تميز متحقق بالفعل في اغلب البلاد العربية بمستوى أخر، بل ليس ثمة بلد عربي واحد تتعارض قوانينه وتشريعاته الإسلامية وتستلهمها قراءتها دساتيرها، بل أن بعضها يغالي في تطبيق الشريعة إلى حد الحرفية والجمود والتعصب المظهري الشكلي .
عموما وحسب ما افهمه جيدا أن أركان الأصولية ظهرت في المجتمع العربي مع تفكيك الدولة العثمانية، وتصاعد حركة التحدي الأوروبي، وجاءت ردة الفعل أولا من جانب البيئات الأصولية، ذلك لان الأصولية كانت النبض الوحيد الذي بقي فظهرت حركة الشيخ محمد عبد الوهاب في الجزيرة العربية، ثم تلتها حركة عبد القادر الجزائري، ثم الحركة المهدية في السودان، ثم الحركة السنوسية في ليبيا . والحقيقة تأثرت الحركات الأصولية بالخطاب الديني المعاصر بالمد الأصولي وانتشار حركات الإسلام السياسي والمراكز الإسلامية الإقليمية في الدول العربية, وبخاصة وصول هذه الحركات إلى السلطة في أكثر من موقع أو لعبها أدوارا مركزية في البلدان المتواجدة فيها.
وهنا لابد لنا أن نذكر إلى حالة تطور الفكر الديني الذي واكب ضعف وانهيار الإمبراطورية العثمانية والانكشاف على الحضارة الأوروبية، عبر وصول الاستعمار الأوروبي للمنطقة، في هذا السياق شهدت حركة الفكر الديني نكوصا وتراجعا، كما شهدت مظاهر لحركة إصلاحية مميزة في الفكر الديني كان من أهم روادها رفاعه الطهطاوي وجمال الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا وعلى عبد الرازق وطه حسين وغيرهم، لكن هذه الحركة تراجعت، وهزمت لصالح بروز الإخوان المسلمين الذي جاء على خلفية المعارك الفكرية القومية الكبيرة التي دارت رحاها في الساحة المصرية تحديدا، وفي المنطقة العربية عموما ..انتهى .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل عبدالله - الحركات الأصولية في المجتمع العربي