ملامح المرأة المقاتلة السوفيتية

جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 02:01
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

ملامح المرأة المقاتلة السوفيتية
" من ذكريات الجيش الأحمر السوفيتي "

" إن البطولة الفردية لهذه المأساة الواقعية التي حلت بفتاة دفنوها في الثلوج, تتحول إلى بطولة جماعية..فلم تكن زويا فردا من الأفراد بل صورة أخرى للوطن السوفيتي.."

تشكل المرأة جزءا أساسيا في صورة البطولة التي يقدمها شعر المقاومة , أنها المرأة السوفيتية التي جعلت للحب والحرب والحياة والموت مكانا واحدا, أنها روح المقاومة الصامدة بوجه النازية , تصور الشاعرة " مارغريتا اليفر " شخصية " زويا " التي أعدمها الفاشست بينما كانت تقاتل , وتنقل الرسائل البريدية بين قطعات الجنود . لقد اعدم الفاشيون زويا بعد تعذيب وحشي رهيب ثم القوا بها عارية في الثلوج حتى تجمدت وأصبحت كلوح الجليد , فالشاعرة اليفر وجدت ضالتها الشعرية لتصوغ معنى البطولة ... بطولة العروس التي زفت إلى الثلوج .إن البطولة الفردية لهذه الأساة الواقعية التي حلت بفتاة دفنوها في الثلوج, تتحول إلى بطولة جماعية.. فلم تكن زويا فردا من الأفراد بل صورة أخرى للوطن السوفيتي الذي تمكنت الشاعرة أن تتغلغل في أعماق روحة, وتكشف بطولة هذه الفتاة, وبطولة هذا الوطن في سنوات المقاومة والعذاب. وبذلك أصبحت زويا رمزا للمرأة العاملة والمقاتلة في انتصارها العظيم على العدو الفاشي. وهذه القصيدة ماهي إلا تأكيد على دور الفرد في التاريخ , ورد حازم على المفكرين البرجوازيين الذين يزعمون بأن الاشتراكية لا تعير اهتماما للفرد . تخلد الشاعرة اليفر زويا في مخيلة كل إنسان حين تقول :
احتفظ بصورة زويا بجوارك دوما,
إنني سأراها طوال حياتي واعرف ,
أنها ليست ميتة, أو حية,
زويا الرخامية,
جسدها العذري يمتد على الثلج ,
تتأكد صورة الفرد في القصيدة من خلال التجربة الشخصية وتفاعلها مع الأحداث التاريخية . تصبح زويا على شكل رمز شامل مثل قولها " لتصبحي لنا معبودة " و " كوني مثلنا الأعلى " وتمضي الشاعرة لكي تصف لنا كيف اعدم الفاشست زويا والقوا بها وسط الثلوج إلا أنها تتوهج بقوة وجمال رائعين بينما تصبح الثلوج ضريحا لها ولكن يبقى الجنود على عهدهم في السير على طريق التحرير :
هكذا ترقدين فخورة , مسترخية , ووجهك
الجميل شاحب ,
كل ذلك من اجل سماء الجندي المقدسة,
أخيرا : تبقى ذكرى زويا متوهجة دوما في خيال الشاعرة وأذهان الشعب باكملة , وبذلك تصبح زويا رمزا للخلود والتضحية على مر العصور والأجيال ... انتهى
سلامتكم,

رفيق حزب الشعب الفلسطيني
عضو اللجنة الثقافية
ولاء تمراز

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل