أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ماذا يجري في العراق... لِمَ الحكام مستفزون؟














المزيد.....

ماذا يجري في العراق... لِمَ الحكام مستفزون؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخشية تتصاعد لدى حكام كل الدول العربية, ولكن بشكل خاص نجدها لدى حكام العراق. ماذا يجري هناك؟ لِمَ هذه الخشية؟ لماذا تتهم المظاهرات التي يراد القيام بها بإنها من فعل البعثيين أو من فعل غيرهم من الأحزاب السياسية العراقية التي لم تتلطخ أيدي قياداتهم بدماء الشعب العراقي أو جيوبهم بالسحت الحرام؟ هل فعل حكام العراق شيئاً خاطئاً لكي يخشوا الشبيبة العراقية المقدامة؟ هل عملوا ما لا يُقبل واثاروا الشعب حتى أولئك الذين أيدوهم بتأثير الطائفية السياسية؟
لقد وجهت اسئلة في مقال سابق لرئيس الوزراء ولم أحصل على جواب سوى الاتهامات التي توجه لكل من يقول "لا" وألف "لا" لما يجري في العراق من نهب وسلب, من إساءة كبيرة ومستمرة في استخدام الحكم, من تجويع للشعب, من إهانة لكرامة الإنسان في دوائر الدولة, من قتل وجرح واعتقال وتحقيق مع من يتظاهر في سبيل الخبر والكهرباء.
أنا لست بعثياً, والحكومة أدرى بذلك, كما أني لست عضواً في الحزب الشيوعي العراقي, وأجهزة الأمن العراقية وكذا رئيس الحكومة أدرى بذلك, أنا مستقل تماماً عن كل الأحزاب السياسية العراقية, كما هو حال الملايين من بنات وابناء شعب العراق الأبي, أرى واسمع وأعيش حين أكون في العراق ما يجري لا في الشارع العراقي ولكن ما يجري خلف الكواليس ايضاً. وأردك أن النظام السياسي لم يعد النظام الذي يمثل الملايين من البشر حتى لو حصل على أصوات البسطاء والطيبين من الناس. النظام السياسي القائم في العراق يعتمد الطائفية السياسية, ولن ينفع إصرار رئيس الوزراء على الادعاء بغير ذلك. فمراجعة سريعة لأسماء الوزراء والمستشارين ندرك الطبيعة الطائفية للدولة العراقية الراهنة والسلطة السياسية فيها.
ألم تنطق تلك المرأة الشعبية, تلك الأم المتعبة والمرهقة من الركض وراء لقمة الخبز إلا بالحق حين صرخت "ملينة والله ملينة..!!", كما جاء على لسانها الطليق والحر والجرئ من على شاشة قناة الفيحاء العراقية. كانت تعبر عن حالة الملايين من العراقيات والعراقيين الذين أتعبهم النظام الاستبدادي السابق, وأنهكهم النظام الطائفي الجديد بالركض وراء لقمة العيش, ولكن لن يجدوا غير "الخباز" عند العشاء, كما يقول المثل الشعبي.
يا دولة رئيس الوزراء, أصبح لدينا في العراق دولة بكل الصلاحيات, وفخامة بدون صلاحيات, ومعالي يؤمر ويأمر بما تقرره طائفته وأثنيته, وسعادة ..الخ, ولكن ما هي الحصيلة الفعلية للغالبية العظمى من بنات وأبناء هذا الشعب الجريح. أعتقد جازماً بأنهم يرددون معاً أغنية الفنان الدكتور فاضل عواد مع تغيير مناسب في الكلمات والاعتذار له : "لا خبز .. لا كهربه لا.. مي ..". ستمتلئ ساحة التحرير بشعارات من هذا النوع, إضافة إلى الطلب برحيل الحكومة الطائفية التي لم تحترم حق المواطنة والحرية الفردية والثقافة الديمقراطية.
المظاهرات التي تندلع في بغداد ليست من فعل البعثيين أيها "السادة الكبار" حكام العراق, وليست من فعل الشيوعيين, أيها الكارهون للشيوعية, بل هي من فعل الناس البسطاء, من الذين يعيشون ويرون ما يجري أمامهم. ألم يوقع رئيس الوزراء على ميزانية تمنح الرئاسات الثلاث حق الاستيلاء على أكثر من 36% من الميزانية العراقية, أي أن كلاً من الرئاسات الثلاث تستولي على 12% من الميزانية أما الإنسان العراقي فلا يحصل من البقية كمعدل وسط إلا على فتات الموائد, النزر اليسير, الذي لا يتجاو الأربعين دولاراً في السنة , هذا إذا وزعت الميزانية بالتساوي, في حين, وكما نعرفو فأن العدالة غائبة كلية عن وجه العراق المغبر.
لا اريد أن أسود كل شيء يجري في العراق, ولكن هذه هي الحقيقة بعد أن رجع الإرهابيون يقتلون الناس بالجملة, وعاد قتلة الناس في البصرة وبغداد وغيرها إلى دست الحكم ثانية وبقوة كبيرة وتأثير أكبر على رئيس الوزراء, وعاد الإيرانيون يفرضون إرادتهم عبر بعض رؤساء مجالس المحافظات بمصادرة الحرية الفردية بشكل تعسفي مريع.
اشعر بأن اللعب على مشاعر الناس بتحريك القضايا الطائفية لن ينفع بعد اليوم, غذ أن الوعي الجمعي يتغير ويتطور تدريجاً وستغيب عن ذهن الناس بسبب المعاملة السيئة التي يعيشون تحت وطأتها يومياً.
أدرك بأن الحاكم بأمره سيملأ شوارع بغداد العاصمة بشرطة مكافحة الشغب, وهو يعرف إن هؤلاء الناس ليسوا من المشاغبين, بل هم دعاة حق, دعاة التغيير في الوضع السيء الذي يعيش تحت وطأته شعب العراق وتحسين أوضاع الناس والخلاص من كل ما يعيق بناء العراق الجديد, العراق الحر والديمقراطي حيث يتمتع الناس بحقوق الإنسان والمواطنة والعدالة الاجتماعية ويغيب عن المشهد أولئك الذين ملأوا جيوبهم بالمال العام وما زالوا يقتطعون المزيد من الأراضي وكأنها من أطيانهم ليمنحوها للوزراء ولمن يحبون ويمنعونها عن المستحقين لها.
أكرر ما قاله الشاعر السماوي فهي خير درس للجميع:
وإذا تكاتف الشعوب فأي درب يسلكون
واذا تعانقت الشعوب فأي كف يقطعون
لنتحد جميعاً من أجل بناء حياة أفضل اكثر احتراماً لكرامة الإنسان وأكثر اهتماماً واعتزازاً بإرادته الحرة وأكثر تمسكاً بالهوية الوطنية الحرة والمتساوية, وأكثر احتراماً وتقديراً للمرأة العراقية المقدامة واكثر التزاماً بمساواتها بالرجل.
اقولها مرة أخرى لن تنفع هؤلاء الحكام الذين يتهمون المتظاهرين بأنهم "بعثيون" أو "شيوعيون" أو ما شاكل ذلك, بل إن الغالبية العظمى من المتظاهرين هم أناس من هذا الشعب الذي في غالبيته مستقل عن الأحزاب السياسية ويعمل على وفق إرادته وليس بتحريك من أحد من الخارج أو الداخل.
لتنتصر أرادة الشعب وقضيته العادلة, لتنتصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والأمن والاستقرار والسلام والعدالة الاجتماعية في العراق, لتشرق الشمس ثانية على بلاد ما بين النهرين بعد أن غيبتها الدكتاتورية البغيضة ثم الطائفية المقيتة.
10/2/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليتحرك شباب ميدان التحرير صوب القصر الجمهوري
- هل يعي حكام بغداد ما ينتظرهم ؟
- الشبيبة العراقية تستعيد عافيتها ودورها النضالي
- هل يسير نوري المالكي على نهج نوري السعيد القمعي والدموي؟
- تونس ومصر طلائع النهوض الديمقراطي للشباب في الشرق الأوسط
- الشعب العراقي مدعو للتضامن مع أهلنا في الديوانية!
- مظاهرة الديوانية ...هل هي بداية لتحرك شعبي عفوي معارض؟
- نحو نهوض شعبي متعاظم لكنس النظم الاستبدادية!
- هل المحكمة الاتحادية العراقية مستقلة في قراراتها؟
- هل من رياح منعشة وأخرى صفراء عاتية تهبُّ على العراق والدول ا ...
- هل صبركم صبر أيوب ايها الكرد الفيلية؟
- نحو تصعيد حملة الدفاع عن الديمقراطية لا إضعافها!
- الإرهابيون وحكومة بغداد!
- حرية الشعب والرأي في العراق في خطر!
- هل نقد المسؤولين والثوار خط أحمر وأكثر؟
- الدعوة لاتحاد القوى والشخصيات الديمقراطية مهمة آنية عاجلة
- ماذا يجري في العراق.. إلى أين تجرنا مهازل قوى الإسلام السياس ...
- هل من سبيل لحياة حرة وديمقراطية في العالم العربي؟
- ملاحظات أولية حول خطة التنمية الوطنية للفترة 2010-2014 في ال ...
- من المسؤول عن قتل وعن حماية اراوح المسيحيين في العراق؟


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ماذا يجري في العراق... لِمَ الحكام مستفزون؟