أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - هل من تغيير ؟














المزيد.....

هل من تغيير ؟


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 13:04
المحور: حقوق الانسان
    


لم اعتد كثيرا على ترك الكتابة والافكار لتتلاشى في خضم الاحداث العجيبة التي تلف المشهد العراقي , لكن بعض ما يجري يشيع لدى المرء احساسا عاليا بالاحباط واسئلة كثيرة بلا اجابة تتعلق في بعضها بالبحث المضني عن الذات المستلبة والجريحة والبعض الاخر بالمستقبل السياسي لهذا البلد القابع فوق فوهة اكبر بركان في العالم وهو بركان المجهول بكل ما يحمله من انفجارات طائفية وعرقية وتشوهات ايديولوجية خطرة تهدد بزوال ما تبقى لدينا من احلام في هذه الحياة .

فهل لم يعد مجديا هذا الذي اقوم به عبر التفكير المغرق في حلم رومانسي عماده البحث عن ذات وهوية وطنية لا يمكن للمرء ان يحصل عليها في عراق تنكر ويتنكر لابناءه المضحين المكبلين دوما بافات الفقر والمصائب الدنيوية المختلفة ؟. الم يعد مجديا السعي وراء هذا الحلم بالمدينة الفاضلة ؟ على اعتبار اننا اليوم كلنا مدنسون وكلنا موصوم بالعار الذي سيحفر له في ذاكرتنا علامات مميزة ستبقى تؤرقنا وتعذب ما تبقى لنا من ايام نعيشها هنا في موطن الالام الابدي هذا .

ما الذي سيحصل لو استمر امثالي بالانزلاق الى هذا المنحدر الخطر من الضياع ؟ ما الذي سيحصل ان تخلى كل منا عن دوره الذي يراه بسيطا في هذا الحياة ؟ وما الذي سيحصل ان توقفنا جميعا عن الكتابة او انقطعنا لفترة طويلة ؟ لعل هذا هو الهدف النهائي الذي تريده قوى الشر التي لا يمكنني ان انسبها الى ايديولوجيا او دين بعينه . يريدون اصابة ادمغتنا بالشلل المبكر كي لا نفكر كي لا نسال السؤال الذي احيا البشرية واخرجها من الظلمات الى النور المبارك , وهو لماذا ؟ .

لقد اصبح هذا السؤال محرما في عوالم اليوم وكانه الكفر بعينه فلا يحق لك ان تعلم الاخرين على السؤال وتتبع الظاهرة المراد مناقشتها بطريقة البحث المستفيض وتطاردها بطريقة عمودية عميقة عمق الكلمة البسيطة هذه في لفظها والبعيدة في دلالاتها وهي ال (( لماذا )) . كل شيء يراد له ان يكون سطحيا وكل شيء يراد له ان يكون مطيعا خانعا خاضعا وذليلا . كل شيء يراد له ان يبتعد عن الماذا القاتلة هذه , كي يبقى التراب يغطي الموتى والاحياء وتساؤلاتهم التي بعد لم تصل في بلداننا الى الحد الذي نبحث فيه عن المعنى الخالد والسرمدي لهذه الكلمة وربما من خلالها لهذه الحياة .

لو تتبعنا سياسات التفقير التي مورست في كل ارجاء العالم الاسلامي وبالذات منه العربي , لوجدنا انها كانت تقوم بالاساس على مبدا تفقير وتركيع الطبقة المثقفة فيه عبر ابشع القوانين والاجراءات التي من شانها ان تخنق المثقف وابداعاته التي اصبحت مصدر خطر يتهدد حياة الاسياد المتجبرين القابعين وراء الاسوار العالية والفلل والقصور الفاخرة . لا يريدون اي تغيير ولا يؤمنون بمثل هذا التغيير وجل ايمانهم ينصب على ركود الحياة كركود الماء في بركة ! ولا يعرفون من التخطيط غير ذلك السلبي منه الذي يهدف الى تمييع المفهوم الديناميكي للحياة عبر مصادرة الحق في التساؤل والتحليل وصولا الى الاستنتاج المبني على الدليل العقلي وربما النقلي ايضا ان شاء للبعض المزاوجة بينهما . ولا يمكن لنا ان ننسى تلك السياسات التي ارادت تحويل المعنى الى اللامعنى وتحويل الجوهر الى المظهر وغيرها من التحولات الجارحة لمستقبل هذه الشعوب الغارقة فيما يرسمه الحكام من تصورات ويرددونه من شعارات .

ارادوا لي ولكم ولنا جميعا ان نكسر اقلامنا ونغادر اوراقنا وحاسباتنا كي يكون الركود سنة يمشي على خطاها الجميع , وما امن هؤلاء بان الركود يولد العفن ويولد الرغبة في التفكير بكيفية التخلص منه , فالنهر مصيره الجريان بسرعة متقطعة وبنشاط متقطع , وهذا مصير الافكار الخالدة والارواح الثائرة , فان صمتت طويلا او لمدة قصيرة فلا يعني انها بالمطلق غائبة او اختارت الرحيل الى غير رجعة , بل قد يعني ان الوصول الى مزيد من الادراك الى واقع سياسات التفقير هو الذي يقودها الى الركون والهدوء الذي لا يخلو من ياس يمزق الافكار والاحشاء , لكن كما قلت مصيرنا ان نعود الى عالمنا الذي نحب الى الكتابة لانها اغلى ما نملك وهي وسيلة التغيير التي نؤمن بها في التغيير الفكري على اعتبار ان التغيير على ارض الواقع لا بد ان يسبقه تغيير في العقول وتبدل في الافكار التي من شانها ان تبقي الصراع قائما بين دعاة البحث عن كيف في مواجهة لماذا .

اذا ما كان هذا التغيير هو الذي نؤمن به ونسعى اليه وان كان بشكل متقطع , فاين ايمان صناع القرار في اوطاننا بالتغيير ؟ وهل هناك يا ترى اي بارقة امل للتغيير ؟ .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل
- كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟
- بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب
- جيوبولتيكا السلام والحرب
- الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟
- الضرائب البيئية والتمييز العنصري الجديد بين الشعوب
- فهم الامبريالية الجديدة (( مقابلة مع الجغرافي ديفيد هارفي ))
- الكلمة الافتتاحية في منتدى التجديد الحضري المنعقد في البرازي ...


المزيد.....




- -لا أستطيع التنفس!-.. فيديو يظهر لحظة اعتقال رجل من ذوي البش ...
- لبنان يرفض تهمة تلقيه رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين على أرضه ...
- تظاهرة تونسية تطالب بإجلاء المهاجرين الأفارقة
- كيف تصدرت موريتانيا ترتيب حرية الصحافة عربيا وأفريقيا؟
- احتجاجات وسط تونس تطالب بـ-الإجلاء السريع- لآلاف المهاجرين ا ...
- ميقاتي: الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أر ...
- مسئولة أممية: المجاعة تنتقل من شمال قطاع غزة إلى جنوبه
- تعذيب مجندات بجيش الاحتلال رفضن الخدمة على حدود غزة: تذنيب ت ...
- ميقاتي يرد على حملة بوجود -رشوة أوروبية- لإبقاء النازحين الس ...
- عشرات المهاجرين يصلون إلى إنجلترا على متن زورقين من فرنسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - هل من تغيير ؟