أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب والقضاء والقدر














المزيد.....

مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب والقضاء والقدر


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب والقضاء والقدر
تحليل السلوك الغرائبي للسيد سيث
فيلم مدينة الملائكة من أشهر الأفلام التي قدمها كلا من الممثل نيكولاس كيج والممثلة ميغ ريان في العصر الذي من الممكن دعوته بالذهبي لكلا الممثلين،حيث قدم كيج سلسلة من أنجح أفلامه في فترات متقاربة مثل (The Rock) و(con Air) و(Face Off) بالإضافة لهذا الفيلم.
وشاركته الممثلة ميغ ريان التي كان أداؤها محصورا في قوالب معينة غلب عليها النمطية في الأداء مثل(آرق في سياتل)و(عندما يقابل هاري سالي) وبعد هذا الفيلم(أنت تملك ايميل) إلى غير ذلك من الأفلام التي حصرت أداء هذه الممثلة ضمن قوالب الكوميديا الرومانسية،وحتى هذا الفيلم لم يكن لينقذ الممثلة ميغ ريان من هذا الاتهام على الرغم إنه كان بحاجة إلى شحنة درامية كبيرة لانجدها في أفلامها السابقة،ولكن استفادت ميغ ريان كثيرا بعد أدائها لهذا الفيلم،فعلى الرغم بأن نيكولاس كيج هو الذي لعب دور الملاك في الفيلم وليس هي إلا أن وصف الملائكية نسب إلى ميغ بعد الفيلم،فأصبحت توصف بأنها صاحبة العيون الملائكية وصاحبة الأداء الملائكي ولم تخلع عنها هذا الوصف سوى عندما قامت بأداء دور غير متوقع منها تماما،عندما قامت ببطولة فيلم(عند القطع)مع النيوزلندية جين كامبيون.
ربما تكون الفنتازيا هي بطلة هذا الفيلم،حيث يخلط الفيلم بين الواقع والخيال ويسقط شخصيات إلى عالم الواقع وفقا لتاويلات الفنتازيا الأدبية بحيث لا يجعلنا نتعمد بأن نسأل أنفسنا مثلا من أين قدمت هذه الشخصيات أو كيف سقطت إلى الواقع....
يلعب نيكولاس كيج دور ملاك يدعى سيث،تكون أحد مهماته الرئيسية الظهر في لحظات الاحتضار الأخيرة عند الإنسان ولا يستطيع الإنسان أن يراه سوى في حالتين:
الحالة الأولى:لحظة انتهاء الأجل وإقتراب الموت بشدة،أما الحالة الثانية إذا أراد هو ذلك
وبسرعة يقع في غرام الطبيبة ماغي متأثرا بمدى نضالها لإنقاذ حياة أحد المرضى،وبكائها ومدى تأثرها لفقده ويقرر أن يريها نفسه وتبدأ لحظات الخطاب بينهما،بين الغرابة والاستغراب من ماغي اتجاه سيث ونظراته الغريبة(تقول-ينظر إلى قلبي)وظهوره واختفائه المفاجئ،والسلوك الغرائبي الخاضع هنا لمنحى بشري أكثر منه ملائكي،حيث يقرر ان تراه ويمتلك هذا الملاك المشاعر اللازمة لكي يقع قي الحب....فماذا عليه ان يفعل؟
هل يضحي بملائكيته وخلوده ويمارس السقطة حتى يمتلك ماغي؟ حيث تتأكد هذه الأخيرة بأنه ملاك وتتأكد أيضا بأنها تحبه....نعم سيفعل ذلك...سيمارس السقطة وسيكون عندها ملاكا خاضعا لتحليلات فرويد النفسية.
في كتابه-أي فرويد-وراء مبدأ اللذة يحلل السلوك الغرائبي للإنسان ويعتبر أن الإنسان حتى لو تصرف تصرفات غرائبية فإن جميع هذه التصرفات يكون هدفها الحصول على اللذة واجتناب الألم وأقف هنا،لأن موضوع السلوك الغرائبي يطول شرحه لأنه-كما يرى فرويد-يتصف بالتكرار ويقبع في اللاوعي فدعونا نقف إلى هنا.
يمارس سيث سلوكا غرائبيا،بأن يسقط نفسه من على قمة شيء عالي وهي الطريقة الوحيدة التي من الممكن أن يتحول فيها إلى إنسان مضحيا بملائكيته وخلوده والغرائبية هنا تتمثل في إرادة التحول عند سيث وليس ممارسة السقوط،لكي يحصل على كامل اللذة ورسالة الفيلم واضحة لأن منتهى اللذة والتي هي الأهم من الملائكية والخلود هي الحب،ويؤكد على ان الحب هو مشاعر كما أنها سلوك فيزيائي مفرغ للمشاعر عندما يمارس البشري الحالي الملائكي السابق الحب مع ماغي....في الحقيقة فإن بطلنا وصديقنا سيث عندما كان ملاكا كان مغرما بهمنغواي لأنه لا ينسى أن يصف طعم الأشياء لأنه بالطبع غير قادر على الشعور في تلك الفترة،وعندما امتلك الشعور لم يستطع ان يصف الدفء-على الأقل بدقة-الذي ناله من خلال ممارسة الحب.
ومع النهاية يتخذ الفيلم منحا ومسارا قدريا،ويبدأ بالتلاعب بمسائل الصدفة والقضاء والقدر،هذا عندما تموت ماغي،ولا أستطيع أن أقدم تفسيرا غائيا لهذا الحدث في الفيلم سوى إنه يشكل إنقاذا للفيلم من الفخ الميلودرامي الذي اوقعنا فيه الفيلم عندما عرفنا-وكنا متأكدين-أن سيث سيسقط ولكن الفيلم عاد وانقلب على نفسه محررا نفسه من السقطة الميلودرامية بموت ماغي.
عندما يقوم سيث بإلقاء نفسه في المياه كأنه يريد الوصول إلى حالة من صفاء الذهن وتحرير النفس من تبعاتها المادية مؤكدا بأن السمو الملائكي لا يرتبط بالأنا أو بالذات سواء كانت عاقلة او مفكرة أو بشرية أو ملائكية بل يرتبط اكثر بالحالة الروحية الذهنية التي تعيشها هذه النفس،ويمارس في نفس الوقت سلوكا فرويديا ولكنه ليس غرائبيا هذه المرة،لأن سيث أراد الحصول على اللذة بسلوك يمكننا اعتباره عاديا.
كان اداء ميغ ريان هادئا متزنا على الرغم من أن الدور كان يتطلب منها شحنات درامية عالية،إلا ان سلوكها في الفيلم اتسم بالهدوء ولم نشعر بان الممثلة تقدم أداءا ميلودرميا زائدا عن الحد،أما كيج فقد أبدع في دور الملاك موظفا سلوكه وملامحه وردات فعله لخدمة هذه الشخصية،ولكن اتسم الأداء بالطفولية الزائدة واصطناع الغباء عندما يقوم بالتحول.
لا أعتقد أن المعالجة للموضوع برمته كانت قوية ونصل في بعض اللحظات لعدم الاستساغة المطلقة لما يدور امام أعيننا،ولكن يبقى الفيلم،فيلما جميلا قويا-على الرغم من عدم غرابة الموضوع-يستحق مكانته وشهرته



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما
- حب في المدينة -1953- لقاء العمالقة في نقطة لن تتكرر أبداً
- بروفة اوركسترا لفليني 1978قصة تحذيرية عن خطر الفوضوية
- أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز
- (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو ...
- ليلة القديس لورنزو(ليلة تساقط النجوم)1982
- ثلاثية صمت الله لبيرغمان:(من خلال زجاج معتم-ضوء الشتاء-الصمت ...
- ساتيركورن فليني 1970: رؤية لفليني عن أسطورة غير منتهية
- روما فليني 1972:روما بعيون فليني
- فيلم21غم:قصيدة ساحرة عن العبثية الحياتية وعن الموت
- حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة
- فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية
- غرفة الابن(لناني موريتي): ضرورة التعايش مع فكرة الموت
- فيلم Gomorra/نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصو ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب والقضاء والقدر