أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما















المزيد.....

لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما
لارسن فون تراير المخرج الدانمركي الكبير،صاحب الثلاثيات الفلسفية الخالدة (ثلاثية انهيار أوروبا يوروبا-عنصر الجريمة-وباء) وثلاثية القلب الطيب(تحطيم الأمواج-الحمقى-راقص في
الظلام) وثلاثية أمريكا(دوغفيل-ماندلاري-واشنطن).....مخرج يتماهى
بفن السينما ليضيف إليه أحيانا ويقدم أسلوبية مغايرة(يوروبا) أو ليقدم فيلما سينمائيا مغرقا في السوداوية بحيث يعتقد المشاهد بأنه لم يشاهد مثله من قبله...
إنه فيلم {عنصر الجريمة} الذي قدمه عام 1984 ليعلن دخوله خارطة السينما العالمية من أوسع أبوابه...أو ليصنع فيلم(تحطيم الأمواج) الذي قال عنه النقاد إنه وضع به بذور أسلوب سينمائي جديد كان قد أقترحه هو (سينما الدوغما)....كان فيلما رائعا لا ينسى يضعه النقاد أحيانا في المراتب الأولى في قائمة أفضل الأفلام في تاريخ السينما....
أو ليبتعد قليلا عن هذه السينما التي عمل على بنائها-وكان في نفس الوقت أول من أطلق عليها رصاصة الرحمة-في فيلمه الذي حاز على سعفة كان عام(2000) راقص في الظلام وحصول بطلته(بيورك) على جائزة أفضل ممثلة الذي صنع قبله فيلم الحمقى الذي يعد الفيلم الوحيد الذي
التزم به التزاما كاملا بحذافير الدوغما..
ثم يتماهى لارسن فون تراير في فن السينما عندما وكأنه يريد إعادة اختراع فن السينما من جديد هذا في فيلم (دوغفيل)الذي يعتبر بداية سلسلة الولايات المتحدة بينما يعتبره بعض النقاد الحلقة الأخيرة
في سلسلته الفلسفية الباحثة في مفهوم الأخلاق البشرية لسقوط فيلم الحمقى من كل الحسابات
على العموم هذه قصة أخرى يطول شرحها ربما نأتي عليها لاحقا....
حيث قام في هذا الفيلم(دوغفيل) باعتماد أساليب أخرى في العرض السينمائي والحبكة السينمائية تختلف عن السائد تماما،مستخدما فن المسرح بشكل خاص معتمدا على نيكول كيدمان لكي تلعب دور البطولة في هذا الفيلم،ثم ليتابع هذه المنهجية في فيلم(ماندلاري)....
فما هي الدوغما وكيف عمل لارسن فون تراير على إنشائها:

دوغما95: في مارس 1995 وبعد أمسية صاخبة أقترح لارسن فون تراير-على سبيل المزاح والمداعبة-تكوين جماعة سينمائية جديدة أو موجة جديدة(على حد تعبيره)،وقام هو والمخرج (فينتربرج) بالتوقيع على وثيقة يتعاهدان فيها على استخدام كل ما هو ضروري وأساسي فقط في عمل أفلامهما ....فأفلام الدوغما تعتمد على الإضاءة والصوت الطبيعيين وبدون أي إكسسوارات،والكاميرات المحمولة على الكتف،وتبتعد تماما عن المؤثرات والخدع البصرية والصوتية،وكذلك القفزات المكانية و الزمانية في المونتاج،ومشاهد الحركة والعنف المفتعلة. أو كما يعرفها الناقد السينمائي الكبير(إبراهيم العريس):.....الذي يدعو إلى سينما واقعية متقشفة لكل عنصر فيها وظيفة،يجب أن لا تكون تزيينية،بما في ذلك الإضاءة والموسيقى....
يقول كريستيان ليفرنج مخرج فيلم(دوغما) الملك يحيا (The King Is live ):
إن الأمر بدأ كنوع من المزاح وفوجئنا جميعا بهذا الإقبال النقدي والإقبال الجماهيري الضخم.
عندما وضع لارسن فون تراير فيلمه التحفة تحطيم أمواج (Breaking The Waves) اعتبره
كثر بسبب تجريدات تقنية فيه على صعيد موقع الكاميرا وحركتها خاصة،فيلما مؤسسا لذلك التيار.... ولكن، هل كان لارسن فون تراير صاحب هذه الفكرة حقا أم أن هناك
أبعادا تاريخية سابقة لهذه الفكرة؟...ربما علينا البحث قليلا في تاريخ السينما فهذه الفكرة كانت لها جذور مشابهة:إذا كانت الدوغما تقدم أسلوبا خاصا ومتميزا،فإن جذورها متأصلة في مجموعة من الأساليب السينمائية السابقة،مثل الواقعية الجديدة
الإيطالية والموجة الجديدة الفرنسية والسينما الأمريكية المستقلة،بل يمكن القول أن مانفيستو أو وثيقة الدوغما التي وقع عليها كل من تراير وفيتربرج لم تطلق حركة سينمائية جديدة،لكنها فقط منحتنا عنوانا لسينما كائنة وموجودة بالفعل(الاعتماد على إن هدف لارسن فون تراير(وأعضاء الدوغما) أن ينتجوا سينما متقشفة واقعية وهذا ما أرادت أن تقوله السينما المستقلة،بشكل خاص في الولايات المتحدة،ولكن الذي ميز سينما الدوغما بالذات هو طريقة التصوير(هذا إذا أردنا أن نعطي الدوغما بعض التميز)....
ففيلم الاحتفال (ديفيد فيتربرج) استخدم التطور في تقنيات الفيديو،خاصة الأجيال الحديثة من كاميرات ومعدات الديجتال الرقمية وتم تصويره كفيلم منزلي....
(في الحقيقة أن تشبيه فيلم منزلي هو الوصف الأوضح لسينما الدوغما،لا أعتقد أن شخصا شاهد الدوغما سيطلق عليها أفضل من هذا التشبيه).
في الولايات المتحدة أنتجت أفلام حاكت أسلوب الدوغما وحققت نجاحات غير متوقعة مثل فيلم(مشروع الساحرة بلير:Blair Witch Project) الذي اتبع أساليب بسيطة غير مفتعلة،بل أن الممثلين خرجوا إلى مواقع التصوير الحقيقية مرتجلين أدوارهم مع مجموعة أساسية محدودة جدا من التوجهات الإخراجية وكانوا يقومون بأنفسهم بتصوير الفيلم فحقق نجاحات غير متوقعة(140 مليون دولار) بينما حصلت(هيلاري سوانك) على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في فيلم على
نفس هذه الشاكلة(الصبيان لا يبكون:Boy s Don t Cry)أما عن الدوغما نفسها،ففيلم الاحتفال حقق في الدانمرك إيرادات تفوق فيلم التايتنك،بينما فيلم مثل تحطيم الأمواج الذي نشاهد فيه
بذور سينما الدوغما،فقد حقق نجاحا جماهيريا ونقديا عاليا وحلّق بمخرجه إلى السحاب.
بينما فيلم الدوغما الوحيد الذي أنجزه لارسن فون تراير(الحمقى)حقق إيرادات عالية في الدانمارك تأتي مباشرة بعد فيلم الاحتفال.

لارسن فون تراير وإطلاق رصاصة الرحمة على الدوغما:
يقول الناقد السينمائي الكبير إبراهيم العريس عن فيلم الحمقى:
أما بالنسبة إلى (الحمقى) فإنه حتى وإن كان ينضوي حقا في ثلاثية القلب الطيب،متوسطا أو حتى إن كان حقق نجاحات لا بأس بها،فإنه يظل الأضعف بين أفلام لارسن فون تراير والأكثر افتعالا،وربما يعود هذا إلى أن المخرج قد حققه ليثبت انتماؤه إلى تيار أبتكره وكان يعرف أنه في طريقه إلى التخلي عنه.
وهكذا،أتبع لارسن فون تراير في فيلمه القادم(راقص في الظلام) في بعض أجزائه أسلوب سينما الدوغما،ولكن في بعض اللقطات الأخرى أستخدم أكثر من 100 كاميرا...؟!!
فهل هذا من سينما الدوغما في شيء....؟

لقد أطلق رصاصة الرحمة على الدوغما،ولكنه في نفس الوقت لم ييأس من محاولة التجديد في فن السينما ليتبع في فيلمه دوغفيل أسلوبية سينمائية مغايرة لما عهدناه في السابق....أسلوبية كما قلت سابقا،لها علاقة بفن المسرح،إنه بكل بساطة يحاول اختراع السينما من جديد.
ولكن مما زاد الطين بله-كما يقول العريس-في العام 2003 حين عجز
محكمو كان عن رؤية ما يبدو في نظرهم منح السعفة أو أي جائزة كبرى لفيلم أحدث صدمة ايجابية في عالم الفن السابع.
و نتابع مع العريس حين يقول:إن أفلام هذا المخرج الدانمركي غريب الأطوار,تخرج عن أي تصنيف،ويفتقر الناس إزاءها إلى أي مرجعية حقيقية تتيح تقييمها،ما يجعلها أفلاما لا تقيم إلا بذاتها وبالمقارنة مع بعضها البعض،ونعرف أن أي نظرة تقليدية إلى الأمر برمته سوف تكون عاجزة عن التقييم النهائي.
في النهاية،تبقى سينما البساطة حاضرة لا شك في السينما وليست محاولة لارسن فون تراير إلا محاولة في خضم المحاولات الكثيرة للاقتراب بفن السينما من البساطة....من الموجة الجديدة الفرنسية،أو الواقعية الإيطالية،أو محاولات السينمائيين الجدد بالقيام بما يدعى(سينما الحقيقة أو السينما المجردة)....مشروع الساحرة بلير والصبيان لا يبكون،وذهب أولى(Ulee sGold).....ولا ننسى سينما الاندرجراوند Under-Ground أو سينما تحت الأرض وهي سميت كذلك لأنها تنتج خارج استوديوهات هوليود وخارج نظم الإنتاج التي تشرف عليها الشركات الكبرى فهي أقل كلفة،وتسمح بمزيد من التحرر والتنويع.وقد ظهرت في نيويورك في الخمسينيات.....
كما قال المخرج(بيتر وير):على الرغم من كل هذا التقدم التكنولوجي في صناعة الأفلام،ستبقى اللقطة القريبة أعظم اختراع سينمائي على الإطلاق.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب في المدينة -1953- لقاء العمالقة في نقطة لن تتكرر أبداً
- بروفة اوركسترا لفليني 1978قصة تحذيرية عن خطر الفوضوية
- أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز
- (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو ...
- ليلة القديس لورنزو(ليلة تساقط النجوم)1982
- ثلاثية صمت الله لبيرغمان:(من خلال زجاج معتم-ضوء الشتاء-الصمت ...
- ساتيركورن فليني 1970: رؤية لفليني عن أسطورة غير منتهية
- روما فليني 1972:روما بعيون فليني
- فيلم21غم:قصيدة ساحرة عن العبثية الحياتية وعن الموت
- حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة
- فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية
- غرفة الابن(لناني موريتي): ضرورة التعايش مع فكرة الموت
- فيلم Gomorra/نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصو ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما