أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - قبل سقوط الأنظمة الصوريّة ...















المزيد.....

قبل سقوط الأنظمة الصوريّة ...


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 09:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لم يعُدْ السكوت على وجود أنظمة صورية في العالم العربي أمراً مقبولاً بهِ في الساحة الدولية ، في الغرب والشرق على السواء ، لا سيما بعد أن إنهار أحد أقوى الأنظمة المدعومة من الغرب في الشمال الأفريقي (نظام بن علي ) الذي كان يحظى بدعم وتسيير شبه كامل من عساكر فرنسا وبعض الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ومخابراتها ، هذا النظام كان بالمعنى الدقيق للكلمة نظاماً صورياً ، أي أنهُ لم يكن نظاماً إشتراكياً وفي نفس الوقت لم يكن نظاماً رأسمالياً ، لم يكن نظاماً عسكرياً كما لم يكن نظاماً مدنياً ، ولا نظاماً دكتاتورياً قياساً لأنظمة سوريا والعراق ( نظام صدام المقبور ) ، ولا نظاماً ديمقراطياً على شاكلة قبرص على أقل تقدير !!
تونس جاءت مثالاً ساطعاً لوضاعة الأنظمة العربية المغرقة في الفساد من المحيط الى الخليج ، ربما كانت أكثرها تعتيماً لا سيما من خلال الدعم الغربي لهذا التعتيم الذي وجد في تونس منتجعاً يستحم به السادة من المستثمرين الغربيين تحفظهُ حِراب بن علي ونظامه ، لكن زين العابدين تصرّف على طريقة شقيقهِ دكتاتور العراق ورفع شعار ( الهروب نصف المرجلة ) وولى الادبار الى خيمة الزعيم الليبي الغارق في نومه ِ ...
كم كنت أتمنى أن تنقل لنا إحدى الفضائيات ( من منطلق الشفافية التي تدعيها أغلب الفضائيات ) ما دار من حديث في خيمة القذافي المذعور لكنني أستطيع تخيّل ما دار من حديث بالعربية الفصحى طبعاً وليس بلهجة الزعيم التي لا يفهمها أغلبية سكان العالم العربي وهي ..
دخل زين العابدين الى محيط الخيمة يطلب لقاء الزعيم ..
تجيبهُ إحدى الحارسات الشخصيات للزعيم ..
ـــ إنهُ غاط في النوم ولا يمكن إيقاظه حتى بقذيفة مدفع لقد تناول زجاجة كاملة من الويسكي !!!
زين العابدين ... أيقضيهِ نحن لا نمزح الوضع في غاية الخطورة ..!!!
تذهب الحارسة وتوقظ الزعيم طوال عشرة دقائق ...
فاق الزعيم وأشبعها إهانات بألفاظ سوقية لا يتلفظها حتى من تخلى عنهم أهلهم في التربية ..
قال أخيراً أدخليه .....!!!
دخل بن علي الخيمة منهكاً مُتعباً .. تفحصهُ القذافي ويحاول قدر الإمكان فتح عيونهِ التي تشبعت بالخمر .. لم يجد أمامه سوى شخص يرتدي ملابس تونسية بيضاء مع حذاء يستخدمهُ التونسيون داخل البيوت فقط ...
خرج القذافي الى محيط الخيمة يصرخ على قائدة الحرس ويكيلها بسيل من شتائمه السوقية ..
أجابته .. ماذا بك يا زعيم ؟
القذافي .. اقرصيني .. لابد أنني أعيش حلماً مُزعجاً ..
قرصتهُ قائدة الحرس وأرادت أن تصفعهُ على وجههِ لكنها تراجعت في نهاية الأمر ، عاد العقيد للخيمة وراح يحدّث بن علي ..
ماذا بك يالزين ؟
أسقطوني ..!! لقد تخلت عني فرنسا !! لقد تخلى عني العسكر !!
لقد تخلت عني حتى ليلي !!!
القذافي ... مستحيل !!
الزين ... أقول لك أسقطوني لم يعد حتى أدنى شرطي في الحرس يسمع لي .. إنهم يسمعون لليلى أكثر مني !!
القذافي .. لماذا لم تضربهم في وكرهم بو عزيز ؟ أخطأت ! كان عليك بسحقهم كما فعل بو عدي !!
الزين .. أي سحق لقد تخلى الجميع عني .. تصوّر حتى ليلى كانت تحلم مع أشقائها بالإنقلاب عليّ وتتولى السلطة بنفسها !!
القذافي ... مستحيل سكرتيرة في مكتب سفريات تافه تتحول الى رئيسة هذا ما لا يمكن لقيمنا ان تقبل به !ّ!!!!!
الزين .. المهم جئتك بإسم العروبة والإسلام دخيلاً .. لا تتخلى عني يامعمّر .. أرجوك لقد تخلى عني الجميع !!
القذافي .. لالا .. مستحيل لا يمكن قبول وجودك في ليبيا سينقل هؤلاء المجانين ثورتهم الى ليبيا وأنا أتخوف حتى من النوم في قصر خوفاً منهم تريدني أن آتي بالنار الى خيمتي طبعاً مستحيل !!!
الزين .. كيف لا ؟ ألسنا أخوة كما كنت تقول ؟
القذافي .. أي اخوّة ؟ إبحث لك عن دول اخرى ..!!!
الزين .. تصور حتى مالطا وسردينيا وفرنسا رفضوا قبولي فلا تسد الطريق بوجهي لا يقبلني أحد بعد اليوم كل الذنب على الطرابلسية !
القذافي ... في هذه اللحظة بالذات لا تحدثني عن العروبة والاسلام لأنني سكران أولاً يعني يمكنك القول عني أمازيغي ، بربري ، أفريقي إلاّ عربي فهي صفة وفي هذه اللحظة لا تناسبني ، من ناحية الاسلام انظر الى الارض ، لا تزال الزجاجة الاسكتلندية من الويسكي تحت قدميك فأي إسلام يمكنني تمثيله .. إسمع أفضل حل لك هو السعودية !!
الزين .. السعودية !!!!
القذافي ... نعم السعودية .. قل لهم انك مستجير وسيقبلوك
غادر الزين خيمة الزعيم مع حارسين أحدهما قريب لهُ وهو يلعن معمّر والخمر الاسكتلندي الذي أفقدهُ عروبته وإسلامه ، الى السفارة السعودية وهناك إنتهت الدكتاتورية في تونس ...
في اليوم التالي عمم القذافي كتاباً لجميع دوائر المطافي والمؤسسات الأمنية مفادهُ ..
( عند إبلاغكم عن أي نوع من أنواع الحرائق عليكم بإبادة الموقع او البناية أو المدينة بالكامل إن تطلب الأمر بكل أنواع الأسلحة .. الموقع الأخ قائد الثورة )
تونس اليوم محصورة بين خيارين أحدهما إسلامي وآخرهما يساري وخيّر الأمريّنِ مرُّ على الغرب لكنهما ينفعان مشروع روسيا والصين في كل المجالات ، لتنتقل الأحداث الى نظاماً صورياً آخراً على شاكلة نظام بن علي وهو نظام بوتفليقة الذي فقد الذاكرة من خمس سنوات وربما أكثر جراء السم الذي يفقدهُ ذاكرته تدريجياً ويحوّله الى طفل تتلاعب به المؤسسة العسكرية التابعة هي الاخرى لفرنسا كما تشاء ، لكن الروس والصينيون يمضون الى هدفهم وهو ان فرنسا تلعب دوراً أكبر من حجمها بكثير ويجب عليها أن تتخلى عن مستعمراتها وإلاّ !!!
طبعاً يتمنى كثيرون أن يعلن بوتفليقة إستقالته حفاظاً على صورة ذلك اليساري الطيب الذي عرفناه في ستينيّات وسبعينيّات القرن الماضي ، بوتفيقة اليساري صديق تشي جيفارا وكاسترو والاتحاد السوفيتي ، قبل أن يرى مصيراً مشابهاً لشقيقيه بن علي وصدام حسين ، والجزائر نفسها محصورة بالخيارين السابقين للشعب التونسي إما حكم إسلامي أو يساري ، وهذا الامر ينطبق على ملكي المغرب والاردن ، يجب أن تعبّر الأنظمة في العالم العربي عن واقع شعوبها كما يجب عليها أن تبني نظاماً إقتصادياً واضحاً حتى تتجلى الصورة ، لا يمكن التعايش مع أنظمة صوريّة لا تمثل سوى مصالح دول اخرى ولا تهتم بحال شعوبها ، الغرب والولايات المتحدة على رأسهُ يريد ديمقراطية برلمانية وهذا ما ستحاول كل من الصين وروسيا فعله في العالم العربي الديمقراطية فهي الكفيلة بإيصال أعداء الغرب الى السلطة دون شك ..
إسلامية كانت أو يسارية !!
إن حالة الأنظمة العربية باتت في نظر الشعوب أمراً لم يعد بالإمكان تحملهُ وستشعل شرارة الثورة التونسية اللهيب في العالم العربي وستنتقل عاجلاً أم آجلاً الى الجزائر والمغرب وليبيا واليمن ومصر وسوريا وحتى الى بلدان أفريقية وآسيوية كنيجيريا وباكستان وماليزيا
وغيرها ..
وهناك أسباب جوهرية تقف خلف هذهِ التغييرات منها إعادة ترتيب الإقتصاد العالمي ووضعهِ في طريقهِ الصحيح ، يجب معرفة كم تجنيه هذه الدولة من عوائد لمواردها الطبيعية وكم تجنيه من إنتاج شعبها في مجالي الصناعة والزراعة ، يجب أن يكون واضحاً حركة الأموال لكل دولة حتى يأخذ العالم طريقهُ نحو التنظيم ويتجاوز الفوضى التي تفيد بعض الأطراف وتغرق أطرافاً أخرى في الجهل والتخلف ...
لم يعد بالإمكان قبول غسيل الاموال وتجارة المخدرات التي تقوم بها أجهزة مخابرات أغلبية الدول وتتحجج بأنها أرصدة لقادة عرب أو ملوك خليجيون أو أمراء وغيرها ، وتجعل تلك الارصدة دولاً في مكان لا تستحقهُ إقتصادياً لأن شعبها ببساطة لا ينتج بضائع تعادل ثمكن تلك الارصدة كما ان اغلب الدول العربية عليها ان تعلن عن ارصدتها الرسمية حتى يتمكن الاقتصاديون العالميون من وضع إحصائيات صحيحة للأرصدة وكذلك لإقتصادياتها وأنظمة كالأنظمة العربية باتت تهدد الاقتصاد العالمي بالانهيار والمجاعة دون ان تعي وهي غبيّة بصدق في هذا المجال ، وحتى يحدث ذلك لا بد من وجود انظمة على الاقل فيها شفافية وتضع كل شئ واضحاً أمام شعبها وأمام شعوب العالم والبنوك الدولية ...
القضاء على الفقر عالمياً لن يعبر إلاّ من خلال هذا المنفذ ، حينها سيتضح حجم الدول الحقيقي ، فمثلاً لا يمكن إعتبار دولة كفرنسا وهي مديونة بمائتي مليار دولار دولة عظمى في الوقت الذي لا تتجاوز ديون البرازيل الخمسون مليار وتفوق فرنسا في العديد من مجالات التقدم الصناعي والزراعي !! في هذه الحالة يجب ان تأخذ الدول مكانتها الصحيحة ولا تعتاش على نهب مقدّرات دولاً أخرى .. وستضع هذهِ الثورات الديمقراطية حداً لكل أنواع الإبتزاز الذي تمارسه الدول الكبرى فالدول التي تفرض عليها شروطاً قاسية من الولايات المتحدة أو بريطانيا تستطيع عندها التخلي عن التعامل مع هاتين الدولتين إن قدّمت روسيا أو الصين أو البرازيل أو الهند شروطاً أفضل للتعاملات الاقتصادية قائمة على قدر معين ومقبول من العدل ..
وسيعطي ذلك دفعاً قوياً لتعزيز دور المؤسسات الدولية وإخراجها من سيطرة الولايات المتحدة وصندوق النقد بل قد يساهم في إعادة بناءها على أسس جديدة قائمة على التعددية والديمقراطية في تقرير مصير أغلب القضايا الدولية الحسّاسة ..
إن النظر الى سقوط الأنظمة الدكتاتورية وكذلك الصورية من التي تتحدث عن نظام برلماني كالاردن ومصر والمغرب يجب أن يكون على أساس أنهُ المدخل الى إستعادة الشعوب لكرامتها التي يتلاعب بها نفر ضئيل من هؤلاء الحكام وحاشياتهم وقد برهن سقوط النظام التونسي على سيطرة نفر قليل من أقرباء بن علي ومن أقرباء زوجتهِ على ثروات ضخمة هي من حق الخزينة التونسية على اقل تقدير بينما كانت مئات الألوف من شعبهِ تتضوّر جوعاً وتغادر البلاد بحثاً عن لقمة عيش شريفة أو فرصة عمل تقيهم شر الزمان ..
قد يكون بعض القادة العرب قد فهم الرسالة ، وقد يكون البعض منهم متجبّراً لكنهم جميعاً مقتنعون أن أقوى حصن لدكتاتور كان في تونس فما الذي ينتظرهم ياترى ..؟؟؟



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة بلا نساء في العراق الجديد !!!
- العقل المُحرّك للكون …
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 10
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 9
- أسئلة وأجوبة في الماركسية 8 ..
- أسئلة وأجوبة في الماركسية ... 7
- أسئلة واجوبة في الماركسية ... 6
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 5
- أسئلة وأجوبة في الماركسية ... 4
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 3
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 2
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 1
- في المادية الديالكتيكية .. 11
- في المادية الديالكتيكية .. 10
- في المادية الديالكتيكية .. 9
- في المادية الديالكتيكية .. 8
- في المادية الديالكتيكية .. 7
- في الماديّة الديالكتيكيّة .. 6
- في الماديّة الديالكتيكيّة .. 5
- في الماديّة الديالكتيكيّة .. 4


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - قبل سقوط الأنظمة الصوريّة ...