أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - الطبقة العاملة التونسية والمهام المصيرية














المزيد.....

الطبقة العاملة التونسية والمهام المصيرية


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتفاضة التاريخية للجماهير في تونس اصبح الشغل الشاغل ليس للجماهير في تونس فحسب ، بل لمجمل المنطقة من المغرب الى المشرق وامتدت آثارها حتى على الصعيد العالمي ، فالانظمة الدكتاتورية في المنطقة العربية ورغم اعترافها الخجول بما تسميه " احترام خيار الشعب التونسي " اصابها الذعر والقلق خوفا من ان تمتد آثار هذه الانتفاضة الى كيانتها الهزيلة المتكئة على القمع والترعيب والتخويف والتجويع . اول من تنبه للكارثة التي حلت بـابن علي هو الدكتاتور الليبي الذي ، وكعادته ، استخف بالحدث وربما كانت رسالته موجه بصورة غير مباشرة الى الجماهير الليبية محذرا اياهم من مغبة ان تحذو حذو الجماهير في تونس. من المعروف بان حجم الاستثمارات الليبية في تونس ليس باقل من حجم الاستثمارات الفرنسية .
الفضائيات العربية الرجعية وبالتحديد الجزيرة سارعت الى ابراز الوجوه الاسلامية والقومية الى السطح بدعوتها راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الاسلامي وعبدالباري عطوان القومي حتى النخاع في سياسة ترمي الى ابراز الطابع الديني والقومي لانتفاظة عمال وكادحي تونس . من المعروف ان القسم الاكبر من هذه الفضائيات لا زال يحاول طمس دور الاتحاد العام للشغل والقوى اليسارية الاخرى بتجاهل اقطابها .
ان المجتمع التونسي، المعروف عنه بتحضره وتمدنه وثقافته العالية يدرك تماما جوهر سياسة اقصاء الاصحاب الحقيقين لهذه الانتفاضة. الاتحاد العام للشغل في تونس والذي تأسس في العشرينيات من القرن الماضي باعتباره اقدم واعرق اتحاد لا في المنطقة العربية بل وفي افريقيا يدرك تمام الادراك ماهية المهام التارخية التي من المفروض ان يضع سياسة تحقيقها امام عينيه وبالتضامن مع قوى اليسار والقوى العلمانية . ان هذه الانتفاضة تعتبر منعطفا تاريخيا حاسما في تاريخ الصراع بين الجماهير المناضلة والحكومات الاستبدادية بحيث لو تم الافراط بمكتسباتها ستصبح درسا مريرا ليس للطبقة العاملة التونسية ، بل ولجماهير المنطقة بأسرها لذا استوجب التعامل معها بحذر وارادة وتصميم ، انها تجربة ربما لا تتكرر على المدى القريب وبهذا الزخم
انها انتفاضة أعادت الى اذهان الجميع بان الجماهير قوة جبارة يمكنها هز اعتى العروش والكل شاهد بن على في آخر خطاب له وهو يرتجف خوفا من ارادة الجماهير وما هي الا ساعات وولى هاربا الى أحضان من هم اشد بطشا منه .
، ان هذه الجماهير وفي مقدمتها الطبقة العاملة التونسية مطالبة أكثر من أي وقت مضى الى درك مخاطر الالتفاف على نضالها ومحاولة اجهاض انتفاضتها العظيمة لذا عليها ان تسير الى الامام حتى النصر النهائي ولا تقبل باقل من قيادة دفة البلاد . ان بقاء رموز النظام السابق في هرم السلطة ليست سوى محاولة لاعادة لملمة الصفوف من قبل البرجوازية التونسية وتحت مسميات براقة في محاولة لذر الرمال في العيون واعادة جوهر السلطة السابقة ولكن بشكل مغاير .
ان شعار – الخبز والماء وبنعلي لا – لهو خير دليل على هوية من قام بهذه الانتفاضة وماهية مطالبهم فـ بن علي لا يمثل نفسه ، بل يمثل طبقة برجوازية مصت دماء الجماهير لعقود وآن لها الآن ان ترحل هي ورموزها . ان اصحاب هذه الانتفاضة هم اولى بغيرهم من جني ثمارها لانهم يشكلون غالبية هذه الجماهير ويمثلون مصالحها . ان تونس ليست بحاجة الى دولة قومية او دولة اسلامية كما يريدها البعض .انها تحتاج الى حكومة علمانية غير قومية تؤمن المساواة التامة بين الجميع وعلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وضمان حياة حرة كريمة لجميع التونسيين وتحقق المساواة التامة بين المرأة والرجل على جميع الصعد وتبني دولة العدالة الاجتماعية لتصبح منارا لاينير تونس فحسب بل المنطقة باسرها، وان الطبقة العاملة التونسية لهي اهل لانجاز هذه المهام.



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة كردستان العراق وحقوق الانسان !!
- غزة الدمار ، غزة الاعمار !! على ضوء المؤتمر الاخير في شرم ال ...
- النكبة الفلسطينية الجديدة
- الاتحاد الوطني الكردستاني ، ومحاولات التغيير من الداخل !!
- السعودية مملكة الصمت ، باستثناء صوت الفتاوى !!!
- على ضوء زيارة الرئيس التركي المرتقبة الى امريكا
- الوضع في العراق بين سندان ايران ومطرقة امريكا !!
- مؤتمر بوش ومحاولة الهروب الى الامام !!
- الدمقراطية والوجه الحقيقي لحماس !!
- تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا ، بين الاعتدال والتطرف ! ...
- حسن نصرالله وتهديداته الاخيرة لاسرائيل !؟
- كلام لا بد ان يقال،!على ضوء المشاكل الاخيرة داخل اتحاد المجا ...
- التهديدات الامريكية لايران ، الاسباب والنتائج
- تشكيل الحكومة العراقية، ازمة امريكا أم ازمة الجعفري
- العرب قي قممهم
- العراق والقفز نحو المجهول !!
- مصادر الارهاب تبحث عن سبل مكافحة الارهاب !!
- الشيوعية العمالية في معترك النضال من اجل الاستحواذ بالسلطة أ ...
- قيمة الانسان بين الحياة والمصالح
- في ذكرى رفاقنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل الاشتراكية


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - الطبقة العاملة التونسية والمهام المصيرية