أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - الأنظمة العربية على حافة الهاوية














المزيد.....

الأنظمة العربية على حافة الهاوية


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 09:46
المحور: حقوق الانسان
    


من الوضح جداً أن الأنظمة العربية، في معظمها، على الحافة بالعلاقة مع احتمالات انتشار الاحتجاجات القائمة في تونس والجزائر. كُتاب الأعمدة العرب ومقدمو البرامج التفلزيونية صاروا يُناقشون بحماس الأسباب الحقيقية للاحتجاجات، وما قد تعنيها في الواقع، في حين هناك تحذيرات مسموعة تنتقل من بلد عربي لآخر بشأن احتمال تكرار "سيناريو تونس". ليس من الواضح تماماً، فيما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستتكرر، في حين أن هذه الأنظمة (الفاسدة) في حالة تأهب قصوى حتى لا تؤخذ على حين غرة في ظروف تدهور الأحول الاجتماعية/ المعيشية للناس.
أثارت الاحتجاجات بالفعل مناقشة حامية على نطاق المنطقة بخصوص آفاق التغيير وتكاليف القمع السياسي والركود الاقتصادي "سيناريو تونس".
في الأردن، حذّرت جماعة الأخوان المسلمين من أن رفع الأسعار المخطط من جانب الحكومة الجديدة سيؤدي إلى انفجار لا مثيل له على طريق نموذج أحداث الشمال الأفريقي.. بينما استبعد وزير التجارة والصناعة المصري حدوث "سيناريو تونس" في بلده بالعلاقة مع الظروف الاقتصادية الصعبة للأغلبية المصرية، رغم اختلاف العديد من كُتاب الأعمدة والناشطين السياسيين معه. يبدو أن بعض كتاب الأعمدة السعوديين الذين يمثلون صوت السلطة السعودية (الفاسدة) قلِقون دون أن يكونوا متحمسين، ذلك أن المحتجين قد كسروا حاجز الخوف من السلطات ضد المظاهرات، وفي سياق طرح ومناقشة "نظرية الدومينو domino theory"، متضمنة، بأنه رغم الهدوء الظاهري في الأنظمة العربية، فقد تواجه التهديد قريباً.
تجري المناقشات من قبل وسائل الإعلام المجتمعية والفضائيات، رغم الجهود الضخمة من قبل معظم الأنظمة لإسكات أية وسيلة إعلامية تقع تحت سيطرتها. تحركات هذه الأنظمة من الكويت لغاية تونس أخذت طريقها بفرض الحظر على قنوات معينة، وقمع الصحفيين المحليين ولغاية محاولات إقفال مواقع للنت، في مبادرة منها السيطرة على/ وتطويع هذه المناقشات لصالحها. ولكن يبدو أن هذه المحاولات لم تحقق أغراضها، فصارت وسائل الإعلام حتى المؤيدة لهذه الأنظمة مجبرة على مناقشة هذه الأحداث والأسئلة المقلقة بشأنها.
لا يزال من غير الواضح تماماً بأن هذه الاجتجاجات ستكون قادرة على الاستمرارية وصيانة ذاتها، ولتقود إلى انفجار ثورات أو حتى لتشكل قوة تفرض إحداث تغييرات جوهرية في سياسات أنظمتها، لكنها صارت، في الواقع، تشكل واحدة من قنوات الخطاب السياسي العربي. المدافعون عن هذه الأنظمة يحاولون تحديد أحداث الاحتجاجات بالعلاقة مع الغذاء والأسعار أو ربطها بعوامل وتدخلات خارجية أو "الإرهاب". قلّة من كتاب الأعمدة المستقلين أو الناشطين يتفقون على أن هذه الأحداث ترتبط بمشكلة الغذاء والأسعار أو "الإرهاب الخارجي"، ويشيرون إلى المشاكل السياسية الأساسية نتيجة سوء الإدارة الاقتصادية والفساد العام وانعدام الفرص. إن كيفية تأطير الأحداث، سيحدد المغزى الحقيقي للإجابة.
وفي هذا السياق، من المفيد طرح مسألتين لإثارة الاهتمام بشأن تطورات هذه الأحداث.. الأولى- يلاحظ أن هذه الاحتجاجات تفتقر إلى أي شكل من أشكال التوجه السياسي أو القيادة.. السبب المبدئي هنا يتمثل في أن هذه الأنظمة دمّرت تكامل المؤسسات السياسية المجتمعية بحيث قطعت الطريق أمام المواطنين التعبير عن مظالمهم من خلال القنوات السياسية الرسمية. ويبدو أن الأحزاب السياسية القليلة المتوجدة على الساحة، بضمنها تلك الإسلامية، غير قادرة على ممارسة أي دور ذات أهمية في هذا المجال.. هل تتطلب الاحتجاجات أن تكون مرتبطة بمنظمة سياسية أو حركة اجتماعية من أجل تمكينها تقديم مطالب سياسية واضحة؟ إذا استمرت هذه الاحتجاجات تصاعدياً في مواجهة قمع النظام، وفي غياب أي شكل من أشكال القيادة، فما هو التغيير الممكن تحقيقه؟ أكثر أمل قد يمكن بلوغه هنا يتمثل في استجابة (عارضة محدودة) للأنظمة العربية، كما فعلت في الثمانينات، حيث قادت الاحتجاجات الاقتصادية في بلدان مثل الأردن إلى ما يسمّى بالانفتاح الديمقراطي، لكن أنظمة عديدة تشير إلى حالة الجزائر في التسعينات عندما قاد الانفتاح السياسي إلى انتصار الإسلاميين والانقلاب العسكري، وسنوات مرعبة من إراقة الدماء..
الثانية.. من الملفت للنظر كم كان دور الجهات الدولية الفاعلة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ضئيلاً في هذه الاحتجاجات، في حين أن هذه الجهات تورطت عادة وتدخلت في كل أمور المنطقة. فقد كان دور هذه الأطراف هنا حذراً بالعلاقة مع رد فعلها. الأمريكان يميلون عادة إلى المبالغة في أهمية الخطاب الأمريكي على الحركات الشعبية والحكومات العربية. ربما كان لخطاب إدارة بوش "الحرية والديمقراطية 2004-2006" بعض الأثر الهامشي، لكن الدافع الحقيقي للسياسات المثيرة للجدل في تلك السنوات تحقق نتيجة عوامل داخلية: زخم الاحتجاجات والشبكات التي شكلتها تظاهرات دعم الفلسطينيين(2000-2002) والحرب ضد العراق 2003)، والفضائيات ووسائل الإعلام الجديدة المعتمدة على الانترنيت، وتوقيت الانفتاح السياسي بالعلاقة مع سلسلة الانتخابات التي تقررت بدءاً من مصر ولغاية اغتيال الحريري.
إن موجة الاحتجاجات المتصاعدة اليوم تتحقق في غياب شبه كامل من الولايات المتحدة أو الدعم الخارجي، وهذا ما يُشكل متغيراً مثيراً للفضول intriguing variable. ليس التونسيون والجزائريون في حاجة لخطاب اوباما حتى يبدأوا احتجاجاتهم وإن كانوا اليوم يراقبون واشنطن بقلق لصدور أية علامة على الدعم. ربما كانت الوسيلة الفضلى حالياً لدعم الخارج هو أن يكون لها أثر في كبح جماح القمع العنيف الذي تمارسه الأنظمة الاستبدادية المتحالفة معها.. على الرغم من أنهم إذا شعروا بأن هذه الاحتجاجات تهدد وجودهم، عندئذ لن يستمعوا.. (بل ومن الوارد أن ينقلبوا ضدها لصالح الأنظمة العربية الاستبدادية)!
ممممممممممممممممممممممـ
Arab regimes on edge,Marc Lynch,uruknet.info, FP, January 12, 2011.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ينزف يومياً
- حرب العراق.. التشوهات الخلقية لغبار اليورانيوم المنضب مقارنة ...
- المواطنون العراقيون المسيحيون
- هل يتجه العراق -المُحَرّر- نحو -الإسلام- المتشدد؟
- إسرائيل وأنظمة الخليج.. تُدير دبلوماسية سرية
- مصر.. أيام صعبة قادمة..
- المشاكل العراقية تطرد اللاجئين العائدين
- الجنون الأمريكي والفقر العالمي
- الكارثة البيئية الأمريكية- الإيرانية في العراق
- العراق يواجه مأساة انقراض مواطنيه المسيحيين
- العراق.. مآسي اللجوء واليورانيوم المنضب
- جرائم الاختطاف.. الانتقام القبلي.. قلبت حياة المرأة العراقية ...
- المسيحيون واللاجئون العراقيون
- ديمقراطية خادعة.. في شرق أوسط راكدة
- العراقيون غاضبون من الرواتب السخيّة لأعضاء البرلمان
- العراق وأفغانستان.. أكثر دول العالم فساداً..
- الاحتلال والسرطان
- رئيس وزراء حكومة الاحتلال في بغداد يُدير شخصياً فريق سري مُس ...
- عودة اللاجئين العراقيين.. وظروف معيشة اللاجئين المسيحيين..
- في سوريا.. مخاطر من تصاعد صفقات بيع بنات لاجئين عراقيين


المزيد.....




- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - الأنظمة العربية على حافة الهاوية