أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - عمرو موسى.. مُقَوِّماً للتجربة!














المزيد.....

عمرو موسى.. مُقَوِّماً للتجربة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 13:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


مَنْ قال إنَّ العرب، وأهل الحل والربط منهم على وجه الخصوص، لا يتعلَّمون من تجاربهم الفاشلة، أي التي ذهبت نتائجها بما توقَّعوا، أو إنَّهم فاشلون في سعيهم لجعل فشلهم أُمَّاً للنجاح؟!

ومَنْ قال إنَّهم لا يُلْدغون من الجحر الواحد مرَّتين، أو إنَّهم ليسوا من المدمنين على تجربب المجرَّب (كثيراً) وخوض التجربة نفسها لعلَّهم يتوصَّلون إلى نتائج مختلفة؟!

لقد قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى: "إنَّ العرب والفلسطينيين استفادوا كثيراً من تجربة 20 عاماً من المفاوضات"؛ ووجه الاستفادة هو، على ما أوضح موسى، "تصميم العرب الآن على رفض التفاوض في ظلِّ الاستيطان".

تجربة 20 سنة (لا سنة أو سنتين) من التفاوض الفاشل، أو من الفشل التفاوضي، كانت كافية (وكيف لها ألاَّ تكون كذلك؟!) لإقناع "المفاوض الفلسطيني ـ العربي" بعدم جدوى الاستمرار في "مفاوضات السلام" مع إسرائيل ما استمر الاستيطان يسير جنباً إلى جنب مع المفاوضات، أو في موازاتها؛ وكانت كافية، من ثمَّ، لإعلان لجنة مبادرة السلام العربية، في "قرار تاريخي"، أنْ لا مفاوضات ما دام الاستيطان مستمراً (يغيِّر التركيبة الديمغرافية للضفة الغربية والقدس الشرقية، ويلتهم مزيداً من أراضي الدولة الفلسطينية المقبلة).

ولو جنحت حكومة نتنياهو، أو إسرائيل، لمفاوضات جديدة، يتوقَّف فيها كل نشاط استيطاني، لسمعنا عمرو موسى، أو خليفته، يُعْلِن، بعد 20 سنة أخرى من مفاوضات تخلو من الاستيطان، أنَّ الفلسطينيين والعرب استفادوا كثيراً من هذه التجربة التفاوضية الجديدة، والتي لا مُشْتَرِك بينها وبين التجربة القديمة سوى "الفشل"، متوصِّلين، هذه المرَّة، إلى استنتاج آخر مؤدَّاه أنْ لا عودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل ما دامت مصرَّة على استثناء القدس (الشرقية) من جدول أعمال التفاوض، وتمضي قُدُما في تهويدها (وإنْ ليس من الوجهة الديمغرافية هذه المرَّة)!

وأخال نتنياهو (ومعه إسرائيل) يقول في معرض تقويمه للتجربة نفسها: كم كانت رائعة وناجحة وجيِّدة تلك التجربة.. تجربة 20 عاماً من "الاستيطان في ظلِّ المفاوضات"!

وكأنَّها 20 عاماً قضاها مريض بالسرطان وهو يحاول علاج مرضه العضال هذا، والشفاء منه، بأقراص الأسبرين، ليتوصَّل بعد استفحال المرض، والفشل المتكرِّر لهذا "العلاج"، إلى استنتاج مؤدَّاه أنَّ الأسبرين ليس علاجاً ناجعاً، وأنْ لا عودة إلى العلاج به!

بعض من الصحافيين والإعلاميين (المؤيِّدين، على ما يبدو، لوجهة نظر الرئيس السوري بشار الأسد) انتقدوا السيد عمرو موسى لإكثاره من الحديث عن الاستيطان وكأنَّهم يتَّهمونه بإهمال وتجاهل القضايا الأخرى كالقدس واللاجئين، فما كان منه إلاَّ أنْ انبرى لهم يُفنِّد ادِّعاءاتهم، ويشرح ويعلِّل ويبرِّر موقفه قائلاً: "إنَّنا لا ننكر أهمية القضايا الأخرى؛ لكنَّ الاستيطان يتَّسم بدرجة عالية من الخطورة؛ لكونه يغيِّر التركيبة السكَّانية للأراضي (الفلسطينية) المحتلة، ويتسبَّب بتآكل وقضم الأرض (التي يجب أن تكون إقليماً للدولة الفلسطينية المقبلة)".

هذا كلام، أو تشخيص، سليم 100 في المئة؛ لكنَّ السؤال الذي يلده هذا الكلام، أو التشخيص، والذي يتحدَّانا، ويتحدَّى عمرو موسى معنا، على أنْ نجيبه هو: هل قرار عدم العودة إلى مائدة المفاوضات ما دام الاستيطان مستمراً يكفي، أو يكفي وحده، لحلِّ هذه المشكلة المزدوجة ( التغيير المستمر للتركيبة السكَّانية، والقضم المستمر للأراضي الفلسطينية)؟

إنَّني لا أظن أنَّ السيد عمرو موسى سيجيب بما يجعلنا نعلِّل أنفسنا بوهم أنَّ هذا القرار يكفي وحده؛ لكنَّه أجاب بما يبقي على السؤال بلا جواب، إذ قال: "إنَّنا مصرُّون على التوجُّه إلى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على إدانة دولية للاستيطان"، وكأنَّ مجلس الأمن لم يُدِنْ من قبل الاستيطان، وغير مرَّة؛ وكأنَّ الإدانة الدولية (المتكرِّرة) للاستيطان أعطت من النتائج العملية أكثر مما تعطيه صلوات كاهن في مواجهة خطر انقضاض صاعقة على صومعته!

وإنَّني لعلى يقين تام من أنَّ السيد عمرو موسى نفسه هو آخر شخص يمكن أن يُصدِّق أنَّ هذا الترياق لمخاطر الاستيطان يمكن أن يأتي من قرار جديد يُصْدِره مجلس الأمن، ويُدين فيه، مرَّة أخرى، الاستيطان؛ لكن إذا كان بعض السُّمِّ ترياقاً لبعض فهل يكون بعض الوهم ترياقاً لبعض؟!

لقد أثبت نتنياهو للفلسطينيين والعرب أنَّ 20 سنة من المفاوضات لم تكن سوى 20 سنة من "الاستيطان في ظلِّ المفاوضات"؛ ولسوف يُثْبِت لهم الآن، أو من الآن وصاعداً، وإذا ما ظلُّوا على الطريقة الدونكيشوتية في الصراع والمواجهة، أنَّ قرارهم عدم العودة إلى المفاوضات ما دام الاستيطان مستمراً لن يؤدِّي، عملياً وواقعياً، إلاَّ إلى مزيدٍ من الاستيطان، ومزيدٍ من التوحُّش والوقاحة في التزام إسرائيل له، قولاً وفعلاً.

إنَّ "التوقُّف عن المفاوضات (إلى أن..)" لن يكون، أو يغدو، قراراً يشبه، ولو قليلاً، "الواقع"، إلاَّ إذا عَرَفَ أصحاب هذا القرار كيف "يُقْنِعون" نتنياهو (وأمثاله) بأنَّ عدم وقفه الاستيطان (أو مضيِّه فيه قُدُماً) هو الحماقة بعينها، فهذا الرجل مُحِبٌّ للاستيطان، عاشق له؛ لأنَّ الطرف الآخر لم يفعل (وليس لديه الاستعداد والأهلية لأنْ يفعل) ما يجعل نتنياهو كارهاً له (أي للاستيطان) زاهداً فيه وعنه.

الاستيطان خطرٌ على الفلسطينيين من الوجهتين الديمغرافية والجغرافية؛ ولن يتوقَّف إلاَّ إذا عَرَفَ الفلسطينيون والعرب كيف يجعلونه خطراً على إسرائيل نفسها؛ لكن كيف لهم أن يأتوا بهذه "المعجزة" ما داموا يفهمون السياسة ويمارسونها على أنَّها ضَرْبٌ من الكهانة التي تصبح أثراً بعد عين إذا ما انقرض ذلك الصنف من الرجال واسعي الصدور، صغيري العقول، مشلولي الأيدي.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الانهيار القومي- في -محطَّته السودانية-!
- هل يتوقَّف الزمن؟
- هذا الخلل التفاوضي الكبير!
- هل ماتت الفلسفة حقَّاً؟
- تدخُّل الإعلام في الشأن الداخلي لدولنا!
- خطوة إلى الأمام وعشرة إلى الوراء!
- إشكاليات في المعرفة الكونية
- الخيارات الستَّة البديلة!
- حلٌّ من طريق -تجميد- خيار المفاوضات!
- العالم على شفير -حرب عملات-!
- مصر تضيف -العلمانية- إلى -الديمقراطية- في انتخاباتها البرلما ...
- أُمَّة تَنْتَحِر بسلاح التعصُّب!
- شرط نتنياهو ولا -صفقة أوباما-!
- مجلس نيابي يمثِّل 470 ألف مواطن!
- كيف نفهم -سرعة الضوء-؟
- لم أرَ انتخابات تشبه التعيين أكثر منها!
- ما بين وزير الداخلية الأردني والفيلسوف هيجل!
- بلفور إذ تعدَّد!
- أخلاق انتخابية وانتخابات أخلاقية!
- كيف تُشْرِك الشعب في الانتخابات وتقصيه عن -البرلمان-؟!


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - عمرو موسى.. مُقَوِّماً للتجربة!