أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق سلوم - ألعـــــــــاب ناريـــــة../يوميـــات ـ 3















المزيد.....

ألعـــــــــاب ناريـــــة../يوميـــات ـ 3


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 967 - 2004 / 9 / 25 - 09:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أيامنا لاتتشابه ..ثمة مفاجآت تجعل الحياة اكثر غرائبية ..مثل قدر مكتوب في لوح العراقي كل يوم..ودائما كنا نغير القرارات والرؤى والأحلام أيضا..كم فعل العراقيون ذلك منذ اول الخلق ؟؟ في اول الصباح يمتلي البيت برائحة الشاي .. والخبز المحروق على قطعة الحديدفوق النار..فكل شيء اليوم مركب ..غامض ..غادر يشعرني حقا بحاجة غريبة الى البساطة ..والنزوع الى الكتابة الأقل ادبية والأكثر توثيقا..وأنا اقرر ان لااعود الى الكتابة المدبرة ثانية ..فقد اهرقنا سنوات العمر لكي نكتب بغير حروفنا الذاتية ..رن الهاتف ..وكان بناي على الهاتف فقد سمع أطراف اخبار عن رسائل وأصدقاء كتبوا من اجله وبخاصة كلمات سعدي يوسـف ..وبينما كنت اكلّم بّناي على الهاتف وابلغه بالرسالة التي ارسلها الي
الشاعر الكبير سعدي يوسف ..والتي يشكرني فيها على ذكري بنّاي..في الحلقة الأولى
من المذكرات دوّى انفجار هائل هزّ المنزل..وارتجفت الحيطان ..وسمعت صوت زجاج يتكسّر
..صاح بناي بالهاتف : هاي شنهي بوية !!
قلت هذه العاب نارية تحصل كل يوم .. فتشجع وعاد يردد السؤال:
ـ كـلّي سعدي يوسف هم تشوفه ..شلون عافيته..جان يمر مثل نسمه يشتري كتب و
يروح لدايرته يم كهرمانه ..ثم سكت وقال :كـلّي بروح ابوك هم تشوفه!!
قلت له يابناي ..يابناي..انا لم ار شاعرنا ابا حيدر منذ عام 1992في عمان مؤتمر اتحاد الأدباء العرب والآن هو مقيم في لندن....
والرجل يملأ حياتنا شعرا وكتابة وترجمة وعشقا ..وقد تبادلنا الرسائل محبة بك ..هو ارتاح لذكري اياك ثم حياك وفاء منه..وهو يابناي يحتفل هذه الأيام بميلاده السبعين كما اخبرني صموئيل شمعون..
فصاح بنّاي: اللّـــه والأحّد ..ليش ها كثر عمرة ..عمي غلط..
..على كل سلملي وكلّه بناي ذاك البناي ..من الخمسينات لي هساع..قلت له : تعني اقول له
بعدك شيوعي فضحكنا..وودعنا بعض وانا اتذكر ابيات سعدي يوسف..الأخضر ومشاغله :
[يجلس بين العشب والجندي في مزرعة اخرى
يجلس بين صاحب الحانة والآنسة الواثبة النظرة
يجلس بين الماء والسماء
يجلس ساعات الى عينين او زهرة
يجلس في الضواء
في غرفة في الطابق الرابع..
من عمارة في ساحة التحرير …]..هذه روح سعدي يوسف السبعينات..
= هرعت باتجاه الشارع ..اصوات السيارات تولول وقوات الشرطة تنتشر والنار تلتهم كل شيء وهي لاتبعد كثيرا
عنا..فقد كنا مررنا صباحا من هناك بعد ان اوصلنا الطفلة للروضة وتسوقنا خضرة وخبزا..ورأيت كيف كان يقف على الناصية في شارع الربيع بحي الجامعة شباب بعمر الورود يلتمّون للتطوع في الجيش الجديد..وكان ثمة ضابط يحاول تفرقتهم لكي لايكون تجمّعهم هدفا للتفجير ( كانت بألأمس محاولة فاشلة لتفجيرهم قد مرت دون ضحايا )..لكن نجاح الضابط في تفريقهم لم يحم هؤلاء الشباب من القدر المكتوب ..فقد عادوا وتجمعوا عند محل قريب لبيع الآيس كريم ليطفئوا به حر ايلول ولهفة الأنتظار..حيث صاروا في لحظة هدفا لتفجير انتحاري بسيارته مفخخة .. فقتلت في الحال امراة حامل بطفلها ..وأكثر من خمسين من المتطوعين والمارة وعشرات السيارات..
كنت الهث من المفاجأة والعن في اعماقي تلك القسوة المجنونة التي لاتميزبين الناس..وذلك العقل الساقط الذي لن يفهم الحياة فيفجر الحياة ..وتلك الدموية التي تهدر حياة العشرات من الأبرياء الذين يبحثون عن الخبز .. ـ وفيما يتضور الشعب من الجوع ..ويسعى الناس للبحث عن فرصة الرزق.. وفيما تتفجر سيارات القتلة بوجه العراقيين الطيبين أقرا قائمة في بريدي وصلتني باعتبارها رسالة أخبارية.. قائمة المعونات الأمريكية التي قدمت لأسماء وصفات ومعاهد وأفراد ومؤسسات وهمية ..او حقيقية غير فاعلة تسلمتها بأسم الشعب العراقي..والمبالغ المعلن عنها في هذه الدفعة بلغت مليون وستمائة الف دولار ..ذهبت مثلا لشيء اسمه المنبر الثقافي العراقي ..وأين هذا المنبر من المثقفين العراقيين في محنتهم الآن ( أتذكر مقالة سعدي يوسف : مثقفو السي آي إيه ..العراقيون / والأجر على الله )..كما ذهبت للمؤسسة العراقية / رند رحيم والمعهد العراقي / كنعان مكية ..وعسكريون ..للواء الصالحي ..وكربلاء سنتر ..وجمعية الحقوقيين العراقيين ..ومنظمة عـامر
AAMR..والتحالف العالمي للعدالة حيث يذكر اسم وزير حالي وزوجته السفيرة ..وعشرات من الأسماء التي أثرت بأسم تحرير العراق ..او أعمار العراق ..( تذكرت مقالة طارق حربي : فرهود ياعراق )..كل عراقي الآن يمكن ان يشرح لك الموضوع ..أي موضوع ويعبر عن رأيه بالوضع أي وضع ..وعن رؤيته للغد ..كل الحرفيين وباعة الطرشي واصحاب المهن ..وباعة الرقي ..والزبالون ..والعاطلون جميعا ..وحتى جارتي العلوية ام رضا ..بعد ان يئست من طول خلك الأمريكان ..
وبذلك توجز الموضوع كله..طول خلك الأمريكان ..وتردد : يمّة راح العراق ـ
..لست متشائما الى الحد الذي يجعلني أوافق العلوية أم رضا..فثمة ما يتمسك به العراقيون ..
( طاقة خلق الحياة) ..ففي نفس الوقت الذي ندفن فيه قتلانا بفعل الرصاص الأمريكي العشوائي أو القصف المتعمد ..او شهداء التفجيرات القومية والأسلامية ..وفي نفس الوقت الذي نقيم فيه مجالس العزاء ..نستيقظ في فجر الأيام الحبلى لنسعى غصبا على القدر المكتوب..
=..كان يوما للتفجيرات ..او اعتراض السيارات التي يستخدمها الأجانب على الطرق السريعة
اذ حدث اطلاق نار متبادل خلال الظهيرة ..فيما كنا نغلق باب الدار من خلفنا فرحا بسلامة العودة ..فكانت الظهيرة زمنا طويلا من الترقب والدويّ الذي اصبح جزءا من تفاصيل حياتنا ..بحيث يتفاجيء الضيوف العائدون من عدم مبالاتنا بتلك التفجيرات الهائلة الى الجوار..وفي المساء دوى انفجار رهيب ..عرفت فيما بعد انه استهدف اجتماعا ضخما لمجلس مدينة بغداد البلدي..لكنه كان بعيدا عن الهدف..فيعلق صاحب مكتبة خالد الذي كنت اختار منه قرطاسية للصغار بعد ذلك الدوي ..قائلا بشكل يزرع الشك في النفس:
من أين يأتي هؤلاء بالمعلومات الدقيقة ..ليفجروا سياراتهم..اسكت عمي ..القضية بيهة إنــّه !!
..فنسكت ونمضي تاركين لذواتنا طاقة التأويل ..ونحن نتذكر عشرات الأساتذة والإداريين ..والشخصيات والمثقفين والعلماء الذين استهدفتهم النار ,,والقتل والاغتيال../ اعود مرة اخرى لأقرا في مجموعة مصادر عن المرحلة الساسانية ..حيث تعرض المسيحيون العراقيون للقتل على يد سابور الثاني طيلة اربعين عاما من 339ولغاية 379ميلادي ..وهو ماعرف بالأضطهاد الأربعيني ويعلق الأب يوسف حبي على الأمر قائلا : هذه المرحلة وما تلاها هي امتداد لرموز
الخصوبة والأزدهار ..وتذكير بدموزي في حضارة وادي الرافدين !! كنت في المساء اجيب على رسالة صديق يحفزني من لندن على الرحيل..فأكتب له : لقد اخترت البقاء..
ولأنك تسألني هل العراق بلد تحتمل فيه الحياة ..سأقول لك ببساطة : نعم رغم الموت..
فالموت هنا ساخن وغير معلب ..والحياة عاصفة بكل التوقعات ورغم ذلك فنحن نكتب ..ونعمل ونواضب على الدوام ونرسل أطفالنا للمدرسة ونقيم أعراس الزواج كل يوم خميس..
وشمــّر بخير..لاينقصها غير الخام والطعام..
ـــــــــــــــــــــــــ 22ـ23/ايلول / 2004..بغداد



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنـــا والحــرمــــة...أجــلّكم اللـــه!! / يــوميات 2
- سـاحـة التحــرير...مقابل مكتبة بـنّـاي !!/يوميات /1
- كان في بيتنا البيان الشيوعي ـ الى مخلص خليل والأصدقاء
- وداعا نهى الراضي : يوميات بغداد ..يوميات أمراة في الحرب ..وف ...
- ابو صخير - الى حسن النوّاب ..الى حمزة الجواهري
- مرة اخرى : جورج وكرستيان ..في المحنة
- محمد حسين المطلبي..متأخرا كل هذه السنوات
- كرستيان وجورج في جحيم الأختطاف !!ـ
- أقـــــــوال
- فرناندو باييز:في بغداد كنوز تفقد وكتب تحرق
- فرانك فاريلا!..دلالية النص..شعريّته !
- المكسيكي كارلوس فوينتس: كلنا خلاسيون
- تهرول في الموجة الأسفار
- قبل ان تموت ..زهرة كاظمي كانت في بغداد
- وول سوينكا في السبعين : السياسة تفسد المثقفين
- الروائي فارغاس يوسا في العراق
- مجد البرجوازية وأحلام القاع
- طاسة الحمام الأميريكي
- عودة آور ..العودة للناصرية
- AMERICANIZATION


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق سلوم - ألعـــــــــاب ناريـــــة../يوميـــات ـ 3