أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تميم منصور - نظلم مبارك أسد على حزب الله ونعامة أمام الموساد















المزيد.....

نظلم مبارك أسد على حزب الله ونعامة أمام الموساد


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 18:25
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما ظهر الرئيس حسني مبارك عبر الشاشات الصغيرة وهو يقدم خطاب العرش أمام أعضاء مجلس الشعب الجديد، لاحظ الجميع كيف كان يحاول أن يتقمص شخصية الرجل والزعيم القوي القابض على (زمارة) كل مواطن مصري، مع أن الحقيقة والواقع ينفيان كل محاولاته، وأنه رسب في هذا الإمتحان رغم مذاكرته الطويلة لنجاح أدائه.

شعر الجميع كيف كان يحاول سيادته لملمة نفسه وتثبيت أقدامه وراء المنصة، لاحظوا كيف كان يحاول اخفاء وجهه الشاحب المتعب من كثرة عمليات الشد لعل الشباب يعود يوماً، كما لوحظت أكتافه المتهدلة غير المتوازية وشفته السفلى وأصابعه المرتعشة، كان يحاول إعادة الحيوية الطبيعية إلى نفسه من خلال رفع صوته بين حين وأخر، لكنه فشل أيضاً في هذه الحركة، فقد كان صوته يعكس صورة جسده المنهك وخرج من حنجرته كصفير قاطرة البخار القديمة لأن أوتار حنجرته أصبحت مثل حبال الغسيل في فصل الصيف.

سيادته يرفض أن يستسلم للقدر الحتمي المفروض على كل انسان فوق وجه البسيطة، يرفض أن يعترف بأن قدرات الإنسان وعمره الزمني والعملي جميعها محدودة، يرفض أن يعترف بأنه فقد صلاحيته في العمل السياسي، انه يرفض التطلع في الاشارات الضوئية الحمراء التي تحاول إيقافه ومنعه من الاستمرار في قيادة سفينة قدر شعب مصر الذي يستحق قيادة صالحة وسليمة في جسدها وعقلها ورؤيتها كالقيادة التي ولدت مع ثورة يوليو المجيدة.

بينما كان يحاول افتعال الحركات وينثر الوعود كعادته أمام صفوف السحيجة من المنافقين والمنتفعين والمرتزقة والطفيليين من اعضاء مجلس الشعب الذين حصلوا على عضويتهم بالتزييف والنفاق وشراء الذمم، ذمم الجوعى والغلابا وحراب بصمجية الأمن المركزي، لم يتوقف تصفيق هؤلاء ربائب ثقافة المجاملات الفارغة وأصحاب الألقاب المفلسه والنظريات السمعية، هذا يذكرنا بما قاله الشاعر أحمد شوقي وهو يصف الشعب حينما كان يهتف لحكامه (في عصر كليوباترا) بعد أن أشاعوا لديه أنهم انتصروا في موقعة (أكتيوما) وكانوا قد هزموا فيها هزيمة منكرة، قال شوقي عنهم: يا له من ببغاء، عقله في أذنيه ،هذا هو حال غالبية أعضاء مجلس الشعب عقولهم في أذانهم وبطونهم.

أثناء خطاب سيادة الرئيس كان لسان حال غالبية أبناء الشعب المصري وإلى جانبهم العديد من قادة دول العالم يرددون أغنية المطرب السوري "فهد بلان" (يا شيخ شوف الشيب على الراس ملتم، تلعب معانا عيب وانت لنا عم).

نعم انه بالنسبة للرئيس اوباما وأردوغان وأحمدي نجاد وبشار الأسد وشافيز وعبد الله ملك الأردن ليس عم فقط، بل هو شيخ يقف على أبواب الخرف والعجز، لا يعي كل ما يدور حوله، لا يفكر بعقل الشعب المصري ولا يرى بعيونه، بل يفكر ويرى بعيون حاشيته وأعوانه وطبقة الدهاقنة والنبلاء الذين يدورون حوله.

انه لا يبصر حالات الفقر المدقع ولا طوابير العيش والغاز والماء والبطالة والمهاجرين من ارض الوطن، لو رأى ذلك وهو في كامل وعيه لعرف أنه هو المسؤول الأول وأنه هو الداء حينها يصبح الدواء الشافي تخليه عن العرش بعد ان سئمه هذا العرش.

نعم اللعب السياسي مع هذا الجيل من الزعماء المذكورين لا يلائم عصر سيادته، لأن مبارك إبن عصره وليس إبن عصرهم، فكرة شبه غيبي لا يعرف حقيقة ما يعاني منه الشعب المصري، لا يعرف وقع وأثر مساهمته في حصار مليون ونصف مواطن فلسطيني في قطاع غزة كي يلبي رغبة واشنطن ويدعم السياسة الاسرائيلية في محاربة حركة المقاومة الفلسطينية، انه لا يدرك أبعاد التعاون الأمني الكامل مع اسرائيل لارتكاب المزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين، انه حاضر غائب، حاضر في وجوده وسلطته وغائب في ادراك مخاطر سياسته الداخلية والخارجية.

لو كان حقيقة يقدر عواقب تصريحاته لما اعلن مثلاً على الملأ بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات الصورية لاختيار أعضاء مجلس الشعب، قال بأنه يأسف لأن أحزاب المعارضة المصرية لم تحصل إلا على عدد ضئيل من أعضاء المجلس المذكور، هل هذا استخفاف بعقول أبناء أرض الكنانة ؟ هل سيادته لا يعرف الأسباب؟ انه في موقفه هذا يؤكد انه حاضر غائب، سيادته وطبقة النبلاء الذين يدورون حوله من منع وصول أعداد كافية وممثلين شرفاء لمجلس الشعب المصري، حزبة الفاسد البائد وبالتعاون مع ميلشيات الأمن المركزي هم من استخدم كل وسائل القمع والبطش ضد أحزاب المعارضة لمنعهم من ممارسة حقهم الديمقراطي في خوض معركة انتخابية نظيفة وصادقة، حكومته المتأكلة واعلامه الموجه وضعوا كل العراقيل أمام هذه الأحزاب، ألا يكفي هذا يا سيادة الرئيس؟ من الطبيعي أن تفشل هذه الأحزاب لأن حزبك وحكومتك وبلطجيتك صادروا ارادتهم وأجبروهم على مقاطعة هذه المسرحية الرخيصة التي لا تليق بالشعب المصري العريق.

لكن قبل أن ينتهي عرس انتصار حزب مبارك ونظيف في معركة الانتخابات، جاءت الصفعة الصادرة من ذوي القربى وحلفاء النظام، جاءت من اسرائيل بعد أن اعلن في القاهرة عن اكتشاف شبكة جاسوسية معادية تابعة للموساد الاسرائيلي ، وهي الشبكة الثالثة التي يتم الاعلان عن تفكيكها خلال هذه السنة، هذا يؤكد أن مصر في ظل هذا النظام مباحه أمام الاسرائيليين، وأن الموساد حولها الى محطة ترانزيت جاسوسية ساعدته بالوصول إلى القارة الإفريقية ودول أخرى في الشرق الأوسط.

يا ترى أين الجنرال أركان حرب عمر سليمان سفير مصر فوق العادة في تل أبيب وحليف الموساد الاستراتيجي في محاربة المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومقاومة ما يسمى بالنفوذ الايراني؟؟؟

ان نجاح اسرائيل في زرع شبكات الجاسوسية هذه يعود الى تهاون النظام المصري في تعامله مع اسرائيل التي أخذت تعتبر مصر عمقاً استراتيجياً واقتصادياً يخدم مصالحها، كما يعود أيضاً إلى وجود سفارة الكيان الصهيوني في القاهرة والمراكز الثقافية والابحاث التابعة لها، اسرائيل تعتبر هذه السفارة دولة داخل دولة، مهمتها زرع الدمار والخراب داخل مصر، اضافةً الى اتباع سياسة الدس ونشر ثقافة الاستسلام في الشارع المصري.

المذهل أن اعلام النظام تعامل مع الكشف عن هذه الشبكة الاسرائيلية من باب رفع العتب والخجل، في حين فإن هذا الاعلام تعامل مع ما يسمى بشبكة حزب الله التي اتهمت بتقديم الدعم للمقاومة حسب المثل المصري (حرامي في مولد) بينما تعامل هذا الاعلام مع الشبكة الاسرائيلية كالتعامل مع قطة سوداء في غرفة مظلمة يسمع مواءها دون أن يراها أحد.

من ينسى حملة التحريض ضد المقاومة اللبنانية والفلسطينية، لقد اتهمهم اعلام مبارك بأنهم فضموا بكارة شرف مصر وكرامتها وأمنها القومي وأنهم يخططون للاستيلاء على صحراء سيناء، أما ما قامت به اسرائيل فهو لا يخرج عن نطاق المثل القائل (ضرب الحبيب زبيب).



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معايير الوطنية لا تقاس سوى بالممارسة وليس بالزي الفلكلوري
- العرب لن يكونوا أكثر من رماد في حرائق ويكليكس
- مدينة راهط تسبق تل ابيب
- هل الجياع في أمريكا أحق من جياع العرب بأموال النفط؟
- الأيام تجري والتاريخ الفلسطيني يعيد نفسه
- اسرائيل في عيدين
- ولائم النفاق في شهر رمضان
- اوباما ... سيف المراجل حكم
- العلاقة التاريخية بين ثورة يوليو وعرب (48)
- شرم الشيخ عاصمة التواطؤ لنظام مبارك
- القمم العربية تجتر فشلها
- كلنا في النكبة سواءُ
- انا مًقاطع
- العودة للمفاوضات كالنفخ في قربه مثقوبة
- تغريبة عرب اسرائيل
- صفحات من وجع النكبة
- الصمت العربي يغذي غدد الاستيطان
- عبد الرحيم عراقي ما زال في الذاكرة
- ضرب الحبيب زبيب
- يا ريت ما رجعوا من تونس


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تميم منصور - نظلم مبارك أسد على حزب الله ونعامة أمام الموساد