أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - انا مًقاطع














المزيد.....

انا مًقاطع


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المقاطعة مهما تنوعت صورها واشكالها ، خاصة اذا كانت على خلفية سياسية ليست جديدة على الدول والشعوب والحركات والاحزاب والافراد في الشرق الاوسط ، انها كانت وستبقى آلية من آليات الصراع السياسي والعسكري وحتى الثقافي في هذه المنطقة .

في الماضي البعيد فرضت جميع دول الجامعة العربية مقاطعة سياسية واقتصادية على اسرائيل ، أي ان التعاون كان مع ما اسموه في حينه بالكيان الصهيوني محرماً ، وقد وصل هذا التحريم الى درجة الكفر بوجود اسرائيل ، وكانت اسباب هذا الموقف متوفرة ، يعرفها الكبير والصغير ، اهمها اغتصاب اسرائيل لفلسطين وتشريد اهلها ، بسبب هذه المقاطعة التي كانت محكمة تقريباً عاشت اسرائيل في عزلة داخل منطقة الشرق الأوسط ، كانت تتمنى التخلص منها .

اما اليوم فقد انقلبت الآية بعد ان اصبحت اسرائيل هي من يفرض المقاطعة على الدولة العربية التي تريدها ، وعلى الاحزاب والحركات والشركات العربية التي تعتبرها اسرائيل معارضة لسياستها العدوانية التوسعية .

قال اريئل شارون عندما كان رئيساً للوزراء ، في الماضي كنا نستجدي الدول العربية كي نفتح بيننا وبينها باباً واحداً من التطبيع ، اما اليوم وبفضل السادات ومبارك والعائلة الهاشمية في عمان واصدقاؤنا في دول الخليج والمغرب وتونس بفضل هؤلاء وغيرهم اصبحت اسرائيل هي التي تقرر وتختار وتفتح ابواب التطبيع مع العرب مع الدولة التي تريدها وتلائمها .

هذه حقيقة ، فمنذ ردة السادات وما تبعها حدثت عملية فرز قاطعة ومفصلية بين القوى الداعمة للمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة وبين القوى الرافضة لهذا المشروع في مقدمتها جميع التنظيمات الناصرية في الوطن العربي ، والعديد من الاطر الحزبية والنقابية والاتحادات المهنية في كل من الاردن والعراق ومصر والجزائر والمغرب ، اضافة الى سوريا وجميع فصائل المقاومة .

منذ هذا الفرز حدث انقلاب في جغرافية المقاطعة السياسية الاقليمية، تحولت وجهتها من محاصرة اسرائيل ومقاطعتها الى مقاطعة العديد من الدول العربية مثل سوريا والسودان وجميع الفصائل التي تقاوم المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة .

لكن ما حدث في الآونة الآخيرة لم تتوقعه اسرائيل ، لم تتوقع هذه المقاطعة من داخلها ، فبعد ان اعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية عن مقاطعهتا جميع منتوجات المستوطنات القائمة في الضفة العربية ، لم تتاخر سكرتارية لجنة متابعة قضايا المواطنين العرب ( عرب 48 ) باصدار قرار تاريخي تحث من خلاله الجماهير الفلسطينية في الداخل مقاطعة جميع منتوجات المستوطنات ، لان هذه المستوطنات جزءاً من الاحتلال ووجودها فوق ارض فلسطينية يكرس هذا لاحتلال والتعامل معها يعتبر دعماً لها واعترافاً بشرعيتها .

ان قرار لجنة المتابعة نقلة نوعية في تاريخ نضال وكفاح عرب 48 انه قراراً تاريخياً فيه كل المصداقية والحكمة والرشد والوطنية ، هذا القرار بكل ما يعنيه يمثل ارادة ومواقف ومشاعر غالبية الجماهير العربية الفلسطينية من عرب 48 ، انه يؤكد انهم متجذرون في وطنهم وانهم جزء لايتجزا من الشعب الفلسطيني ، وما الخط الاخضر سوى خطاً سياسياً مفروضاً وهمياً غير قادر على تفكيك الجسد الفلسطيني الواحد .

ان قرار لجنة المتابعة العربية بمثابة لطمة ورداً مناسباً على السياسة العنصرية التي تمارسها الحكومات الاسرائيلية ضد الجماهير الفلسطينية التي تخضع لحكمها منذ النكبة وحتى اليوم .

معروف على مر العصور ان ما يهم اليهودي جيبه ، واذا توقف تدفق المال الى هذا الجيب فقد توازنه وصوابه ، لان المال روحه والرئة التي يتنفس منها ، ومقاطعة منتوجات المستوطنات عقابها مزدوج ، اولاً ضد عصابات المستوطنين انفسهم ، ومن ثم ضد الاحزاب ومؤسسات الدولة التي تدعمهم وتوفر لهم الحماية والاموال وتصادر الارض والمياه من اجلهم .

نحن امام قرارين تاريخيين للسلطة الوطنية ولجنة المتابعة ، لكن هل بالامكان تنفيذ هذين القرارين ، لان منع وصول منتوجات هؤلاء العنصرين الى الاسواق والبيوت الفلسطينية بحاجة الى تنظيم ومتابعة وتخطيط ، على السلطة الفلسطينية ان تكون حادة وحازمة في هذا المجال ، عليها منع استشراء الفساد داخل لجان المقاطعة حتى لا يكون مصيرها كباقي مؤسسات السلطة المختلفة ، على السلطة الفلسطينية منع العمال الفلسطينين من العمل في مزارع ومصانع وبناء البيوت في المستوطنات لان توفير ايادي عاملة رخيصة من الفلسطينين يدعم اقتصاد المستوطنات ويساعدها على الاستمرارية والتمدد .

على السلطة توفير اماكن العمل وبظروف انسانية لجميع العمال الذين يبعدون عن العمل في المستوطنات ، عليهم ايجاد بدائل للمنتوجات التي يتم مقاطعتها ، اما بالاستيراد او من انتاج المصانع الفلسطينية ، اننا نخشى ان تكون العودة للمفاوضات خطوة الى الوراء واغلاق ابواب المقاطعة التي شُرعت بقناعة ورضى جميع الفلسطينين .

اما بالنسبة لعرب 48 فمهمة المقاطعة ليست مستحيلة لانها فردية وجماعية ، المواطن الفلسطيني قادر على تمييز منتوجات المستوطنات ومقاطعتها ، لكن يجب توفير غطاءاً اعلامياً منظماً لابراز اهمية ثقافة المقاطعة المذكورة ، يجب اقامة لجان خاصة لتوضيح البعد الوطني لهذه المقاطعة وفتح قنوات للاتصال مع التجار العرب خاصة من يتعاملون مع المستوطنين لاستيراد منتوجاتهم ، يوجد للاحزاب السياسية والجمعيات المختلفة دوراً هاماً في جعل المقاطعة تقف في مقدمة اولويات المواطن العربي ، واعتبارها التزاماً وواجباً وطنياً واحدى آليات مقاومة الاحتلال .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة للمفاوضات كالنفخ في قربه مثقوبة
- تغريبة عرب اسرائيل
- صفحات من وجع النكبة
- الصمت العربي يغذي غدد الاستيطان
- عبد الرحيم عراقي ما زال في الذاكرة
- ضرب الحبيب زبيب
- يا ريت ما رجعوا من تونس
- هابي بيرث دي فؤاد
- هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟
- ماذا فعل سلام فياض في مدينة هرتسل


المزيد.....




- ترحيل مصري بأمريكا بسبب ما فعله مع كلب تفتيش بالمطار.. والسل ...
- احتجاجًا على الزفاف الفخم.. دمية شبيهة بجيف بيزوس تطفو في قن ...
- إيران.. صور من تشييع جثامين شخصيات قتلت بالضربات الإسرائيلية ...
- صور أقمار صناعية حديثة تظهر نشاطًا جديدًا في منشأة فوردو الن ...
- إيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ...
- الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شر ...
- ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة -وشيكا- ويتوقع التوصل إليه ...
- نتفليكس تخمد أنفاس أشهر أعمالها على الإطلاق
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
- هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - انا مًقاطع